رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 25
تأليف محمد أبو النجا
ظلت ليلى تنفى برأسها وهى تنظر
إلى القبر الذى يتوسطه اسم
صديقة عمرها غادة حسين..
تنهار تبكى وهى تجلس على ركبتيها
تصرخ : لاء...
غادة عايشه...
غادة مماتتش...
انته كداب...
يقترب منها المقدم عماد يقول بصوت
حاد : لازم تصدقى بقى ..
وتعيشى الواقع غادة اتحرقت فى البيت..
بيت حاتم مجدى
غادة ماتت محروقه وكانت حامل ...
تبكى وهى تضع راحت يديها على وجهها..
قبل أن تعيد النظر نحو القبر..
ونحو اسم صديقتها وحبيبتها...
قبل أن تشعر برأسها تدور..
وتفقد توازنها...
وتسقط فاقده للوعى...
تغيب عن كل ما حولها ..
وتعود بالزمن للوراء إلى
خمسة شهور...
قد مضت...
*********
الماضى ..
من خمسة شهور ..
أمام مكتب غادة حسين داخل شركة
التأمين..
توقف ذلك الشاب قمحى البشره ..
شديد الوسامه والأناقة..
يبتسم بملامح أصابت
غادة بتيار أشبه بالسحر وهو يقول
بصوت هادىء عذب : صباح الخير ..
تبادله الابتسامه وقلبها يخفق بقوة
من نظرات عينيه ...
لا تعلم ما سبب هذا الشعور الذى ينتاب
خلاياها..
ماذا فعل ذلك الرجل بحضوره إليها...!
أى جاذبيه تلك التى يمتلكها..!
يقاطع تفكيرها وشرودها الكبير و
الملحوظ
صوته : أنا جاى من طرف الاستاذ مدبولى
باعتنى لحضرتك...
تهز رأسها وهى تشير له بيديها :
أتفضل سيادتك أرتاح...
يجلس فى وقار وهيبه
قائلاً : والله كنت جاي اعمل بوليصة
تأمين..
تتطلع له وهى تحاول منع نفسها من
التحملق
له بقدر المستطاع لتقول بصوت مرتبك
: تحت أمرك....
ثم عادت تعقد حاجبيها : أنا أعتقد
إنى شوفت حضرتك قبل كده..!
او أتقابلنا...!
لكن فين مش قادره أفتكر...
ضحك بهدوء وهو يرفع سبابته :
اكيد حضرتك شوفتى المسلسل
الجديد (ولاد الحته )
هزت رأسها : فعلاً أنا شوفته...
ورفعت رأسها فى قمة الذهول
فى أعينها تقول :
أيوه.. ايوه..افتكرت ...
أنا شوفت حضرتك..
انته كان ليك دور..فى المسلسل..
كنت زميل لبنت
كمال بركات المليونير فى الكليه..
كنت زميل صافى صح ..
كان اسمها
كده..
أنا
فاكره..
يبتسم : فعلاً ...
ده كان دورى ...
بس أنا اسمى الحقيقى حاتم...
حاتم مجدى ..
يخفق قلبها بقوة وهو يكمل حديثه
: هو حقيقى أنا متكلمتش فى الدور كله
غير كلمتين بس
لكن إن شاء الله اللى جاى أحسن
تبتسم : أنا متأكدة كده ..
ظهورك كان مميز ..
وملامحك سينمائيه..
بس انته فى الطبيعه اجمل بكتير...
عادت تقطع حديثها فى خجل واضح
وتعتدل واقفه فى توتر وهى تحمل بيديها
دوسيه من الأوراق تقول
فى هدوء وصوت حالم : ثوانى
وراجعه لحضرتك ...
تخطو مسرعه نحو حجرة رفيقة
عمرها وصديقتها المقربه ليلى سليمان
تقفز وهى تلقى بالدوسيه على مكتبها تهتف
فى حماس :
مش قادره يا ليلى..مش قادره ..
قلبى هيوقف خلاص..
مش مستحمله. ..
أنا ضعفت قدامه أوى..
قمر...
قمر عندى...فى
المكتب..
قمر فى كل حاجه ...
ملامحه ..
تعبير وشه ..
حركاته.... استايله..
صوته..
ليلى فى تعجب شديد :
ايه يابنتى بالراحه ..
اهدى مالك فى إيه ..؟
غادة بكل لهفه :
عندى فى المكتب النجم السينمائى
حاتم مجدى...
عقدت ليلى حاجبيها فى تعجب :
انا اول مره اسمع عنه..!
غادة : مش مهم تسمعى عنه....
وعادت بكل شوق تقول بصوت رقيق :
كفايه أنا سمعت عنه وشوفته وكلمته...
تشير ليلى بأصابعها بشكل تهدئه :
يابنتى أهدى شويه على نفسك
انتى هايمانه اوى كده ليه..!!
ومغرمه...!
دا ولا كأنك تعرفيه من سنين ..!
مش من شويه..!!
غادة : ما انتى لو شوفتيه هتعذرينى..
هتقولى عندك حق ياغادة ..
ليلى : طب سايباه لوحده
وجايلى ليه..
غادة : باخد نفسي ياسيتى....
خلاص قلبي كان هيوقف...
ليلى ضاحكه :
انتى قلبك على طول خفيف.
قومى ..قومى بلاش دلع..
قومى شوفى شغلك .
**************
بعد اسبوعين.
(مش معقول يا غادة بالسرعه دى ..!)
نطقت ليلى جملتها فى تعجب أمام
غادة التى تضحك :
طبعا يابنتى هو أحنا
بنلعب..
ليلى فى حيره تتنهد : أنا بجد مش
مستوعبه..!
قدرتى ازاى تشنكليه...
وتوقعيه عشان يفكر يخطبك بعد أسبوعين
تعارف .
غادة تضحك فى ثقه ترفع كتفيها
فى زهو : بيحبنى..
وقع فى غرامى...
هو أنا شويه...
بدأنا بالفيس بوك ورسايل..
وبعدها مكالمات...
وبعدها قصة حبنا..
أو تقدرى تقولى الحب
كان من البدايه بس مداري..
مخبينه...
تنفى ليلى : مش بالبساطه دى..
مش مصدقه ...
حاجه متتدخلش العقل ..
اسبوعين بس..
هزت غادة رأسها فى سعاده :
والجواز هيكون الشهرده كمان ...
أحنا أتفقنا خلاص على كده
يخفق قلب ليلى فى صدمه تهتف
بصوت عنيف : تتجوزى... !
غادة : آه..تصدقى خلاص هتجوز...
تشعر ليلى بقلبها يعتصر من شدة الألم
والصدمه التى وقعت فوق رأسها
لتقول بصوت منكسر :
أول مره حد هياخدك منى..؟
تنفى غادة فى قوة : انا لا يمكن
حد ياخدنى منك..
احنا اتولدنا فى شهر واحد..
سنه واحده
حاره واحده..
مدرسه واحده
كليه واحده..
وشغل واحد..
تضحك وهى تقول :
مش فاضل غير نتجوز
راجل واحد ..
ليلى : إذا كان عليه أنا مش عايز اتجوز
انتى وجودك عندى وفى حياتى بالدنيا .
لا فيه راجل هيحبنى قدك..
او هيكون مخلص زيك ليه..
ولا هثق فيه زى ما بثق فيكى..
غادة : وانا والله نفس الشىء..
لكن هنعمل ايه سُنة الحياة...
طب تعرفى انا زهقته كلام عنك..
حكيت له عنك اكتر ما حكيت على نفسي
حكيت له كتير من مغامرتنا سوى..
المواقف الكتير اللى بنا
لدرجة أنه قالى أنا زهقت من صاحبتك دى..
بيقول عمره ما شاف قصة حب بين
بنتين أصدقاء زى وزيك..
مش مصدق أننا عاملين نسخ مفاتيح
ديما لبعض من غير ما أهالينا تعرف...
أنا معايا نسخه لشقتها
وهى معاها نسخه لشقتى
فى مدليات بعض..
اقسم أننا مجانين..
تتسع عين ليلى فى دهشه تصرخ
: تصدقى أنت عيله مجنونه
أزاى تحكيله كل حاجه ما بنا بالشكل ده ...!
غادة : الكلام بيجيب كلام ..
وبعدين متخفيش حاتم طيب وبيحبنى
وبثق فيه..
ليلى : مش هيخليكى تمثلى بالمره..
فى مسلسل ..أو فيلم..
او حتى تعملى لنا فوازير رمضان..
تضحك غادة بشده وهى تنفى بالعكس
: بيفكر يفض حكاية التمثيل دى خالص..
ويبطلها...
ونسافر أنا وهو بره مصر ..
اى دوله خليجيه ....
يقع قلب ليلى بين قدميها فى حسرة
تصرخ : وتسيبينى..
للدرجه دى هونت عليكى...!!
يسود بينهم صمت ثقيل قبل أن تحتضنها
غادة فى حب وود
لا مثيل له وهى تقول :
أنا مفيش حاجه هتفرق بينى وبينك
إلا الموت
ترتجف ليلى مع جملتها..
بعد الشر عنك..
اسمعى بقى احنا زى ما اتولدنا سوى
ندعى ربنا نموت كمان سوى...
**************
بعد شهر من لقاء غادة ب حاتم مجدى
يقام حفل زفاف عائلى صغير بينهم..
كانت داخله أعين ليلى يسكنها الدموع
خليط ومزيج لا مثيل له من
قمة الحزن وقمة السعاده
للفرحه والألم..
لقد حدث وجاء اليوم الذى تخشاه..
أن ياخد رجلاً واحده منهم .
أن يفرق رجلا بينهم..
ولكن تلك الكارثة بالنسبه لها قد وقعت
وسرق أحدهم رفيقة عمرها ...
لا تستطيع أن ترسم الابتسامه
وأعينها تغوص بالدموع...
تتمنى لو قامت وجذبتها من يديها
من جانب عريسها
وفرت وهربت بها بعيداً...
كل هذا الجنون من أجل غادة..
ولكن كيف تفعل ذلك وهى ترى السعادة
على ملامح حبيبتها..!!
لقد كانت غادة سعيده تنظر لها
طيلة الحلفه..
تتحدث معها دون كلمات ...
لقد وصل العشق بين الصديقتين إلى حد
يفوق الخيال..
كانت دائما تخبرها سأظل إلى جوارك..
ولكن هذا لم يحدث لقد
اختفت تماماً غادة عنها...
عن حياتها..
لقد خطفها حاتم ..
لم تعد تراها..
أو تسمع صوتها..
فجأة صوت هاتفها..
إشعار..
طلب صداقه..
بلا صوره ..
لرجل غامض لا تعرفه
وهنا تبدأ أحداث جديده ورهيبه فى
حياة ليلى ..
وتنقلب أيامها كلها رأسا على عقب..
وتتحول لياليها إلى جحيم...
إلى
رعب ..
بوجود ذلك الرجل الغامض المريب ..
المجهول...
فتحى القاضى...
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق