نافذة الأحلام
قصة قصيرة
تأليف / محمد أبو النجا
كنت من خلف نافذة حجرتى الصغيره
انتظره كل مساء ..
حين عودته من عمله ...
يخفق قلبى خوفاً عليه كلما تأخر ..
عن موعده ..
أكون مرتبكه ..
منزعجه ..
خائفه ..
رغم أنى على يقين بأنه لا يعرف
و لا يعلم كل هذا الحب الذى
أحمله و يسكن فى قلبى ..
لا يعلم
مقدار عشقى له ..
كلما
رأيته يمر أسفل نافذتى ..
أشعر
بخجلات وجهى تسقط
حبات الخجل فوق رأسه من أعلى ..
وتصدر صوتاً بأسمه يهمس وينادى بعشقه
...
والأحلام تغنى وتعزف ولا يسمعها غيرى ..
ربما لن يعرف يوماً هذا الحب الكبير .
الذى أحمله فى قلبى ..
ولن يراه ولن يشعر به ..
الحياء حبيس أنفاسى يمنعني ..
من إفشاء هذا السر الساكن
كالأسير
فى
أحضانى ..
تلك الأمنيه تحتضر بين دقاتى
بين همساتى ..
بين أنفاسي ..
وتستغيث بالشوق ..
وتتسأل فى صمت ثقيل ..
هل يمكن أن يصبح يوماً زوجى ..
الأمل يغيب ويرحل ..
ويبتعد .
يجب أن أنساه
...
حتى لا يأتى اليوم وتزداد
الصدمات أكثر ..
لو علمت أنه تزوج غيرى ..
من الآن فصاعدا لن انتظره ..
سأربط
على قلبى ومشاعرى ..
بكل
قسوة ..
بكل تحدى
واصرار ..
سأغلق نافذتى للأبد ..
لن تُفتح بعد اليوم من أجله ..
سأغلقها بأقفالاً من الإراده ومن الصبر
سأجبر مشاعرى لو هتفت له أن تلزم السكوت
سأغرق هذا الحب فى بحور من الكتمان .
وأعلن
الحرب على عشقى والعصيان ...
والآن أتخذ
قرار لا رجوع فيه ..
سأبتعد
..
سأنساه
..
أغلقت النافذة التى يرتسم فوقها
بصمات أصابعى من سنين إنتظار ..
بكيت فى فراشى أحتضن وسادة الدموع ..
أتماسك
بكل ألم ..
أمنع بكل
وسيلة إنهيارى ..
ويوماً بعد يوم لم
يتغير شىء ..
داخلى ..
سوى
أنى أموت شوقًا له ..
فجأة اسمع صوت يدق باب شرفتي
أنها قطعة من الحجر الصغير
تلتف حولها ورقة ..
أنها رسالة ..
لا
أصدق ..!
رساله من جمله واحده
لماذا غابت حبيبتى ...؟
تراجعت فى دهشة تصرخ من الصدمه
والذهول ..
وهى لا ترى أى أحد ألقاها ...!
من فعلها ..؟
وماذا يقصد ..؟
نظرت من الشرفة تبحث
بأعينها ..
فى
جنون ..
ليخفق
قلبها ويصرخ بكل حنين .
حين
رأته ينظر لها ..
لقد كان هو ...
حبيبها ...
يبتسم وكأنه يعلم كل تفاصيل قصتها ...
تصرخ
كيف علم بأننى كنت انتظره
من خلف نافذتى ..؟
الفرحه تمتزج بملامحى أضحك بشده
أنه يعلم بحبى له ..
كيف كان يرانى انتظره خلف نافذتى
المظلمه كل يوم ..؟
ظل السؤال يداعبنى حتى جاء
المساء وانتظرته ..
ليلقى لى برسالة جديده ..
أمسكتها فى سعاده غامره
لا حدود لها ..
رساله
فيها جمله واحده
الآن يعود ظل حبيبتى خلف النافذه ..
فضحكت بقوة لأنه كان يعلم
طيلة كل تلك السنين .. سري
ولم اكن أختبىء
فالحب صعب أن يختبىء
الكاتب محمد ابو النجا
تعليقات
إرسال تعليق