القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قصيرة
 
يوم زفاف حبيبتى

 

     تأليف / محمد أبو النجا

 

كانت لحظات صعبه بالنسبه لى

 

 حينما رجعت من الجامعه فى ذلك اليوم

 

 فوجدت الحى الذى أسكن فيه ،

 

تتعالى فيه الزغاريد والزينه

 

 ويعلنون الأفراح ...

 

وكانت

 

الصدمة المؤلمه والموجعه

 

عندما علمت أن تلك

 

 العروس هى حبيبتى ...

 

حبيبتى التى أحببتها منذ زمن بعيد ..

 

 لسنوات طويلة ظل هذا الحب حبيس

 

فى صدرى ..

 

هرعت لحجرتى وقلبى يخفق بقوة

 

ويصرخ ...

 

ويبكى .. ويتألم

 

وأنا أنظر من النافذه لأبيها الذى يلتف

 

الناس من حوله

 

حشد كبير من البشر يتهافتون...

 

والشربات ذو اللون الأحمر

يوزع فيما بينهم يحمله فتى صغير ...

 

وهو يصافح ويبتسم ويلقى

 

التهنئه من الجميع ..

 

بكيت ...

 

كما لم أبكى من قبل طيلة حياتى ....

 

ضربت حافة سطح مكتبى الخشبى

 

بقبضة يدى بكل غضب وسخط

 

وحسره...

 

وصرخت. ..

 

لقد ضاعت ....

 

فهى لن تنتظر شاب مايزال يأخذ مصروف

 

يده من أبيه ...

 

و لا حتى تعلم حقيقة مشاعره  ...

 

ولا تعرفه ...

 

قصة تتكرر كثيرًا عبر الأزمان

 

 بأختلاف الوجوه ...

 

لم يبق أمامى سوى الإستسلام

 

لهذا المصير ...

 

ولكن

كيف لى أن أعيش دونها ..!

 

الإنتحار .... نعم

 

أنه السبيل الوحيد

 

حتى ينتهى هذا العذاب .....

 

ولن يكون هنا فى المنزل

 

من الأفضل أن يكون بعيدًا عن هنا

 

حتى لا يفسد ذلك الموت

 

الفرحه الهائمه فى الحى...

 

فى تلك الليله ..

 

ولكن ما هى الطريقه المناسبه

 

لفعل ذلك الأمر الفادح ...!

 

بدأ يدور فى حجرته حتى توقف

 

فجأة يهتف :

 

النيل ...

 

نعم ...

 

أنها الطريقه الأنسب ... 

 

فهو قريب من المنزل ...

 

ومناسب لموت عاشق مثلى .. 

 

تحرك مسرعاً يذهب

 

إلى هناك على ضفاف النيل ...

 

وقف يتنفس فى ألم وبكاء

 

 ويدعو الله بالمغفرة على هذا

 

 الذنب العظيم ....

 

هكذا كان يفكر وهكذا تلعب الأقدار ....

 

فجأة يرى تلك الأنثى التى جاءت

 

فجأه واقفه  بالقرب منه ..

 

لم يصدق أو يتخيل ما يراه أنها

 

حبيبته ..

 

مستحيل ...!!

 

أنه ليس حلم ..

 

اليوم هو عرسها ..!!

 

كيف جائت هنا الآن ..!؟

 

نظرت له وهى تتنهد وعادت

 

 تتمايل  برأسها تنظر إلى سطح

 

  الماء الاسود مع ظلمات الليل

 

 وفى حزن كأنما ستبكى ...

 

فجأة همت بالقفز نحو الماء

 

ليقفز ويقبض على يديها بسرعه

 

 وقوة ويهتف فى فزع : لماذا ...؟؟

 

قالت فى بكاء وهى تدفعه

 

وتحاول الإنتحار من جديد تصرخ :

 

 دعنى أموت. .. أرجوك

 

 لا يصدق ما يحدث وهو يصرخ معها

 

 : مستحيل أن أتركك

 

هى من جديد تكرر

 

: دعنى....

 

 أنا أستحق الموت .

 

هو : لماذا ...!

 

































أليس من المفترض أن اليوم هو عرسك ..!!

 

هى فى بكاء شديد  :

 

كيف علمت ذلك..!

 

لم يجيبها وهى تهز رأسها :

 

 نعم... اليوم هو يوم زفافك...

 

 ولكنى لا أريد هذا الزواج ...

 

انا لا احب هذا الرجل الذى

 

يريدون منى أن ارتبط به...

 

أن اتزوجه....

 

ولا أريد الموت أمام عائلتى ...

 

ولا اريد الفضيحه لهم ..

 

يردد فى حسره : فضيحه...!!

 

هزت رأسها : نعم بالفعل فضيحه...

 

وماء النيل  كان الطريقه الأفضل لموتى ..

 

لإنهاء حياتى...

 

هو : لكن الموت ليس الوسيلة الأنسب

 

 للخلاص من مشاكلنا ..

 

هى : أنا لم أعد أصلح لأى شخص

 

 لقد خدعنى أحدهم وأخذ اعز ما تملك  الفتاة

 

يشعر بصدمه عارمه وهو يستمع كلماتها ..

 

وهى تكمل بصوت هزيل :

 

ستكون فضيحه كبرى أن أتزوج

 

 وفى أحشائى طفل من رجل آخر

 

 تلاعب بمشاعرى وخدعنى  وتركنى. ..

 

فقتلته...

 

نعم أنا قاتله ..

 

ولا اعرف لماذا اخبرك كل هذا...!!

 

وانا لا اعرف من تكون ...!

 

ملامحك تبدو لى مألوفه...

 

لكن لا اتذكرك...!

 

 أين رأيتك من قبل ..!

 

إذداد حسره مع حروفها وتجمدت الكلمات

 

بين شفتيه

 

وهى تكمل حديثها فى دموع

 

: لا اعلم لماذا أخبرتك كل ذلك ...!!

 

ربما لأنها اللحظات الأخيرة من عمرى

 

ودفعته بقوة جانبًا وهوت تقفز نحو الماء ...

 

 أمام صرخاته التى لا جدوى منها ....

 

وفى ذهول لا يصدق ...

 

وهى تغوص للأعماق ..

 

وهو متجمد الأطراف لا يقدر حتى

 

على القفز خلفها أو اللحاق بها

 

وإنقاذها ..

 

وتسائل فى نفسه .

 

هل حقًا كانت هنا حبيبته..!!

 

هل ماتت بالفعل أمامه ...!!

 

هل قفزت نحو الماء للتو ..!

 

لقد كان على وشك الموت من أجلها ..

 

والانتحار لفراقها ..

 

ولأنها ستتزوج غيره ..

 

لقد ماتت فى مشهد يشبه الكابوس

 

الذى يراه فى لحظات ...

 

كابوس لا يستوعب رؤيته ..

 

لقد جاء للموت من أجلها..

 

لكن الآن لم يعد لديه نفس الرغبه ..

 

وأخذ يبكى وهو يعود ...

 

لمنزله ..

 

وهو يرى تخبط وهرج ومرج . .

 

والجميع يبحث .. ويصرخ ..

 

أين ذهبت العروس .

 

لقد اختفت ..!

 

لم يعد لها أى أثر ..!

 

حبيبته ..

 

وظل يبكى وهو وحده يعلم قصتها ..

 

وسرها..

 

وأين ذهبت ..

 

وكيف ماتت ..

 

بطريقه لم يتخيلها...

 

ولن ينساها...

 

         محمد أبو النجا



 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات