شجاعة زائفه (قصة حقيقية مضحكه)

قصة قصيرة
( كارثة )

تأليف محمد أبو النجا

 

الثامنه مساءًا

دخل على زوجته ليجدها على غير عادة

شارد الذهن دموعها على خديها

ملامحها صلبه متجمده ..

ومع اقترابها تنهار بصوت عويل مرتفع

 وكأنما تنتظر قدومه...

  ارتجف قلبه وخفق بقوة ..

وهو يخطو مسرعًا نحوها ..

ويلقى بحقيبة الطعام فوق الأريكه

ويجلس بجانبها بأعين خائفه يهتف :

حبيبتى مالك..!

حصل إيه..!

بتعيطى كده ليه...!

إنتى بخير..!

الأولاد فين..!

هما كويسين..!

حد حصل له حاجه ..!

مبترديش ليه عليه..!

لكنها ظلت تمسح دموعها فى صمت..

وهو يتابع :

طب أتصل ب ماماتك تجيلك..

أكلم حماتى.. تيجى نشوف مالك..

تنتفض وهى تلتف له :

لاء..

مش عايزاك تزعجها..

هو : طب اتكلمى بقى وفهمينى..

حصل إيه..!

اعصابى تعبت..

تنظر إلى الأرض بصوت خافت حزين :

ماتت..ماتت..

يرتجف كل جسده فى خوف شديد

وقلبه يخفق وهو لا يستطيع النطق

ليجمع قواه قائلًا :

هى مين اللى ماتت..!

حد نعرفه..!

هزت رأسها : أيوه..

يزداد وجهه شحوبًا : مين..!

مين هي اللى ماتت ..؟

بحروف ثقيله تقول : أمريتا..

يتراجع فى حسره :

 لا حول ولا قوة إلا بالله

محدش قالى...

ماتت أزاى..!

وامته..؟

عادت للإنهيار من جديد :

ماتت النهارده..

يضع يده على ظهره :

استهدى بالله بس..

وعادت عيناه تتسع وهو ينتبه :

هى مين امريتا دى اللى تقصديها..!

تنظر له فى غضب :

مش عارف مين أمريتا..!

ينفى برأسه وهو يداعب بأصابعه

ذقنه مفكرًا :

الاسم مش غريب عليه ..

أيوه مش دى كلبة الحاج صفوت

اللى ساكن فى الدور السابع..

صح..؟

مطت شفتيها واطلقت زفيرها

فى غضب شديد :

كلبة الحاج صفوت إيه ياراجل ..؟

دى امريتا بطلة المسلسل الهندى

اللى بتابعه اسمه

( معك حتى النهايه )

يشعر بسخونة وجهه :

ياشيخه حرام عليكى وقعتى

 قلبى من الخضه والرعب..

تنفجر غاضبه :

إنته متعرفش ماتت ازاى ..!

حبيبها بعد ما ضحت بالدنيا كلها عشانه

حط لها السم فى العصير..

وماتت..

الندل ..الجبان .. الخاين..

عاد يهدىء من روعها :

خلاص حصل خير..

يابنتى ده مجرد تمثيل...

تعود منفعله :

 تمثيل إيه بس..!

 دنا بقالى ست شهور بتابع المسلسل

لما خلاص حسيت أنها واحده من البيت

من العيله...

زيها زى اختى ..

أو واحده من عيالى ..

يأخذ شهيق طويل : كلنا هنموت..

متزعليش نفسك..

شوفيلى حاجه بقى اكلها..

لحسن واقع من الجوع ..

وعايز انام شويه..

تنفى برأسها : أنا مطبختش أى حاجه ..

مش عارفه اتلم على اعصابى

 من ساعت ما قتلها..

هو فى غضب وصدمه يردد :

مطبختيش حاجه..!

 ينهار اسود ومنيل..

تنفجر فى وجهه :

قدر مشاعرى بقى ..

إنته إيه يا أخى مبتحسش بيه

 من يوم ما اتجوزتك..

وانته بارد..

ينظر لها فى تعجب :

هو المسلسل ده كان على

قناة إيه بالظبط..!

تعقد حاجبيها فى دهشه :

بتسأل السؤال ده ليه ..!

يبتسم : لازم نوقف نوعية المسلسات

دى فى البيوت..

مش هتجيب غير الحزن..

والهم والمشاكل..

وهتجنن النسوان..

دى مسيطره على عقول الستات..

وعاد يبحث عن رقم هاتف للقناة..

ويبدأ فى الاتصال وتوبيخهم بشدة..

ولحظات ثم عاد للهدوء والسكينه

وشفتيه تحمل الابتسامه وهو يغلق المحادثه

وهى تتابعه تقول فى لهفه وشغف :

ها..قالو لك إيه..!

يبتسم وهو يجلس فى زهو :

عندى ليكى خبر مش هتصدقيه..

خبر بمليون جنيه...

الجماعه بتوع القناة دول طيبين اوى..

وطمنونى وقالوا لى ابلغك

متخفيش..

امريتا مش هتموت..

لسه هتحصل مفاجأة

وهترجع بعد ثلاث اجزاء من المسلسل

للحياة من تانى..

محمدأبوالنجا