المكيدة
قصة قصيرة
تأليف محمد أبو النجا
شمس مشرقه داخل شرفة منزل ..
إمرأه شقراء ممشوقة القوام تخطو بهدوء
تقترب من زوجها الذى لم ينتبه لقدومها ...
وبين أصابعه هاتفه الجوا المنهمك به ..
لتقول بصوت هادىء حالم رقيق :
حبيبى ها هو فنجان القهوة أعددته
لك قبل خروجى من المنزل ..
سأشتاق لك
كثيراً
يبتسم زوجها وهو يقول :
أعتنى بنفسك حبيبتى ..
سأنتظر قدومك بفارغ الصبر ..
تتحرك مبتعده ..
مبتسمه ..
وهى تحمل على كتفيها حقيبتها البيضاء ..
وهو يهتف :
كم أنا محظوظ
لوجود زوجه مثلك فى
حياتى ..
تتابعه بنظرات رقيقه ..
ثم تلصق بشفتيها الجميله قبله
على راحت
يديها الناعمه
وتنفخ بهدوء فى
الهواء
وكأنما تلقى به إليه ..
ليلامس خده الأيمن وكأنها وقعت عليه ..
وتغلق بعدها الباب
خلفها بهدوء ....
وتعلن رحيلها ..
يهز رأسه فى تعجب متسألًا
: كم كانت
لطيفه اليوم ..
بشكل مريب ...
بشكل يجعل القلب
غير مطمئن ..
لكنه فى
النهاية لم يصل لتفسير مقنع
لتلك المعامله
اللطيفه التى تتحفه بها ...
اليوم على غير عادة ..
يرتشف من
فنجان قهوته ...
بهدوء شديد ..
ولا يزال يبتسم لأمر ما يراه على
هاتفه ..
وينتبه إلى طعم قهوته ..
لقد كانت
اليوم ذو مذاق طيب ...
فجأة يضرب
رأسه ذلك النعاس الشديد
الذى لا يقاوم ..
النعاس الذى
لا يملك أبعاده ..
أو رده وصده
.... أو رفضه ..
لتتثاقل عينيه وجسده ..
ويسقط فريسه ..
ويستسلم فى
ثبات ونومًا عميق ...
لا يعلم كم من
الوقت قد مر عليه ....
يطارد أحلامه
كوابيس مختلفه ..
مخيفه ..
مجهوله ..
ذئاب شرسه
عملاقه تريد افتراسه
يفر منهم وهو عاري الجسد ..
يتعرقل فى برك
من الطين اللازج ..
يستيقظ يحاول
إدراك ما حوله ..
لينتبه ..
لقد كانت يداه وقدماه
مقيدتان بقوة ..
وبجانبه تجلس على المقعد
زوجته تمسك
هاتفه الجول وتصرخ فيه
: أتمنى أن
تكون قد أعجبتك قهوتى ..
من المفترض
أنك ستنام اليوم كله
أثر المنوم
الموضوع بها ..!
وبالرغم من
أنك قد أرتشف كميه كبيره
منها ..!ّ
لكنى أجهل
سرعة استيقاظك ..!
بمثل تلك
السرعه ..!
على كل حال
دعنى أخبرك بأنه
أخيرًا قد حصلت على هاتفك الشخصى ..
الذى تستميت بكل الطرق أن لا أصل له ..
الآن هو بين يدى ..
وفتحته ببصمة أصبعك وأنت نائم ..
ومقيد ..
خطة ناجحه
أليس كذلك ..؟
وعليك أن تطلب أو تتمنى الرحمه ..
ها هى كل رسائلك
البلهاء أمامى
أقرأها بالتفصيل الشديد ..
واحده تلو الأخرى ..
كم هذا ممتع ومؤلم ..
لقد كشف لى ذلك الأمر عن وجهك الحقيقى ..
انظر إلى سذاجتك وكدبك فى الحديث
مع العاهرات مثلك ..
تخبرهم قائلًا
أنا مازلت أعزب لم أتزوج ...
لم أعرف يومًا فتاة ..
أن أبحث عن
زوجة صالحه ...
وتتوسل لغيرها
كالطفل أن تعطيك رقم هاتفها ...
والآخرى
صورتها ....
والأخرى تقسم لها بأنك من الأثرياء ..
وأنا من تعمل هنا فى المنزل وتطعمك ..
ما كل هؤلاء
النساء ...؟
ما كل تلك البجاحه والخسه
التى تحملها شخصيتك ..!
لماذا لا تجيب
...؟
تلتفت ناحيته
..
له لكنه لم يكن معها ولن يجيبها
فقد فقد وعيه
مرة أخرى
من شدة الحسره والخوف ...
محمد أبوالنجا
تعليقات
إرسال تعليق