رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 17
تأليف محمد أبو النجا
تجلس ليلى
داخل شقة غادة ، وينتابها حاله
طويله من الصمت والشرود ..
تفكر فى رعب شديد فيما حدث لها
لا تصدق أن تلك السيده العجوز
التى قابتها وتحدثت معها
ليس لها وجود..
تقاطع صمتها غاده :
يابنتى مالك..!!
بتحصل عادى..
ليلى : مش ممكن يكون الموقف
اللى حصل لى ده وهم ..!!
أو بيتهيألى..!
أنا شوفت الست دى وكلمتها..
أنا متأكده...
ومحمد أخويا كان معايا...
وشاف ده بنفسه...
أنا مش مستوعبه يكون ده خيال..!
أو..
أو..
وعادت للحظات للصمت قبل أن تكمل
فى خوف : أو شبح...
غادة : صدقنى أحنا بنقابل ونشوف كتير
فى حياتنا حجات مبيكونش ليها وجود
أو حقيقه ...
وممكن منعرفش كده..
ونعيش عمرنا
فى اعتقاد إن ليها وجود...
لو سألت أى إنسان فى الدنيا
هيقولك شاف أو سمع موقف شبيه
للى حصل لك .
ليلى : يعنى اشوفها صوت وصوره
وهيه ملهاش وجود..!!
غادة :
بقولك إيه سيبك بقى من القصه دى
وقومى ارتاحى ونامى..
ليلى : هيه مامتك فين..؟
أنا مش شايفاها...!
غادة : للاسف نامت..
أصلها بتصحى من بدرى ..
واعتدلت بعد إنهاء جملتها
امسكت ليلى من يدها
وجذبتها برفق
وهى تقول : قومى بقى ..
عشان تنامى...
ليلى : هو تليفونى فين.....؟
غادة : عيناه فى دولابى...
مش احنا قولنا ابعدى عنه...؟
التليفون ده طول ما هو فى اديكى..
المشاكل مش هتخلص..
ليلى : معلش هاتيه معايا الليله .
هزت غادة رأسها : ماشي
اللى تشوفيه..
بعد لحظات كانت ليلى ترقد فى حجرة
غادة بجانبها على الفراش .
تمسك غادة أصابعها قائله :
مش هتنامى بقى..؟
هتفضلى طول الليل
ماسكه تليفونك..!
انتى مستنيه منه رساله صح ..؟
مستنيه
كريم يكلمك...!
تنفى
ليلى برأسها قائله :
خلينى
بقى أحكيلك اللى حصل
بينى وبين صلاح
أنا
عندى ليكى كلام كتير..
وأخذت ليلى تروى لها حتى
انتهت وهى تسألها :
تفتكرى ممكن يكون صلاح
فعلا بيحبنى وعايز يساعدني...؟
معقول فى إنسان فى الزمن ده بكل
الطيبه والأخلاق دى..؟
غادة فى لهجه ساخره :
أو عبيط وعلى نياته..
تتراجع ليلى فى صدمه تردد :
عبيط...!
هو اللى بيحبنى بالشكل ده
يبقى عبيط..!
غادة :
انتى ياليلى مقتنع بأن فى واحد
يسامح كده بسهوله
ويقبل يتجوز
واحده بتقابل شخص خفى..
قاتل أمها..
وحامل بطريقه مجهوله...
ويكتب ابنها ده بإسمه..!
كلام
مش منطقى ..!
مفيش
عاقل يقبل الوضع ده..
ليلى :
طب وهيكون غرضه إيه لما
يقدم لى عرض زى ده..!
مطت غادة شفتيها :
مش عارفه ..!
بس اكيد مع الوقت هيبان
بس انا حاسه إنه مش طبيعى
ياعبيط زى ما قولت لك ..
يا وراه هدف مجهول..
وبيستهبل..
لكن تقولى بقى طيب اوى
ومسامح فى الزمن
ده مستحيل..
ما اعتقدتش...
تطلق ليلى زفيرها الطويل
: تصدقى احبطينى..
تضحك غادة :
إيه بتحبيه هو كمان..؟
ليلى فى صوت حاد :
لاء بس منكرش أنه فى
المقابلة الاخيره
عجبنى أسلوبه وشخصيته
و..
تقاطعها غادة ضاحكه :
دا لو شاف كريم بقناعه الاسود
هيعملها على روحه..
ليلى فى تعجب :
اش عرفك إن شكله مخيف ..!
غادة فى إرتباك :
ااكيييدد
من كلامك...
أنا فهمت كده..
ورسمت الصوره..
ليلى فى حيره تتنهد :
هو فعلاً شكله مخيف..
وال..
يقاطعها صوت خارج الحجره..
صوت يشبه الخطوات...
لتقول ليلى وهى تشير بسبابتها
: واضح إن فى حد صحى بره..
غادة فى تعجب تهز رأسها لليمين ولليسار
: ليه..؟
ليلى : مش سامعه ..!
فى صوت حد ماشي بره فى الشقه..!
تنفى غادة فى تعجب :
أنا مسمعتش حاجه..!
ليلى : يمكن مامتك صحيت..؟
غادة : ثوانى كده...
تحركت غادة ببطء صوب باب حجرتها
وفتحته
ونظرت نحو الخارج للحظات
ثم عادت للفراش من جديد
تقول :مفيش اى حاجه..
وماما كمان نايمه ..
ليلى فى إصرار :
أنا متأكده..
إنى سمعت
صوت
غادة : بقولك بيتهيألك..
ليلى : ياغادة أنا متأكده ..
سمعت بقولك حد ماشى
بره أوضتك..
غادة فى غضب :
طيب ممكن بقى تنامى
ليلى : أنا مش متخيله أنتى ازاى
مسمعتيش زى ما أنا سمعت..!
الصوت كان واضح جدًا..!
تطلق غادة تنهيده طويله قائله :
يظهر إن مفيش فايده مضطره أصارحك
تدور ليلى بجسدها نحوها
: مش فاهمه كلامك
ممكن
توضحيلى ..
تصارحينى بإيه بالظبط..؟
غادة بنظرات مريبه
وبلهجه متلجلجه مرتبكه :
ليلى إنتى..انتى...
أنتى مش طبيعيه ياليلى..
وكلنا عارفين كده ..
كل الناس إلا أنتى ...
تبتلع ليلى ريقه فى فزع وذعر :
مش فاهمه برضه ..!
تقصدى إيه بإنى مش طبعيه..؟
غادة :
يعنى ممكن تشوفى وتسمعى
حجات مش موجوده
وتتخيلى شخصيات مش حقيقيه..
وتتكلمى مع ناس محدش شايفهم غيرك..
وده للأسف مرض عندك..
تنفى ليلى فى رعب شديد :
مش ممكن..!
أنتى كدابه
غادة :
أنا المفروض مقولكيش ودى
تعليمات الدكتور رفعت...
ليلى فى ذهول :
مين الدكتور رفعت..؟
غادة :
الدكتور اللى بيعالجك من الحاله دى
تنفى ليلى برأسها :
أنا معرفش حد بالاسم ده..!
غادة : انتى جالك انهيار عصبى
من مده قابلتيه واتكلمتى معاه
مره واحده في حياتك...
وكان بيتابع حالتك مع باباكى
ومامتك الله يرحمها..
تنفى ليلى فى ذهول وحسره :
أنتى كدابه..
أنا لا
جالى إنهيار عصبى ..
ولا
قابلت دكاتره..
غاده : لاء..
هيه دى الحقيقه ..
دكتور رفعت طلب منهم
محدش يعترف ليكى
ولا
يقولك
بالحقيقه دى
لكن للأسف
أنا فشلت إنى اخبى عليكى
ومرضك ده يفسر لك إعتقادك
بوجود واحده ساكنه
فى الشقه المهجوره اللى قدمنا
وشوفتيها
وقبلتيها
وكلمتيها...
وهيه ملهاش وجود..
تنفى ليلى فى خوف شديد بأعين
مرتجفه وقلب يخفق :
أنتى كدابه يا غادة..
كدابه..
غادة :
ويجوز الاستاذ اللى اسمه صلاح ده
عارف بالمرض بتاعك عشان
كده عامل فيها قلب الاسد
الرجل الشجاع اللى هينفذك من
الوحوش الشريره
أنا صارحتك عشان تفوقى ..
صلاح متأكد أن مفيش راجل له قناع
اسود ولا نيله ..
ليلى : لنفرض صدق كلامك
طب مين اللى قتل ماما..
أنا شوفت الجريمه يعنيه...
مكنش
وهم..
ولا بيتهيألى..
غادة : مش هقدر اقولك مين
اللى قتلها..
أو مين
اللى عليه دايرة الشك..
تزداد دقات ليلى فى فزع أكثر
قائله :
تقصدى إنهم شاكين فى حد ...؟
هزت غادة رأسها : أيوه..
ليلى فى توتر شديد :
مين ...؟
شاكين فى مين..؟
اتكلمى..
تشير لها غادة بسبابتها
: فيكى انتى..
انتى ياليلى...
شاكين إنك أنتى اللى قتلتيها...
قتلتى مامتك..
تنفى ليلى فى ذهول ورعب
لا حدود له :
مش ممكن اللى بتقوليه..!
أنا مش مصدقاكى..!
غادة :
جايز اكون غلطانه إنى صارحتك
لكن للأسف هي دى حقيقتك..
أنا قلبى ديما بيوجعنى على حالتك
لكن مفيش حد بإديه حاجه
ربنا قادر فى يوم يشفيكى
ليلى فى غضب :
انتى كدابه ياغادة
أنا مش مريضه
ولا اى حاجه من اللى بتقولى عليها
دى حصلت ..
لا بكلم ولا بشوف حد مش موجود
ولا
قتلت أمى..
طيب تقدري تفسرى سبب الحمل
اللى فى بطنى وهم برضه..!
والاه بيتهيألى..!
غادة :
هو ده السر اللى مش عايزه
أقوله هولك
هو ده
سبب مرضك..
ليلى فى هلع أكثر تنظر لها : يعنى
انتى تعرفى سر الحمل ده
غادة : مش أنا وبس
كل اللى حاوليكى.
ليلى :
مش ممكن...!
ماما نفسها مكنتش تعرف.
وكانت ديما تتخانف معايا قبل ما تموت
عشان تعرف مين ابو الجنين اللى فى بطنى
غادة : هو ممكن محدش يعرف أبوه
لكن سبب الحمل معروف..
ليلى فى صدمة رهيبه : كفايه ألغاز
وجاوبينى..
انتى تعرفى سبب الحمل
المجهول اللى فى بطنى..!
غادة فى هدوء : أكيد..
وأنتى كمان تعرفى لكن مش متذكره...
ليلى : كدب ...
تخاريف...
غادة : مفيش حاجه اسمها كدب
بطنك قدامك بدأت تكبر..
وأنتى مش فاكره يبقى أكيد فى سر..
ليلى فى تعجب :
وأنتى بتقولى تعرفيه
تعرفى السر ده
أغلقت غادة عينيها فى حزن :
أيوه..
أنا عارفه سبب الحمل ده ..
ليلى فى لهفه وخوف :
طيب ما تقولى...
وبدأت غادة تروى لها قصة جديدة
لم تسمع بها ليلى من قبل..
قصة فى منتهى الرعب..
حدثت
لها..
قصه تخبرها سبب حملها..
وكانت ما تسمعه ليلى ..
يفوق كل قدرات عقلها..
قصه
يرتجف منها كل جسدها...

جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق