رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 6
تأليف محمد أبو النجا
كانت بالفعل صدمه بمثابة الصاعقه
التى ضربت رأس ليلى وهشمتها
ونثرت مشاعرها رمادًا
لقد توجعت وصرخت فى صدرها
حينما رأت وجه كريم أشرف
الذى يتحدث معها عبر رسائل الفيس
لقد كان وجهه هو نفس الصوره التى أرسلها
إنها لم تخطىء ..
بدأت عيناها تترقق بالدموع وهى لا
تستطيع
منعها أو إمساكها
لقد فشلت فى إخفاء حزنها
فهى الآن أمام رجل قد شعرت نحوه ببريق
حب ينمو فى قلبها ..
رجل أعطاها سعاده
وشعور بمذاق لم تعهده من قبل
نعم هى على مشارف الحب لهذا الرجل
إن لم تكن بالفعل قد سقطت فى شباكه
عادت تنتفض وتتذكر هذا الحب الاعظم
والثابت
حبها لصديقتها غادة
ذلك الحب الذى لن يقارن بغيره
ولن يستطيع أى حب زحزحته
السعاده تسكن ملامح غادة الآن
من الواضح إن ذلك الرجل ذو الملامح
الوسيمه
قد أعجبها
لقد قرأت أفكارها دون أن تتحدث
لقد وصلت معها إلى مرحله خياليه
من الإتصال بينهم ..
لتفهم ما يدور فى عقلها بمجرد النظر
إليها
تنتبه فجأة وهى تصرخ فى أعماق قلبها
بقوه :
لماذا فعل ذلك الرجل بها هذا..!
لقد كان يتحدث معها على أنها حبيبته...!
لماذا خدعها...؟
لماذا تقرب منها وأصر عليها فى حديثه
وفى النهايه يطعنها بصدمه قاتله ..
ينصرف وينسحب من حياتها فى منتهى
الخسه والنداله ويأخذ معه صديقتها
تشعر برغبة قويه فى الإنصراف من هذا
المكان
لن تتحمل المكوث فيه
أكثر من ذلك
ولكن رحيلها سيكون بكل تأكيد موجع
لصديقتها التى ربما تظن أنها ترفض
عريسها القادم لها
كيف تخبرها بأنه ذلك الرجل الذى
تتحدث لها دوماً عنه...؟
لا ..
لا يمكنها أن تكون السبب فى إطفاء
فرحتها
أو كسر سعادتها..
أو جرح مشاعرها
ولا يمكنها التحمل والمكوث أمام....
يقاطع تفكيرها صوت تلك الزغاريد التى
ضربت المكان
وضربت مسامعها
ومزق قلبها
لتعيد النظر من جديد
وهى تشاهد كريم يمسك
أصابع غادة ويضع بها دبلة الخطوبه
حينها فقدت ليلى السيطره على نفسها
لقد أنصرفت تجرى مبتعده
لقد غادرت ودموعها تتساقط فوق فستانها
لقد شعرت بسخونة تلك الدموع
الملتهبه..
تصل حجرتها تغلق أبوابها خلفها
تلقى بجسدها
فوق فراشها تبكى..
تبكى بشكل لم تفعله من قبل
أو تعهده...
دون حتى أن تدرك سبب تلك الدموع
ربما شعرت بالخيانه او بالغدر...
حاولت أن تتماسك لكنها لم تستطع..
أغلقت عيناها فى ظلام حجرتها
أغلقت هاتفها...
لا تريد التحدث مع أحد أو رؤيته..
كل ما كان يدور بعقلها فى تلك اللحظه
هى لماذا فعل بها ذلك الوغد هذا...!
لماذا تلاعب بها...!
لماذا أخبرها بحبه وطلب منها الزواج
وفى النهايه أختار فجأة صديقتها المقربة...!
فجأة يقاطع صوتها طرقات باب حجرتها
وأمها تدخل وهى تنادى : ليلى..
ليلى أنتى نمتى...؟
يسود الصمت وليلى تغلق عيناها
تختبىء لا تجيب
لكى تنصرف أمها عنها
و التى على ما يبدو
إصرارها على إيقاظها وهى تعيد
نداءها :
ليلى..ليلى..
مبترديش ليه..؟
لم تجد ليلى مفر من الرد بعد ما أشعلت
أضواء حجرتها وسطعتها فى عينيها
الحمراء التى مازالت تنبض بالدموع
ليلى بصوت خافت ضعيف : أقفلى النور
ياماما من فضلك
عنيه وجعتنى..
تعيد أمها إغلاق الانوار وهى تقول :
يابنتى
دى تالت مره الست فوزيه تيجى
وتسأل..
ومبقأتش عارفه أرد عليها أقولها إيه..!
كل مره...
تقاطعها ليلى برد مفاجىء وصادم
: موافق..
موافقه ياماما...
قولى لها ليلى موافقه على الخطوبه...
وعلى العريس ....
تتراجع الست راجيه وهى لا تصدق
ما تقوله إبنتها ليلى
لتتسع عيناها وهى تقول فى تعجب شديد :
موافقه على إيه..!
ليلى : العريس طبعا ياماما
مش ده اللى انتوا عايزينه
تهللت أسارير أمها وهى تصرخ
من شدة الفرحه
الغامرة : عين العقل ياليلى
عين
العقل..
ربنا يسعدك يابنتى
عادت تنصرف وتغلق خلفها الباب
وليلى تصرخ
فى أعماقها
: أى حماقه تلك التى أقترفتها..!
أى عقاب هذا الذى فعلته بنفسي..!
لماذا أتخذت قرار فجأة بهذه السرعه
دون تفكير ...!
فى وقت حزن وأعصاب
ورؤيه مشتته للأمور
هل إنتقتمت من نفسها ...!
أم من كريم ...!
عادت تتذكر صديقتها غادة
التى بكل
تأكيد تبحث عنها الآن وتسأل
فى حيره عن سبب
رحيلها فجأة ...
بمثل تلك الطريق المريبه...
لا تجد أى رد الآن جاهز أو تبرير تقدمه
حين تلقاها...
سيكون موقف مخجل بكل تأكيد..
كيف يمكنها أن تتحمل من الآن
رؤيتهم سويا...؟
أو أن يكون ذلك الرجل الذى أخذ قلبها
فجأة
وسرقه
وأصبح بعدها زوج حبيبتها وصديقتها
سيكون بل شك عذاب قاتل لها
*********
(إيه اللى أنتى عملتيه ده ..!)
داخل مقر العمل
كانت غادة فى غاية الغضب وهى
تحمل شحنه عاليه وكبيره من التوبيخ
لصديقتها
ليلى التى ارتبكت خطاء فادح فى حقها
حين إنصرفت فجأة من حفل خطبتها
دون أن تخبرها
وتخلق ليلى أعذار يأسه ...
وفاشله لأرضاءها
ومبررات غير منطقية
وغادة تستمع لها بملامح غير مقتنعه
بحديثها
لتقول فى سخريه :
ياليلى محدش حافظك ولا عارفك قدى ...
وعادت تدور بجسدها وترفع سبابتها نحو
وجه ليلى قائله بعنف :
إنتى مشيتى لسبب مش عاوزه تقوليه ...
صح...؟
اول مره أحس إنك بتخبى عليه
وبتكدبى...!
ليلى مبتسمه : بقولك إيه بقى
سيبك منى بقى وقولى لى
مبسوطه مع العريس ...؟
مبسوطه مع كريم ...؟
تتراجع غادة فى صدمه تقول كريم
: كريم إيه...!
كريم ده لحس عقلك خلاص ...!
أنا خطيبى مسموش كريم..
اسمه فتحى القاضى
تتراجع ليلى فى صدمه قويه
وتهمس فى صدرها فى صمت :
مستحيل..
بكل تأكيد
كريم هذا كان أسمه المستعار
واسمه الحقيقى هو فتحى القاضى
هذا هو الحل المنطقى ....
يقاطع شرودها صوت غادة
: أنا مش هعديها...
وهسيبك لحد ما تيجى بنفسك
وتقولى عن السبب
اللى سيبتى خطوبتى عشانه ...
وعادت تقترب من النافذه تنظر منها
إلى الطريق والسيارت الماره من أسفل
وتلفت فجأة برأسها نحو ليلى قائله :
ويالله بقى عشان فتحى جاى يوصلنا النهارده
بعرييته ...
تتراجع ليلى فى صدمه جديده وذهول وتبتلع ريقها
وهى تنفى : يوصلنا بالعربيه ..!
لا...لا
انا أصل....
تقاطعها غادة : لا متحاوليش
مفيش أى حجه ولا مبرر...
ومش هسمعك...
فتحى جاى دلوقت انا حكيت له عنك كتير
ليلى فى تعجب :
لحقتى تحكى له عنى ...!
تضحك غادة :
دأنا مليش سيرة غيرك أنتى
وعن ذكرياتنا من صغرنا لحد اللحظ
مع بعض
دنا زهقته ليلى..
فطار
وغدا وعشا ليلى
بحكيله
عنك أكتر ما بحكيله عن نفسي..
وهو عزمك النهارده عشان
عايزك فى موضوع مهم
تتسع عين ليلى فى قمة الصدمه
والحيره والجنون
وهى تشير إلى نفسها :
عايزنى أنا...!
هزت غادة رأسها : أيوه
ليلى : موضوع إيه ...!
مش فاهمه...!
تنفى غادة : حقيقى مش عارفه
ولا رضا يقولى...
بس أكيد بعد شويه هنعرف
فجاة رنين هاتفه غادة الجوال
لترفعه فى وجه ليلى : شوفتى
أهو بيتصل
يالاه بينا فتحى تحت
مستنينا فى العربيه ..
تحاول ليلى دفع يد غادة
و هى ترفض الذهاب
بكل إصرار قائله : لاء ياغادة
كانت تخشى ذلك اللقاء
دون أن تدرك السبب ...
(صباح الخير ..)
يلتفت الإثنان نحو مصدر الصوت
حيث يتوقف فتحى فى كامل أناقته
ووسامته
وفوق شفتيه إبتسامه باهته يقول :
مساء الخير استاذه ليلى...
فرصه سعيده جدا....
غادة كلمتنى عليكى أكتر من مره
ليلى فى قمة الارتباك :
فرصه سعيده استاذه كريم...
عادة تنتبه من خطأها لتعيد صياغته
بشكل جديد :
قصدى أستاذ فتحى
يشير فتحى بيده نحو الباب :
مش يالله بينا بقى عشان أوصلكم..
وكمان عايز حضرتك فى موضوع مهم
استاذه ليلى ..
ليلى فى حيره شديده لا حدود لها
: موضوع إيه ..؟
فتحى : فى العربيه هحكيلك
ليلى فى محاوله للتهرب منهم :
انا لسه عندى كام مشوار كمان
يقاطعها فتحى : هنوصلك زى ما أنتى
عايزه
وكمان فى طرقنا
ها اقولك على الموضع المهم
اللى أنا عايزك فيه...
وبدأت ليلى تستجيب لهم فى تردد
وتستقل معهم السياره
لا تصدق
أنها تجلس معه فى سياره واحده
فى إنتظار أن
تستمع
لذلك الأمر الذى يصر على إبلاغها به
وفجأة يبتسم فتحى قائلًا
وهو يدور برأسه
نحوها
: أقولك بقى الموضوع
اللى
أنا عايزك فيه يا أستاذه ليلى..
وبدأت ليلى
تنتبه فى شغف وهو يروى لها ويقص
ما يريده
وهى فى قمة الذهول
وتستمع منه لكلمات رهيبه ..
لم
تتخيلها..
كلمات
تقع فوق رأسها كالصخور الملتهبه
فما كان يقوله لا يمكن تصديقه....
ولم تكن تتوقعه....
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق