رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 18
تأليف محمد أبو النجا
بدأت ليلى تنفى بكل إصرار ما تقوله
غادة
التى اقسمت لها انها تعرف سبب ذلك
الحمل المجهول فى بطنها لتقول الاخيره
: أنتى طول عمرك بتثقى فيه ..
وبتصدقينى
ليه المره دى بتكدبينى ومش مقتنعه .!
ليلى : لأن كلامك فى إيحاء إنى مجنونه
غادة : مش جنون يا ليلى إنتى عندك
صدمه عصبيه.. لأن..
ليلى :
اتكلمى ياغادة قولى كل اللى عندك
غادة فى صوت حزين :
لأن تم إغتصابك يا ليلى...
تتراجع ليلى فى ذهول تام تقول :
مش ممكن إيه اللى بتقوليه ده ..!
غادة : للأسف هو ده اللى حصل...
و الاغتصاب ده سبب لك صدمه قويه
خلاكى حتى مش فاكراه.
ولا فاكره الشخص اللى عمل كده..
تنفى ليلى فى حسره : كداب..
محصلش..
أنا مفيش حد إغتصبنى..
تشيرغادة برأسها :
مش محتاجه تنكرى
بطنك اكبر دليل..
الجنين اكبر دليل ...
حامل من شهرين ومش فاكره...
هو ده التفسير يا ليلى
وهو ده اللى اكيد صلاح عارفه....
ممكن يكون سمع من أى مكان بالحادثة
وعارف طبيعة مرضك..
ليلى فى دموع : أنا مش مصدقه..!
تحتضنها غادة فى حب :
أهدى...
أهدى ياحبيبتى..
متخليش اندم إنى قولت لك..
تمسح ليلى دموعها : مين اللى أغتصبنى..؟
تنفى غادة : شخص مجهول..
ليلى : فين..؟
غادة : فى بيت مهجور ..
ليلى فى صدمه : بيت مهجور..!
هزت غادة رأسها : ايوه
ده البيت اللى
صحيتى لقيتى نفسك فيه
ونسيت بعدها كل اللى حصل لك ..
نسيتى أزاى وصلتى هناك
او مين اللى أغتصبك..
القصه كلها عقلك حذفها من ذاكرتك
لكن يشاء القدر إن يكون للجريمه أثر...
بصمات... باقيه...
وهو الحمل...
ليلى وانتى تعرفى البيت ده
أومأت غادة برأسها : أكيد..
بس..مش هنعرف ندخله طبعا
ممكن تشوفيه من بره...
ليلى :
لو مكنتش الوقت متأخر كنت نزلت
معاكى دلوقتى.
غادة : وليه عايزه تشوفى البيت ده..؟
ليلى : يجوز لو شوفته افتكر
اللى بتقوليه...
غادة : عايزه نصيحتى بلاش
ليلى فى تعجب : ليه..؟؟
غادة : ممكن يزيدك من حالتك
ويتعب نفسيتك أكتر..
ويجوز لو افتكرتى الحادثه تتعبى
والتعب مش كويس عليكى خصوصاً
إنك حامل..
ليلى فى لهجه حاده :
بقولك إيه كلامك لا هيودى ولا هيجيب
أنا هروح معاكى البيت ده بكره
الصبح من بدرى
أنا مش هيجيلى نوم خلاص بعد كلامك
غادة فى حزن :
متخلنيش اندم إنى قولت لك
ليلى :
بالعكس يجوز ده فى مصلحتى...
أو إحتمال..يكون فى مصلحتى..
لكن فى أعماق صدرها كانت ليلى
تشعر بالخوف الشديد...
تشعر بأن هناك لحظات قادمه فى حياتها
مخيفه...
وصعبه...
وغامضه...
***********
السابعه صباحاً
منطقه شبه خاليه
ليلى بجانب غادة التى تقول فى ضجر
: بالزمه ده كلام ...؟
جيبانى كده عالصبح
على ملى وشى..؟
حرام عليكى حد يعمل اللى بتعمليه..!
ليلى :
مش قادره استنى عايزه اشوف
البيت ده اللى بتقولى حصلت فيه
حادثة الاغتصاب..
تشير غادة قائله : هناك أهو...
تسرع ليلى خطواتها وهى فى قمة الشغف
لرؤيته..
وتوقفت بأقدام متجمدة فجأة أمامه
تقول وهى تنفى برأسها أنا مش فاكره
إنى جيت هنا خالص ..!
ولا
شوفت البيت ده..!!
غادة : منا بقولك انتى نسيتى الحادثه
مش فاكراها من الصدمه
تشير ليلى بسبابتها : لو خدتى بالك
واضح إن البيت ده كان فيه
حريق كبير ..
الآثار واضحه عليه ..
تبدأ ليلى فى صعود أدراجه ..
لتمسكها غادة من يديها
تمنعها قائله : على فين...؟
ليلى : نجرب ندخل..
غادة : لاء متبقيش مجنونه رسمى
اولا الباب مقفول ومش هينفع
ولو حصل وحد شافنا ممكن يحصل مشكله
ليلى فى إصرار : تعالى بس
تتوقف ليلى أمام بابه البنى اللون
تحاول دفعه ..
غادة ساخره : ياعم الفتوة مش هينفع...
ليلى : ممكن نلاقى شباك أو أى حته
ندخل منها
تطلق غادة تنهيده وهى تعقد ساعديها
أمام صدرها :
دانتى
إتجننتى..طب
وبعد ما تتدخلى
هتعملى
إيه..؟
ليلى : يجوز افتكر الحادثه اللى بتقولى
عليها
واللى مش مقتنعه بيها..خالص
غادة بلهجه عصبيه :
طيب اعملى اللى يريحك
أنا قاعده اهو مستنيه...
لحد ما تخلصى...
أخذت ليلى تدور حول المنزل دون جدوى
وغادة تتابعها حتى بدأت تفقد الأمل
وينتابها
اليأس
وتشعر بالتعب لتجلس على واحده من
أدراج السلم تلتقط أنفاسها وبجانبها
غادة التى وضعت يديها على كتفيها
: مش يالله بينا بقى..
ليلى فى حزن : أنا تعبانه أوى
غادة بأعين حزين : حاسه بيكى والله
وزعلانه عشانك جداً
بس مفيش بأدينا حاجه
ليلى : اللى بيحصل فوق طاقة البشر..
جنين
وحادثة إغتصاب مش فاكراها
زى ما بتقولى
مجهول غامض حبيته قتل امى..
واحده اكلمها تقولى مش موجوده
اسمع حجات محدش بيسمعها غيرى
حياتى ملها ملخبطه..
مش عارفه ولا فاهمه أى حاجه
بدأت دموعها تتساقط
لتحتضنها غادة فى حب
يالله بينا ..
وكفايه لحد كده ..
*****************
قبل الغروب
كانت ليلى تنتظر عودة أبوها وأخوها
محمد
وأختها ساره لكن يبدو أنهم لن يأتوا
الليله
لقد أخبروها بأنهم سيغيبون عنها يوما
واحداً
فقط
كانت تجلس فى صمت لم تلمس شفتاها
الطعام
حاله من الحزن الشديد تسكنها
لا تصدق ما أخبرته بها غادة..
لا تتذكر ذلك المنزل المحترق..
ولا تصدق واقعت إغتصابها من مجهول
ولا تصدق أنها قد نست تلك الحادثه
وسقطت بسبب الصدمه من ذاكرتها
فجأة رنين باب شقتها
تقترب بهدوء تهمس
: مين..؟
مين اللى على الباب..؟
صوت صلاح ينادى : أنا..
أنا صلاح يا ليلى..
أفتحى...
تفتح ليلى باب الشقه تنظر ل صلاح الذى
قال : ينفع كده ..!
مش أنا قولت لك هتصل
عليكى..
فين تليفونك..؟
ليلى : لسه سايباه عند غادة
صلاح : أنا بتصل عليكى
وباباكى ومحمد أخوكى
وكلهم قلقلين عليكى وجيت
بنفسي اشوفك .
ليلى : أنا كويسه الحمد لله
بس للاسف مش هعرف اقولك اتفضل..
وانته عارف السبب..
صلاح : لاء انتى اللى هتيجى معايا
ليلى فى تعجب تعقد حاجبيها
: على فين ..؟
صلاح : عازمك على العشا
ومتقوليش لاء
ومش هقبل أى عذر ..
تنفى ليلى :
معلش والله تعبانه اوى ياصلاح
والصداع من الصبح مش مفارقتى
صلاح : اصل مش هسيبك
هتيجى معايا يعنى هتيجى..
تنهدت ليلى وعقدت ساعديها فى صمت
ليقول :هنزل استناكى فى العربيه
وبعد دقائق كان ينطلق معها والصمت
يخيم بينهم .
لقطعه قائلاً بهدوء :مالك...؟
حاسس انك مضايقه اوى ...
ليلى ساخره : حاسس ...!
منا
أكيد مضايقه
هو فيه حاجه فى حياتى تفرح...؟
يبتسم وهو يشير لنفسه : أنا..
لم تعلق وهى تكتفى بالصمت
ليقول : فى حاجه جديده حصلت ..؟
تقول بهدوء : مفيش
ينفى بقوة : لا...لا...انا متأكد..
تشير له بالتوقف ليضرب مكابح سيارته
ويدور ناحيتها لتقول :
هو انتى سمعت
قبل كده عن حادثه حصلت ليه..
صلاح فى تعجب : ىحادثه...!
حادثه إيه...؟
ليلى حادثة : إغتصاب..
من شهرين فى بيت مهجور
ينفى برأسه مستنكرًا :
إيه الكلام الغريب ده ..!
أنا
أول مره أسمع فيها حاجه زى دى..!
مين اللى قالك..؟
ليلى : غادة..
ينفى : انا مسمعتش بالقصه دى .
قبل
كده..
ليلى : بس غادة أكدت
أن الحادثه حصلت لى من شهرين
حالة إغتصاب وأنا من الصدمه نسيت
وكانت
هى السبب فى الحمل بتاعى..
مط شفتيه يغمغم :
وده كلام يدخل العقل برضه ..!
ليلى : بس أنا شوفت البيت بنفسي
صلاح : طب تعرفى عنوانه..؟
أومأت برأسها : أيوه..
صلاح : فين ..
أشارت برأسها : اطلع وأنا أوديك .
هز رأسه بهدوء : ماشى
وانطلق صلاح يشق الطريق حتى
أشارت له بالتوقف
:
أيوه هنا...
البيت أهو...
يتطلع له صلاح فى حيره
وهو يرتجل من السياره معها
يتوقفان
أمام الباب يقول :
طيب نفترض إن ده حصل
دخلتى جوه ازاى..
وهو مقفول بالشكل ده ..
ليلى : فى تعجب أنته بتسألنى..؟
صلاح : مش مقتنع..
فى حاجه غامضه...
وعاد يضرب الباب بيده قائلاً :
باب بالقوة دى ده لا يمكن تدخليه
كده الا بطريقتين
يا اللى عمل كده ودخلك هنا
صاحب البيت
وده ممكن نعرفه
بسهوله لو سألنا عنه..
أو انتى معاكى مفتاح ودخلتيه بنفسك..
ومش معقول تكونى نسيتى كل ده..!
مش منطقى تنسي إنك جيتى
هنا سواء بإرادتك
أو غصبن عنك..
تتسع عيناه فجأة وكأنها تذكرت شيئاً ما
لتقول : المفتاح..!
عقد حاجبيه فى دهشه :
مفتاح ايه ..!
ليلى : المفتاح إللى كان فى أوضتى..
فوق
دولابى فى كيس..
معقول
يكون هوه..!
صلاح : أنا مش فاهم أى حاجه..!
تقصدى إيه..بالظبط...
تشير ليلى بيديها :
يالله بينا بسرعه نرجع الشقه
ندور
على المفتاح ونجيبه..
صلاح : مش قبل ما تفهمينى..!
ليلى :
لو اللى طلع اللى فى دماغى صح
يبقى الموضع اكبر من إنى أتحمله
يبقى
الدايره والدوامه بتكبر..
صلاح : طيب ما تقولى
ليلى :
هقولك وافهمك فى الطريق...
ومع عودتهم للسياره يتراجع صلاح وهو
يشير بيده نحو ذلك الشىء الموضوع
على مقعده
وتتراجع ليلى فى صدمه..
فقد كان على ملقى
على سطح مقعد سيارته ذلك
القناع المخيف.
القناع الاسود..
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق