رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 36
تأليف محمد أبو النجا
عماد بصوت هادىء داخل سيارته
: عايز تقول إيه يامحمد..!
اتكلم ...
محمد فى ارتباك واضح :
فى الحقيقه ياسيادة المقدم
أنا آسف لو كنت سمعت الحديث اللى
دار بينك وبين ليلى من شويه
عقد عماد حاجبه فى دهشه
: سمعته أزاى...!
انا أعتقد إن مكنش فيه غيرنا فى
الاوضه..!
محمد : كنت على باب الشقه
وعرفت إن حضرتك اكتشفت صاحب
القناع الاسود ..
عرفت شخصيته...
اسمه فارس تحسين..
هز عماد رأسه : أيوه فعلًا اسمه كده
لكن إيه الاعتراف اللى بتقول عايز
تقوله ..؟
محمد : أنا أعرف فارس تحسين اللى
سياتك بتقول قبضت عليه ...
وموجود فى المستشفى فى غيبوبه
وعاد يقول بصوت حزين ووجهه أرضاً :
واللى من المفترض إنه اللى قتل
والدتى..
تراجع عماد فى صدمه قويه وذهول يردد
بصوت يسكنه الصدمه :
تعرف فارس تحسين..!
هز محمد رأسه : أيوه يا فندم
أعرفه
مطَ عماد شوقى شفتيه
: تعرفه منين...؟!
ده مجرم خطير وهارب من فتره طويله ..!
محمد : مش أنا لوحدي بس اللى أعرفه
ليلى كمان تعرفه
لكن مرضتش تقول قدامك..
عماد فى قمة الدهشه :
معقول..!!
أنته متأكد من اللى بتقوله..؟
محمد ايوه يافندم...
متأكد..
عماد فى حيره شديده :
وايه اللى يخلى ليلى تكدب..؟
وانته كمان تعرف فارس تحسين منين ..!
مجاوبتنيش...!
بس ياريت تكون صادق معايا
ومتخبيش عنى اى حاجه مهما كانت
محمد : لو كنت هخبى مكنتش جيت
لسيادتك دلوقتى..
فارس تحسين اخو غادة ...
غادة حسين
تقع جملته كالصاعقة المدمرة فوق رأس
عماد الذى قال فى تعجب وذهول شديد
: إيه اللى بتقوله ده...!!
محمد :
أنا عارف إنها حاجه مش متوقعه
لكن هيه دى الحقيقه ..
عماد : بس أخوها ازاى مش فاهم ..!
انته جبت المعلومه دى منين..؟
دى اسمها غاده حسين
وده فارس تحسين..!
اخوات أزاى..!
تقصد مثلا اخوات من الأم..؟
ينفى محمد رأسه :
اخوات فى الرضاعه
عماد فى تعجب :
وانته عرفت منين المعلومه دى ..؟
محمد : عرفت من حاولى سنه..
لما جت فى يوم غادة
ل ليلى وقالت لها إن اخوها فى الرضاعه
فارس تحسين مات..
واكيد صعب يكون تشابه أسماء
عماد : فعلا عندك حق...
لكن بمعلوماتك اللى قولتها دلوقت
انته بتعقد الموقف والأمور اكتر...
من غير ما تقصد...
انته لخبط عقلى كله....
محمد : آسف بس كان لازم أبلغك
عماد :
بس تفتكر ليه ليلى أنكرت أنها تعرفه..؟
أو مقألتش أنه أخو غادة فى الرضاعه ..!
محمد :
افتكر الاجابه عن السؤال ده عندها..
عند ليلى...
عماد : عندك حق ...
محمد : اقدر أمشي أنا
هز عماد رأسه :
أكيد يامحمد ومتشكر
جدًا لتعاونك معايا
وارجوك لو فيه أى معلومه أو حاجه
افتكرتها بلغنى بيها..
فوراً..
يبتسم محمد ابتسامه شاحبه :
أنا اللى متشكر لحضرتك انك قدرت
تمسك القاتل ده لكن ..
عاد للصمت للحظات
ليكمل عماد :
عايز تقول إيه يامحمد ..؟
محمد بأعين تترقق بالدموع :
عايز سياتك تعرف منه هو قتل امى ليه .
ليه حرمنى
منها...
هز عماد رأسه : أوعدك يامحمد ..
أوعدك لو قام من غيبوبته اعرف منه
عمل كده ليه...
وعاد محمد ينصرف مبتعدًا
وينطلق بعدها عماد بسيارته وهو
يدعو من أعماق قلبه أن يبقى على حياة
ذلك الرجل ...
فارس تحسين..
*************
انطلق المقدم عماد شوقى بسيارته
يشق طريقه الشبه خال وبجانبه الملازم
خالد حافظ الذى بدأ يدخل فى دائرة
الشغف
الرهيب بتلك القضيه التى استحوذت على
عقله
ليقول :
كده اعتقد الأمور وضحت إلى حدًا ما
يبتسم عماد فى سخريه :
أنا من يوم ما مسكت القضيه دى
مفيش اى ملامح وضوح..
كل يوم بيمر عليه فيها
بلاقى غموض جديد
ولغز اصعب من اللى قبله...
خالد :
بس كده قدرنا نعرف إن الصله اللى
كنا بندور عليها بين وجود فارس تحسين
وحاتم مجدى
كانت عن طريق غادة..
أحنا ازاى مفكرناش فى كده...!
فارس تحسين كان مستخبى فى بيت
حاتم مجدى..
غادة اللى كانت مخبيها..
مش حاتم ...
بس اكيد بعلم منه...
عماد :
واللى مات من سنه يبقى مين ..؟
اللى مات غرقان في عربيته..!
خالد : اكيد مش فارس تحسين..
اكيد هو اللى عمل كده عشان يقفل قضيته
مط عماد شفتيه وهو يغمغم بعدها
ممكن برضه ...
احتمال وارد ..
بس لو كان فى البيت ..
أزاى نجا يوم الحريق..!
خالد : فعلاً عندك حق ..
ممكن
مكنش فى البيت..
وعاد يمسك رأسه : آه...
بجد أنا عقلى خلاص قدام القضيه
دى هينفجر..
اوقات بحس إن القضيه خلاص قربت تخلص
ونلاقى الحل
وأوقات الاقى نفسي بعيد ..
وراجع لنقطة الصفر .
لنقطة البدايه...
يضرب مع نهاية حروفه المقدم عماد مكابح
سيارته قائلاً :
اتفضل بقى نشوف البيت من جوه تانى ..
يمكن نلاقى المخبأ اللى كان فيه
فارس تحسين..
خالد فى تحدى وحماس شديد :
اكيد موجود يافندم...
اكيد..
عماد : أنا دورت فى البيت ده كويس قبل
كده ملقتش اى مخبأ..!
يبتسم خالد : مكنش هيكون اسمه مخبأ
ياسيادة المقدم
ابتسم عماد وهو يهز رأسه :
عندك حق
يرتجل الإثنان من السياره ويتجهان صوب
المنزل ليقول خالد :
انا أقدر اختصر
نص الوقت فى البحث عن المكان ده
أقصدى المخبأ ده
عقد عماد حاجبيه فى تعجب :
أزاى بقى..!
خالد :
المخبأ بنسبه كبيره هيكون فى الأوضه
اللى دارت فيها المعركه بينك وبينه..
هز عماد رأسه :
أنا فكرت زيك كده برضه
خالد : طب يالله بينا ندور فيها...
بنسبه كبيره المخبأ هيكون هناك
يصعد الإثنان سويا نحو الحجره
وعماد يقول وهو يشير :
أنا كنت واقف كده ...
جالى من ضهرى
بمسدسه
يشير خالد بسبابته بأعين متسعه
: يبقى اكيد هيكون المخبأ هنا..
فى المكان ده...
يخطو عماد نحو صوره معلقه كبيره لفتاة
واقفه بين زهور مرتفعه وجذب اللوحه نحوه
فلم يجد سوى حائط أملس لا يدل
على وجود اى شىء..
يلامس خالد الحائط ويضربه بيده ...
ليقول عماد : مش حاسس إن..
يقاطعه صوته حركه لمقبض أملس بلون
الحائط فى الأعلى جذبه خالد
وظهر معه أدارج سلم صغير نحو الأعلى
ليتراجع عماد فى ذهول يصرخ :
مش ممكن..!
مكنش باين خالص ...
خالد :
اللى عمله اكيد شخص غير عادى ..
معمول بمهاره غير عاديه...
لا يمكن حد يشوفوا...
او ياخد باله منه ..
عماد : بس انته شوفته أزاى...!
خالد : أنا توقعته..
توقعته اكتر ما شوفته
من المستحيل يوصل لك فارس الا من
ضهرك..
ومفيش غير الحيطه دى
يبقى مليون فى الميه المخبأ فيها
وجه من خلالها..
ينظر عماد لأدراج السلم الصغير
يقول :
يالله بينا نشوف هيودينا لفين
السلم ده ..!
يصعد الإثنان إلى حجره صغيره
أعلى المنزل ...
حجره لا يمكن للجسده الوقوف بقامته
فيها
يجب أن ينثنى على ركبتيه...
خالد فى ذهول :
إيه الخنقه دى...؟
كان عايش ازاى فارس تحسين هنا...!
عماد : مع شخص زى فارس ممكن نتوقع
اى حاجه...
وبعدين متنساش أنه شخص مطارد..
من الشرطه
والأحكام اللى عليه
وكمان
ناس كتير نفسها تنتقم منه..
المكان
ده لا يمكن يخطر على
عقل
بشر...
خالد :
أنا مش شايف غير مكان مينفعش
غير للفيران والحشرات..
عماد :
دور بس معايا على اى حاجه تخصه..
ممكن تساعدنا فى قضيتنا .
يشير خالد : ده تليفون محمول .
تتسع أعين عماد :
تمام اكيد هنلاقى فيه بلاوى..
خالد :
تفتكر إن شخص حريص زيه كده
وذكى
ممكن يسيب اى دليل وراه..
عماد : هو كان يتوقع إن حد يوصل
للمكان ده..!
ينفى خالد : عندك حق..
مستحيل طبعا...
محدش يتوقعه...
يضرب عماد بيده فراشه الذى كان ينام
فوقه فارس تحسين
قبل أن يعثر على تلك
الحقيبه البلاستيكيه ليقلب محتواها...
ويتراجع عماد معها وهو يصرخ
من تلك المفاجأة التى عثر عليها
بداخلها
ليقول فى سعاده وفرحه غامره :
أخيراً...
أخيرا القدر هيساعدنا فى القضيه ...
هو ده بداية الخيط ياخالد...
نظر خالد حيث يشير المقدم عماد
فقد كان عماد شوقى على حق..
فما وجدوه مفاجأة جديده...
ولكن هذه المره مفاجأة تفتح أول
ابواب حل اللغز الرهيب ..
مفاجأة لم تكن فى الحسبان...
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل

تعليقات
إرسال تعليق