القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 قصة قصيرة
 (غريق )

تأليف الكاتب / محمد أبو النجا

شمس مشرقه ساطعه


هدوء يعم الشاطىء المذدحم...


عشرات الرجال والنساء والاطفال..


فجأة يتبدل ويتغير كل شىء..


إلى فوضى..


إلى صراخ فى كل مكان..


الجميع يعلو بالصوت والإستغاثه


يطلب النجده..


يصرخون بكلمه واحده..

 

( ألحقونا...غريق.....غريق... مفيش حد ينقذه )..


كثير من الناس تتدافع من كل إتجاه ..


للمشاهده.. فقط..

لرؤية العرض من ذلك المسكين

 

الذى يموت بعيدًا ..


إلى أن جاء ذلك الرجل الشجاع


الشهم الجرىء يقفز سابحًا بمهاره وسرعه..


بكل تجدى وقوة وإصرار..


وشهامه ..


حتى جاء من بعيد يحمل على كتفيه


جسد ذلك الرجل الصامت بلا حراك..


يلقى به فوق الرمال ثم يعود يلتقت


 أنفاسه المتسارعه بعدها..


ويهدىء قلبه الذى يخق بقوة..


حتى عاد هتاف الحشد المتجمع





















من جديد :


مفيش دكتور..


حد يلحق الراجل وينقذه هيموت..


 حتى عاد ذلك الشهم الذى انقذه


لإكمال مهمته الطيبه فى إسعافه ..


 ليقوم بالضغط فوق صدره..


وعمل تنفس صناعى


وهناك بعض من الجمهور


الواقف يلقى بنصيحته ..


أو خبرته او معلومه سمعها ..


 فى سبيل إنقاذه ...


حتى فقدوا الأمل نجاته...


فجأة

 

يسعل الغريق ويطرد الماء من فمه


و يستنشق الهواء ..


وتجحظ عيناه بقوه ...


وكأنه عاد من الموت ..


 ينظر حوله فى صعوبه


وهو يصرخ ويتوسل إليهم

 

: مش عايز أموت..


ارجوكم أعملوا حاجه...


مش قادر أخد نفسى..


أنا.. بحتضر..


حد يشوف حد من أهلى..


حد يشوف أمى..


يبتسم ذلك الرجل القريب منه الذى


 انقذه يهدىء من روعه


: متخفش إنته بخير...


الموضوع خلص..


انته حى..


طلعت من المايه بإعجوبه ..


استهدى بالله..


متخفش..


انته انكتبلك عمر جديد..


يسود الصمت للحظات والرجل يبتسم


بصعوبه لا يصدق نجاته


ليعود من انقذه يسأله :


انته أول مره تنزل البحر والاه ايه..!


إنته نجيت من الموت بإعجوبه ..


يضحك الغريق وهو يلامس بأصابعه


صدره ..


 لا يصدق أنه حى...


ينظر حوله ويهتف :


بجد أنا عايش..


أنا ماموتش....


الحمد لله ... مش مصدق..


أنا شوفت الموت بعنيه ..


ربنا يكرمه اللى أنقذنى..


ده جميل مش هنسهوله..


ياه الحياه حلوه..


يلامس الرجل الذى أنقذه تلك الصافره

 

المعقوده حول عنقه


ويقول فى تعجب شديد :


إيه الصفاره الكبيره اللى رابطها


حاولين رقبتك دى..


غريبه أوى ..


إنته شايلها ليه...


يمسك الغريق الصافره ويبتسم :


 آه دى الصفاره اللى


 ادهولى لما اشتغلت هنا...


شكلها حلو مش كده..؟


الرجل فى تعجب شديد :


هو انته بتشتغل هنا...


يبتسم الرجل الغريق :


أيوه ..


أول يوم ليه هنا فى الشغل..


وكنت هموت..


الرجل يزداد حيره وشغف :


إنته بتشتغل إيه على الشاطىء..


يبتسم الغريق وهو يشير الى صدره


 فى تباهى :

أنا منقذ الشاطىء الجديد..



 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات