رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 47
تأليف محمد أبو النجا
بدأت ليلى فى غاية التوتر والخوف
وهى تنظر نحو
الأرض فى إرتباك
وعماد يقول لها
وهو يجلس فى
المقعد المقابل منها :
إتكلمى يا ليلى
..
قولى إيه القصه بالظبط وفهمينا..
إنتى خلاص مفيش قدامك بديل تانى ..
غير إنك تقولى اللى حصل..
وبالتفصيل..
تمسح ليلى دموعها :
أنا فعلًا عايزه اتكلم..
عايزه احكى كل حاجه..
أنا كدبت عليك كتير ياسيادة المقدم..
وخدعتك..
وغشيتك بكلام كتير محصلش..
مثلت عليك وعلى الناس كلها
دور الضحيه بشكل خلى كل
الناس تصدقنى..
خالد فى حيره شديده :
وليه عملت كل ده...!
ليلى : الإجابه واضحه ..
عشان الماس..
كل الحرب اللى حصلت
والناس اللى
ماتت عشان الماس...
عماد فى صدمه : الماس..!
ليلى : أيوه الماس..
عماد : أنا عايز افهم القصه من البدايه..
وتفهمينى من اللى تقصديه بكلامك..
مين العقل المدبر لكل اللى بيحصل..
واللى بتلمحى عليه فى كلامك..
ليلى : أقصد عادل ..
عادل مختار..
عماد وخالد يستمعان إلى الاسم
فى ذهول شديد وحيره
مفرطه
وخالد بصوت ونبرات الصدمه يقول :
عادل مختار..!!
أنا أول مره اسمع الاسم ده
فى القضيه كلها..!
ويطلع مين عادل محتار ده كمان..!
ليلى : ده الحب الأول والأخير فى حياتى..
عماد : وفين عادل ده..!
وحكايته إيه..!
ليلى : هقول لسياتك القصه من البدايه..
عماد بنظرات ثاقبه : القصه الحقيقه..
مش زى كل مره تتوهينى فى متاهات..
وحورات مبخرجش منها بأى حاجه..
غير ألغاز ..
تنفى ليلى برأسها : لاء
المره دى هقولك
تفسير كل الألغاز ..
واحل كل الغموض بأدق تفاصيله..
من البدايه..
من أول يوم عرفت فيه عادل ..
وحبيته..
وبدأت ليلى تروى لهم القصه ..
وهم يستمعان بتركيز وشغف كبير..
فى إنتظار كشف ذلك الغموض الذى
أتعب صدورهم...
*********
فلاش باك ..
منذ عام مضى..
طلب صداقه غامض على صفحة
الفيس بوك
الخاصه ب ليلى سليمان..
العاشق الغائب..
اسم أثار الفضول والحيره
الى أقصى الدرجات فى قلبها..
يلقى عليها التحيه..
ليلى فى حيره تكتب :
إنته مين..!
هو :
أنا واحد معجب بيكى من مده..
عملت المستحيل عشان اوصل لصفحتك..
والحمد لله وصلت..
كان حلمى إنى اكلمك..
ليلى : تعرفنى منين..؟
هو : قابلتك فى الشركه مره..!
ليلى : من امته..؟
هو : من اسبوعين..
ليلى : لكن أن مش فاكراك..
هو : هو القمر هياخد باله
ازاى من سكان الأرض..
أنا فين وانتى فين..؟
أثار اسلوبه الرقيق الرومانسي
فى جذب إنتباهها
..
وهو يخبرها أنه يعرف عنها الكثير والكثير.
وجمع عنها معلومات وافيه عن حياتها..
لتقول فى تعجب وحيره وشغف من أمره ..
: أرجوك عايزه اعرف انته مين...!
هو : اتمنى اشوفك..
بس خايف اللقا ده يكون الاخير..
ليلى فى تعجب : ليه بتقول كده..!
هو : خايف معجبكيش..
أو متكلمنيش تانى معايا بعد ما تشوفينى..
ليلى : مش هنكر إنى مشدوده ليك.
والكلام اللى دار بنا واللى حصل
عمره ما اتكرر فى حياتى قبل كده..
بس أنا عايزه اعرف اسمك ايه..!
هو : اسمى عادل..
عادل مختار..
يخفق قلبها دون أن تعرف السبب
لتقول : أنا أول مره اسمع الاسم ده..!
عادل : انا بشتغل فى شركة إعلانات
وجيت عندكم مع زميله ليه فى
الشركه من اسبوعين..
ليلى : زميلتك.. فى الشركه..!
عادل : ايوه..
صافى..اسمها صافى..
ليلى : حلوه صافى دى..؟
عادل : هههه إنتى بتغير بقى..!
ليلى : لاء... مش بغير..
عادل : ممكن نتكلم صوت..؟
ليلى بعد تردد لحظات تكتب
: مفيش مانع..
وتتبدل المحادثه بالكلمات الى صوت..
ومع كلماته الاولى يرتجف قلبها من نبراته..
ويسقط قلبها ارضا يبكى من الشوق
وعلى انها احب
هذا الرجل ..
وعشقه دون أن يراه..
دون أن يعرفه..
ليلى بصوت كله الصدق :
أنا زى ما اكون اعرفك او قبلتك قبل كده..
صوتك مش غريب عنى..
عادل : أنا كمان نفس الإحساس..
(صمت بينهم دقيقه)
ليقول :
ليلى جايز اللى
هقوله يكون صعب..
لكنه من قلبى وصادق..
ترتجف ليلى ويهتز جسدها بعنف شديد
ويسود الصمت للحظات وهو يكمل :
ليلى أنا بحبك..
بحبك من او لحظه شوفتك..
رغم إنك مشفتنيش..
ولا تعرفينى..
ولا خدت بالك حتى منى..
ليلى : منكرش إنى كمان مشدوده ليك..
لكن..
لكن ميوصلش الأمر للحب.. لسه
عادل : إيه المانع إنه يكون حب..!
مدام غرضه شريف..
ونهايته الجواز..
يخفق قلبها فى عنف شديد وهى تردد
فى سعاده لا تعرف سببها :
تتجوزنى..!
عادل : لما اكلمك المده اللى
فاتت دى كلها
بحبك واقولك ..
يبقى مش
هلعب بيكى ولا هتسلى..
أنا فعلًا محتاجك لعمرى..
محتاجك جمبى تقضى اللى فاضل
من حياتى..
لانى مش هتلاقى زيك يملى
عليه الدنيا..
كانت كلماته كالماء الساحر الذى تجرعته
دون أن تدرى
ليزداد حبها وشغفها للتقرب من
هذا الرجل الذى بدأت
ترفع سقف مطالبها برؤيته..
بمقابلته..
وهنا تأت اللحظه الحاسمه..
لقد وافق عادل على تلبية طلبها..
فى حديقه ورديه رومانسيه هادئه جميله..
تخطو ليلى إليها..
جسدها كلها ساخن من حرارة الموقف
الذى لم يمر بها من قبل..
وهى تسأل نفسها
كيف هى ملامحه..!
لقد رسمت عشرات الصور له..
واحبتها كلها..
عشقته بجنون دون أن تعرفه..
ولكن يجب ألا تخبره بذلك..
وهناك كان هو..
ينتظرها..
ملامحه تتضح كلما اقتربت..
بخطوات متراقصه مرتبكه..
تقترب وعيناها تهبط وتعلو
نحوه فى خجل شديد..
لقد كان فى منهتى الأناقه والوسامه..
لقد كانت صوره مختلفه تمامًا عما تخيلتها..
كانت أجمل بكثير...
لقد تحققت السعاده التى لم تتخيلها
بالحصول على رجل يحبها وتحبه
وسيم ..
رقيق..
له مستقبل مشرق..
يعتدل واقفًا يمد يده بالسلام عليها..
لقد اقسمت فى اعماقها أنها ستفقد وعيها
مع لمست يديها..
لكنها تحملت
وهو يدعوها للجلوس بجانبه..
ويسود الصمت بينهم للحظات..
الإرتباك والخجل واضح على الإثنين..
لا يستطيع احدهم قطع هذا الصمت الطويل..
لكن لا بديل أمامه ليقول بهدوء :
فستانك جميل أوى..
تبتتسم وقد تضرج وجهها بحمرة
الخجل قائله : ميرسيه ..
يقترب منها أكثر فتبعتد هي وعلى كتفيها
ما تزال تحمل حقيبتها البيضاء قائله :
إنته بجد اسمك عادل مختار...!
يبتسم : أه والله ده اسمى ..
هكدب عليكى ليه..!
تحبى تشوفى البطاقه ..؟
تبتسم ابتسامه شاحبه : لاء..
مصدقاك..
يعود للنظر إلى عينيها الجميله يقول :
تعرفى إن النهارده أجمل يوم فى حياتى..
تتابعه فى صمت وسعاده غامره
وكأنها تريد أن
تخبره أن لديها نفس الشعور ...
وهو يتابع : لأنك معايا..
أنا متخيلتش اللحظه دى تحصل بينا..
الحلم اتحقق...
ليلى : على فكره أنته بتتكلم حلو أوى...
أوعى يكون حافظ الكلام ده..!
ينفى وهو يضحك :
والله عمرى ما قولته قبل كده..
وعاد ينظر إلى عينيها بقوة :
أنا بقول الكلام اللى فى قلبى ..
تتنهد وهى تنظر الى ساعة يديها
: أنا أتاخرت أوى..
أنا همشى بقى..
تتسع عيناه فى صدمه وحزن :
مش ممكن أحنا لسه مقعدناش ..
ولا اتكلمناش..
أنا ..
تقاطعه : عايز تتكلم فى ايه ..!
يشعر بالخجل والارتباك :
اتكلم معاكى.. وتتكلمى معايا..
وتعرفينى اكتر..
جايز تحبنى..
جايز...
تبتسم فى خجل شديد وهو يكمل :
والاه انتى حبتينى خلاص..
تعتدل واقفه : لاء..
أنا همشى..
انا عمرى ما اتحطيت فى الموقف
ده قبل كده..
يمسكها من يديها يوقفها :
أرجوكى خليكى معايا..
أنا محتاجك أوى..
بس.. بس..
تعقد حاجبيها فى تعجب :
عايز تقول ايه..!
عادل : انتى قولتى لحد على اللى حصل بنا..
قولت لحد عنى..
تدور بجدسها نحوه وهى ترفع بأصابعها
حقيبتها لأعلى على كتفيها :
حد زى مين..!
يتنهد عادل : اى حد..!
قريبك.. تعرفيه..
صاحبتك مثلاً غادة ..
تنفى ليلى : لاء..
مقولتش..
مع انى عمرى ما خبيت على غادة
قبل كده اى حاجه فى حياتى..
عادل : وليه مقولتيش عنى..؟
تغمغم : مش عارفه..
هتصدقنى إنك الحاجه الوحيده
اللى فى حياتى
اللى غادة متعرفهاش..
يبتسم : وياريت متعرفهاش..
تنظر له فى تعجب : ليه بقى..
هو احنا بنسرق..
عادل فى ارتباك : لاء..
أنا حابب قصتنا تفضل بينى وبينك بس..
مش عايز اى مخلوق يعرف
لحد ما تبقى رسمى..
لحد ما تحصل الخطوبه..
تشعر ليلى بالكثير من الراحه والسعاده
صنعها ذلك الرجل فى حضوره وبصوته
وفى اعماقها كان اللهيب يزداد ويشتعل..
والشوق يغنى بألحان من الغرام له...
ويشدو بصوت عذب من الحنين..
***************
الوقت الحاضر..
عماد فى تعجب :
جميل أوى قصة الحب اللى بتحكيها..
لكن لحد دلوقتى معرفناش إيه
الهدف منها..
خالد : فعلًا ...
أنا مستمتع بقصه رومانسيه هاديه ..
رقيقه ..
ملهاش اى علاقه بالنصايب اللى فى قضيتنا..!
ليلى : مش حضرتك عايز تسمع كل
حاجه بالتفصيل
..!
هز عماد رأسه : كملى...
كملى ياليلى ..قولى الباقى أنا سمعك..
إيه حكاية عادل مختار ده بقى..؟
وبعد قصة الحب اللى حصلت بينكم
فى السر ..
حصل إيه..؟
ليلى : اللى حصل بعد كده كان أمر
فوق ما حضراتكم تتوقعوه..
أو تتخيلوه...
لأن عادل اللى حكيت لكم عنه فى البدايه ..
كان غير اللى هتسمعوه دلوقت..
يزداد شغف وحيرة عماد و خالد
الذى قال فى حيره : أزاى..!
فهمينا..
وتبدأ ليلى فى سرد باقى أحداث قصتها ..
وهما يستمعان إلى أحداث مثيره..
ومفاجآت لا يمكن وصفها..
مفاجآت خلف ذلك الشيطان الغامض..
عادل..
عادل مختار..
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق