( الكابوس يتحقق )
قصة قصيرة
تأليف / محمد أبو النجا
استيقظ فى حاله من الهلع والرعب...
دقات قلبه يكاد يسمعها وهى تخفق ...
أنفاسه متسارعه..
ينصب عرقًا
ويرتجف
يستعذ بالله من الشيطان الرجيم ..
أى كابوس هذا الذى عاشه...!
لقد كان واقعيًا بشكل مخيف..
يتناول كوب الماء الصغير القريب من
فراشه ..
ثم يعود بظهره للوراء ..
يتذكر ما رآه ..
يتذكر
كابوسه الرهيب..
مجموعة من الأشرار ضخام الجثة..
ملثمون.. الوجه..
يرتدى كل واحدًا منهم جلباباً واسعاً
أسود
اللون..
وعصا غليظه بين أيديهم يرفعونها عالياً
..
يصنعون دائرة متساويه من حاوله..
وينهالون ويهون بضربات مبرحه فى كل
أنحاء جسده
بدون
أن يعرف أى جرم أو أى ذنب أقترفه..
ليفعلون
به ذلك..!
كم كان مؤلماً ما شعر به ومخيفاً ..
الفرار
منهم كان مستحيل..
فهم يطاردونه ويلاحقونه فى كل الطرقات
وكل إتجاه ..
ويضحكون ويسخرون منه ..
بشكل
مفزع..
أصواتهم
العاليه نفسها تدمر مسامعه ...
لقد حدث وأن تحققت أحلامه من قبل..
وأخذ يضرب على خديه يصرخ
ياويلى لو حدث وتحققت تلك الرؤيه..
وقابل هؤلاء الحمقى الفاسدون فى أى مكان
وأوسعوه ضربًا بمثل تلك الصوره البشعه..!
سيموت بلا شك فى أيديهم..
ستكون نهايته..
سيلقى حتفه..
ولابد من إتخاذ الأجراء اللازم لهذا الأمر..
للحفاظ على حياته وحماية نفسه...
ليتخذ قراره الأخير والحاسم ..
لن يخرج من المنزل اليوم ...
و لن يذهب للعمل..
و لن يفتح باب شقته مهما كان السبب..
أو
مهما كان الطارق أو الزائر..
سيغلق هاتفه ..
وحاسبه الآلى..
سيغلق نوافذه القديمة بقطع
من الخشب ...
ربما كانوا أولئك الأشرار لصوص..
قتله ..
سفاحون..
حالة من العزلة و الذعر سيعيشها
حتى موعده مع الفتاة التى أحبها
ويتمنى لقاءها
وخطبتها لن يذهب إليها ولا لرؤيتها
رغماً عن أنفه
سيبقى كما هو متجمداً فى مكانه...
كالثلج
منكمش..
يمر
الوقت ثقيل وبطىء..
لا يشعر
بالجوع أو العطش..
اليوم يمر
وهو فى حاله من التأهب والخوف
يتخيل إقتحامهم باب منزله فى أى وقت..
وهجومهم عليه بعصاهم الضخمة المرعبة ...
وضربه
بنفس الشكل المتوحش..
يرتعش.. و يرتعد ويرتجف..
يقوم بلف جسده ورأسه بغطاء فراشة
فى ظلمات الحجرة وسكونها
يتخيل ويرسم فى أحلام يقظته
أن سقف حجرته ينشق..
ويتساقطون فوق رأسه
فيغلق عينيه ويعتصرها ..
يكاد
يبكى..
يبدو أن المعاصى التى فعلها فى حياته
تنصب عواقبها الآن عليه..
وينال
الجزاء عليها...
لا
يريد النوم...
عليها
أن يرفض تلك الفكره الآن...
يعود
لشرب المزيد والمزيد من القهوه..
التى
لم تجدى نفعًا ..
عيناه
تتثاقل ..
وتستسلم
لطبيعته البشريه..
ليعود يسقط ويهوى فى ثباته ونومه العميق
ليجدهم فجأة فى حلمه يهرعون إليه..
ينقضون عليه ..
و يجذبونه بأيديهم ويهتفون
أين ذهبت لم نكمل ضربنا بعد ؟
لقد انتظرناك طويلًا منذ الأمس ...
ويعود رافعين عصاياهم الخشبيه..
ويطرحونه ضربًا..
محمد أبو النجا
تعليقات
إرسال تعليق