شجاعة زائفه (قصة حقيقية مضحكه)

( غضب )

قصة قصيرة

تأليف محمد أبو النجا

 

أجواء هادئه

 

فجأة

 

طرقات عنيفة على باب المنزل ...

 

من أيدى قويه ..

 

بعد لحظات من الإنتظار

 

تفتح سيدة عجوز باب منزلها

 

 تنظر عاقده حاجبيها بأعين ضعيفه ...

 

ملئت التجاعيد ملامح وجهها ..

 

المكان من حولهم شبه معتم ..

 

وبأيدى مرتعشه تقول بصوت هزيل :

 

 ايوه يابنى خير..؟

 

انته مين ..!!

 

وعايز ايه ..!!

 

 يهب فيها ذلك الرجل البدين

 

بصوت حاد وعنيف وغليظ :

 

بقولك ايه ياحاجه اسمعينى كويس..

 

تنظر له السيدة العجوز فى تعجب

 

وهو يكمل :

 

انا صبرى خلاص نفذ

 

ومبقاتش قادر استحمل

 

السيده العجوز :

 

خير يابنى من ايه مالك ...؟

 

إيه اللى مزعلك ..؟

 

يشير لها الرجل نحو صدرها بسبابته

 

: اسمعينى كويس وافهمى كلامى

 

بلغى جوزك الغبى يرحمنى شويه  ..

 

ويبطل يغنى

 

انا خلاص صدعت منه ..

 

ومن صوته المزعج...

 

انا بقالى تلات ايام بس ساكن

 

فى الشقه اللى قدمكم ومش مستحمل

 

قرفتونى و زهقتونى..

 

فى كل اوضه بدخلها بسمعه يغنى

 

حتى فى الحمام. .

 

واغانى غريبه ورخمه شبهه..

 

جابت لى إكتائب ومرض...

 

العجوز بأعين حزينه مرتجفه :

 

معلش يابنى

 

حقك عليه ..

 

أحنا آسفين ..

 

الرجل : بلا آسفين بلا زفت

 

وعاد يطلق زفير حاد :

 

 اسمعينى كويس ..

 

ده الانذار الاول والاخير ليكم

 

وبعدها هتشوفوا منى

 

وش مشفتهوش طول عمركم

 

هخلى حياتكم وأيامكم سوده ..

 

انتى متعرفيش انا مين ..

 

ولا اقدر اعمل ايه فيكم ..!

 

انا ممكن اطردكم من هنا خالص ...

 

لو حبيت ..

 

العجوز فى حزن عميق تتوسل له :

 

حقك على راسى يابنى

 

سامحنا ..

 

متزعلش منى..

 

 انا زى امك..

 

يتراجع الرجل خطوة للوراء

 

: على كل حال أنا قولت كل

 

اللى عندى وانتو حورين بقى

 

وياريت يكون جوه وسامعنى

 

دلوقت...

 

 ويعمل بنصاحتى ويخاف من تحذيرى..

 

ويبطل يغنى ويصدعنى...

 

ويفهم رسالتى دى كويس...

 

تنفى العجوز للاسف :

 

يابنى هو مش هيسمعك..

 

يعقد حاجبيه فى دهشه :

 

اشمعنى بقى ..؟

 

تحدى مثلا...!

 

والاه عناد...!

 

تميل نحو أذنه قائله بصوت خافت

 

: أصله من ساعت ما انتحر فى الحمام

 

وكل الحى هنا بيشتكى من صوته وبيسمعه

 

ومفيش فايده مفيش طريقه قادرين نسكته..

 

ويبطل يغنى..

 

يتراجع الرجل فى ذعر لا حدود له

 

 يهتف فى فزع : إنتحر..!

 

إنتى هبله ياست انتى ..!

 

والاه بتستهبلى..!

 

انتى بتشتغلينى..!

 

بتخوفينى...!

 

والآه بتهددينى...!

 

تنفى بيديها ورأسها :

 

يابنى ممكن تسال اى حد فى الحى

 

هيقولك نفس كلامى

 

وتقتنع وتصدق بنفسك ..

 

هكدب عليك ليه بس..!

 

مط شفتيه فى سخريه :

 

عايزه تفهمينى إن جوزك شبح ...!

 

ولو كان شبح زى ما بتقولى .

 

مش خايفه ليه وانتى

 

عايشه معاه كده ..

 

تنفى : لاء طبعاً  هخاف من ايه

 

منا انتحرت بعد منه بيوم واحد برضه