رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 44
تأليف محمد أبو النجا
كانت ليلى تنظر بأعين متلهفه
فى إنتظار معرفة
من قتل فارس تحسين
وعماد يتابع ملامحها بكل دقه
قبل أن يعود للحديث :
أنا هرجع لك
تانى..
لتنادى بصوت قوى يتنافى
مع جسدها الذى من المفترض
أنه متعب : حضرتك
مقولتليش
مين اللى قتل
فارس تحسين..؟
يبتسم : يهمك تعرفى..!
تنفى برأسها : لاء..
مجرد فضول..
يبتعد مغادراً :
أنا همشى وبكره الصبح جهزى نفسك.
عشان نعمل التحليل..
ومن الأفضل متهربيش..
لأن لو هربت هعمله بشكل غير
ودى ساعتها ..
هزت رأسها وهو يغادر ويقابل
فى طريقه محمد
الذى كان يحمل
بين يديه كوب
القهوه فوق صنيه
معدنيه صغيره
قائلًا : القهوه يافندم عملتهالك بنفسي..
يبتسم عماد : معلش أشربها مكانى بقى ..
وغادر فى هدوء ليدخل محمد حجرة
ليلى بعدها ويجلس
بالقرب منها
ويتنظران
لبعضهما فى صمت..
وفى خوف...
**********
أمام كاميرات المراقبه كان
عماد شوقى وحاتم يتابعان
تلك المرأه التى دخلت حجرة
فارس تحسين قبل
وفاته .
كانت تغطى وجهها بكمامه كبيره
تخفى ملامحها..
يتنهد عماد :
مش قادر أحدد ملامح ليها..
خالد : ولا أنا برضه يافندم..
زى ما يكون أول مره أشوفها..
عماد : دى مش ليلى..
خالد : أيوه..
فرق الطول والجسم بيقول كده..
عماد : الكاميرات فى المستشفى
مش كفايه عشان
نشوفها
من زاويه تانيه..
خالد : للأسف الفيديو اللى قدام
حضرتك هو الوحيد الأقرب ليها..
أقصد اللى بيوضح ملامحها
أو اللى باين من خلاله إنها
دخلت أوضته وحقنته حقنه سامه..
عماد : تابعت كاميرا باب المستشفى ..
خالد : راجعتها..
ثوانى هشغلها لحضرتك..
قبل وجودها فى حجرة فارس..
كاميرا المراقبه على باب المستشفى..
بدأ عماد يتابع الفيديو السريع
الذى يكشف زوار
المستشفى
قبل الحادث
بساعه ..
وساعتين وثلاثه..
اليوم بالكامل..
ليتنهد وهو يأخذ شهيق كبير :
مفيش أى حد من اللى بيدخله
قريب من الموصفات اللى قدمنا..
خالد : جايز يكون دخل من مكان
غير الباب العمومى..
دار عماد برأسه الى رجل
الأمن الصامت ثم قال له :
فى كام مدخل للمستشفى هنا ..
عقد الرجل حاجبيه للحظه
ثم قال بصوت هادىء
:
تقريبًا ثلاث يافندم..
عماد بصوت قوى :
يعنى إيه تقريبًا ..!
أنا عايز أعرف كام باب بالظبط..؟
الرجل فى إرتباك ..
: أربعه.. أربعه بالظبط..
خالد فى تعجب : طب ليه قولت ثلاثه..؟
الرجل : فيه واحد مقفول ديمًا
ورا فى جراج
المستشفى ..
مبيتفحتش خالص..
وفيه واحد على اليمن خاص بالإداره
وعربياتهم ..
وفيه واحد على الجنب للأسعاف ..
والرئيسى..
غمغم عماد : فى كاميرات عليهم..؟
الرجل : أيوه يافندم..
عماد : طيب تعالى شغل لى اليوم
كله على الثلاث
أبواب..
رجل الأمن : بس...
عماد فى تعجب : بس إيه..!
الرجل : دخول حد غريب منهم
يافندم صعب ..
والأمن عليهم موجود اربعه وعشرين ساعه
وعارف تقريبًا مين اللى
بيدخل ويخرج كل يوم منهم
وأكيد مش هيكون حد غريب..
يقاطعه عماد : ده شغلنا بقى ..
إحنا اللى نحدد.
هز الرجل رأسه..
وهو يبدأ فى تشغيل التسجيل الأخير
لكاميرات
المستشفى فى الساعات الأخيره..
وبعد ساعه وعشر دقائق بالضبط
من البحث يوقف عماد الكاميرا
وهو يشير إلى سياره سوداء يقول :
عربية مين دى..!
رجل الأمن فى إرتباك :
دى عربية الدكتور بركات..
بركات فوزى..
عماد : ومين اللى معاه فى العربيه..!
هز رجل الأمن رأسه : مش عارف سياتك..
مش واضح..
هو من عادته بيكون لوحده ..
خالد :
بس مفيش ملامح سياتك ليها خالص..!
لامس عماد بسبابته الشاشه قائلاً :
هيه دى..
هيه دى ياخالد مفيش غيرها..
هيه دى اللى قتلت فارس..
يتابع رجل الأمن الموقف
ليشير له عماد :
فين الدكتور بركات ده..؟
رجل الأمن : متهيألى روح..
معاد نبطشيته الصبح..
عماد : هاتلى عنوانه حالًا..
هز الرجل رأسه : ثوانى يافندم..
هجيب لك عنوان عيادته الخاصه والبيت
وانصرف الرجل مبتعدًا ..
ليلتفت خالد إلى عماد فى تعجب شديد :
هو حضرتك ليه توقعت
إنه يكون
الدكتور بركات
ده اللى ساعد القاتله فى الدخول للمستشفى..!!
عماد : العربيه دخلت قبل الجريمه..
وخرجت بعدها بنص ساعه بالظبط..
ده أمر لوحده مريب..!
واديك سمعت رجل الأمن بيقولك
من عادته بيكون لوحده..
مين بقى الست اللى معاه النهارده..؟
طبعاً لا يمكن حد يتوقع إن القاتل
يدخل أو يخرج بعربيته..
الدكتور بركات هو اللى سهل
ليها كل شىء عشان تقتله..
خالد فى حيره لا حدود لها :
ملاحظه ممتازه يافندم..
لكن...
أقصدى...
مين الدكتور بركات فوزى
ده كمان ..!
وعلاقته إيه بالموضوع كله ..!
وبقضيتنا اللى كل مدى تتعقد دى..!
يخرج عماد واحده من سجائره :
أكيد هنعرف..
أكيد ده طرف خيط جديد لحل قضيتنا
يبتسم خالد فى سخريه .
أو يعقدها لنا أكتر..
ومع نهايه كلماته كان رجل الأمن
يأت بالعنوان ويمد
إليهم ..
يلتقط منه الورقه المقدم عماد
وينصرف مغادرًا نحو سيارته
مع خالد الذى يتبعه
وينطلق بها
بسرعه جنونيه
وبعد دقائق كان يتوقف
أمام واحد من الأبنيه العاليه فى منتصف البلد
يرتجلان من السياره نحو المصعد
إلى أن وصلا للشقه
وضغط عماد بأصبعه فوق زر جرسها
وإنتظر لدقائق
حتى فتح
له ذلك الرجل فى العقد الخامس
من عمره ينظر له
فى دهشه
ليقول عماد :
الدكتور بركات
فوزى مش كده..!
هز الرجل رأسه : أيوه..
مين حضرتكم..
يخرج له عماد هويته :
أنا المقدم عماد شوقى ..
ومعايا الملازم خالد حافظ..
يرتبك الرجل وتتبدل ملامحه للخوف
قائًلا بصوت مرتجف
:
تحت أمرك يافندم..
خالد : كنا محتاجين نتكلم مع حضرتك شويه..
يشير لهم الرجل بالدخول
حيث كان يرى الإثنان ذلك الأثاث المبهر
لشقته ويجلسان قبل أن يقول :
تشربوا إيه يافندم..؟
ينفى عماد براحت يده :
ملوش لزوم ...
إحنا جايين فى
كلمتين معاك وهنمشى..
بركات بأعين زائغه : تحت أمرك..
عماد : حضرتك كنت فى
المستشفى النهارده الصبح..
بركات فى تعجب : أيوه..
أنا بروح المستشفى الصبح ..
وآخر النهار بكون فى العيادة بتاعتى..
عماد : بإختصار عشان منضيعش وقت..
مين اللى كانت معاك فى عربيتك
الصبح..؟
يتراجع بركات فى تعجب من سؤال عماد
ليسود الصمت بعدها ليكمل عماد :
حضرتك مبتردش عليه..!
مين اللى كانت جمبك فى العربيه الصبح..؟
لأن كاميرات المراقبه موضحتش
ملامحها..
بركات فى إرتباك واضح : كان معايا
بنت عمتى..
خالد فى تعجب : ومين بنت عمتك ..!
وليه دخلت المستشفى معاك..!
عماد : وليه مشيتوا بسرعه !!
بركات : بنت عمتى كان عندها مشكله
وجت لى تتكلم معايا الصبح ..
ورحنا المستشفى وبعد ما سمعت
بوجود جريمه ..
ختها ومشيت قبل ما يحصل بلبه وقلق..
عماد : بس إنته كده وضعت نفسك
فى موضع شك..
بركات فى ذهول :
هو حضرتك بتتهمنى بإنى قتلت..؟
أو ليه دخل بالجريمه..!
ينفى عماد : لاء..
اللى قتلت واحده ست..
لابسه كمامه مغطيه ملامحه ..
وكاميرات المراقبه فى المستشفى
كلها بتقول إن
مفيش حد دخل ولا خرج
فيه موصفات القاتله..
بإستثناء اللى كانت معاك فى العربيه..
خالد : ممكن نعرف هيه مين..؟
أو عنوانها عشان نستجوبها..؟
ينفى الدكتور بركات :
لكن بنت عمتى ملهاش دخل باللى حصل..
ولا بالجريمه..
عماد : محدش قال ليها دخل..
كل اللى عايزن نعرفه هيه مين..!
ونقابلها..
ينفى بركات :
يافندم دى واحده
أرمله مسكينه..
فيها اللى مكفيها..
حرام..
يقاطعها عماد بصوت قوى :
أفهم من كده حضرتك رافض
تبلغنا هيه مين..؟
رافض تساعدنا..؟
بركات فى خوف من
نبرات عماد الحاده ..
يقول : لاء..
أنا مقولتش كده يافندم..
أنا بس مش عايز أدخلها فى مشكله
وسكه هيه ملهاش دخل بيها..
أو ذنب..
دى واحده طيبه جدًا..
يعتدل عماد واقفًا : تمام
حضرتك إستعد لأنى هستدعيكم
رسمى للنيابه عشان
تحقق معاكم.. أنته وهيه...
يرتجف الدكتور بركات وبكل
ملامح الخوف يتابع المقدم عماد
الذى قال : يالله
بينا ياخالد..
يهتف بركات بنبرات مرتجفه :
يافندم أنا آسف والله
أنا عايز أعاون حضرتكم..
بس حقيقى بنت عمتى ليها
ظروف خاصه الفتره الأخيره..
خصوصًا بعد إنتحار جوزها..
يتراجع عماد وخالد فى صدمه
وعماد يردد :
إنتحار جوزها..!!
هز بركات رأسه : أيوه..
الدكتور كريم أشرف ..
يجوز حضرتك سمعت بحادثة إنتحاره..؟
تصرخ دقات قلب خالد من
هول الصدمه والمفاجأة وهى
تكاد تحطم ضلوعه
وهو يرفع سبابته فى وجه الدكتور
بركات قائلًا :
هيه اللى كانت معاك فى العربيه
مرات الدكتور كريم أشرف..!
الطبيب النفسي..
هز بركات رأسه: أيوه..هيه يافندم..
لينفجر قلب عماد نفسه من هول
المفاجأة يقول بصوت يسكنه الدهشه :
منار...!
منار عابدين..!
بركات فى هدوء : أيوه يافندم..
بنت عمتى مرات الدكتور كريم أشرف..
منار عابدين..
وكانت صدمه قويه فوق رؤس الجميع..
صدمه لم يتخيلها أى أحد..
أو تخطر بعقله..
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل

تعليقات
إرسال تعليق