رواية
عشقته
ولم أراه
الجزء 10
تأليف محمد أبو النجا
بالتأكيد كانت لحظات رهيبه ومخيفه
التى ترتجف فيها ليلى
وقد
إنتابها حاله من الغثيان
ورأسه تدور
و تشعر فجأة
بتلك
الاصابع فى الظلام
تزحف نحو كف يديها
وتجذبها للأعلى وتقبلها..
لقد خيل لها فى ظلام شديد بظل..
ظل لا تستطيع رؤيته ..
أو تفسيره..
حينها لم تتمالك نفسها ..
لقد فقدت السيطرة
وعجزت
عن التحمل ..
لتسقط ليلى فاقده للوعى
فما حدث لها ..
كان يفوق قدرات وعقل البشر
لقد أوفى كريم بعهده ..
لقد جاء كما أخبرها..
ولمس أصابعها وقبل بشفتيه يديها..
لقد شعرت بهذا..
شعرت بشفتيه تلامسها..
من يصدق هذا..!
تستيقظ ليلى بعد مدة لا تعلمها
من الوقت
لتجد
نفسها داخل حجرتها..
وحشد كبير من الوجوه حولها..
لا يمكنها رؤيتها
صوره ضبابيه..
تحاول جمع تركيزها المنهار
وتشعر بقلبها مايزال يخفق
ويهتف لذلك الرجل الذي تعشقه
كيف جاء..!!
كيف وصل إليها..!!
ومن يكون...!!
هل هو بشر..!!
أم جاء لها من عالم آخر...!!
تستمع لصوت أمها تناديها :
ليلى..
انتى بخير ..
تنظر لها فى صمت
وأبيها يقول : إيه اللى حصل...؟
محمد راح يجيب دكتور مع صلاح
لم تقوى ليلى على التفوه بأى كلمه
كانت ولا تزال تشعر بجسدها ينتفض
تنظر لعين أختها ساره الصغيره
التى تبكى من أجلها ..
وأمها تجلس على حافة فراشها
تقول فى حزن :
أنتى أصلا بقى نومك ملخبط
وأكلك
ضعيف ..
هزت ليلى رأسها فى ضعف :
أنا بخير ياماما
بخير...متخفوش
أمها راجيه : منخفش أزاى ..!
دحنا كلنا دمنا نشف...
ساعت ما سمعنا حاجه بتتخبط وبتوقع..
على الأرض
بصوت
جامد...
بعد
قطع النور على طول ..
شغلنا كشفات التليفون ..
لقناكى وقعه على الأرض مغم عليكى
ليلى :
أنا بخير ياماما...
محتاجه بس كوباية مايه..
ومحتاجه أكون لوحدى وأنام
أمها : الدكتور خلاص على وصول..
ليلى صدقينى أنا كويسه
أبوها : نطمن برضه ..
فجأة يقتحم محمد الحجره بخطوات سريعه
و لهفه
و الدكتور من خلفه يتبعه
ذلك
الشاب الوسيم طويل القامه
فى بداية العقد الرابع من عمره
و الذى نظر نحو
فراش ليلى يقول : مساء الخير
إيه اللى حصل ...؟
ليلى فى ارتباك :
مفيش
يا دكتور لقيت
نفسي فجأة دوخت ووقعت
ومحستش
بالدنيا
تزداد إبتسامته الجذابه :
إن شاء الله خير يا أستاذه ليلى
تعقد ليلى حاجبيها فى دهشه
وحيره
تردد :
هو حضرتك تعرف أسمى ..!
يفتح الدكتور حقيبته
واضح إنك مش واخده بالك أنا مين...!
تنفى ليلى برأسها : لا يا دكتور والله ...!
محمد أخيها : ده الدكتور نديم كامل
عيادته على ناصية حارتنا
ليلى : فى تعجب بس حضرتك تعرف
أسمى
منين..؟
محمد : أصل دكتور نديم ....
يقاطعه نديم ضاحكاً :
سيبنى
بقى أقولها أنا بقى يا أستاذ
محمد يمكن تفتكرنى
أتا أخو زميلتك فى الكليه زمان ماجده كامل
تعقد ليلى حاجبيها تتذكر الاسم :
أيوه..أيوه
أفتكرتك يا دكتور بس حضرتك
مكنش عندك شنب...
يضحك نديم : أيوه
ليلى : ياه من سنين متقبلناش...
يدور نديم برأسه ناحية الواقفون :
معلش يا جماعه
محتاج بس تسبونى شويه
لوحدنا ...
ويبدأ نديم فى إجراء الكشف وعاد
يطلق تنهيده بعد الإنتهاء
: واضح
إن مكنش له لازمه وجودى
مفيش أى حاجه عندك يا أستاذه ليلى
أنتى بخير
شويه أرهاق بس ..
هكتبلك على علاج بسيط ومقويات ..
فيتامينات
وإن شاء الله تبقى بخير وياريت تعدى عليه
بعد بكره ..
ضرورى..
ليلى مبتسمه : مرسيه يا دكتور
يبتسم : ابقى بقى طمنى خطيبك لأن شكله
كان مخضوض عليكى أوى...
ليلى : فى صدمه هو لسه هنا مروحش..؟
لسه ممشاش..!
ينفى نديم : دا هو اللى موصلنى لحد هنا
بعربيته...
وكان واضح عليه اوى الخوف والقلق
عليكى ..
ليلى : طب ممكن طلب صغير يا دكتور معلش
وأرجوك متكسفنيش ومتردش طلبى ..
ينظر لها نديم فى تعجب :
تحت امرك .....خير
ليلى : لما تخرج من عندى قولهم....
ياريت محدش يزعجها
وقولهم أنها محتاجه تنام وترتاح
يبتسم نديم : بس انا كده هبقى كداب..!
ليلى : كدبه بيضه ..
ينفى برأسه مبتسماً : ياريت لكن مش بأيدى
ليلى : أرجوك...
أنا مش
عايزه أشوف حد ..
أو أقابله أنا فعلا محتاجه أنام ..
يتنهد نديم :
خلا مدام رغبتك ...
ومدام حسه بكده ..
أنا..أنا هقولهم حاضر...
انك
محتاجه تنامى
وبلاش حد
يزعجك...
وبكده أكون رضيت ضميرى
بس بشرط ...
ليلى فى تعجب : شرط..
شرط إيه...!
نديم : أنتى نسيتى ..!
أشوفك بعد بكره فى العياده عندى
ليلى : هكون عندك ...
وعد منى...
****************
(اللى بتقوليه ده ميخشش الدماغ
ولا يتصدق...!)
نطقت غادة جملتها داخل حجرة ليلى
وهى تجلس بجانب فراشها
وليلى تقسم لها : والله زى ما بقولك
بعد ما النور قطع لقيت حد
مسك كف إديه وباسها...
غادة : أنا مش مصدقه ولا كلمه ..
ليلى : هو أنا عمرى كدبت عليكى
غادة:
لاء
ليلى : طيب هكدب عليكى فى حاجه
زى دى ليه ...!
غادة : ما يمكن خطيبك صلاح إنتهزها
فرصه ..
تنفى ليلى : صلاح عرقان فى عز البرد
مش شكل واحد جرىء يعمل كده ..
وبعدين المسافه اللى كانت بنا متسمحش..
غادة : والله ما فيه حاجه بعيده..
ليلى : أنا أستبعد صلاح خالص ..
ده شاب خجول ولبخه جدا
تتنهد غادة :
ما هو كلامك ده معاناه حاجه واحده
إن ده مش بشر..
ده عفريت ..
أو جن..
ليلى فى خوف وقلق : مش ممكن ..!
لاء مستحيل ...!
غادة : مفيش تفسير تانى ..
ياصلاح ياجن...
لو عندك حاجه تانيه قوليها..؟
ليلى : معنديش أى تفسير بس لا يمكن
الانسان ده يكون مش بشر ...
غادة : أنتى بتحبيه صح ..؟
ليلى بلهجه سريعه :
يجوز بدأت أحبه ..
غادة : عشان كده مش متقبله الفكره
ليلى فى لهجه قويه : أيوه مش متقبلاها
غادة : صدقينى بتحصل يا ليلى والله.....
مش
بتسمعى عن الجن العاشق
تنفى ليلى بيديها : لا..لا..
مش مقتنعه ...
هو فى جن عاشق عنده تليفون
ويبعت
رسايل...؟
متحاوليش تقنعينى بحاجه مش
هقتنع
بيها..
غادة : يبقى لازم نسأل فيها..
ليلى فى تعجب : مش فاهمه تقصدى ايه..؟
غادة : يعنى نشوف حد يفهم
فى
المجال ده ونحكيله الحكايه...
ليلى : دجال يعنى...!
غاده : تقصدى اسمه
متخصص فى مجال العفاريت والجن...
ليلى : مش مهم اسمه إيه ..
المهم لما أقتنع الأول..
إن
الإنسان اللى بحبه
الاول مش بشر ..
وأنا مش مقتنعه...
***************
الواحده صباحاً
كانت ليلى تمسك هاتفه فى حجرتها المظلمه
تدعو بكل توسل ربها أن يرسل لها
كريم رسالته ..
لقد كانت تشتاق بشده له..
فجأة يصدر هاتفها رنين صامت برسالة
جديده
ليخفق معاها قلبها...
وهى تكتب فى لهفه :
كريم انته فين ...؟
وحشتنى
كريم : أنتى اكتر
ليلى : أنا مستنيه من بدرى رسالتك
كريم : ياه للدرجه دى
ليلى : وأكتر
كريم :
صدقتينى لما قولت لك هيجيلك...؟
ليلى :
أنا مش
مصدقه..!
ولا
مستوعبه..!
أنته
عملت كده
أزاى...!
كريم : كل يهون عشانك
ليلى : غادة صحبتى بتقول إنك مش بشر ..
كريم : ههههههههههه ليه ..؟
عشان عملت اللى مفيش بشر
يقدر يعمله ..
ليلى : لكن أنا كدبتها ...
قولت لها لا يمكن ..
انا متأكدة أنه بشر
كريم : تعرفى إنى أنا بحبك أوى أوى
ليلى بصوته نغماته الشوق :
أنا
نفسي أشوفك...
أنته جيت فى الضلمه ومشيت بسرعه..
كريم :
ولو كنت أعرف إن أغمى عليكى
مكنتش
سيبتك...
مكنتش مشيت...
واللى
يحصل يحصل
لبلى
: أنته عرفت أزاى
إن
أغم عليه..؟
كريم
: مش قولت لك أقرب مما تتخيلى...
ليلى : ياريتك ما مشيت ..
يارتنى شوفتك..
كريم : حابه تشوفينى..
ليلى : ياريت ..
كريم : تحبى أجيلك...
ليلى : فى صدمه معقول ..؟
كريم : لو حابه
تشعر ليلى بتردد..
بخوف وقلق وتوتر شديد لتقول فى
صوت هادىء :
وهتدخل أزاى..؟
كريم :
خلى نور أوضتك مقفول
وشغلى بس كشاف تليفونك ...
وغمضتى عنيكى..
عشر
دقائق هتلاقينى قدامك
ليلى فى ذهول تام :
مش
ممكن ..!
أنته بتتكلم جد..!
مستحيل ..!
كريم : والله زى ما بقولك ..
ليلى : وهتدخل أزاى...؟
كريم : متسألنيش ..
أنا هيجيلك وهدخل أزاى .
دى مهمتى..
المهم خلى النور..مقفول
إلا الكشاف ..
ليلى : بس...
تنتهى بعدها المحادثه
وتشعر ليلى بالرعب قمة الرعب ..
معقول هيجى..!
مش ممكن..!
طب هيدخل أزاى...!
أكيد مش حقيقى ..!
اكيد...!
عادت تتردد وهى تشك فى صدق كلماته
وأغلقت عيناها فى رعب شديد وذعر ..
تشعر بكل جسدها ينتفض..
ويرتجف..
فجأة تسمع صوت فتح مقبض
باب
حجرتها ...
وصوته
زحزحته...
لتتجمدد فى مكانها لا تقوى
على
فتح عينيها..
لقد تملك منها الرعب والفزع ..
والذعر...
تصرخ فى صدرها مستحيل ...!
فجأة صوت خطوات لحذاء..
يقترب..
أكثر..
وأكثر .
لا يمكنها من الخوف أن تنظر...
إنها تسمع أنفاسه...
رائحة عطره...
أنه بجانبها...
لا يمكن أن يصدق أحد ما يحدث لها..
أنه ليس بكل تأكيد كابوس..
لا...بل أنه واقع
يلامس فجأة بأصابعه بكل حب وود
وحنان خصلات شعرها ..
ويداعبها..
يلامس
جبينها...
وخديها ...
وشفتيها..
ويقترب أكثر منها ويهمس بصوت
عذب لم تسمعه من قبل ..
صوت يتحلى بالحب والعشق والغرام
بكلمه أذابت خلايا جسدها..
وهشمت ضلوعها..
وحشتينى...
لتفتح ليلى عيناها معها فجأة..
دون إراده..
لقد كانت وجها لوجه..
له..
لقد كان ينظر فى عينيها..
ولم تصدق ليلى نفسها..
لم تصدق ما تراه...
لم تصدق أن هذا هو الرجل الذى تعشقه..
فقد كانت ما تراه أمامها مذهل...
ورهيب ..
رهيب
إلى أقصى حد تتخيله ...

جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق