القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 عشقته ولم أراه
 
الجزء 30

 

تأليف محمد أبو النجا

 

ما أصعب ذلك المشهد الرهيب ..

 

مشهد تصعب على الأقلام وصفه..

 

وكتابته..

 

لنظرات ليلى التى يسكنها الذهول

 

والصدمه والجنون ...

 

وهى ترى صديقة عمرها

 

ورفيقتها ...

 

منذ نعومة أظافرها تحرق أمامها..

 

وتشب النيران فيها وتلتهم جسدها..

 

تحترق ..

 

وتقتل..

 

وبيدها...

 

ولا تستطيع تلبية استغاثتها

 

أو نجدتها..

 

أو تعلم كيف حدثت تلك الجريمة الغامضه..!

 

أو التعلم السر الرهيب فى رجوع صديقتها

 

إلى المنزل مرة أخرى...!

 

بعد أن ودعتها...!

 

ولا يمكن وصف نظرات وداع غادة لها...

 

وابتسامتها الاخيره ...

 

ونظرات عينيها التى  تحمل

 

مزيج من الرعب والهلع والشفقه

 

على حال صديقتها بعد موتها...

 

كان كل ذلك أكثر من أن تتحمله..

 

ليلى..

 

لقد فاق قدراتها على التحمل..

 

لن تستطيع النفس إدراكه...

 

ولا القلب قبوله..

 

ولا العقل تصديقه..

 

لتنهار ليلى فاقده للوعى...

 

وتذهب فى غيبوبه طويله ..

 

لا تعلم كم من الوقت قد مر عليها ..

 

بدأت تفتح عينيها ببطء...

 

كانت ترى ضباب أبيض..

 

يحجب الرؤيه عنها...

 

الذاكره خامله..

 

العقل شبه متوقف .

 

الأحساس متجمد..

 

القلب فاقد للشعور..

 

(حمد الله على السلامه)

 

كان صوتها اول ما دق مسامعها

 

تنتفض وقد بدأت ترى ملامحها ...

 

الرقيقه البشوشه..

 

تبتسم ليلى فى هدوء وحيره

 

بصوت ضعيف تقول : غادة إيه

 

اللى حصل...؟

 

تلامس غادة كتفها بشكل حنون :

 

شويه تعب بسيط....

 

 لكن الحمد لله هتبقى تمام..

 

تحاول ليلى النظر حولها لكن لم

 

تستطع فتقول فى حيره :

 

 أنا فين...!

 

غادة : فى المستشفى..

 

ليلى فى تعجب أكثر تردد

 

: مستشفى..

 

عادت تلامس بكف يديها جبينها...

 

تهمس بصوت ضعيف

 

: أنا مش فاكره

 

أى حاجه..

 

هو إيه اللى حصل ..؟

 

أنا حاسه بصداع وألم فى صدرى..

 

هى ماما فين...؟

 

غادة : جايه حالا

 

ليلى فى ألم :

 

 أنا دماغى بتوجعنى أوى

 

حاسه إنها هتنفجر

 

تقبل غادة رأسها فى عطف قائله :

 

ثوانى وهبلغ الدكتور..

 

لتسقط ليلى عائده فى سبات

 

 ونوم عميق من جديد..

 

كوابيس كثيره ...

 

وأصوات مرعبه غير مفهومه...

 

وهناك من ينادى باسمها بصوت لم تسمعه..

 

إنه رجل لكن تجهل من يكون...

 

كأنه ينادى من أعماق سحيقه..

 

باسمها

 

تستيقظ فجأة

 

بدأت الرؤيه من جديد أوضح من ذى قبل

 

تبتسم أمها فى سعادة غامرة

 

: ليلى حمد الله على السلامه

 

تحتضنها وتقبلها..

 

وأبيها بجنبها..

 

واخيها محمد

 

























وساره اختها الصغيره

 

الكل سعيد بعودتها...

 

الكل يرحب بها...

 

تدور ليلى برأسها فيما بينهم قائله :

 

اكيد غادة اللى بلغتكم إنى سألت عليكم

 

أول ما صحيت ...؟

 

يسود الصمت الثقيل بينهم جميعاً

 

وأبيها يقول : غادة مين..؟

 

ليلى فى تعجب تنظر وهى راقده ونائمه

 

إلى أبوها فى دهشه قائله

 

: غادة حسين طبعاً

 

كانت هنا من شويه وقالت أنها هتبلغكم

 

إنى صحيت...

 

أبوها بصوت مرتبك : آه...

 

 جايز يابنتى...

 

جايز..

 

ليلى فى غضب ودهشه : جايز..!

 

إيه هو اللى جايز..!

 

أنا متأكده من اللى بقوله يابابا...!

 

وباستنى..

 

وكانت فرحانه إنى فوقت...

 

وعادت تنظر حولها :

 

هوه أنا بقالى قد إيه نايمه كده..؟

 

أمها بنظرات حزينه : تلات ايام...

 

تتسع عين ليلى فى ذهول تام :

 

تلات ايام مش ممكن..!

 

هو إيه اللى حصل عشان تجبونى هنا

 

المستشفى ..؟

 

أنا مش فاكره أى حاجه . .!

 

وفى صداع مش عايز يسبنى..

 

يهز أبوها رأسه فى أسي

 

 وهو يقول : ثوانى

 

وخرج وهو يشير إلى

 

ولده محمد أن يتبعه ..

 

عبر ممر طويل واسع داخل المستشفى

 

يسير  الاثنان سويا فى صمت بجانب بعضهم ...

 

وتوقفا أمام باب واحده من الغرف المغلقه

 

وطرقه ابو ليلى وانتظر للحظات حتى سمح

 

له بالدخول

 

وجلس الاثنان داخل تلك الحجره الأنيقه

 

أمام دكتور (سمير بدر)

 

الذى تخطى العقد الخامس من عمره بجسده

 

القصير البدين ومن خلف نظارته الرفيعه

 

كان يستمع لهم بتركيز تام وأبوها بصوت

 

مهموم :

 

 ده معناه إيه يا دكتور ..؟

 

لما تقول شافت وسمعت واتكلمت

 

 مع واحده ميته..!

 

يسود الصمت بينهم للحظات

 

ودكتور سمير ينزع نظارته وهو

 

يتنهد قائلا :

 

هو اكيد ده بسبب الصدمه اللى حصلت..

 

الاخبار بتقول انهم عثروا عليها

 

فاقده للوعى قدام

 

شباك المطبخ الحديدى ..

 

واللى اكيد واحتمال كبير من خلاله

 

شافت الحادث أو جزء من الحادث..

 

اكيد كانت رايحه فى زياره لصديقتها..

 

ولسوء حظها شافت الكارثه دى

 

ومن كلامك عرفت إن الصله والارتباط

 

بينها وبين غادة كان كبير جداً

 

يقاطع الحديث محمد : جدا جدا يا دكتور

 

السن بينهم تقريبا واحد

 

نفس الحى والبيت فى وش البيت

 

دراسه وتخته واحده وفصل واحد

 

كليه واحده وبعد التخرج اشتغلوا

 

فى نفس الشركه

 

مط سمير شفتيه فى تعجب

 

ماشاء الله...

 

 طيب ياجماعه

 

انتو متوقعين إيه بعد كل ده ..؟

 

تخيلوا بعد العشره دى كلها تشوفها

 

قدامها مثلا جثه متفحمه...؟

 

أو لحقتها وهى يتتحرق..

 

الموقف صعب وصادم...

 

وأكيد سبب ليها إنهيار عصبى...

 

أبوها أحنا محدش فينا علق على كلامها ..

 

لما قالت إنها شافتها وكلمتها

 

هو كان المفروض نصارحها..

 

نقولها ماتت. ..

 

عقد الدكتور سمير حاجبيه :

 

انا مقدرش أفتى فى النحيه دى

 

لكن أنا عندى صديق متخصص فى

 

الامراض النفسيه اسمه (شفيق بكر)

 

هديكم عنوانه أكيد هيفيدكم..

 

وبلاش حد يتكلم معاها فى موضوع

 

غادة عشان لو فيه مشكله أو ضرر..

 

ميتفاقمش..

 

واحنا معندناش خلفيه بمرضها ولا بحالتها...

 

والحمد لله أنها قامت بالسلامه ..

 

                ***********

 

(انتو مش سامعين الجرس..؟)

 

نطقت ليلى جملتها فى غضب أمام

 

أمها وأبيها وهم على أريكة منزلهم

 

يتابعان التلفاز وسط دهشتهم

 

الرهيبه وأعينهم المذبهله المتسعه

 

تفتح ليلى باب الشقه..

 

والذى لا يوجد خلفه شىء .

 

وتقبل الهواء...

 

















وتحتضنه ..

 

وهى تبتسم :

 

كنت مستنياكى..

 

تعالى...

 

تغلق بعدها باب الشقه وهى تهتف

 

إلى أمها : ماما غادة بتصبح عليكى

 

انتى وبابا..

 

وياريت بقى كوبايتين شاى من اديكى الحلوه.

 

انتى عارفه هيه قد إيه بتحب الشاى بتاعك ..

 

ترتجف أمها وهى تهز رأسها ترد التحيه

 

إلى غادة التى لا وجود لها :

 

صباح الخير

 

ياحبيبتى اتفضلى ..

 

تتحرك ليلى بمفردها وتغلق باب حجرتها

 

خلفها..

 

تتبادل أمها راجيه النظرات بينها وبين وزوجها

 

والد ليلى وتقول بصوت مرتجف :

 

شوفت البت...

 

البت إتجننت..!

 

بتفتح الباب وبتبوسها وبتحضنها...!

 

وبدخلها معها اوضتها...!!

 

وعايزه اتنين شاى ..!

 

زى ما كانت بتشرب من إديه

 

قبل الحادثه...!

 

البت ضاعت ياسليمان...

 

 انته لازم تعمل حاجه...

 

 ‏أى حاجه ..

 

لازم تتصرف ....

 

لازم تلحقها..

 

يضع سليمان رأسه أرضاً فى حزن قائلاً :

 

هو انا مش وديتها للدكتور شفيق ده..!

 

وقال محدش يصارحها دلوقت وهيه

 

مع الوقت العقل هيستوعب اللى حصل

 

واى حد هيبلغها بالقصه اللى حصلت

 

ممكن يؤدى لتدمير الجهاز العصبى كله

 

وتجنن فعلاً..

 

راجيه فى صدمه : هيه لسه هتجنن..!

 

مخلاص البت عقلها طار..

 

دى نسيت كل حاجه. ..!

 

رجعت بالزمن قبل حتى ما صاحبتها

 

تتجوز...

 

لسه بتروح لها الشقه اللى ساكنه فيها

 

قصادنا...

 

وبتفتح بالمفتاح اللى معاها الباب

 

وتدخل وتفضل بالساعات جوه..

 

تتكلم وتضحك كأنهم مع بعض..

 

الشقه فاضيه بعد موت غادة

 

أمها سافرت عند أخوها تعيش هناك معاه..

 

كل ده وتقولى فتره ..

 

البت اتجننت..

 

بقولك..

 

فجأة تصدر ضحكه مدويه فى حجرة ليلى

 

لتشير أمها بأصابعها المرتجفه :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سامع...

 

دى بتضحك معاها...

 

بالهوى يانى..

 

اعمل إيه ياربى..!!

 

هيه بتحكلها نكته والاه إيه..!

 

اخش عليهم بالشاى أزاى دلوقت...!

 

فجأة يفتح باب الشقه

 

ويدخل أخيها محمد يجلس وهو يلتقط

 

أنفاسه ويخرج من جرابه كارت شخصي

 

يمده إلى أبيه الذى

 

ألتقطه فى حيره : إيه ده..!

 

بتاع مين الكارت ده..!

 

يشير محمد بأصابعه :

 

ده اسم دكتور أمراض عصبيه ونفسيه...

 

واحد صاحبى

 

جبهولى ممتاز جداً..

 

رحت له وخدت معاد معاه....

 

عشان نودى ليلى له....

 

وإن شاء الله يكون الشفا على إديه..

 

أمه راجيه فى لهفه وأمل :

 

ياريت يابنى ...

 

اسمه إيه الدكتور ده ..؟؟

 

يشير محمد إلى الكارت اسمه :

 

الدكتور كريم ..

 

كريم أشرف...

إضغط هنا الجزء 31

 


جميع أجزاء الروايه فى


 الأسفل إضغط 


على الجزء المطلوب لتصل له 


إضغط هنا الجزء 1

إضغط هنا الجزء 2

إضغط هنا الجزء 3       

 إضغط هنا الجزء 4 

إضغط هنا الجزء 5


إضغط هنا الجزء 6


إضغط هنا الجزء 7


إضغط هنا الجزء 8


إضغط هنا الجزء 9


إضغط هنا الجزء 10


إضغط هنا الجزء 11


إضغط هنا الجزء 12






إضغط هنا الجزء15  

إضغط هنا الجزء 16

 إضغط هنا الجزء 17

  إضغط هنا الجزء 18

   إضغط هنا الجزء 19                                                                 إضغط هنا الجزء 20 


إضغط هنا الجزء 21

إضغط هنا الجزء 22          

 إضغط هنا الجزء 23

إضغط هنا الجزء 24

إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26









  إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء 42

إضغط هنا الجزء 43         

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

اضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

اضغط هنا الجزء 51

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 53


إضغط هنا الجزء 54


إضغط هنا الجزء 55

إضغط هنا الجزء 56 والأخير


لمتابعة  الرويات اضغط على


 الاسم فى الاسفل 


رواية السرداب 


رواية الروح الثالثة 


رواية عشقته ولم أراه



 إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل 


 الغريق


زوجه صينيه


عجوز الشاطىء


الصدق حينما يموت


الكابوس يتحقق


كارثة


غضب


يوم زفاف حبيبتى


إحتضار 


المكيدة 


دعوة زواج


رد شرف 


نافذة الأحلام 


مملكة الشياطين


زوجة خرساء

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات