قط مفقود
قصة قصيرة
تأليف محمد أبو النجا
كعادته يتصفح الجريدة كل صباح ..
و لايزال يبحث بين أوراقها
عن أمل الوظيفة ...
لقد تخطى
العقد الثالث من عمره ..
دون
زواج ..
وتخبط بين
وظيفه وأخرى ...
وفشل
فى جميعها ...
لا يملك
حرفه ..
أو
شهادة تؤهل
للوصول
للوظيف بطريقه أسهل ...
تقع عينيه فجأة على ذلك الخبر
الغريب ..
والمثير لإنتباه ..
تحت عنوان كبير
( إختفاء قط فى ظروف غامضة
مكافأة قدرها عشرون ألف جنيهاً لمن
يعثر )
تتسع عيناه وتتجمد ملامحه للحظات ...
ينظر للصورة ثم ينفجر ضاحكًا ..
وهو يغمغم :
أى قط ذلك الذى يدفع
فى مقابل العثور عليه كل هذا المبلغ ..!
ثم يعود ذلك البريق فى عينيه
للأتساع ... والانتشار ..
وقد بدأ لعابه يسيل ..
ويصمت للحظات وهو يرفع رأسه
من أعلى صفحات الجريده ..
وكأنه إنتبه إلى شىء ما لم يكن
فى الحسبان ...
ربما كان سعيد الحظ فى إيجاد ذلك
القط ...
و الحصول على ذلك المبلغ ..
قفز من مكانه مسرعًا يرتدى ملابسه ..
ويخرج فى ليله ممطره ...
ولم يبال بذلك ..
أخذ دراجته البخارية وانطلق
يشق كل الطرق ..
بحثًا عن القط المفقود الذى يحمل فى
جراب معطفه صورته التى مزقها
من الجريدة ..
ويعرف شكله عن ظهر قلب ..
لابد أنه ضاع بالقرب من العنوان
المذكور لأصحابه ..
وفى أحد الأزقه
يهبط من دراجته ..
يسير
ببطء ..
يرفع
كشاف يدوى .. يبحث من خلال
ضوءه
..
ويهمس
بين شفتيه ويدعو الله ..
أن
يجده ...
ولم يصدق نفسه حينما عثر عليه ..
إنه هو ..
لم يصدق أن حلمه قد تحقق ...
بالفعل هو القط ولكن فى حاله يرثى لها
...
أخذ قلبه يخفق فرحا ويغنى ويرقص ..
وهو يحاصر القط الصغير
ناحية اليمين و الشمال ..
ويرسم بخياله الواسع صورة
تسليم القط واستلام المبلغ المكافئة ...
عشرون ألف جنيهًا ...
يفر الهر الصغير من بين قدميه..
مما دفعه للعودة لدراجته البخاريه ..
واللحاق به ...
الظلام يحجب الرؤيه عنه ...
فجأة تتلاشى كل الأحلام الورديه
فى سماء عقله وتبخرت ..
ودراجته تصطدم بالقط الصغير ..
وتطيح به وتدفعه يطير بعيدًا فى
الهواء ...
ثم يسقط جثه هامدة ...
ليصرخ فى فزع وحسره شديده :
يا الهى ..!!
ماذا فعلت ..!
أى حماقه تلك التى اقترفتها ..!
لقد قتلت القط ..
لقد فقدت المكافئه ...
ويعود هاربًا ...
مبتعدًا فى خوف ..
وهو فى غاية السخط والضجر
من سوء حظه .
ويحمد الله أنه لم يره أحد .
وشاهد
جريمته لقتل القط المسكين ..
يعود
إلى منزله متعبً مرهق ..
بعد
ليله قضاها فى البحث دون فائدة ..
ليلة دهس
فيها القط ..
وخسر
فيها المكافئة ..
عليه
أن يعود للجريدة كالعادة ويبحث
عن
وظيفه من جديد ..
ليرى
تلك المفاجأة المروعه ..
ويهوى
قلبه بين قدميه من الفزع ..
لقد
استطاعو تصوير وجهه عبر
كاميرات مراقبه ..
ويضع
أصحاب القط مكافئة ضخمه
للوصول إلى معلومات حول حقيقة
شخصيته ..
وأعلى صورته
عنوان كبير
( مكافئة
ضخمه لمن يصل ويساعد
فى القبض على قاتل القط )
محمد أبوالنجا
تعليقات
إرسال تعليق