رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 28
تأليف محمد أبو النجا
ابتسامه شريره فوق شفتى حاتم مجدى
وهو يقفز من فوق الفراش نحو ليلى
التى تنظر له فى ذهول وحسره
لا حدود لهم ..
تنفى برأسها فى إنهيار
الكلمات كالثلج بين شفتيها
تحاول شق نفسها من حالة الثبات
والذهول التى تعيشها لتقول ويديها
على شفتيها فى حسره :
مش ممكن...!
انته إيه اللى جابك هنا..!
يضحك بشكل شيطانى مخيف
: إيه رأيك لعيب مش كده..
استاذ ..
حاجه ولا فى الاحلام..
ولا تخطر على بال إبليس نفسه..
إيه مالك مبلمه كده ..!
مش مستوعبه صح ..!
مش مصدقه ..!
تصرخ فى ذهول وهى ترفع سبابتها
: أنته...انته..
يقاطعها فى شماته :
أيوه... فتحى...
فتحى القاضى ..
اللى بيحبك وبتحبيه...
تصرخ ليلى كالمجنونه :
انته كداب..
كداب..
مستحيل تكون فتحى..!!
مستحيل تكون الشخص ده ...!
الفرق
بينكم كبير..
لا
يمكن تكون هوه..
أنا مش
مصدقه..
هز رأسه ساخراً : لا صدقى...
صدقى ياحب العمر..
مش ديما كنت بكتب لك
كده فى رسايلى..؟
تشعر ليلى بدوار يضرب رأسها
وهى على وشك أن تسقط مغشياً عليها
تحاول السيطره على حالة الإغماء التى
تداعب جسدها المنهار ..
لتصرخ بكل حسرة : ليه...؟
ليه عملت كده...؟
لا يكف عن الضحك بشكل مستفز
: قائلاً لأسباب كتير..
هو فى الاول بدأت الموضع
بلعبه وتسليه
بعد ما صدعتنى غادة بيكى ..
كل شويه عنك
تحكيلى عن
قصصك...
وانك عمرك ما حبيتى ..
ولا قدر حد يخطف قلبك ..
كنت عارف عنك كل حاجه ..
كل كبيره وصغيره ..
غادة اديتنى كل معلومه عنك
إيه اللى بتحبيه وبتكرهيه...
قدرت من خلالهم اخطف قلبك..
أصلك
بصراحه دخلتى دماغى أوى..
تبكى ليلى بشكل حزين
: ليه ..؟
حرام عليك..!
حرام ...
منك لله...
منك لله..
انته دمرتنى...
القتل كان أهون من اللحظه دى ..
ازاى انا معرفتش..
ومفهمتش ده..!
للدرجه دى أنا كنت غبيه..!!
ازاى حبيت اكتر واحد بكرهه
فى الدنيا..!
أنته متعرفش أنا بكرهك قد ايه..؟
ازاى كنت حبيبي وفى نفس الوقت
الشخص اللى بكرهه..!
ازاى قدرت تعمل كده..!!
ازاى
قدرت تخلق شخصيه زى فتحى..
وتخلينى
أصدق وجودها..
ازاى قدرت تقنعنى من غير ما اشوفك..؟
يكمل ضحكه وسخريته :
هو ده الفن...
أنا فنان...
مبدع..
عبقري...
ممثل..إنتى
نسيتى..
بصراحه الموضوع عجبنى ..
لما لقيتك وقعتى فى غرامى..
اتشديت ليكى ..
مش هقولك حبيتك اوى عشان مكنش
كداب وانا مبحبش الكدب..
الكدب يودى النار...
وعاد يكمل ضحكه :
بس نفسي فيكى...
نفسي اوى..
عشان كده جبتك دلوقتى هنا..
وعاد يقترب منها بهدوء
وبأعين يسكنها الشر..
لتبعده فى عنف
وهى تصرخ :
لو قربت منى هصوت ..
هسمع الدنيا كلها...
يضحك وهو يمد ذراعيه على
جانبيه للأعلى :
صوتى ياحبيبتى..
ولا حد هيسمعك...
جربى...
الاوضه هنا مصفحه ..
البيت بعيد عن أى بشر..
وصاحبى بره قفل بالمفتاح علينا..
يعنى مفيش خروج ...
ولا هروب..
والليله ليلتى...
تعالى بقى قربى..
والآه هتقتلنى زى مروان..!
ما خلاص بقى انتى بقيتى قتالت قتله
زى ما قولت لك... قبل
كده
ليلى فى صوت حاد وقوى تشير
بسبابتها نحوه : أنا فعلا هقتلك..
هقتلك
لو مبعتش عنى ..
لو
مسبتنيش أخرج من هنا..
ينقض حاتم بكل وحشيه نحو ليلى
وهو
يضحك : اعملى اللى إنتى عايزه بقى..
أنا ياقاتل
يا مقتول...
لتفر منه كالغزال الصغير
بين أنياب الذئب ..
تصعد وتهبط فى كل جزء
من أرجاء الحجره
وهو يضحك : مفيش فايده
هتتعبى وهتهبطى..
ونفسك هيتقطع...
وهطولك برضه..
وبعد محاولات مستمره كان يكبلها
بيديه..
وقد
شعرت بالنهايه ..
وبأنها
قد فقدت القدره على المقاومه..
يحتضنها مبتسماً : خلاص انتهت
اللعبه...
أنا الكسبان..
فجأة طرقات قويه على باب الحجرة
وصوت الرجل
الذى يدعى السيد يقول فى لهفه
: حاتم .. حاتم..
انته ياد ياحاتم.. رد
حاتم فى غضب :
عايز إيه يا زفت..؟
ويضرخ بعصبيه : عايز إيه دلوقت..؟
السيد : الواد مصطفى صاحب الشقه
دى اللى معانا بيتصل وبيقول ابوه وأمه
رجعوا من السفر ولازم نفضى الشقه حالاً
يطلق حاتم زفير ملتهب :
قوله ربع ساعه...
ربع ساعه بالظبط بس..وهنمشي
ينفى السيد :
ياعم بقولك أبوه وامه فى الطريق..
يالله بسرعه بدل ما يلاقونا هنا...
وتبقى مشكله..
يطلق حاتم زفيره : لاء...
أنا مش خارج من هنا الا لما...
يقاطعه إقتحام السيد للحجره وهو
يهب فيه بكل عنف ويصرخ :
يابنى هنروح فى
داهيه ..لو حد شافنا هنا...
قوم بقى ملكش نصيب فيها دلوقت..
قوم بقى يالله نمشى..
مفيش وقت ..
فجأة تبصق ليلى على وجهه
وتدفعه وتفر هاربه من الباب المفتوح
يحاول أن يلحق بها أو يمسكها
ليقبض صديقه السيد على يديه
ويمنعه قائلًا : ياعم سيبها..سيبها..
بكره تعوضها ..
هتروح
منك فين..؟
الجيات
كتير..
حاتم فى ثوره كالمجنون يحاول
دفعه واللحاق بها :
أوعى.. سيبنى....
السيد فى سخط : بابنى الناس جايه
حاتم كالمجنون الثائر :
طز فى أى حد...
المهم أطولها...
لكن ليلى قد نجحت في الفرار
وابتعدت.. واختفت عن عينيه..
ليضرب بأقدامه الأرض فى سخط
ويمسح بأصابعه بصقتها البارده
من فوق
ملامحه الثائره قائلاً :
طيب...
طيب يابنت الكلب ..
مش هسيبك..
لو آخر يوم في عمرى..
هطولك يعنى هطولك..
**********
لم تبك ليلى فى حياتى مثلما بكت
فى تلك الليله
إنهيار تام داخل حجرتها..
لا تصدق ما حدث..
أن الحلم الذى عاشت تنتظره
أصبح كابوس ..
الرجل الذى عشقته ليس له وجود..
كان شبح .
كان وهم ..
كان خدعه..
بل كان الشيطان نفسه بوجه عاشق...
لا تستوعب أن فتحى القاضى
شخص ليس له وجود..
شخصيه صنعها حاتم مجدى ليصل
لقلبها أو لأغراضه..
لكن اللوم الكبير والخطأ يقع عليها..
هى من أحبت رجل دون أن تراه..
او تسمع صوته..
لقد أصبحت تكره هذا الرجل بشكل
لا يمكن وصفه..
لقد أخذ منها صديقة عمرها..
ودمرها جسديا ونفسيا..
جعلها تقتل..
ولوث يديها بالدماء..
حاول إغتصابها...
قتل فى
أحشاء قلبها رجل أحبته..
رجل
ليس له وجود...
قطع تفكيرها وأحزانها..
صوت رنين هاتفها
اتصال من غادة تبكى كعادتها ..
منذ إن دخلت بيت هذا الرجل..
ليلى فى لهفه وخوف :
مالك..؟
مالك ياغادة حصل إيه..!
غادة ألحقينى يا ليلى ..
أنا بموت..
بموت..
ليلى : حصل إيه..؟
غادة :
ضربنى وحبسنى فى الاوضه..
ليلى : ليه..؟؟
عمل كده ليه الحقير ده..؟
غادة : لقيته جايب واحده البيت
تخيلى
الفجر
والوقاحه وصلت بيه لفين..؟
و لما واجهته وقلت له
انته أزاى تعمل كده..؟
وفى بيتى وقدامى..!
ضربنى وحبسنى..
ومش عارفه اتصرف ازاى..؟
أنا مليش فى الدنيا غيرك..
ياليلى..
أنا
معنديش لا أب ولا أخ..
ولا حد ينجدنى..
ليلى : خلاص أهدى ..
أنا جيالك متخفيش..
وأغلقت المحادثه وهى تتجه
بخطوات مسرعه صوب
المطبخ تجذب سكين حاد ...
تدسه فى حقيبتها...
وقد اتخذت قرار لا رجعت فيه..
ستقتل بيديها من جديد الليله..
ضحيتها الثانيه بعد مروان..
ولن تتراجع عن ذلك الأمر
مهما كان الثمن..
سيموت..
ذلك الوغد بيديها.. الليله..
وانطلقت نحو هدفها ..
القادم..
قتل حاتم ..
حاتم مجدى...
أو
الشيطان..
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق