رواية
عشقته
ولم أراه
الجزء
34
تأليف
محمد أبو النجا
تأليف محمد أبو النجا
بالتأكيد
لم يكن هناك مفر من الموت فى
تلك
اللحظه بالنسبه لأى شخص عادى
فى
مثل هذا الموقف الصعب
لكن
بالنسبه لرجل مثل
المقدم عماد شوقى
كان
الأمر يختلف تماماً..
رجل
عاش حياة مليئه بالخطر ..
والصعاب...
فقبل
أن تنطلق رصاصة سلاح الرجل
ذو
القناع الاسود الذى أيقن أنه بالفعل
قد
حقق مبتغاه بقتل المقدم
يميل
عماد فى جزء من الثانيه
وهو يقبض على معصم
ذلك الرجل الغامض
فتصيب
طلقته سقف الحجره
وتشتعل
وتدور المعركه بينهم
معركة
الخاسر منهم يموت ..
المقدم
عماد شوقى الذى كان منذ دقائق
يشعر
بقمة الرغبه فى النوم
وتثاقلت جفونه من شدة النعاس
الآن قد إنتفض..
وتحول
فجأة إلى وحش...
وحش
يعلم مقدار تلك الفرصه الثمينه
التى
فى قبضته..
فرصة
الحصول على ذلك الرجل ..
الرجل
الذى يخفى خلف قناعه
حل
كل تلك الألغاز الرهيبه...
التى لا يجد تفسير لها....
ومن
المؤكد أن ذلك الشعور
كان
يعلمه هو كذلك
هذا
الرجل ذو القناع..
يعلم
أن إنتصار المقدم عماد عليه الآن
هو
بمثابة الموت المحقق
له
فى جميع الأحوال...
يدفع
عماد جسد ذلك الرجل نحو الحائط
يحاول
شل حركته..
ويده
اليمنى تمسك تلك الايدى
التى تحمل السلاح
والأخرى
تحاول نزع القناع..
وكشف
ما وراءه...
يبتسم
عماد فى سخريه أخيراً وقعت...
أخيراً
جه اليوم عشان اسلمك بإديه
لحبل
المشنقه ..
يضحك
الرجل فى سخريه أنته بتتكلم
وكأنك
خلاص قبضت عليه ..
متنساش
إن إديه لسه فيها السلاح
ولسه
معايا طلقات كتير
واحده
منهم كفيله تخيلك جثه ...
جثة
زى اللى قتلتهم قبلك....
عماد
يبقى أنته لسه مش فاهم أنا مين ...
ولا
تعرفنى كويس ..
يضحك ذو القناع بالعكس أنا أعرفك..
أعرفك كويس جدًا من زمان..
وأعرف عنك كل حاجه...
أنا قريب منك ديمًا ..
وحاوليك...
بس إنته مكنتش شايفنى...
يبتسم عماد : إنته بتشوقنى أعرفك..
ذو القناع : لاء...
مش تشويق..
أنا بعذبك لأنك مش هتشوفنى..
أنا شبح...
أنا لا تقدر تشوفنى..
ولا تمسكنى...
عماد بصوت ساخر : بيتهيألك..
أنا
كشفت النهارده بزيارتى خيوط كتير...
خيوط
كانت غايبه عنى...
ذو
القناع : ديمًا مغرور...
صدقنى
أنا متأكد إنك لا فهمت
ولا عرفت أى حاجه...
اللغز
أكبر من إن عقلك يحله...
ينفى
عماد برأسه : مش مهم أحله...
أنا
كل اللى يهمنى أعرف إنته مين..!
وأطلق
عماد ركبته اليمنى فى صدر الرجل
الذى
تأوه وصرخ من الألم..
ويد
المقدم القابضه على معصم الرجل
التى
تحمل السلاح يضربها فى الحائط
ليجبره
على تركه ..
وهو
يبتسم : وأدى سلاحك
خلاص مبقاش معاك..
ذو القناع :
الساحر ديما
فى جعبته كتير...
أطلق
فجأة جبهته فى أنف عماد الذى
شعر
بدماء ساخنه قد إنفجرت منها ..
ليضحك
ذو القناع :
مش
بقولك مغرور...
وعاد
يدفع عماد
ويسقط الاثنان سويًا أرضًا...
ويشعر
عماد بالآلم شديده فى ظهره
ليقبض
على رقبته ويحاول
نزع قناعه من جديد..
والرجل
يمنعه فى استماته :
حلم
ونفسك تحققه...
ليطلق
المقدم قبضته القويه فى فك الرجل
الذى
صرخ وهو يشعر بتحطم أسنانه
ليدفع
جسد عماد بعيداً عنه ويدور
هو
الآخر ويعتدل واقفاً يتجه صوب
النافذه
يقفز منها من الطابق الثانى
نحو
الأرض..
ليشعر
عماد بأن تلك الفرصه الثمين
قد بدأت تتلاشى ...
بهروب
ذلك الرجل الغامض
الذى
يحمل في جعبته كل مفاتيح قضيته...
فلم
يكن لديه بديل سوى أن قفز خلفه...
قفز
المقدم عماد بكل استماته يعدو خلفه..
ليلحق به...
وهو يقسم فى نفسه أن يقتنصه..
لقد
كانت مطارده مثيره...
فى
دروب وطرقات الحى...
ليخرج
المقدم عماد سلاحه
وهو
يقترب منه
يصرخ
: مفيش فايده اقف..
اقف
بقولك هضربك بالرصاص...
لكنه
لم يلتفت.. له..
ولم
يستمع أو يصغى لذلك التهديد
ليطلق
المقدم رصاصته نحو ساق الرجل
الذى
طار فى الهواء مع اندفاعه
وأخذ
يدور بجسده وهو يصرخ من شدة الألم..
الذى
أصاب ساقه من رصاصة عماد
الذى
تعمد إسقاطه فقط دون أن يقتله
فهو
يحتاج حياته بشده ..
حاول
الرجل الاعتدال والسير من جديد
ليصرخ
عماد من جديد :
بقولك
مفيش فايده من الهرب ..
المره
الجايه رصاصتى هتكون فى دماغك..
أحسن
لك سلم نفسك..
يضحك
الرجل من خلف قناعه :
متقدرش
تقتلنى ياعماد باشا..
انته
عارف كويس حياتى تهمك قد إيه..
عماد
: مش مهم أعرفك حاجه
من
قضيتى...
كفاية
أقتلك وأعرف انته مين...
الرجل
: لكن مش هتعرف تفسر
كل
الألغاز اللى قبلتها...
أنا حياتى تهمك جدًا...
أنا
فاهم وقارى دماغك كويس ..
أنا بالنسبه لك الكنز اللى وقعت عليه
بالصدفه...
عماد : مش بالصدفه ..
أنا كنت شاكك من زمان إن البيت ده
لسه جواه أسرار كتير..
أسرار ممكن تحل ليه اللغز...
لكن متخيلتش إن يكون
عايش فيها اللغز نفسه...
مش هنكر إن مهما تخليت مكنتش
هقدر أوصل إن الشخص اللى قلبت
عليه الدنيا عايش جوه البيت...
البيت المحروق...
ينفى الرجل : صدقنى كل تفسيرك غلط..
عماد :
أنا متأكد من كلامى..
فجأة
يخرج الرجل خنجره الفضى اللامع
الحاد
ويضربه فى الهواء صوب وجه
المقدم
الذى تفاداه
وهو
يكمل طريقه فى اللحاق بذلك الرجل
الذى
يعرج بقدمه أثر تلك الرصاصه فى قدمه
ويتقدم
ليعبر ذلك الطريق قبل أن يتفاجىء
بتلك
السياره المسرعه القادمه التى
ارتطمت
به وهو يصرخ بأعين يسكنها
الرعب
والفزع ويطير فى الهواء
ويسقط
وسط ذهول المقدم عماد الذى
اتسعت
عيناه فى صدمه موجعه..
وقد
بدأت أحلامه فى حل قضيته تتبخر
والرجل
يسقط أمامه جثه هامدة
يشعر
عماد بقمة المرار والحسره
وهو
يضع سلاحه فى جرابه
ويتقدم
ببطء
نحو جثة الرجل الملقاه أرضاً
وحولها
بركه من الدماء تتسع...
مط
المقدم شفتيه فى حزن
ونفى
برأسه :
مكنش لازم تموت دلوقت...
كان
لازم تعيش...
عشان اعرف حكايتك ..
يقترب
منه وهو يعلم أنه
من المستحيل أن ينجو أحد
بعد تلك الحادثه الصعبه...
وتلك الضربة المهوله من تلك السياره
المسرعه..
كل
شىء يدل على أن ذلك الرجل قد فارق
الحياه...
قد
مات...
ينثنى
عماد على ركبتيه ..
يلامس
وجهه وينزع ببطء..
قناعه...
بفرحه
غير مكتملة..
بنصر يحمل رائحة الهزيمه...
سيعرف
الآن من يكون صاحب
القناع الاسود..
ولكن
بعد أن فارق الحياه..
بعد أن فات الآوان...
بعد
أن أصبح جثه هامدة..
ونزع
عماد القناع بهدوء.
وكشف
الستار عن صاحب قضيته ..
وتراجع
عماد من شدة الصدمه والذهول...
تراجع
وبين قبضته القناع ..
لقد
شعر بجسده كله ينتفض..
فما
كان يراه رهيب ...
ووجه
لم يتوقع أن يراه ...
ليطلق
عماد زفير قوى وينفى برأسه
قائلاً
مش ممكن...
مستحيل
...
لقد
أصبح الآن يعرف من هو..
ذلك
الرجل المخيف...
من
يكون ذلك الرجل
الذى
عذب عقله لفتره طويله ..
لمعرفة
سره ..
الآن
يعلم حقيقة وشخصية ...
الرجل
ذو القناع الاسود ..
عرف من هو...
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق