رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 14
تأليف محمد أبو النجا
حشد كبير من رجال المباحث داخل شقة
ليلى سليمان المنهاره والتى لا تكف عن
البكاء ...
وداخل قلبها وصدرها..
حاله يرثى لها من الحزن ..
والألم والمرار ..
لا تصدق أنها تعيش داخل ذلك
الكابوس المخيف..
لا تصدق رحيل أمها..
لا تصدق أن من قتلها هو حبيبها..
صوت أمها يضرب مسامعها ..
فى كل وقت ..
يضرب ضميرها الخامل ..
إنها أحد أسباب موت أمها..
هكذا تشعر ..
وهكذا توبخ نفسها
وتعاتبها..
تشعر بالعجز عن الإفصاح عن قصتها
للجميع..
التحقيق ما يزال مستمر..
وهى الوحيده التى رأت الجريمه..
وتكتم سرها خشية فضح أمرها..
وأمر ذلك الجنين الذى ينمو فى أحشاءها
من رجل مجهول لا تدرى من هو..
لا تدرى متى فعل ذلك حتى بها..
تتمنى الموت للخروج من هذا العذاب..
يقاطع صمتها وهى جالسه على
مقعد خشبى ذلك الصوت الحاد لرجل
المباحث طويل القامه عريض الجسد
ذو البنيه القويه ..
والشارب الضخم..
المقدم عماد شوقى يقول :
معلش يا استاذه ليلى أنا عارف
ومدرك حجم الحزن اللى حضرتك فيه
لكن محتاج أخد منك كلمتين فى التحقيق..
يخفق قلب ليلى بكل عنف
وهى تشعر بإنها تكاد تنهار وتفشى
كل مل يحمل قلبها وصدرها
لكنها أضعف من أن تقول
يجلس عماد فى المقعد القريب منها .
يقول وهو يشعل سيجارته :
إنتى بتقولى إن
اللى قتلها راجل
حاطط قناع أسود على وشه..!
هزت ليلى رأسها وهى تمسح دموعها
بأصابعها قائله : أيوه يافندم..
يطلق عماد دخان سيجارته وهو يميل
للأمام نحوها :
وانتى شوفتى الجريمه..!!
هزت من جديد فى إرتباك :
أيوه شوفتها..
كنت نايمه وصحيت فجأة..
لقيت أمى ..
واقفه على الباب ..
وزى ما تكون بتتخانق مع شخص
أنا حاولت أحدد هو مين معرفتش ..
حاولت أصرخ من الخوف
مقدرتش..
فجأة لقيته ضربها بسكينه وهرب..
مط عماد شفتيه : بس دخل منين ..!
دخل منين القاتل ده يا أستاذه ليلى
ترفع كتفيها تنفى : معرفش
عماد : أنا درست البيت كويس..
مفيش أى مدخل ممكن يدخل منه
غير باب الشقه..
الشابيك والبلكونه كانوا مقفولين..
كمان المسافه صعب إنه يتسلقها..
بالإضافه لوجود محلات فى الأسفل
هتخليه يفكر ألف مره يعمل كده..
يبقى البديل الوحيد قدمنا هو ..
عاد يدور برأسه نحو أبيها وأخيها
الواقفون بعيدًا يهمس بهدوء :
باب الشقه..
واللى مفهوش أى علامه تدل
على إنه دخل منه بالقوة ..
يعنى كسره ..
أو يكون حرامى فتحه بأى شكل ..
كل المؤشرات بتقول إنه دخل بسهوله
زى اى واحد فيكم هنا..
ليلى فى إرتباك واضح :
معرفش أى حاجه..
يطلق عماد زفير آخر من دخانه :
الجريمه كانت على باب أوضتك...
ومفيش أى سرقه حصلت فى البيت..
تفتكرى إيه السبب..
كان جاى يسرق إيه من أسرة بسيطه
فى حى شعبى زيكم.
ليلى : يافندم أنا أمى
أتقتلت قدام عنيه..
وشوفت الجريمه بنفسي..
وأكيد أمنيتى
تقبضوا على اللى
عمل كده .
ونفسي كمان أساعدتكم..
بس متنساش إنى تعبانه واللى حصل
صعب..
صعب أوى..
يقاطعها : إحنا لقينا شنطه سوده صغيره
وعاد عماد يمد
يده للضابط الآخر الواقف
الذى قدمها له ليكمل
عماد :
شنطه سوده صغيره فى حجم اليد ..
مرميه فوق دولابك جواها كيس أسود
تنظر ليلى لها : أيوه دى شنطتى..
يفتح عماد الشنطه ويرفع بأصابعه
قائلًا :
شنطه صغيره جوه كيس أسود مرمى فوق
دولابك مفيش فيها
غير المفتاح ده..!
نظرت ليلى للمفتاح الذى بين عينيها
وهى تنفى برأسها : معرفش ده مفتاح
إيه..؟
عماد : غريبه..!
فى أوضتك..وفوق دولابك..
ومتعرفيش مفتاح إيه..!
تنفى ليلى : صدقنى معرفش ده مفتاح
إيه..!
جايز ماما اللى يرحمها هيه اللى حطاه..
يقترب أبيها منهم ليشير عماد له :
متعرفش ده مفتاح إيه
يا أستاذ سليمان..!
ينفى سيلمان برأسه : لا يافندم..
بس مش مفتاح الشقه هنا..
هز عماد رأسه : أنا فعلًا جربته..
ومطلعش هوه..
على كل حال خليه معاك وياريت
لو قدرت تفتكر تبلغنى..
سليمان هو حضرتك مهتم اوى
بأمر المفتاح ليه..!
جايز فعلًا يكون مفتاح قديم وراجيه
هيه اللى كانت ..
يقاطعه عماد مفيش مفتاح قديم وملوش
لازمه هيكون مرمى ومحتفظين بيه
بالشكل ده لوحده
فوق الدولاب..
وبعدين لون المفتاح وشكله ..
بيقول إنه مش قديم ..
سليمان : على كل حال أنا جايز
أكون ناسى هو بتاع إيه..
بس
أوعدك لو أفتكرت هبلغ سعاتك..
يدور عماد نحو ليلى من جديد
يقول : سؤال كمان معلش يا أستاذه
ليلى...
هزت رأسها فى هدوء وهو يكمل :
مين اللى متعود يزوركم هنا فى البيت..!
يدخل سيلمان فى الحوار :
مفيش يافندم حد كتير..
إحنا ناس أنطوائين بعض الشىء..
يمكن خليل إبن عمتى أحيانا
بيجى من البلد لما بيعدى على بنته
فى الجامعه ..
وأحيانًا..
إبن أخويا عمرو ..
وده كل فين وفين..
بس ..
ينظر له عماد :
أنا سألت أستاذه ليلى
ومجاوبتنيش.. !
أنا منتظر منها الرد يا استاذ سليمان
ينظر له سليمان فى خجل
:
آسف يافندم..
ليلى : زى ما قال لحضرتك بابا
هما دول بس اللى ..
يقاطعها عماد : هو مش حضرتك
مخطوبه ..
محدش فيكم
جاب سيرته..ليه...!
تنتبه ليلى لتقول :
أيوه وصلاح خطيبى..
سليمان تحب حضرتك أبعت أجي..
يقاطعه عماد : أنا فعلاً بعت أجيبه
يا أستاذ سليمان
فجأة تشعر ليلى بالغثيان وبالقىء
وبأعراض تتدركها تماماً وصريحه للحمل
تعتدل واقفه قائله : بعد إذنكم .
عايزه أروح دورة المايه..
هز عماد رأسه بنظرات ماكره :
أيوه إتفضلى حضرتك..
تتحرك ليلى..
وقبل أن تصل كانت تتقىء
وتنظر نحو المقدم عماد الذى
كانت عيناه تخبرها بأنها
محل شك..
محل شك بلا جدال..
*************
تجلس ليلى وحدها داخل حجرتها
فى ليله من أصعب ليالى عمرها
لا تصدق ولا تتخيل إلى تلك اللحظه أن
أمها قد ماتت وأنها ليست فى البيت..
لقد بدأت تشعر بالخوف من كريم
بل بالغضب..
لكن لا تعلم هل أصبحت تكرهه أم لا..!
هل كرهته بعد أن قتل أمها..!
لا تدرك حقيقة شعورها..
فجأة طرقات باب حجرتها
يدخل أبيها الذى أكتست ملامحه بالحزن
والكآبه والهم..
يقترب منها وهو يحتضنها
بصوتً حنون هادىء : ليلى
إنتى لسه صاحيه...!
ليلى : مش جايلى نوم يا بابا..
أبيها : ولا حد فينا عارف ينام..
أنا خدت ساره فى حضنى
ويدوب لسه مغمضه عنيها دلوقتى
عماله تعيط طول النهار..
ليلى : خليها تيجى تنام معايا...
ينفى برأسه : خلاص هيه نامت..
المهم إنتى عايزك ترتاحى
ليلى : هيه فين الراحه يابابا..!
مخلاص السواد كله بقى فى البيت
وف قلوبنا وف كل مكان..
هز أبيها رأسه :
عندك حق يا بنتى ..
بس هنعمل إيه...؟
ده قضاء الله ...
أمك كانت طيبه..
ومتستحقش إنها تموت بالشكل ده..
ليلى بدموع منهمره :
لحد دلوقتى
المشهد مش بيروح
من عنيه..
أبيها : الغريبه فعلاً زى ما المقدم
عماد بيقول هيسرق مننا إيه الحرامى ده..!
إيش ياخد الريح من البلاط..
ده كمان مفيش أى أثر فى الشقه
لا بصماته..
ولا كسر حاجه..
طب دخل أزاى..
ودخل يعمل إيه بالضبط..!
وقتل راجيه الغلبانه ليه..!
ده ولا الشيطان..
أنا غيرت مفتاح الباب..
وهجبلك بكره نسخه..
وعاد ينتبه وهو يتذكر
ويخرج المفتاح الغريب
الذى وجدوه أعلى دولاب ليلى
يرفعه صوب عينيه :
أنا تعبت وجربت المفتاح ده
فى حجات كتير
مش فاهم ده مفتاح أى باب..!
أو بتاع إيه..!
وليه كان فوق دولابك..
أكيد أمك الله يرحمها كانت محتفظه بيه
بس بتاع إيه...!
حاجه غريبه أوى..!
خليه معاكى يا ليلى
لحد ما يبان بتاع إيه..!
ليلى : هو ليه أنا حسيت إن المقدم
عماد بيشك فيه..!
أبيها : دى شغلت رجال المباحث
مفيش حد بعيد عن الشبهه..
احيانا بتحصل جرايم كتير وفى النهايه
بيطلع القاتل واحد من البيت نفسه
اقرب الاقربين..
اللى مكنش حد يتوقعه ..
أو على الاقل شارك فى الجريمه..
وبعدين هوه شك فينا كلنا ..
ومتقلقيش هو وعدنى إنه يجيب القاتل
خصوصًا إنه معاه طرف خيط
هيقدر من خلاله يوصل له..
ليلى فى صدمه :
إيه هو ..الطرف ده..؟
ينفى برأسه : مقليش ..
بس ياريت يلاقيه ويعدموه
عشان اشفى غليلى
من اللى قتل أطيب إنسانه فى الدنيا
راجيه مراتى...
*************
طرقات على باب شقة ليلى
تقترب ساره الصغيره
تفتح الباب يطل من خلفه
الدكتور نديم الذى ابتسم : إزيك يا حبيبتى
عامله إيه..!
بابا موجود...
ساره : لاء..
مفيش غير أنا وليلى..
ليلى من خلفه : مين ياساره..
بترت عبارتها وهى تشير بالدخول
بوجه مصدوم...
دكتور نديم : إتفضل ..
يجلس نديم فى صالون الشقه يقول
: البقيه فى حياتكم يا ليلى..
ليلى بصوت منخفض : حياتك الباقيه
يادكتور..
نديم : فى الحقيقة أنا زعلت جدًا
من اللى حصل...
وزعلت أكتر منك..
ليلى فى تعجب : منى أنا ليه..!
نديم : أنا تربطنى صداقه بالمقدم
عماد شوقى اللى ماسك القضيه..
واتكلمت معاه..
طبعًا الجريمه هزت المنطقه كلها
والدنيا ملهاش سيرة غير باللى حصل..
ليلى : بس حضرتك مقولتش
زعلان منى ليه..!
نديم : عشان متكلمتيش يا ليلى
إنت بتخبى ليه الحقيقه..!
إنتى عارفه مين اللى قتل أمك..
وشوفتيه بنفسك..
أحكى قصتك أكيد كانوا ساعدوكى..
تنفى ليلى برأسها : دكتور نديم
أنا فعلًا شوفت الجريمه ..
لكن متنساش إنى أنا نفسي
معرفش القاتل..
ولا شفتشوش..
ولو قولت لهم زى ما حضرتك بتقول
مش هينوبنى غير الفضيحه انا وأسرتى..
وإنته لسه بتقول الدنيا كلها بتتكلم على
جريمة القتل ..
تخيل بقى لو عرفو باقى القصة اللى سياتك
الوحيد اللى تعرفها..
تخيل حجم الفضيحه..
اللى هتبقى على كل لسان..
ينفى نديم : مش ده السبب اللى خلاكى
تسكتى السبب الاكبر هو إنك لسه
بتحبى الشخص ده..
ليلى فى غضب : ولنفرض .
مش شايف إن حضرتك إدخلت كتير
فى حياتى
الشخصيه من غير مبرر..!
إنته مهتم أوى بقضيتى وبمشاكلى ليه..!
مش قادره أفهم..!
نديم : عشان أنا شخص عندى ضمير
ومينفعش أسكت على الغلط..
ليلى : لو حابب تفضحنى ممكن..
يبقى كتر خيرك..
وريح ضميرك ياسيدى..
خلاص ..
عايز حاجه تانيه...!
نديم : عايز أقولك لو ما تكلمتيش
وبلغتى المقدم عماد..
أنا بنفسي اللى هتكلم..
ليلى : منا قولت لك أعمل اللى
إنته عايزه ..
قولهم كمان إنى حامل من شخص
مجهول..
نديم : مش كده وبس ..
تقاطعه ليلى هذه المره :
من فضلك يا دكتور أنا تعبانه
ومحتاجه أنام..
هز نديم رأسه فى غضب
وهو يشعر أنها تقوم بطرده :
تمام إنتى اللى أخترتى..
أنا بكره الصبح هروح لمكتب المقدم
وهحكيله حكايتك كلها بالتفصيل..
بعد إذنك..
يغادر بعدها نديم المنزل
عائدًا إلى شقته يفتح بابها
وما يزال الغضب والسخط يبدو
على ملامحه..
حتى دخل حجرته..
لتتسع عيناه فى صدمه مفزعه
صدمه لا حدود لها..
فهناك فوق فراشه...
كان يرقد ذلك الزائر
المخيف..
بيده خنجره الفضى
الحاد..اللامع...
يداعب بطرفه
قناعه..
قناعه الأسود...
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق