رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 48
تأليف محمد أبو النجا
لم يكن اللقاء هذه المره بين
ليلى وعادل على
غير عاده...
فقد كانت
ملامحها غاضبه شاحبه
وصوتها ولهجتها جافه وحاده
وهى تقول ورأسها
بعيده النظر إليه :
مش ممكن أربع شهور بنتقابل كده
زى الحراميه..
أنا بقيت خايفه وحاسه اللى بعمله غلط..
وكل يوم بتخيل حد من اهلى
بابا او ماما او اخويا محمد بيقولى
إحنا عرفنا
الشخص اللى كل يوم بتقابليه..
أنا حياتى كلها بقت مهدده ..
وعلى طول قلقانه ومتوتره وخايفه..
أنا زهقت من الوضع ده..
عادل بصوت هادىء :
أنا وعدتك إنى هدخل البيت..
أنا مش ندل ولا بتسلى بيكى ..
ليلى : مبقاتش عارفه بجد اللى
جواك ولا قادره أفهمك..
عادل فى دهشه : هو انتى بتشكى
فى حبى ليكى بعد
المده دى كلها..!
تعود ليلى للصمت وهو يكمل :
إنتى مبترديش عليه ليه..!
ليلى : الشاب لما يوصل مع البنت
للى هوه عايزه
هيتجوزها ليه..!
إنته وصلت معايا لكل حاجه
يتمنى الشاب
ياخدها من بنت..
إحنا غلطنا اكتر من مره..
اللى بينا تخطى مرحلة الحب ..
إحنا غلطنا..
ولازم الغط ده يتصلح..
والحل الوحيد الجواز..
هز رأسه : وانا مش متأخر لكن..
تتنهد وهى تتطلع إلى ملامحه :
لكن إيه..!
متتكلم..!
خايف مثلًا تتقدم..!
معتقدتش إن ممكن أهلى يرفضوك..
إنته شاب كويس وناجح وفوق كل ده
أنا عايزاك..
ورغبتى هتكون فوق أى قرار..
يبتسم : أنا عارف ده كويس..
لكن أنا نفسي أشترى
شقه..
حلمى يكون عندنا بيت أنا وانتى..
ترفع كتفيها فى تعجب :
نأجر شقه دلوقت..
مفيش مشكله ..
أنا مرتبنى ومرتبك ممكن يخلينا نعيش
إلى حدا ما كويسين..
لحد ما ندبر فلوس الشقه..
هز رأسه : خلاص حاضر..
أوعدك قريب جدًا هقولك حددى معاد..
معاهم فى البيت...
تنظر له فى صمت وحيره وكأنها
غير راضيه او واثقه من كلماته
لتقول فى هدوء :
عادل إحنا خلاص مينفعش نبعد..
أنا بحبك أكتر من نفسي..
سلمت لك قلبى ..
وجسمى..
مش هنكر إنى ضعفت..
لكن إنته كنت السبب
فى لحظات الضعف دى..
بكلامك ووعودك..
وك..
يقاطعها :
ليلى بلاش تفكرى التفكير البايخ ده..
أنا عمرى ما كنت ندل..
أنا بحبك..
بعشقك..
أنا مقدرش استغنى عنك..
برضاكى أو غصبن عنك..
هخطفك..
هتجوزك...
وتجبرها دائمًا كلماته الساحره
فى السيطره على مشاعرها ..
ورسم ابتسامه حائره فوق شفتيها...
***************
(عقبالك يا ليلى )
نطقت غادة جملتها فى حفل زفافها
وهى تقبل ليلى
التى كانت ملامحمها حزينه الى حدًا ما
على حالها
وتعود بعينيها الى حاتم تبتسم قائله :
ألف مبروك
ياحاتم خلى بالك منها..
يبتسم حاتم وهو يبادلها التهنئه :
عقبالك ياليلى
قريب إن شاء الله .. نشوفك عروسه
تبتسم ليلى دون حديث وهى تنصرف مبتعده..
تعود ليلى نحو مقعده إلى جانب
أمها راجيه التى تميل عليها
قائله فى أذنيها :
عقبالك ياليلى قريب إن شاء الله ..
والله حاسه إن بعد الحفله النهارده
هيجيلك ميت
عريس..
دانتى واخده الجو بحلاوتك
أكتر من العروسه..
لكن ليلى لم تمسعها كانت شاردة الذهن
مبتعده لتعود
أمها تهتف لها من جديد
: ليلى مبترديش ليه..؟
تفيق ليلى من صمتها : ها..
بتقولى حاجه ياماما..
أمها فى تعجب : ليلى
إنتى بقالك مده مش عجبانى..
سرحانه وساكته وحزينه..!
تنفى ليلى برأسها : مفيش حاجه
عشان غادة بس هتتجوز وهتبعد عنى..
وانتى عارفه غاده بالنسبه لى إيه..
أمها مبتسمه : ياسيتى دى سنت الحياه
منا ياما كان عندى قبل جوزاى
بنات اصحابى وكنت
بموت فيهم
لو قولت لك دلوقت بنتقابل
ولا نعرف بعض
ولا حتى بنسلم..
الدنيا تلاهى..
يالله بقى ابتسمى العرسان
فى الفرحه
كتير..
وكلهم زى القمر..
ليلى فى تعجب :
إيه اللى بتقوليه ده ياماما ..!
أنا مش هتجوز بالطريقه دى..
أنا لازم احب واتحب واختار شريك حياتى
مطت أمها شفتيها :
إبقى قابلينى بقى لو اتجوزتى
فى سنتك دى...
هتعنسي وبكره افكرك..
*************
تتوالى الأيام ..
( اللى بتقوليه ده مستحيل..!
أنا مش مصدق..! )
نطق عادل جملته أمام ليلى
فوق سطح المقطم
وهى تتابع قائله
: أنا زيك مش مصدقه..!
ماس..
تخيل..
ماس حقيقى..
أنا شوفته بعنيه.. والله..
تتسع عين عادل وكأن بريق الماس
البعيد يلمع
فيها ليقول بكل تحدى
: ليلى الماس ده
لازم يكون لينا بأى ثمن..
لازم يبقى معانا و بتاعنا..
ده من حقنا..
إحنا ممكن بيه نحقق كل أحلامنا ..
نتجوز فى فيلا مش شقه..
فيلا فى أى مكان فى الدنيا..
ليلى فى حيره : أنا زيك نفسي ..
لكن أزاى هنقدر نوصل له..
ينفى بيده ورأسه : بأى شكل..
وأى تمن ممكن نضحى بيه..
وعاد يشير بسابته نحوها :
الماس ده من حقى وحقك انتى بس ..
مش من حق حد غيرنا..
ولا فارس تحسين ..
فارس تحسين سرقه من خزنة شاكر..
وشاكر خلاص مات..
وسر الماس مع فارس بس..
ليلى : بس اللى شوفته من فارس
إنه راجل مش سهل..
فارس قتل بكل سهول ناس شكلهم
بس يخوف.. ويرعب..
قتلهم زى العصافير..
فارس شرس..
وقوى جدًا ..
قتال قتله..
لا أنا ولا انته نقدر عليه..
هناخد منه الماس ازاى بس..!
ده حلم..
يسود الصمت بينهم للحظات
ثم عاد يقترب منها :
فارس لازم يموت..
لازم يموت بأى شكل..
تنفى برأسها : مش ممكن صدقنى..
دا أكتر من واحد قدامى
قتلهم بكل
سهوله..
عادل :
إحنا مش هنستخدم معاه القوه..
ولا هنقتله بإدينا..
عقدت حاجبيها فى تعجب شديد :
مش فاهمه تقصد إيه..!
عادل : فارس لازم يحبك..
تتسع عيناه فى صدمه قويه :
إيه اللى بتقوله ده..!
مش فاهمه..!
يعنى إيه يحبنى..!
فارس : يعنى حبك يكون نقطة ضعف..
واللى من خلالها نقتله..
ليلى فى حيره : أنا مش قادره افهمك..!
عادل : النوعيه اللى زى فارس
ده من كلامك اللى سمعته ممكن يضعف
قدام واحده جميله زيك..
تغمغم ليلى : دانته بتبعنى بقى..
بتستغنى عنى..
ينفى عادل فى غضب
: إيه الكلام العبيط ده..!
لاء.. طبعًا..
أنا مقدرش اعمل كده..
إنتى حب عمرى كله..
لكن..
لكن تخيلى لو قدرنا ناخد الماس ..
والدولارت ..
ونبعد..
نسافر دوله اوربيه..
ونعيش بقى..
إحنا اتحرمنا كتير..
ليلى : بجد ياعادل ..
هز رأسه وهو يحتضنها :
خلاص ياليلى العذاب والالم انتهى ..
هنبقى اغنيه..
انسى الفقر..
ليلى فى سعاده : نفسي يا عادل
نتجوز بقى ونتلم فى بيت واحد..
عادل : هيحصل بس لازم نضحى..
نضحى بأى حاجه..
عايزك تلعبى بيه ..
عايزه يموت فيكى ..
ليلى : وبعدها..
هتعمل إيه..
عادل :
نحط إدينا بس على مكان الماس وبعدها ..
نتخلص منه..
ونقتله..
ومش بإدينا..
تتنهد ليلى : مش قادره افهمك..!
إنته غامض بشكل يخوف..
بشكل صعب حد يفهمه..
عادل : بكره تفهمى كل حاجه..
متقلاقيش..
هزت رأسها : مدام هنبقى مع بعض
فى النهايه ..
أنا مستعده اعمل اى حاجه علشانك..
عاد يبتسم وهو يداعب بأصابعه سطح
خديها : قريب..
قريب أوى هنحقق كل أحلامنا..
وشعرت ليلى فى تلك اللحظه
بأنها الأسعد على وجه الأرض..
*************
(بقولك طالب يتجوزنى)
نطقت ليلى جملتها عبر الهاتف
إلى عادل الذى قال فى صدمه
: أنا بقولك
وقعيه فى حبك بس..!
مش تتجوزيه..!
ليلى : والله ما لحقت أنا يدوبك بكلمه
لسه وبحسسه إنى بستلطفه..
وبكلمه بطريقه حلوه ..
لقتيه خر وقالى أنا بحبك من زمان..
وكنت مخبى وعايز اتجوزك..
عادل : وهو فين دلوقتى..!
أنا واقف أهو بر البيت ...
مش شايفكم..
ليلى :
أنا سيبته ودخلت
الحمام عشان
اكلمك واخد رأيك..
هو بعيد عنى..
وأنا بكلمك بصوت واطى..
بس خلص بسرعه عشان ميقلقش..
أعمل إيه..!
دبرنى..؟
عادل : مش عارف أقولك إيه..!
الموقف كده بقى صعب..
ليلى : أعمل إيه مش عارفه
اتصرف.. أزاى.؟
عادل : مفيش حل غير ..
وساد الصمت للحظات وهو يكمل :
غير إنك تتجوزيه عرفى..
أطلبى منه كده..
ليلى فى صدمه وبصوت خافت
تصرخ : إنته إتجننت ..!
مش ممكن..!
أنا مش مصدقه اللى بسمعه..!
أنته بتطلب منى كده..!
بتطلب اتجوز غيرك..!
عادل : ياحبيبتى ده جواز عرفى..
لحد ما نتخلص منه..
ليلى فى ذهول :
إنته بتقبل إنى أكون فى حضن
واحد تانى غيرك..
عادل : طبعًا أنا هتعذب لكن
انتى نسيتى كلامى..
أحنا هنعمل أى حاجه فى سبيل
الماس..
مهما كانت ..
الفقر اللى أحنا فيه هيدمر حبنا..
ومش هنعرف نتجوز.. خالص..
ويموت حبنا..
وتنتهى قصتنا..
اتجوزيه عرفى..
وانا هجهزه له موته فى اقرب فرصه..
عشان نتخلص منه..
صدقينى ..
ليلى : ولو سمعت كلامك ونفذته
رغم إنى مش مقتنعه ..
ما هوه هيعرف إنى مش بنت..
وانه مش أول راجل فى حياتى..
عادل : بسيطه عمليه صغيره
وكل شىء هيرجع زى الاول ..
ليلى : أنا مش مستوعبه إنك
اللى بتطلب منى
كده..
عادل : كله يهون فى سبيل
إننا نبنى اسره تعيش حياة
احسن من اللى عشناها..
لازم نضمن مستقبل أولادنا..
ليلى فى استسلام : اللى تشوفه..
عادل : أنا معاكى خطوه بخطوه..
ومتقلقيش..
ومتخفيش...
هنقتله..
والماس هيكون من نصيبنا...
******************
الوقت الحاضر..
خالد فى تعجب شديد :
أنا اللى بسمعه غريب فعلًا..
أنتى كنتى عبيطه وساذجه للدرجه
دى عشان تسمعى
كلامه وتطوعيه..
هو فيه واحد بيحب واحد يقبل
اللى بتقوليه ده..
ويقبل اللى إنتى عملتيه..!
ليلى : أنا كنت بضحك على نفسي
كنت غبيه..
كنت عاميه..
لكن الحمد لله مفضلتش عبيطه
للنهايه..
عماد فى حيره : مش فاهم قصدك..!
انتى مكملتيش باقى القصه..!
مين اللى مات فى البيت واتحرق..
حاتم وغاده والاه مين..!
ومين اللى حرقهم..؟
ليلى :
هو ده اللى هقوله فى باقى كلامى..
وبدأت ليلى تروى لهم باقى قصتها..
وتكشف الكثير من ستائر الغموض السوداء
وهم لا يصدقون تلك المفاجآت
المذهله..
التى لا تصدق أذنيهم ما يسمعوه..
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق