رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 20
تأليف محمد أبو النجا
كان قلب ليلى يخفق بسرعه غير طبعيه...
عيناها زائغه..
ومرتجفه...
وخائفه...
فى ترقب وشغف شديد ..
وهى تتطلع إلى كريم الذى لامس
بأصابعه قناعه وهم بنزعه
وكشف حقيقة شخصيته لها..
ولكن قبل أن يفعل ذلك حدث ما لم يتوقعه..
فجأة شعر بتلك الاذرع القويه
التى تحيط جسده
و تكبله بعنف وقوة وإستماته
وصلاح صاحبها يهتف : مسكته...
مسكته يا ليلى صوتى..
صوتى بأعلى صوت
و لمى الناس فى الحاره..
اتصلى بالشرطه ..
خلى الناس تيجى..
أنا ماسكه كويس ..
بس بسرعه أنتى..
تجمدت ليلى عن الحركه والكلام ..
عاجزه عن فعل أى شىء ...
لقد كانت قاب قوسين أو أدنى من رؤية
كريم وكشف شخصيته
لقد أربك صلاح هذا بفعلته كل الحسابات
وهى تشاهده كالطفل الأحمق
الذى لا يكف
عن الصراخ والمنداه :
يا ليلى أتحركى قبل ما يفلت...
كريم بصوت هادىء ساخر :
مش بقولك عبيط..
وضرب كريم
بكعب حذائه
فى سرعه وقوة
أطراف أصابع أقدام
صلاح الذى صرخ
قبل أن يتبعه بضربه أخرى
من كوع يده فى فمه
ليجبره عن تركه..
ويسقطه صلاح أرضاً...
ليتأوه وقبل أن يعتدل
كانت تلك الركله القويه فى وجهه
تطيح به بعيداً ليرتطم بالحائط يصرخ
ألما ....
يقترب منه كريم ويمسكه من ملابسه
بيمينه ويخرج حنجره الفضى اللامع
لينهار صلاح فى فزع واستسلام
وقد رأى الموت بعينه الآن ليصرخ :
لاء..أرجوك ...متقتلنيش
كريم بهدوء : وانته متستحقش القتل
وأطلق كريم ركبته فى معدته
لينثنى صلاح فيتبعه بواحده أخرى
ليعيده من جديد للوراء..
وبلكمه أخيره يسقط على أثرها صلاح
بلا حول ولا قوة فاقداً الوعى ...
وقبل أن يلتفت إلى ليلى
كان هناك صوت ما قادم ..
ليقول : هنتقابل تانى قريب ياليلى....
ويفر هارباً من باب الشقه ..
ومن بعده يدخل أبوها وأخيها
محمد وأختها ساره
ينظرون فى دهشه إلى صلاح
الملقى أرضاً فاقداً الوعى
وساره تشهق فى ذهول وهى تنظر له
قائله وأصابعها الصغيره فوق
شفتيها :
إيه ده يا ليلى..!
هو انتى ضربتى عريسك...!!
************
يستيقظ صلاح فجأة وتتسع عيناه
على وجه دكتور نديم الذى ابتسم
: سلامتك يا بطل..
صلاح بأعين هزيله : أنا فين..؟
محمد أخو ليلى : أنته هنا فى البيت
ياصلاح عندنا...
صلاح : هو راح فين ..؟
سيلمان : هرب...
صلاح : خادنى على خوانه ياعمى..
نديم : المهم إنك بخير ...
مجرد شوية كدمات بسيطه ...
مكنش له لازمه يستدعونى
يميل صلاح فجأة للأمام بجسده :
كان فى إديه..
ومسكته..
وكتفته..
وفضلت أقولها صوتى ياليلى
لكن مسمعتش كلامى ..
لحد ما حصل اللى حصل ..
محمد : الموضوع كده ميتسكتش عليه
مره يقتل امى..
ومره يتهجم على البيت فى غيابنا..
هو عايز مننا إيه بالظبط..
سليمان : أنا لازم أكلم المقدم عماد
لازم يعرف باللى حصل ..
هو هيتصرف...
نديم : أفتكر إن ملوش لازمه لوجودى..
بعد أذنكم..
توقفه ليلى فى لهفه تنادى :
دكتور نديم
ممكن أتكلم مع حضرتك على
إنفراد..؟
نديم فى دهشه هو ومن حوله
حتى صلاح نفسه نظر فى حيره ...
ليشير برأسه بالموافقه وهو يتحرك :
تحت امرك استاذه ليلى...
تحركت ليلى خارج الحجره لتجلس معه
داخل صالون البيت تقول : كنت حابه
استفسر منك على حاجه يا دكتور ...؟
أومأ نديم برأسه : أتفضلى
قالت بصوت خافت بالقرب منه :
هو ممكن الحمل بتاعى ده يكون بسب
إغتصاب حصل لى ..؟؟
نديم فى تعجب يردد :إغتصاب...!
هزت رأسها : أيوه...
زى ما سمعت حضرتك ..
تراجع قليلا للوراء : ممكن ..
بس..
بس مين اللى قالك القصة دى..؟
قصدى مين اللى قالك إن الحمل ده
بسبب إغتصاب ...؟
إنتى مقولتليش القصة دى قبل كده ..!
تتجاهل ليلى سؤاله وهى تكمل :
طيب معلش هو ممكن الحادثه دى
أو الإغتصاب يتسبب فى إنى أنسى
اللى حصل..!!
يعنى أسقطه من ذاكرتى..!!
كأنه محصلش...!!
مط شفتيه وهو يغمغم :
السؤال ده له محتاج دكتور
متخصص غيرى فى مجال الطب النفسي
يجاوب عليه...
لكن وجهة نظرى كل شىء جايز....
مش بعيد..
ودار برأسه نحوها :
أى سؤال تانى قبل ما أمشى..؟
تعجبت ليلى من لهجته وطريقته
المختلفه والمريبه لتقول : لاء
لاء يا دكتور متشكره..
يعتدل واقفاً وقبل أن يتحرك ويخطو
مبتعدا يدور فجأة بجسده
ناحيتها يقول :
ممكن أنا بقى أطلب من حضرتك
طلب وحيد ...
عقدت حاجبيها فى حيره وتعجب :
اكيد يا دكتور تحت أمرك..
نديم : ياريت تعاملين كطبيب فقط...
كل علاقتك بيه كاطبيب فقط..
قصتك دى أنا مليش بيها اى علاقه..
مدخلتيش فى حوارات مش بتاعتى..
ليلى فى صدمه شديده : غريبه ..!
بس ده مكنش رأيك...!
ولا شخصيتك..!
نديم : أرجوكى وافقى على طلبى..
مش عايز أكتر من كده ...
هزت رأسها بالموافقه :
حاضر يا دكتور ...
أوعدك....
بس أنته كمان أوعدنى...
نظر لها فى تعجب وحيره :
أوعدك بإيه..!
ليلى : إنك تفضل فى عنيه
الطبيب الشريف الشجاع اللى
مبيخفش غير من ضميره..
نظر لها فى صمت وتركها
دون أن ينبس بطرف كلمه
أو حتى يعدها..
بما طلبت...
***********
منتصف الليل
ليلى داخل حجرتها وحدها...
أضواء خافته...
تداعب يأصابعها ذلك المفتاح الغامض..
ومازال ذلك السؤال المخيف
يردد صداه فى مسامعها هل هو حقا
مفتاح ذلك الباب الضخم الخشبى
للمنزل المحترق المجهول..؟
لقد كانت على عشم أن يذهب بها
صلاح إلى هناك...
و لكن بعد أن تحطمت عظامه
ضربا اليوم لن يمكنه أن يوفى
بوعده بالذهاب معها..
أو حتى يتحرك من فراشه لمدة يومين ...
على الأقل..
ولا تستطيع أن تصل إلى طريق غادة صديقتها..
فقد أعطتها بنفسها هاتفها..
والاتصال بها أصبح صعباً..
ولا يمكنها أن تذهب وتطرق بابها
فى مثل هذا الوقت
والساعه المتأخره.
من الليل...
ولا تستطيع إخماد تلك النار
المشتعله من الشغف لرغبتها
فى معرفة حقيقة
ما حدث لها...
لا...
لا يمكنها أن تتحمل الإنتظار
أكثر
من ذلك
حتى الصباح ..
أو حتى شروق الشمس ..
ستذهب وحدها.
لخوض التجربه ..
للمجاذفه..
مهما كانت العواقب..
تحركت وقد إتخذت قرارها المجنون..
لترتدى ملابسها..
وتخطوا ببطء منسحبه بهدوء شديد
وحذر من المنزل دون أن يشعر بها أخد
تذهب نحو الطريق الشبه خال
فى ذلك التوقيت
من الليل وفى هذا المكان
توقف واحده من سيارات الأجره...
تستقلها..
وقلبها يرتجف فى صدرها من شدة
القلق والتوتر...
تتوقف أمام المنزل المهجور الذى
أضاف له الليل كثيراً من الهيبه
والروح المرعبه..
ومع الظلام جعله أشبه بمنازل افلام
الرعب الشهيره فى هوليود..
وكل هذا لم يمنعها..
من التراجع ..
لقد تحركت..
للأمام بكل ثقه ...
وكأنها فقدت عقلها..
صعدت أدراج السلم القصير
أخرجت المفتاح من حقيبتها..
تزداد ضربات قلبها..
أكثر..
تصل إلى أقصى سرعته...
وهى تمد بالمفتاح عبر الاضواء
الضعيفه..
ومازالت تنفى بكامل اليقين فى صدرها
من المستحيل ..
أن يكون هو بالفعل مفتاح المنزل...
وظلت تكرر وهى تقترب من إدخاله ..
حتى جاءت الصاعقه الكبرى
التى هشمت عقلها
من هول المفاجأة..
والمفتاح ينساب بهدوء للداخل..
ويعلن بكل ذعر لها..
أنه مفتاح المنزل ..
مفتاح المنزل المهجور..
كانت تنفى برأسها بكل خوف وجنون
وتصرخ فى صدرها مش ممكن...!
مستحيل ..!
ده فعلا مفتاح البيت..!!!
والباب يعلن عن فتحه..
وهى تدفعه لينزاح بهدوء مخيف ..
وتخطوا ليلى نحو الداخل..
داخل المنزل المحترق...
أول خطواتها....
وعبر الاضواء القريبه من الباب ..
تتراجع ليلى فى فزع..
ويسقط قلبها بين قدميها...
وهى تشاهد داخل المنزل ..
مفاجأة جديدة...
مفاجأة لم تخطر ببالها..
أو بعقلها...
أو تتخيل وجودها...
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق