رواية
عشقته
ولم أراه
الجزء 32
تأليف محمد أبو النجا
لم يصدق محمد ما يراه داخل تلك
الحقيبه ...
لتتجمد يداه وقدماه وهو يرى
حفنة من الدولارات ..
مبلغ
كبير لا يمكن إحصاءه..
من أين
حصلت أخته ليلى
على كل
هذا المبلغ ..!
من أين
جاءت به..!
ولماذا
تريد إخفاءه..؟
ومن
دلها عليه..!
هل هو
حقًا شبح صديقتها غادة..!
عاد
ينفى بيده وهو يحاول
التركيز
وإتخاذ قرار بشأن تلك النقود..
التى
يسيل لعابه بشأنها..
والتى
ضعفت نفسه أمامها..
ليلتقطها
ويفر هاربًا..
مسرعًا..
ليعيد
مفتاح الشقه فى حقيبة أخته..
بكل
هدوء دون أن تشعر..
ويخفي بعدها
هو النقود كما يريد..
ويبقى
سرها معه ...
أو كما
أعتقد ذلك...
************
يستيقظ
محمد على طرقات باب حجرته
يفتح
عينيه وقلبه يخفق
والباب
يفتح فى هدوء..
ينظر
إلى أخته ليلى المتجمد بملامح صلبه
تنظر
له فى غضب ليقول فى دهشه :
مالك
يا ليلى فيه إيه..!
بتبصى
كده ليه..!
حصل
حاجه..!
تغلق
ليلى الباب وتقترب منه
ليبتلع
ريقه قائلًا :
هيه
الساعه كام دلوقت..؟
ليلى بصوت كالثلج :
إيه
اللى إنته عملته ده..؟
محمد
فى صدمه يعقد حاجبيه :
أنا.. !
عملت
إيه مش فاهم..!
ليلى :
إنته عارف إنته عملت إيه بالظبط..
وفاهم
كويس أنا قصدى إيه..!
غادة
عندى فى الأوضه دلوقتى..
وبتقول
إنها شافتك إمبارح فى شقتها
بتسرق
الشنطه
من
أوضتها..
معرفتش
تكلمك أو تضايقك..
أو
تبلغ الناس عنك..
يبتسم
ساخرًا : غادة..!
غادة
شافتنى..!
تشير
بيديها : تعالى أتفضل معايا
فى
أوضتى هيه هناك وعايزاك..
تتجمد
الدماء فى عروق محمد
وقد
عجز عن الرد وذلك الإحساس بأن
أخته
بالفعل ترى ذلك الشبح
أصبح
حقيقة بلا أدنى شك...
لينفى
برأسه فى تحدى :
أنا
معرفش إنتى بتتكلمى
على
إيه بالظبط..!
ليلى :
بتلكم على مفتاح شقة غادة
اللى
سرقته من شنطتى..
ورحت
شقة غادة وسرقة من أوضتها
الشنطه
..
ينفى
محمد برأسه :
مفيش
أى حاجه من دى حصلت
كل اللى
بتقولى عليها معملتوش
تغمغم ليلى
: تمام أنا هجيبها بنفسي هنا
فى
أوضتك وتقولها الكلام ده بنفسك..
وهمت
بالإنصراف قبل أن يلحق بها
فى خوف
مفرط يمسك يديها فى هلع :
تجيبى
مين ياليلى أوضتى..!
ليلى
فى هدوء : غادة.. طبعًا
هجيبها
هنا وهيه اللى تتفاهم معاك ..
بخصوص
شنطتها..
وتواجهه
بنفسك..
كاد
محمد أن ينطق ويخبرها
بوفاة
صديقتها وهو يحاول السيطره بقدر
المستطاع
على لسانه ..
وإمساك
كلمته..
وشعر
بأنه فى موقف لا يحسد عليه
بين
إنكار ما حدث..
وبين
تصديقه..
ربما
كانت بالفعل ليلى ترى وتتحدث
وربما
أصابته لعنته ...
ربما
ضرته أو قتلته..
يمسك
رأسه فى توتر وقلق
وهى
تهتف بقوة فيه :
إيه
هتعمل إيه دلوقت..!
يخطو
محمد من فراشه ويمد يده
يجذب
الحقيبه ويضعها بين
راحت
يد أخته التى أخذت تنفى برأسها :
مش
عارفها أقولها إيه..
إنته
خليت رقبتى قدمها قد السمسمه..
يطلق
محمد تنهيده طويله :
ربنا
يرحمنا برحمته...
قولى
لها كده...
وغادرت
ليلى حجرته ..
ليتبعها
محمد وهى تعود إلى حجرتها
تتحدث
..
لكن
قلبه ظل معلقًا مع تلك الحقيبه..
كان فى
أعماقه يصر على عودتها
إلى
أحضانه وبأى وسيله...
وفى
تلك اللحظه كانت ليلى..
تقترب
من باب الشقه وتودع صديقتها
فى
حراره ..
وسط
حالة من ذهول محمد....
وجسده
الذى يرتجف فى خوف ..
شديد..
مما
تفعله وتقوم به أخته ليلى ..
وعقله
لا يتوقف عن السؤال الأخير..
السؤال
المرعب فى صدره..
هل
بالفعل كان هنا شبح
غادة
صديقتها..؟
************
الوقت الحاضر
ترقد ليلى فوق فراش أبيض وغطاء له
نفس اللون بأعين مدمعه ..
تتحدث إلى المقدم عماد الجالس يستمع
لها
فى إنصات وتركيز كبير داخل مستشفى
قريبه
بعد سقوطها فى حالة إغماء أمام مقبرة
غادة..
تمسح بأصابعها تلك الدمعه الملتهبه
وهى تتذكر كل ما سبق من أحداث قد سقطت
من ذاكرتها أثر تلك الصدمه الرهيبه بعد
مقتل
صديقتها بيديها ...
بعد أن أحرقتها..
عماد فى صوت يسكنه الحيره الجمه :
أنا تصورت لما ذاكرتك هترجع وتحكيلى
القصة اللى محدش يعرفها غيرك
الغموض هينزاح وهكشف حل الالغاز ..
لكن للأسف ...
لقيت الوضع بيزيد حيره وسوء..
وغموض...
ليلى بصوتً حزين :
بس أنا حاسه بيها حاوليه ..
حاسه بوجودها..
بصوتها..
بلمسة إديها..
بأنفسها...
بريحة العطر بتاعها...
مش متخيله إن ملهاش وجود...
عماد :
أنا عارف إنى جازفت لما جبتك
قدام المقبره ...
وحطيتك قدام الأمر الواقع...
خليتك بين إختيارين ...
يا تفقدى ذاكرتك وعقلك للأبد..
مع صدمه جديده ومفزعه...
أو تنهارى ويستسلم عقلك ويقر بالواقع
ويعترف بموت غادة..
والحمد لله إن ده اللى حصل...
لكن غادة أكيد مش هتموت جواكى..
هتفضل لآخر يوم فى عمرك مش هتنسيها
لكن اللى بيموت مبيرجعش تانى ..
ودى مشيئة ربنا ..
ولازم نكون راضين بيها..
وكلنا ميتين..
تتساقط دموع ليلى وهى تهمس :
الحمد لله
لكن الأصعب إن يكون موتها ده بإديه..
ينفى عماد لاء طبعا مش انتى اللى
قتلتيها
رغم إن ده مش هينفى جريمتك لقتل حاتم
حتى ولو كان مجرم ..
ولا هينمع برضه إنك قتلتى أشخاص بالخطأ
مروان..
وغادة..
وعائشه
وحاتم..
تبتلع ليلى ريقها فى خوف
وهو يفكر بشده بأعين متسعه يكمل
حديثه :
لكن الصوره دلوقتى اللى قدامى بتقول
أن الجثة اللى مكناش عارفين صاحبتها
هيه جثة عائشه الست العجوزه ..
ودى اللى انتى برضه تصورتى وجودها
وكلمتيها..
قدام شقة غادة ..
والمفتاح اللى فوق الدولاب
مفتاح بيت غادة اللى اتحرق..
والتليفون تليفونها اللى انتى خدتيه
منها
على اساس يتصلح
واللى أنا لقيته فى البلكونه ..
لكن مكنش فيه أى عطل
وكان مشحون كمان..
وأطلق زفيره الطويل :
أنا عقلى داخ من حجم الغموض ده ..
أنا عمرى ما قبلت قضيه بالشكل المريب
والمغلق أبوبها وخيوط كلها المتشابكه..
وحلقاتها المفقوده..
وهيه اللى هتكون فيها حل اللغز...
وعاد يعتدل ويدور بجسده حول فراشها
قائلاً وهو يضم أصابعها ويعيد فردها :
يبقى لازم نعيد ترتيب الأوراق...
جثة حاتم موجوده ..
جثة عائشه
وجثة غادة واللى كانت حامل ..
ترتجف ليلى مع كلماته وهو يكمل :
يبقى مين الطرف الاخير اللى
بيعمل كل ده...!
وغرضه إيه من كل ده..!
وأزاى رجعت غادة بعد ما
وصلتيها تسافر..!
مين اللى قتل أمك..!
وضرب صلاح خطيبك..!
مين اللى بيجيلك البيت وأزاى بيدخله..!
تشعر ليلى بأن المقدم عماد يكاد يجن من
أثر التفكير فى حل تلك القضيه
لتتسع عيناه فجأة
وهو يردد :
مش غريبه إن الدكتور
اللى بيعلجك كريم أشرف
هو نفس الاسم اللى كلمك فى الرسايل..
والمفترض إنك حبتيه..
هزت رأسها : أيوه..
وعاد ينفى برأسه :
بس أنتى فى قصة حبك الاولى
كانت الرسايل قبل ما تفقدى الذاكره
لشخص اسمه فتحى القاضى...
وخلال فقدان ذاكرتك
كان فتحى ده هو حاتم مجدى ..
هزت رأسها : أيوه..برضه..
ينفى فى تعجب شديد وحيره :
مش ممكن...!
أنا نفسي مبقاتش فاهم
أى حاجه..
فى حد هو اللى صنع كل الدوامه دى
عشان يخفى اثر شخصيته..
وأكيد له غرض ..
وعاد يميل نحوها :
أرجوكى يا ليلى أى حاجه
ولو صغيره حاولى تفتكريها...
جايز تكون المفتاح اللى بدور عليه...
وعاد يغلق عينيه..
و فتحها فجأة
: أنا لازم أقابل الدكتور
كريم أشرف ده.
لازم اتكلم معاه..
جايز أخرج منه بأى معلومه...
ليلى : أكيد هتلاقى عنوانه مع محمد
أخويا
هز رأسه : طب نامى انتى وارتاحى
وأنا هكلمهم اطمنهم عليكى..
وهخلى المستشفى تسيب لك ممرضه جمبك
هنا لو أحتجتى أى حاجه.
اشوفك على خير...
وقلبه يخفق ويشعر بأن حل اللغز قد
تعقد..
أكثر من ذى قبل..
ولكن تنبه فجأة وبدأ ذلك الإحساس
ينمو سريعاً داخله بشكل لم يتخيله ..
إحساس يخبره بأن الدكتور
كريم أشرف هذا
يمتلك الكثير من مفاتيح
حل اللغز الرهيب...
وربما كان هو من وراء كل ذلك . .
ربما كان نعم ...
ظل يفكر بعد أن استطاع الحصول على
عنوانه
وانطلق نحو منزله فقد كان توقيت
عيادته مغلق الآن...
وكان
يجب مقابلته والحديث معه..
كان عقله يقسم على هدف واحد
أن يحصل بأى طريقه على المعلومه
التى يحتاجها من ذلك الطبيب المريب
وبأى وسيله ..
بدأ ذلك الشعور يزداد كلما تخيل كريم
أشرف
هذا ينهار ويعترف ويقر
بإعتراف يقلب موازين القضيه
ويكشف أسرارها..
ضرب مكابح سيارته أمام
منزل كريم أشرف
وهناك وجد ذلك الحشد الكبير
الشرطه والناس فى ذلك التوقيت
المتأخر من الليل..
يقتحم بجسده بين الزحام
بصعوبه وهو يسأل..
فى ذهول وحيره وتعجب :
حصل إيه..!
وكانت الكارثه الجديده
والصدمه الرهيبه
التى
لم يتخيلها..
والتى تدفع بعقله أكثر إلى حافة الجنون
مع ذلك الغموض الذى لم يعد له حدود
فقد كان هناك جسد ..
يتأرجح فى منتصف
المنزل من رقبته...
وأحدهم يخبره
أن الدكتور كريم أشرف
قد انتحر..
ولاول مره يشعر المقدم عماد شوقى
بالعجز...
قمة العجز..
فى حل كل ما يراه ويسمعه
فى قضية تلك الفتاة التى
عشقت وأحبت شخص لم تراه...
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق