القائمة الرئيسية

الصفحات

رد شرف
 
قصة قصيرة

 

تأليف / محمد أبو النجا

 

تبدأ أحداثها بزفاف منال ..

 

 تلك الفتاة الطيبة الرقيقة ..

 

 التى تتصف بين أقاربها بالفتاة الخجوله

 

، المنطوية ، الهادئة

 

مجدى زوجها الرجل الوحيد ..

 

الذى عرفته فى حياتها .

 

قبل الزواج ،

 

فى فترة خطوبة قصيرة للغاية بينهم .

 

بعد أيام قليلة من الإرتباط به ،

 

 بدأ مجدى فى نزع هذا القناع المزيف

 

 الذى كان يرتدية منذ أن عرفته

 

 وكأنه لا يتحمل التمثيل أكثر من ذلك .

 

المعاملة تتغير والأسلوب الطيب

 

يلاشى و يذهب .

 

وبدأت منال ترى رجلاً آخر جديد ،

 

 شرس ،

 

 لا يحمل فى ملامحه ولا لهجته غير الشر

 

كان عليها أن تختار بسرعه بين

 

أن تظل معه وتتحمل هذا المخلوق

 

أو يتم الطلاق وفى هذه الحال ،

 

ويصبح الأمر فضيحة بين الأقارب

 

 والعائلة وكل من يعرفها ...

 

ولن تسلم من ألسنة الناس .

 

ربما الطريق الآخر والأصعب

 

هو محاولة تصليح مسار مجدى

 

 وتغيره للأفضل هذا دورها كزوجه صالحة ..

 

 ولا أحد يعلم الحكمة

 

غير الله من زواجها من هذا الرجل ..

 

 

تحملت كثيراً ،

 

لم يقتصر الأمر على أخلاقة السيئة فحسب بل

 

، الإهانات المتتاليه لها ،

 

حتى رائحته بدأت تصدر منها

 

 أنفاس الخيانة ،

 

ربما من السهل على الزوجة معرفة هذا الأمر ..     

 

وبعد المواجهه بينهم والعراك

 

وصلت منال إلى تلك الدائرة المغلقة

 

من الجحيم مع هذا الرجل

 

وأيقنت أنه من المستحيل تغيره

 

ومن المستحيل تحمله

 

 والعيش معه .

 

ولم تجد بديلاً لهذا الإختيار الأخير ..

 

تطلب الطلاق بكل جراءة  ،

 

لكنه  يرفض .. بكل تعنت ..

 

تقوم بالتهديد إن لم يفعل هذا

 

 ستقوم بإفشاء أسرار خيانته

 

لها وإجرامه وأفعالة البذيئة

 

لكن يبدو أن الفتاة البريئة الساذجة

 

لم يكن لديها القدرة الكافية بمعاملة الذئاب

 

 ورغم أنها أخبرته بالتنازل

 

عن كافة حقوقها ..

 

كل شىء فى مقابل هذا الطلاق ...

 

حتى وافق وحصلت عليه ..

 

وطلقها ...

 

تصورت أن الأمور قد إنتهت ..

 

وأنها نالت الحرية من ظلمات

 

ليل مخيفه كانت تسكنه فى بيته .

 

لكن منال لم تسلم من ذلك الوقح المتبجح

 

 ، الذى صار بين الناس يحكى أن

 

سبب الطلاق السريع الذى حدث بينهم ..

 

وأنه أكتشف أنها فتاة ليست بالعذراء ..

 

لينتشر الخبر كالهشيم بين الناس ..

 

بين الأقارب ..

 

بين الجميع ..

 

حتى  أقرب الناس لها صدق هذا الخبر

 

لم يكن البكاء وحده يكفى لإطفاء

 

 تلك النيران المشتعلة بها ..

 

وإخماد تلك الفضيحة التى سببها مجدى لها

 

والتى لم تعرف لماذا فعل هذا

 

بلا أسباب ..!!

 


























هل أنتقم منها لطلبها الطلاق ..!!

 

 لم تعرف ..!

 

ولم يعد يصدق أحد براءتها ..

 

أو كلامها عنه ..

 

وما فعله معها ..

 

من خيانه وغدر ..

 

ومعامله قذره ..

 

وبأنه شخص لا يحتمل  ..

 

ولم تسلم من عيون الناس وألسنتهم ..

 

ولم تعد تتحملها ..

 

كان عليها أن تسلك الطريق الوحيد أمامها ..

 

الرحيل و الهروب

 

ابتعدت عن كل هذا ،

 

أصبحت ترى الحياة كأنها غابة ...

 

لا تصلح لعيش فتاة طيبه مثلها بها ..

 

وهناك كان القدر ينتظرها بتلك

 

المفاجأة الجديدة

 

جنين ينمو فى أحشائها من هذا الرجل

 

 الذى طعن شرفها ،

 

 وشعرت بأن ربما كان هذا الأبن

 

 هو هدية الله لها   

 

ورسالة من السماء أن لا تحزن

 

أخذت فى العمل فى محل بسيط للملابس

 

لم تفكر فى الزواج مرة أخرى ..

 

 لقد أكتفت بتلك التجربة المؤلمة ..

 

أبنها محمود الصغير أصبح كل شىء

 

الزوج والإبن والأخ ..

 

كل من كانت تحبهم

 

والتى تتابع أخبارهم عن طريق

 

 أبنة عمها كريمة

 

والوحيدة التى كانت تصدق

 

برائتها وتقوم بزيارتها

 

على فترات متباعدة

 

القدر يلعب دوره من جديد ..

 

حيث تطلب صديقه لها فى العمل

 

أن تقوم بمشاركتها بفتح محل

 

 خاص بهم للملابس ،

 

مشروع صغير .

 

ويفتح الله لها أبواب الرزق ..

 

 ويصير لها ثروة كبيرة ..

 

وعمل خاص بها ،

 

 أخبرت ولدها محمود

 

بأن أبيه قد مات قبل ولادته غرقاً ..

 

وأحياناً كانت تشعر بمراره

 

 كلما ذكره لمحمود اسمه أو ترحم عليه ..

 

بالكذب ..

 

وتقسم فى صدرها أنه لا يستحق الرحمه .

 

ولكن عسى أن تكرهو شيئاً وهو خيراً لكم

 

المرض يضرب جسد منال وتموت فجأة

 

وقد تركت ولدها محمود شابً يمكنه

 

الإعتماد على نفسه ...

 

لم يمر عاماً على وفاتها

 

حتى اصتطدم تلك السيارة المسرعه

 

بجسد أبنها محمود

 

ويتم نقله للمستشفى فى حالة حرجة

 

لا أحد معه ..

 

حتى علمت كريمة أبنة عمها

 

 وهنا بدأت تتردد فى أن تكشف السر

 

 الذى لا يعلمه غيرها وهو أن مجدى

 

 والد محمود لم يزل على قيد الحياة

 

لم تجد بديل ..

 

كان عليها أن تخبره

 

أن ولده يموت ..

 

لم يكن بسهول أن تعرف عنوانه أو طريقة

 

أخذت أيام كثيرة فى البحث عنه ..

 

مات خلال تلك الفترة محمود..

 

وهناك كانت المفاجأة الأكثر ذهول  ،

 

حيث وجدت مجدى رجلاً  قد

حطمه الزمن ...

 

وأفتقر ...

 

وتغيرت ملامحه

 

وطلبت مقابلته ..

 

وحين لاقته نظر إليها بأعين ذابله ..

 

متهالكه ..

 

 يشير بسبابته :

 

لقد رأيتك من قبل لكن لا أتذكر

 

كريمة تشير لنفسها :

 

 أنا كريمة أبنة عم زوجتك القديمة منال

 

يحدق مجدى بها ...

 

وقد اتسعت عيناه :

 

 لا تذكرى أمامى اسمها ..

 

منذ أن عرفتها لم أجد سوى

 

 اللعنه فى حياتى

 

كريمة : لقد ظلمتها يومًا

 

وطعنتها فى شرفها ..

 

وفضحتها بدون أى ذنب .

 

مجدى فى لهجة حادة :

 

 لماذا جئت الآن هنا..؟

 

كريمة لقد علمت عنوانك بعد مشقة

 

 وعلمت أيضاً أن الله رزقك

 

بثلاث فتيات معاقات ،

 

 لا يصلحن للزواج

 

أو حتى لتقديم كوباً من الماء لك ،

 

 لم تسأل نفسك يوماً لمَ فعل بك القدر هذا ..!

 

أنه عقاب من الله على فعلتك التى تصورت

 

أنها انتهت مع الزمن ،

 

 لقد ماتت منال

 

وظلت فى أعين الناس فتاة سيئة السمعه

 

قتلت شرفها فى أعين الجميع ..

 

 ليس هذا فقط

 

بل مات الآن ولدك الوحيد منها ..

 

 والذى تمنيت أن تنجبه يوماً ..

 

يتراجع مجدى فى فزع لا يصدق وهى تتابع

 

: أنظر عقاب الله لك ..

 

 لقد مات ولدك الوحيد

 

والذى كان السند لك ..

 

دون حتى أن تقابله مرة واحده طيلة

 































حياتك أو تعرف ملامحه ..

 

لم يجد مجدى كلمات يقولها

 

وهو يستمع لتلك الصدمات الرهيبه

 

وهى تكمل : الآن يذهب الجميع ..

 

ولديك ثروة كبيرة يمكنك الحصول

 

 عليها ..

 

ويمكننى إخبارك عن مكانها ..

 

 ومن حقك أن ترثها ..

 

لكن لدى شرطاً وحيد ...

 

أن تقوم بتبرئة منال من هذه التهمة ..

 

التى قذفتها بها يومًا ..

 

و بعد كل هذه الأعوام الطويلة

 

عليك تبرئتها ...

 

 أن ترد شرفها ...

 

عقد مجدى حاجبيه  :

 

 ما الذى ترمى له ..؟

 

كريمة : أن تعلن فى المسجد القريب

 

من منزلها للناس جميعاً وأقاربها

 

وعائلتها أنك كذبت عليهم

 

وظلمتها وأنها من أشرف النساء

 

ولديك مهلة ثلاث أيام فقط

 

بعدها لن أخبرك أبداً عن مكان

 

تلك الثروة ..

 

التى لا يعرفها طريقها غيرى ..

 

مجدى : سيكون هذا بمثابة الفضيحة

 

 لى أمام الجميع

 

كريمة : ربما يخفف ذلك من عقابك

 

 عند الله فى أيامك الأخيرة ...

 

أخذ  مجدى يفكر و يتخذ قراره الأخير ..

 

أن يذهب ويعلن جريمته للناس جمعياً ..

 

ويأخذ الثروة ..

 

أنه يحتاجها إليها ...

 

لا يهم ما يقوله الناس بعدها عنه ..

 

وطلب مجدى ممن تبقى  عائلة منال

 

التجمع فى المسجد فى هذا اليوم

 

 وبدأ مجدى يعلن بصوتاً عال عبر المكبر

 

لهم جميعاً أنه كذب وافترى ظلماً

 

على منال وقد كانت سيدة شريفه     

 

وانهالت صيحات الغضب عليه واللعنه

 

ولم يكمل كلماته وخرج من المسجد

 

يفر هارباً بعد أن أثار غضب الجميع

 

وسخطهم

 

حتى لحق به مجموعه من أقاربها

 

 فى زاوية جانبيه مظلمه من الطريق

 

وأنهالو عليه ضرباً وغضباً منهم ..

 

على فعلته وظلمه فى حق منال

 

وسقط أرضاً ولم يرى أمامه أى شىء

 

 وشعر بدماء ساخنه فى كل جسده

 

حتى ظهرت كريمة برداءها الأسود

 

يراها بصورة مهتز ترتجف .

 

وهمست له وهى تنثنى على ركبتيها :

 

هل تريد معرفة مكان

 

الثروة الآن..؟؟

 

يشير لها : ساعدينى لا أستطيع التحرك

 

 جسدى محطم من أثر ضربهم

 

 وأخذ يسعل دماء ويستنجد

 

وهى تنظر له : لقد ذهبت للمسجد

 

وإعلان الحقيقة ليس من أجل الله

 

 أو تبرئة إمرأة ظلمتها يوماً ..

 

أو لعل الله يرحمك

 

بل من أجل المال ..

 

وها أنت الآن تموت ...

 

ولن تأخذ معك سوى عملك.

 

جحظت عين مجدى وهو ينفث

 

 أنفاسه الأخيرة ويموت أرضاً أمامها ،

 

لتعتدل واقفه : المال الآن يذهب

 

 إلى ثلاث فتيات معاقات ..

 

من حقهم ميراث أخيهم الذى لم يعرفوه

 

 يوماً ،

 

ولن يفهمو حتى معنى كلمة الثروة ..

 

والشرف يعود لصاحبته بعد موتها

 

 وقد حكم القدر لها فى قبرها بالفوز فى قضيتها

 

رد شرف

 

تمت

 

الكاتب محمد ابو النجا

 


 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات