القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية

 عشقته ولم أراه
الجزء
33

تأليف محمد أبو النجا

 

سياره منطلقه سريعه تشق طريقها..

تضرب تلك الأقدام القويه مكابحها

 ويهبط منها ذلك الرجل قوى البنيه ..

عريض الجسد ...

أمام واحده من المستشفيات..

التى تقع فى منتصف القاهره..

  يخطو فى هدوء بين ممراتها...

ويتوقف أمام واحده من الحجرات

 ويطرق بابها ...

لم يكن هذا الرجل

سوى المقدم عماد شوقى

الذى كانت ملامحه جافه وصلبه..

 ليسمح له ذلك الصوت بالدخول..

ليجد ذلك الطبيب طويل القامه

 ذو اللحيه البيضاء

وقد تجاوز الستين من عمره يعتدل

 من مقعده ، يصافحه فى هدوء

 وهو يبتسم :

أهلاً سيادة المقدم..

عاد يشير له بالجلوس : أتفضل أستريح

كانت تلك الإبتسامه الباهته

ما تزال متعلقه بشفتى المقدم

 الذى قال :

فين التقرير يادكتور جمال..؟

يبتسم جمال وهو يتراجع بظهره

قليلًا للوراء قائلاً بإرتباك :

 أيوه..التقرير..جاهز..

وأخذ يداعب بأصابعه

 الأوراق التى فوق مكتبه

ثم جذب أحدهم ومدها له :

أتفضل سياتك... التقرير

حالة إنتحار واضحه..

للدكتور كريم أشرف..

ألتقط المقدم عماد الورقه

فى سرعه يتفحصها فى لهفه

ونفى برأسه :

 دكتور ناجح..!

 حالته الماديه ممتازة ..!

بالإضافه وحالته الأسريه المستقره..!

 ومعندوش أى مشاكل فى حياته..!

تفتكر إيه الدافع اللى يخليه ينتحر..!!

دكتور جمال : التقرير يافندم

 بيوضح حالة الجثة وإنها لم

تتعرض لأى تعدى أو مقاومه ..

ينظر المقدم عماد للتقرير وهو يتنهد :

 حتى البيت نفسه مفيش

اى دليل أو بصمات على وجود

شخص أقتحمه أو دخله...!

جمال فى حيره :

هو ليه حضرتك بتشك

 إنه ممكن مكونش إنتحر..!

عماد : لأسباب كتير..

جمال :

 ممكن أعرفها لو مكنش عندك مانع

يجوز أقدر أساعدك..

عماد :

 أولاً الأسباب اللى ذكرتها فى الأول..

وهيه إنه معندوش دافع للإنتحار..

يغمغم جمال :

أيوه بس ده ما يمنعش إن يكون مثلاً فى

حياته سبب تانى غامض أحنا منعرفوش

أو على الأقل فى الوقت الحالى..

هز عماد  رأسه : فعلاً جايز..

بس أنا أطلعت على ملفه والتقرير اللى وصل لى

عن شخصيته ملقتش سبب

واحد غير إنه مشترك فى

أكبر قضيه غامضه قابلتها فى حياتى..

عقد الدكتور جمال حاجبيه فى حيره :

قضية إيه..؟

المقدم عماد بهدوء : قضية البيت الى إتحرق

اللى كان فيه حاتم مجدى...

وزوجته ..

وجثة سيدة مجهوله واللى بعد كده

أتضح إنها سيدة تدعى عائشه..

كانت بتشتغل خادمه وكانت بتزور المنزل

على فترات فى الأيام الأخيره..

هز الدكتور جمال رأسه : أيوه ..

أنا عارف بالقضيه دى كويس

 واطلعت عليها ..

لكن دى علاقتها إيه ب كريم أشرف..!

ينفى المقدم برأسه :

لحد دلوقتى مش قادر

أعرف أو أحدد نوع العلاقه .

لكن القضيه كلها عباره عن

 بحر من الغموض..

بحر مش قادر أخرج منه..

يبتسم الدكتور جمال فى حيره

 وهو ينفى بيده :

مش ممكن..!

مش مصدق طبعًا ..!

سيادة المقدم عماد شوقى بنفسه



























 وبتاريخه الحافل بالبطولات..

 فى كافه أنواع الجريمه والغموض

عاجز قدام قضيه..!

قضيه واحده..!

عماد فى صوت حاد :

هيه دى الحقيقه للأسف..

قضيه كل خيوطها متشعبه ..

ومتشابكه..

مليون خيط كذاب بيوصلك فى النهاية

لطريق مسدود..

كل ما أحس إنى قربت لفك الطلاسم وأحل

الشفره ..

بلاقى نفسي قدام كابوس جديد

 من الحيره

بدخله ومش قادر أفسره..

أو أخرج منه..

تتسع أعين الدكتور جمال فى تعجب

قائلًا : ياه للدرجه دى ..!

عماد : أيوه..

للأسف هيه دى الحقيقه..

كل أبطال القضيه بيموتوا..

وآخر شخص كان كريم أشرف..

وعشان كده بقول إن اللى قتله

 حاول يمنعنى من الوصول له..

واستجوابه..

حاول يمنعنى من إنى اكشفه...

شبح..

شبح مش قادر أكشف القناع

واعرف هوه مين...!

جمال : ولو إنى معرفش تفاصيل قضيتك

بس أنا متأكد إنك هتوصل فى لحظه للحل

اللى أكيد قدامك وممكن متكونش شايفه...

ممكن يكون الجانى

 هو أقرب شخص ليك

واللى دايمًا محدش بيتوقعه..

ينفى عماد : لسه بقول لسياتك..

كل أبطال قضيتى ماتوا..

مش فاضل غير الشبح ده..

ذو القناع الأسود..

                         ***********

السادسه صباحًا...

تتوقف سيارة المقدم عماد أمام

ذلك المنزل المحترق..

ويرتجل منها بهدوء وهو يخطو نحوه

وهو يشعر بجسده المتهالك ..

المتعب من قلة النوم..

يتقدم ويخرج نسخه من مفتاح لديه منه

ويفتحه ويخطو داخله..

لقد شعر برغبه غريبه داخله لزيارته..

لا يعلم سبب ذلك..

الشمس تعبر من بعض النوافذ

وتساعده على الرؤيه بوضوح..

 ليستمر ساعه فى التجول والفحص..

حتى تعبت قدماه وشعر بالإرهاق ..

ليجلس على تلك الأريكه .

أو بالأصحه نصف الأريكه يلتقط أنفاسه..

وهو يقاوم شعور الرغبه الرهيبه فى النوم..

يتطلع إلى صورة حاتم مجدى المعلقه

وأسفلها دولاب خشبى صغير

يعتدل واقفًا يتجه صوبه..

 يفتح أدراجه المتهالكه

أشياء محترقه..

لا قيمة لها..

ملابس ..

كريم شعر ..

زجاجة عطر فارغه ..

عملات معدنيه..

كارنيهات متعدده تحمل اسمه ..

فجأة تقع عينيه على برواز زجاجى صغير

يحمل صورة حاتم أمام الكعبه المشرفه

يرفعه المقدم عماد شوقى فى دهشه ينظر له

فى حيره شديده يفكر فى سرعه :

غريبه أوى..!

مش فاهم..!

شخص زى حاتم ده ..

بالشخصية اللى سمعت

عنها ..

بالوحشيه والقذاره دى ..

متصور هنا قدام الكعبه..!

غريبه..!

واضح إن الصوره من فتره قريبه..

ممكن كان عايز يتوب مثلاً عن

أفعاله..أو...

عاد ينفى برأسه..

أو ممكن ميكونش حاتم..

ممكن يكون شبيه له..

ممكن يكون هو الشخص اللى بيعمل

كل الجرايم دى..

توءمه..!

أنا خيالى هيروح لبعيد ليه..؟

أو ممكن يكون مشهد فى مسلسل ..!

أيوه ما هو كان ممثل..

أو..

تراجع بظهره
























وسقط على الأريكه من جديد

يتطلع إلى ملامح حاتم فى قمة الصدمه

أو ممكن تكون صوره عاديه..

فى كتير شخصيات قبيحه وشريره

 بتروح تعمل حج أو عمره

 فى الأماكن المقدسه عشان

ترسم قدام الناس والمجتمع توب الطهاره

والعفه.. والطيبه..

الإحتمالات كتير ومتعدده..

كل الإحتمالات فى القضية دى كتير

ومتعدده..

أنا محتاج أنام..

محتاج عقلى يرتاح شوية

 من صداع القضيه دى..

محتاج كمان أعيد تكوين وصوره تانيه عن

حاتم مجدى ..

وأعرف..

بتر عبارته فجأة وقد وقع على مسامعه

شىء أشبه بصرير الباب..

يأت من الطابق العلوى..

فى لمح البصر يجذب سلاحه ويقفز

نحو الأعلى لقد كان كل شىء هادئًا..

مستقرًا..

مط شفتيه فى تعجب يتسأل هل كان هذا

مجرد وهم..!

هل الحذر والقلق وقلة النوم

جعله يشعر ويستمع لهذا الصوت

أو هو زحزحة من الهواء..

لا..

الطقس لا يسمح بذلك..

لا يوجد تيار من الهواء هنا..

دار المقدم فى أرجاء الطابق العلوى

 وسلاحه شاهرً

حتى شعر بالسكون وبأن كل هذا مجرد وهم

وخيال ..

يعيد سلاحه مكانه قبل أن يدور بهدوء بجسده

تقع عيناه على ذلك الحذاء الملقى أسفل الفراش

يقترب منه ويجذبه..

يتفحصه بين يديه..

كان حذاء بنى اللون ..

لم يمس بسوء من أثر الحريق..

عقد حاجبيه فى تعجب شديد..

نظر إلى مقاسه الذى كتب عليه من الأسفل

أربعون..

يتسأل فى حيره شديده لا حدود لها ..

هل كان صاحب هذا الحذاء هو حاتم مجدى..!

الرجل طويل القامه ..!

هل يتناسب مع حجمه..!

تنهد فى تعجب شديد وإن لم يكن له..

من يكون صاحبه..!

وكيف لم يمس بسوء

أثر ذلك الحريق الضخم..

ولو حدث هذا لمن يكون صاحبه ..!

 أخرج هاتفه ولامس شاشته وهو يقول :

أيوه يا خالد ..

بقولك عايزك تجهز لى

ملف عن حاتم مجدى..

أيوه اللى كان اتحرق

 فى بيته مع مراته من فتره

اللى كلمتك عن قضيته من كام يوم.

أيوه..

عايزك تجمع لى بيانات من جديد عنه..

عايز أكبر قدر من المعلومات..

مهما كانت حتى لو صغيره..

عايز مقاس الحذاء بتاعه..

أيوه ..

أتصرف يا أخى..

 لو هتجيب تصريح وتفتح تربته..

وتشوف الجثه..

أيوه لو حكم الأمر طلع الجثة..

المعلومه دى تهمنى جدًا...

معلش ياخالد هتعبك معايا بس

أنا حاسس إنى قربت من الحقيقه..

وقربت..

فجأة يشعر المقدم بذلك الشىء الصلب

الذى يلامس ظهره من الخلف..

لقد كان فواهة مسدس..

وذلك الصوت المخيف يضحك وهو يقول

: مفتكرش إنك هتلحق تكتشف

الحقيقه يا سيادة المقدم...

يدور المقدم بجسده ببطء

ليرى أمامه ذلك الرجل ذو القناع

الأسود المخيف الذى يقول فى سخريه :

أنا مكنتش متوقع ذكاءك بصراحه...

لكن عارف المتعه كلها

إنك هتموت من غير ما توصل

للحقيقه..

هتموت من غير ما تعرف أنا مين..؟

ينظر له المقدم عماد شوقى فى منتهى الغضب

والسخط والغل يتمنى

 بأن يقبض على عنقه بقبضة يده

ليقول :

بالعكس أنا خلاص تقريبًا وصلت للحقيقه...

ينفى الرجل ذو القناع :

يبقى بتضحك على نفسك يا عماد

 وفى جميع الأحوال إنته ميت ..ميت..

ورفع سلاحه نحو جبهة المقدم وهو يبتسم

بلغ سلامى للجميع ...

وأطلق رصاصته...     

بمنتهى الشر..

والقسوة..         

إضغط هنا الجزء 34                                                                                                                      جميع أجزاء الروايه فى


 الأسفل إضغط 


على الجزء المطلوب لتصل له 


إضغط هنا الجزء 1

إضغط هنا الجزء 2

إضغط هنا الجزء 3       

 إضغط هنا الجزء 4 

إضغط هنا الجزء 5


إضغط هنا الجزء 6


إضغط هنا الجزء 7


إضغط هنا الجزء 8


إضغط هنا الجزء 9


إضغط هنا الجزء 10


إضغط هنا الجزء 11


إضغط هنا الجزء 12






إضغط هنا الجزء15  

إضغط هنا الجزء 16

 إضغط هنا الجزء 17

  إضغط هنا الجزء 18

   إضغط هنا الجزء 19                                                                 إضغط هنا الجزء 20 


إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22          

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26









  إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43         

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

اضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

اضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53


إضغط هنا الجزء 54


إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56 والأخير


لمتابعة  الرويات اضغط على


 الاسم فى الاسفل 


رواية السرداب 


رواية الروح الثالثة 


رواية عشقته ولم أراه



 إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل 


 الغريق


زوجه صينيه


عجوز الشاطىء


الصدق حينما يموت


الكابوس يتحقق


كارثة


غضب


يوم زفاف حبيبتى


إحتضار 


المكيدة 


دعوة زواج


رد شرف 


نافذة الأحلام 


مملكة الشياطين


زوجة خرساء

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات