القائمة الرئيسية

الصفحات

 

مملكة الشياطين
 
قصة قصيرة


 تأليف محمد أبو النجا  


اجتماع طارئ لمملكة الشياطين ..

 

 

صرخ كبيرهم في غضب حاد :

 

جاءتني شكوى بوجود قرية صغيرة

 

 في دائرة عملنا خالية من كل أنواع الشر ..

 

لا يوجد جريمه واحده بها ..

 

ولا ذنب إلا القليل ...

 

الخير يعم في كل أرجائها ..

 

الحب يسود سكانها ...

أنا لا أصدق تلك الكارثه ..

 

تلك الفضيحه بين مجتمع الشياطين ..

 

لقد جعلتمونا سخريه ..

 

أضوحكه بين بنى جنسنا ...

 

وعاد يهتف بصوت غليظ ومخيف

 

يملؤه دخان يعبر بين أنيابه :

 

جميع الشياطين المسئولون

 

عن تلك القرية يتحدثون ..

 

يخبرونى قبل أن ينالوا العقاب الأليم ..

 

ما سبب فشلكم ..!!

 

يقترب أحدهم فى خوف قائلًا :

 القرية بالفعل لا مثيل لها ..

 

محصنة بشكل منيع ..

 

تتكدس بمجموعه كبيره من إناس طيبون ..

 

 يرفضون الإصغاء لنا ..

 

يستعذون منا بربهم فى كل لحظة ..

 

لقد أرهقون وقتلوا خيرت شبابنا ..

 

 لقد أصبحنا نحن من نخاف منهم ..

 

لا نستطيع الاقتراب ..

 

أو أن نوسوس لهم ..

 

إعتدل كبيرهم فى قمة السخط والضجر :

 

يكفى المديح والثناء عليهم ..

 

لقد أصبحت طيبًا مثلهم على ما يبدو ..

 

ينفعل الشيطان : صدقنى أن أكرهم ..

 

أبغضهم لكن ..

 

يزيحه رئيسهم بيده جانبًا  هو يقاطعه :

 

تبًا لك يكفى حديث أيها الوغد ..

 

 وأشار إليه وهو يصيح بقوة :

 

خذوه واقتلوه ..

 

اسلخوه ..

 

أجعلوا منه عبر لكل من يراه ..

 

لكل شيطان أحمق ضعيف ..

 

سيعاقب كل من هو مثله ..

 

وليكن فى صدوركم قاعده واحده ...

 

نحن لا نفشل أبدًا ...

 

ثم عاد يدور برأسه نحو الجمع

 

ينظز بأعين يفوح منها النيران

 

يقول بصوت حاد يشير بسبابته

 

نحوهم  :

                                     من                                                                                                                                                                             نكم يستطيع تولى أمر تلك القرية

 

ويغير حالها ...؟

 

وله منى مكافئه عظيمه ...

 

صمت الجمع وساد الهدوء الشديد ..

 

ليعيد صراخه فى غضب :

 

هل وصل بكم الحال إلى هذا الجبن ..

 

ياله من عار ...

 























لن ينساه أجيالنا ..

 

ليتقدم ذلك الشيطان المرعب العملاق ..

 

ذو الوجه الغليظ المخيف ..

 

يمسح بأظافه قرون رأسه يقول بكل

 

ثقه وتحدى : أنا ..

 

أنا من يقبل المهم ..

 

يبتسم رئيسهم بشكل مخيف

 

 وهو يقترب منه :

 

هل أنت واثق من هذا ..!

 

هز الشيطان رأسه : نعم ..

 

تمام الثقه ..

 

أعطني فقط مجموعه تساعدني ..

 

وأعدك بعد أسبوع على الأكثر

 

سأعود وأجعل من كل هذه القريه

 

أضحوكه ..

 

نموذج للشر والخراب ..

 

هز زعيمهم رأسه : فليكن ..

 

أعطوه كل ما يرغب ويريد ..

 

ساعدوه ..

 

أريد أن اسمع قريبًا عن دمار تلك القريه ..

 

وينتهى الأسبوع ..

 

ويعود الشيطان مع رفاقه

 

وزعيمهم ينتظره فى حماس شديد

 

لسماع أخباره ..

 

ليقول فى قلق :

 

 أرى النصر فى وجهك ...

 

ينفى الشيطان برأسه :

 

للأسف ..

 

تقع خيبة الأمل على ملامح زعيمهم

 

الذى صرخ : كيف ..!

 

ألم تخبرنى وتعدنى بأنك ستقضى

 

 على الخير فى تلك القريه ..!!

 

الشيطان فى صوت هادىء :

 

إنهم ليس كباقى القرى ..

 

إنهم يد واحده ..

 

قلب واحد

كأنها رجل واحد ..

 

قرية معجزة ...

 

ولا مثيل لها ..

 

لقد إجتهدنا ..

 

وصنعنا المستحيل معهم ...

 

بلا جدوى ...

 

وكلما اقتربنا من أحد ..

 

 ونجحنا في إصغاءه لنا ..

 

وانضم معنا فى أرض الشر ..

 

تراجع وتنحى  وابتعد وفر من جديد ..

 

يستعيذ بربه ويعود الى رشده ..

 

يصرخ زعيمهم فى وجهه :

 

إذن فشلتم ..!!

 

لم تفلحوا ..!

 

أليس كذلك ..؟

 

هز الشيطان رأسه : نعم ..

 

للاسف  هذا ما حدث ..

 

ونرجو منك لمعذره و للرحيل لقد تأخرنا..

 

ينظر له زعيمهم فى تعجب شديد

 

يردد : تأخرتم ..!

 

عن أى شىء تأخرتم ..!

 

يجيبه الشيطان بكل هوء :

 

عن موعد صلاة العصر بالقرية

 

محمدأبوالنجا




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات