دعوة زواج
قصة قصيرة
تأليف / محمد أبو النجا
فتاة رقيقة جميلة ...
تسير بخطوات هادئة ثابته ..
داخل ممر طويل ..
فى تلك الشركة التى تعمل بها
منذ
ثلاث سنوات ..
تبتسم وهى تلقى الصباح
على كل وجه تراه داخل مقر عملها ..
الجميع
يراه فتاة مثال فى الجمال ..
والأخلاق
..
والأتقان
فى العمل ..
محبوبه
بين زملاؤها ..
لا
غبار على أنها فتاة رائعه ...
بكل ما
تحمله الكلمه
من
معنى ..
حتى توقفت فجأة أمام حشد من
الرفاق فى العمل أمام حائط رمادى اللون
أعلاه ورقه بيضاء معلقه ..
تزاحمت فى هدوء لترى ذلك الاعلان
المعلن فى هذا الصباح ..
ربما هى دعوه من الشركة لإقامة رحلة
...
أو تنبيه هام للعمال لأمر ما ..!
أو أنه ..
بترت عبارتها فجأة داخل
عقلها ..
وقد وقع عيناها على كلمة كبيره فى
منتصف الورقه ..
بالخط الأسود العريض ...
دعوة فرح ..
انقبض قلبها فجأة دون أن تعلم
السبب ..
أو قبل
أن تعرف من المقصود حتى
بتلك الدعوة ...
كانت
الكلمات المكتوبه أمامها ..
بمثابة الصواعق ..
التى تتساقط بعنف
على قلبها ..
فقد كانت دعوة زواج حبيبها ..
حبيبها الذى أحبته فى صمت داخل قلبها
..
دون أن
تخبر أى أحد بمشاعرها ...
تشعر بأن أقدامها لا تقوى على حملها ..
تتحرك بعدها ببطء ..
لا تعلم هل ترحل مبتعده تبكى وحيده
فى حسره ..؟
أم تظل صامته بلا رد فعلها ..!
وسيكون هذا بمثابة إعلان للجميع
عن رفضها هذا الزواج ..
ام تذهب إلى مكتبه وتهنئه ..
أى قرار ستتخذه ...!
فى الأخير قررت التوجه
نحو
مكتبه ..
تبتسم ابتسامه مزيفه ...
ابتسامه رائحتها المرار ..
وألوانها الألم ...
تمنع دموعها بكبرياء ..
وتشعر بالدنيا قد أظلمت فجأة فى عينيها
تتماسك بكل عزيمه
تتردد فى الدخول معهم إلى مكتبه
لتهنئته
أنها لا تقوى على فعل ذلك
ولن تتحمل ..
أى انكسار ذلك الذى تعيشه ...
وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من
الوقوف أمامه ..
جسدها كله ينتفض من ذلك اللقاء ..
ينظر إلى عينيها وكأنه يعلم حقيقة
ذلك الحب الحبيس داخل ضلوعها ...
يقرأ فى عينيها كلماته ...
ويسمع بين نظراتها صراخه ...
الكلمات جافه لا تقوى على قولها
ولكن لا بديل أمامها
لتقول بكلمات متلجلجه مرتبكه
وبأيدى مرتجفه مرتعشه :
ألف مبروك ...
ربنا يتمم بخير ..
بصوت خافت هزيل ضعيف
..
ليبتسم : عقبالك .. إن
شاء الله ..
لتنهار تلك الدمعه وتسقط دون أن تملك
القدره على أن تمنعها ...
وترحله مسرعه ...
وهو يرى فوق مكتبه ...
تلك الدمعه الباقيه منها معه ...
دمعة
تخبره فيها ما لم تستطع
من قبل
قوله ...
محمدأبوالنجا
تعليقات
إرسال تعليق