رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 40
تأليف محمد أبو النجا
كان فارس يستمع إلى ليلى
وهو على يقين من داخله
بأنها غير قادره
على إيجاد
ذلك المكان الذى يمكنه فيه
أن يختبىء
بثروته تلك..
ولكن قطع كل هذا جملتها
وهى تعرض عليه شرطها لتذهب به هناك..
ليقول فى حيره وشغف :
إيه هو الشرط..؟
تبتسم فى هدوء : إنك تدينى نص الماس..
ينفجر بعدها فارس ضاحكًا بقوه
ليثير ذلك غضبها فتقول بلهجه حاده :
أقدر أعرف بتضحك على إيه..!
فارس :
فى حد عاقل
يوافق على كلامك ده..!
ليلى : أكيد إنته هتوافق..
فارس : المفروض إنك تقولى
على المكان وتساعدينى
كانوع
من رد للجميل..
مش تساومينى..!
عقدت ليلى حاجبيها فى تعجب :
جميل إيه مش فاهمه ..!
فارس :
أنا أنقذت حياتك أكتر من مره الليله..
إنتى نسيتى والاه إيه..!
مطت ليلى شفتيها ف خجل :
أيوه منستش لكن ..
وعادت تغمغم وترتبك قائله :
لكن متنساش إنى بالمخبأ
ده أقد إنى أحميك ..
ولفتره طويله..
يبتسم : أنا بلفلوس اللى معايا دلوقتى
والماس أقدر أروح أرض الجن نفسه..
تشعر بالصدمه والإحباط وتعود للسكوت
قبل أن يبتسم : أنا ممكن أديكى مبلغ كويس
مكنتيش تحلمى بيه.
على شرط تقولى على المكان..
مش تقولى نص الماس..
وأظن إنتى الكسبانه أكتر منى..
لأنى كده كده سواء بيكى أو من غيرك
هقدر ألاقى مكان استخبى فيه..
ومش هيكون صعب عليه
أنا عشت طول
عمرى
مطارد من الشرطه والعصبات.
ها..قولتى إيه..؟
هتقولى على المكان والاه أمشى..؟
وتقريباً مش هنشوف بعض تانى..
تدور بجسدها
وتعقد ساعديها أمام صدرها :
هتدفع كام...
يبتسم : متقليقيش هبسطك..
هديكى اللى يرضيكى..
فوق حقك..
عارفه ليه..؟
تلتفت له بأعينها الساحره الجميله
تطلع له فيقول وهو يشير
برأسه لعينيها : أيوه
هو ده السبب عشان عيونك
الحلوين دول ..
لحظتها إبتسمت ليلى وفى أعماقها
تلك الرغبه
المخيفه الملحه..
الحصول على كل ذلك الماس وبأى ثمن..
*****************
بعد يومين ..
الخامسه وربع مساءًا
حاتم داخل منزله يقول بصوت
قوى أمام غادة وفارس الواقفان
يستمعان له فى إصغاء :
أفتكر إن الأمور كده خلاص هديت..
ومفيش خطر..
ينفى فارس برأسه : معتقدش يا حاتم .
حاتم فى صدمه بأعين حزين يقول :
ليه بقى ..؟!
مش بتقول قتلت راس الأفعى نفسها ..!
اللى إسمه شاكر ...
وتقريبًا خلصت على كل رجالته...
والشرطه جت المنطقه
واعتبرت الى حصل
مجرد شجار بين رجال عصبات..
وافتكر إن الوضع كده أصبح
مستقر ..
وأقدر أمارس حياتى بشكل طبيعى ..
ينفى فارس :
أنا قتلت السفاح
المكلف بقتلك بس
لكن اللى أمر لسه موجود وأكيد..
أكيد هيشوف حد تانى
غير شاكر عشان
يقتلك..
يبتلع حاتم ريقه : تقصد علوان ..
علون حكيم مش كده..؟
أومأ فارس برأسه : بالظبط..
علون مش هيسبيك..
وأكيد هيحاول تانى يشوف حد يقتلك..
حاتم بصوت قوى :
يبقى أبلغ الشرطه..
مفيش غير كده..
ينفى برأسه فارس :
هتبلغ تقول إيه بس..؟
أولاً أنته معندكش أى دليل
ثانيًا علون شخصيه مش قليله
شخصيه لها نفوذ
ومال ومش هتقدر على مواجهته..
أو إنك تتحداه..
يتراجع حاتم وهو يسقط
على المقعد الذى خلفه فى يأسه
قائلاً : قفلتها..صح..
مفيش كده أى مخرج..
فارس :
الحل الوحيد إنك تهرب بره مصر..
مفيش بديل تانى ..
حاتم : أنا مقدرس أعمل كده..
فارس : هتكون فتره مؤقته..
لحد ما الأمور تستقر..
يدور حاتم برأسه نحو
غادة التى لم تنبس بطرف
كلمه يقول :
إيه ياغادة مقولتيش رأيك..؟
ساكته ليه..؟
تتنهد غادة : مش عارفه أخد قرار ..
أنا فى موقف صعب..
ومتنسوش إنى حامل ومحتاجه
راحه وهدوء..
والجو ده ميساعدتش على كده...
فارس :
على كل حال أنا عملت اللى عليه..
أفتكر إن مفيش لازمه لوجودى
بعد النهارده..
وياريت محدش فيكم يفضل
هنا فى البيت...
لأن ده فى خطر على حياتكم..
حاتم فى رعب :
إنته ناوى
تسيبنا يافارس..
فارس فى تعجب :
أنته كدبتنى فى الأول
لحد ما شوفت
وسمعت
بعنيك أنا عملت
إيه عشان تفضلوا عايشين
لحد دلوقتى ..
حاتم يبقى كمل جميلك بقى
وخليك جمبنا..
ممكن أى حد يكون مرقبنا
دلوقتى أو فيه
قناصه من بعيد
من أى مكان جاهزه تخلص علينا..
يبتسم فارس : إنته خيالك بقى واسع أوى..
على كل حال أنا عايزكم تشوفوا مكان تانى
تروحوا فيه..
وسيبوا البيت هنا..
أنا هفضل فيه.. ما ربما أى حد يكون جاى
عايز يقتلكم..
وساعتها أتصدى ليه..
حاتم فى إرتباك
: هنروح فين بس..!
فارس : أنا معايا مفتاح لشقه فى السلام
كنت مأجرها هتروحوا هناك...
ومتخرجوش لحد ما اتصل بيكم..
هز حاتم رأسه فى إستسلام :
ماشى..
اللى تشوفوا يافارس...
**********
(إيه رأيك فى المكان ده..؟)
نطقت ليلى جملتها داخل منزل حاتم
وفى الحجره التى بها المخبأ
الذى لا يعلمه أحد
ليقول لها فى صدمه بجد :
أنا مش مصدق ...
إنتى عرفتى المكان ده أزاى..!
ليلى : بالصدفه والله..
حاتم وغادة نفهسم ميعرفهوش..
فارس فى صدمه : معقول ..!
ليلى :
أنا أعرف إن حاتم إشترى
البيت ده من
ورثه..
بيت قديم ...
ويجوز بقى صاحبه كان عامل
المخبأ ده له..
لغرض مجهول..
وأنا كنت هنا قبل ما تتجوز غادة
بوضب البيت وعترت فيه بالصدفه
ومقولتش حتى ل غادة عليه..
ومعرفش أنا عملت كده ليه...!
فارس : أكيد قلبك كان حاسس بيه..؟
تبتسم فى خجل : يجوز..
فارس : لكن إنتى معاك مفتاح للبيت ليه..؟
أنتى دخلتى وأنا موجود هنا..
بمفتاح معاكى..!
ليلى :
أيوه طول عمرى
أنا وغادة كده سوا..
أنا بديها مفتاح بيتى
وهيه بتدينى
مفتاح بيتها..
من غير ما أى حد يعرف...
فارس فى تعجب :
ياه للدرجه دى
الصله
والثقه قويه بينكم..
ليلى : فوق ما تتخيلى ..
طول عمرنا مع بعض..
فى الدراسه والكليه والشغل...
يغمغم فارس : واوا يبختها بيكى..
لما تكون طول عمرها مع واحده زيك جميله..
ليلى : ده غزل بقى..؟
فارس مبتسمًا : زى ما تحبى ..
غزل ..
معاكسه..
مدح..
حب..
تنفى بيديها : لا..مش للدرجه دى...
وبعدين متاخدنيش فى دوكه..
فين حقى..؟
أنا جبت لك مخبأ متحلمش بيه...
وغادة وحاتم نفسهم
لو فى البيت مش هيحسوا بيك..
ولا يعرفوا مكانك..
يضحك فارس : تعرفى
إن ميبنش عليكى أبدًا بتاعت فلوس..؟
تبتسم : بتاعت فلوس ...
بتاعت جاموس ..
فين حقى..؟
يضع يده فى جرابه
ويخرج حزمه من
الدولارت الخضراء
للتسعه عينها فى زهو ولهفه
رهيبه وهى
تلتقط النقود قبل أن يقول :
مبسوطه..؟
تتنهد : يعنى..
ينظر لها فى تعجب :
إنتى عارفه الرزمه دى كام..؟
تضرب الرزمه فى صدره
: بس مش هتكون بثمن
واحده بس من الماس..
اللى معاك...
هز رأسه : مش بقول ماديه...
وطماعه ..
تضحك : ياعم ربنا يبارك لك ..
عن إذنك بقى..
أشوفك على خير..
يجذبها من ذراعها : رايحه فين..؟
إحنا لسه مقعدناش...
ولا إتكلمناش...
تدفعه ليلى فى غضب :
بقولك إيه لاء ...
مش عشان لوحدنا هنا تفكر
إنك هتقدر ..
يقاطعها وهو يضع يده على
شفتيها :
ليلى متكمليش
أنا..بحبك..بحبك بجد...
تتراجع فى صدمه : بتحبنى...!
فارس : أيوه..بحبك...
من أول ما شوفتك..
تنفى فى تعجب :
من يومين بس..!
بتحبنى من يومين...!
ينفى : لاء..
أنا بحبك من سنين طويله لكن..
عمرى ما توقعت إن القدر يجمعنى
بيكى فى يوم من الأيام..
ليلى :
غريب الكلام اللى بسمعه ده...!
فارس : صدقينى هيه دى الحقيقه...
وأمنية حياتى إنى أتجوزك..
تتسع عين ليلى فى ذهول تردد :
تتجوزنى أنا ..!
هز رأسه : ياريت..
ليلى : بس..
يقاطعها : أنا مستعد لكل طلباتك...
ليلى : هيكون مهرى غالى
ينفجر ضاحكًا : كام يعنى..؟
تغمغم : أنا أسوى عندك كام..؟
يتراجع فى تعجب : سؤال مكار..
لكن هقولك تسوى الدنيا كلها..
تقترب منه وتلامس بأصابعها خديه :
يبقى أخد نص الفلوس ..
ونص الماس...
إيه رأيك...؟
يصيبه الصدمه والذهول من طلبها
وهو يقول : مش كتير...
ده جشع وطمع..
تنفى بأعين خبيثه :
كتير إنك تاخدنى بنص الماس..!
اللى المفروض
إنك سرقته من خزنة شاكر البغدادى...
يغمغم : أنا موافق...
على كل شروطك..
إيه رأيك نتجوز دلوقت..؟
تتسع عينيها فى تعجب شديد :
دلوقتى..!!
هز رأسه : أيوه...
تبتسم : موافقه بس هيكون جواز عرفى ..
ومحدش هيعرف بيه حتى غادة وحاتم..
يقترب منها وهويحتضن كتفيها :
عز الطلب..
بس الجواز يتم الليله..
تعقد حاجبيها فى تعجب :
ياه دانته مستعجل أوى..!
فارس : فوق ما تتخيلى..
يالله بينا عندى محامى صاحبى
نروح نكتبه عنده دلوقت..
ومع خروجهم كانت هناك أعين تتبعهم..
أعين تعلم وتسمع كل ما يدور ويحدث..
أعين هدفها واحد..
الحصول على ذلك الماس..
وبأى ثمن..
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق