القائمة الرئيسية

الصفحات


رواية 

السرداب 
الجزء الأول 
تأليف / محمد أبو النجا


القاهره

أغسطس 2019

العاشرة مساء يوم السبت

 تتوقف سياره زرقاء اللون من الطراز 

القديم أمام منزل صغير

أعلاه لوحه خشبيه سوداء يتوسطها إسم

مكتب المحامى خالد أحمد محمود

يرتجل من بابها شاب طويل القامه قمحى البشره 

عريض الجسد ذو شارب رفيع ، فى منتصف العقد الرابع

 من عمره

يحمل بيده اليسرى حقيبه سوداء صغيره مكتظة بالأوراق ..

وبخطوات ثابته يدخل مكتبه يلقى السلام على مساعده

 الجالس بيده ملف يُقلب صفحاته بإهتمام قائلاً :

 مساء الخير يا وليد

يعتدل وليد  واقفًا : حمد الله على السلامه يا استاذ

يدورخالد  بجسده ناحيته : فى حد سأل عليه...؟















وليد : كتير يا استاذ من بينهم واحد لسه قاعد هناك ،

 بقاله ساعه مش عايز يمشى ومصمم يقابلك ، سايبه 

فى الأوضه هناك البعيد ، حاولت أديله معاد تانى يقابلك 

فيه وياخد دوره ،






 لكن مفيش فايده مصمم يستناك ،

 الغريب إنه بيقول انه محامى برضه 

بس أنا أول مره أشوفه 

و طالب يقابلك بأسرع وقت

خالد فى دهشه : غريبه أوى إسمه إيه..؟

وليد يضع رأسه ويرفع ورقه مدون عليها اسمه

 يمده لها قائلاً : 

هو قالى اسمه الاستاذ ناصر رزق


 ينظر خالد للورقه بتعجب عاقدًا حاجباه : 

معرفش حد محامى 

بالاسم ده

ويتنهد بعدها : على كل حال عشر دقايق ودخله اشوف 

عايز ايه

أومأ وليد برأسه : تمام يا استاذ حاضر                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              يتحرك بعدها  خالد بخطوات قليله ثم عاد يلتفت :

خليهم يبعتولى فنجان قهوه دلوقتى

يدخل بعدها حجرته ، يجلس على مكتبه ..

 يمسك نظارته

يتفحص بعض الاوراق التى أمامه قبل

 ان يرفع أحدها عاليًا

ثم يعود لتمزيقها وإلقائها  فى صندوق صغير

 للقمامه على حافة مكتبه وبعدها يضغط زر

 جانبى صغير  دار على أثره تشغيل جهاز 

التكيف ويسود الحجره بعدها نسمات عذبه من 

الهواء البارد المنعش

وقبل أن يتراجع برأسه للوراء سمع

فجأة طرقات على  الباب ليهتف خالد : أيوه إتفضل

يدخل بعدها رجل فى نهاية العقد السادس من عمره ، 

رفيع الجسد أشيب شعر الرأسه ، يحمل حقيبه صغيره

 بين يديه يقترب بخطوات هادئه وهو يلقى التحيه 

بيده قائلًا : أستاذ خالد

خالد فى ترحاب : اكيد حضرتك الاستاذ ناصر رزق

يحرك ناصر رأسه : أيوه أنا

خالد يشير بيده للمقعد الجانبى : اتفضل استريح يا استاذ

يجلس ناصر مبتسماً : اشكرك
























يتابعه خالد بنظرات ثاقبه قائلاً : انا سمعت 

انك مستنينى من زمان ومرضتش إنك تمشى 

من غير ما تقابلنى...!

ناصر : ايوه فعلاً

خالد : وسمعت كمان إن حضرتك محامى..؟

ناصر يحرك رأسه : ايوه..

خالد : فرصه سعيد بيك ، رغم إنى اعتقد إنها المره الاولى

 اللى نتقابل فيها..؟

ناصر ينفى بيده : لا...انا قابلتك اكثر من مره واعرفك 

كويس جداً ، لكن انته متاخودتش بالك منى ، واعرف 

كمان انك محامى ممتاز وشاطر وليك مستقبل كبير ان شاء الله

خالد : على كل حال اشكرك وفرصه

 سعيده مره تانيه استاذ ناصر ..تحت

 أمرك أى خدمه ممكن اقدمها..؟

ناصر : فى الحقيقه جايز يكون الموضوع اللى جاى 

لحضرتك فيه غريب شويه..غريب اكتر مما تتصوره

خالد متعجبًا وهو يمط شفتيه وقد إزداد شغفًا لسماع ذلك 

الرجل القادم إلى مكتبه ليقول بعدها بصوت هادىء :

 اتفضل حضرتك كمل كلامك أنا سامعك

ناصر : أنا كنت محامى لأسرة ثرية من زمن طويل

خالد : تمام..وبعدين

ناصر : الاسرة دى دلوقتى تقدر تقول إنقرضت وبدأت 

تنتهى ماتت كلها بشكل متتالى ويمكن غريب ومريب آخر

 شخص مات منها كان إسمه أكرم حسان

هز خالد رأسه نافيًا  : برضه أنا مفهمتش لحد دلوقتى فين 

المشكله فى كلامك أو....

يقاطعه ناصر : أنا عارف إن وقت حضرتك ضيق ومشغول ، 

لكن لازم تسمع كل تفاصيل القصة اللى حضرتك جزء كبير منها ،

يشير خالد براحت يده إلى نفسه فى دهشه : أنا..إزاى..؟

ناصر : (أكرم حسان) اللى هوه المفروض آخر واحد من 

الأسره مات الاسبوع اللى فات ، لكن قبل 

ما يموت بيوم واحد طلب ياقبلنى ، كان فى

 أنفاسه الأخيره ومبقاش قادر يصارع المرض

 اللى طول عمره بيعانى منه ، لكن وهو بيحتضر

 كان له وصيه 

أخيره طلب تنفيذها

خالد فى شغف أكثر يميل بجسده للأمام لسماع باقى الحديث : 

وإيه هى الوصيه..؟

ناصر : انه يكتب القصر بتاع الاسره دى كلها بأسمك انته

يتراجع خالد فى قمة الدهشة والصدمه 

لا يصدق ما يسمعه ليقول بكلمات يكسوها التعجب :

 ايه اللى بتقوله ده يا أستاذ ناصر...؟

أنا مش قادر أفهمك لحد دلوقتى

ناصر أنا عارف إن الموضوع غريب 

ومفاجأة مكنتش على بالك

ثم عاد يفتح الحقيبه التى أمامه قائلًا :

 بس أنا معايا كل الأوراق اللى بتثبت 

صحة كلامى  وبإن حضرتك أصبحت 

الوريث الشرعى والوحيد للقصر...



















خالد يردد فى تعجب لا حدود له : قصر..!!

ناصر : أيوه قصر..

واللى المفروض حضرتك دلوقتى

 بقيت الوريث الوحيد له بعد وفاتهم كلهم..

خالد ينفى برأسه : بس أنا مالى ومال الأسره 

دى أو أكرم حسان 

ده أنا معرفهمش ومسمعتش عن أى حد منهم قبل كده..!

عشان يكتبولى  قصر....

يبتسم ناصر : صدقنى أنا والله برضه 

مستغرب زى حضرتك

خصوصا أن اكرم حسان أو أى حد فى الأسره 

مجبش سيرتك قبل

كده خالص قدامى أو بإنك فرع فى العياله..

أنا من سنين طويله بشتغل معاهم عمرى ما سمعت 

عنك منهم أى

 كلمه لكن لم شوفت الوصيه وشوفت اسمك افتكرت انى اعرفك 

خالد فى ارتباك : أنا ..مش عارف اقولك ايه ..قصة غريبه جداً 

الواحد يصحى يلاقى نفسه وريث لقصر لناس ميعرفهمش ومكتوب يإسمه..!

ناصر : فى الحقيقه هى حاجه تحير فعلاً ،

 وانا معنديش أى تفسير..

أنا زيك مندهش

ولا عندى سبب اقوله ..غير إنه رزق وجالك..

خالد : أيوه لكن قصر بين يوم وليله كده مش شايف

 إن الموضوع مريب ومش طبيعى

ناصر : من حقك تفكر أو ترفض إستلام القصر

 لو مش مقتنع

خالد : طيب ممكن أعرف فين القصر ده..؟

ناصر : اكيد طبعاً من حقك..أنا معايا العنوان فى ورقة مجهزة 

عشانك اتفضل..

خالد يلتقط الورقه من بين أصابع ناصر قائلاً فى حيره : 

ياه ده بعيد أوى ، فى أطراف البلد..فى الحقيقه أنا عمرى

 حتى ما خدت بالى أو لاحظت إن المكان ده فيه قصر ومرحتش

 هناك يمكن من فتره طويله جداً...

يخرج ناصر مفتاح ضخم من حقيبته ويمد به نحو مكتب خالد  : 

وده كمان يافندم مفتاح القصر

خالد فى صدمه : ده بجد بقى اللى بيحصل..!

ناصر : حضرتك محامى كبير وسهل جدًا تتأكد من كلامى أو 

من صحة أوراق ملكيتك للقصر اللى معاك

خالد : ولو برضه حاجه متتصدقش..!

ناصر : فيه حاجه اخيره كمان لازم تعرفها

خالد فى تعجب : ايه هى..؟

ناصر : إن ملكش حق بيع القصر

خالد فى صدمه : طب ليه بقى..؟

ناصر : القصر من حقك ومن حق أولادك فقط ..لكن لا يتم بيعه

خالد فى حزن وغضب واضح : غريب أوى الشرط ده..!

ومع نهاية كلماته سمعوا

 طرقات على باب مكتب خالد وبعدها يدخل الساعى ومعه

 فنجان القهوة

ليعتدل ناصر واقفاً : طيب استأذنك انا بقى

يشير خالد له بالجلوس فى إرتباك : أزاى بس تمشى 

الكلام خدنا وانته مشربتش أى حاجه

ناصر : مره تانيه الجايات كتير

وقام بعدها بمصافحته ..فرصه سعيده استاذ خالد

يصافحه خالد بحراره وهو يشاهد هذا الوشم

 الغريب لجمجمه بشريه على كف يده

وبعد لحظات كان ناصر يخرج من مكتبه

ليهمس خالد فى نفسه : غريبه أوى محامى فى 

السن الكبير ده يحط وشم مقرف على ايديه كده.




























لكن سرعان ما عاد يلتقط فنجان قهوته 

يرتشفها عائدًا للوراء بظهره يتذكر فى سعاده تلك

 المفاجأة التى حصل عليها اليوم ويتسأل فى أعماق قلبه : 

 ايه اللى يخلى اكرم حسان يكتب لى قصر بأسمى

 وانا معرفوش ، ولا شوفته قبل كده..

ولو كان اكرم ده يعرفنى..طب يعرفنى منين..؟

***************

توقفت سيارة خالد امام تلك الصيدليه الصغيره على ناصية

 الحى الشعبى الهادىء وهبط منها ليلقى السلام على ذلك 

الطبيب الجالس امام حاسوبه الشخصى ليعتدل واقفاً 

 بجسده الممتلىء بعض الشىء قائلاً : خالد حمد الله على السلامه

خالد : عامل ايه يا دكتور..

لم يكن هذ الطبيب الصيدلى سوى (عمر الحسينى)

 الصديق المقرب من خالد منذ الصغر

يتنهد عمر : مستنيك من بدرى بس انته اتأخرت

خالد : كان فيه شويه شغل بخلصه فى المكتب ..المهم طمنى

 عملت ايه فى الشقه خلصت والاه لسه

يتنهد عمر : والله ياخالد تعبت والصنايعيه اللى بيشتغلو 

فيها تعبونى جداً ، المفروض كانت خلصت من اسبوع و(مها)

 خطيبتى كل شويه تكلمنى وتعبت معايا هى كمان من غير ذنب..

خالد : حاول تشد شويه على الصنايعيه لو  حتى وصلت 

إنك تهددهم بالتغير وبإنك هتجيب حد تانى

يضحك عمر : ياعم هو فى حد لاقى صنايعيه اليومين دول ..

تصدق أنا سعات بقول لنفسي ياخسارة تعليمنا ..منا عمال 

قاعد بنش اهو مفيش غير زبون واحد بس دخل لى 

وكمان مشترتاش كان بيسأل على عنوان صيدليه تانيه...

ينفجر خالد ضاحكاً : طيب إيه رأيك تقفل نتمشى شويه ، 

عايزك فى موضوع..

 مفاجأة مش هتصدقها ..

عمر فى تعجب: استر يارب من مفاجآتك ..

خالد : لاء المره دى  بجد مش هتصدقها ..

حاجه حصلت كده زى الف ليلة وليلة ..

عمر فى شغف : لاء ثوانى بقى هقفل الصيدليه 

وامشى معاك ..

عشان اسمع الجديد بتاعك..شوقتنى

                               *******

بعد أقل من ساعه

كانت سيارة خالد تنطلق بهدوء فى طريق شبه خال

 وبجانبه عمر متجمد الملامح قائلاً بصوت يسكنه الصدمه :

 ايه الكلام اللى بتقوله ده..؟

خالد : قصة غريبه صح..!

عمر : طبعاً ...قصر ..يكتبوه بأسمك..وانته عمرك لا شوفتهم ولا تعرفهم..؟!

خالد : فعلاً أنا مش لاقى اى تفسير ..؟!

عمر يدور برأسه ناحيته :

ما يمكن ..مقلب من حد من اصحابنا ..؟؟

خالد : مقلب ازاى والمحامى اللى اسمه ناصر ده مقدم لى 

اوراق القصر وكلها سليمه ، ومتسجله بأسمى فعلاً ..

عمر : فعلاً عندك حق ،

 بجد حاجه تحيير وغريبه..

وملهاش تفسير ..

والأغرب الشرط بإنك كمان متبعوش ..يعنى حتى 

متستفدش بفلوسه ..يعنى تعيش فيه بس ..

خساره ..

اكيد كان هيعمل مبلغ كويس

خالد : عشان كده هنروح نشوفه ..

عمر فى دهشه : امته ..؟

خالد : دلوقتى ..

عمر متعجباً : انته عارف الساعه كام دلوقتى..؟ 

واحده بعد نص الليل ..

خالد : وإيه يعنى المفتاح معايا ..

وبصراحه انا مشتاق اوى اشوف القصر ده ،

اللى أصبح بتاعى ومكتوب بأسمى ..

خالد : طيب خليها حتى بكره الصبح .

خالد : وهتفرق فى إيه..؟

عمر : ياعم انا بخاف والله..عايزنى 

أروح قصر فى حته مقطوعه وفاضى فى وقت زى ده...!

خالد ضاحكاً : مش عيب دكتور محترم كبير زيك يقول 

الكلام كده...؟

عمر  : المنظر العام والأجواء اللى بعشها دلوقتى تشبه

 افلام الرعب ..

قصر وفى مكان مهجور بعيد ..ياعم والله صدقنى ده جو

 افلام رعب ..وانا بخاف اصلا اتفرج عليها ،

عايزنى كمان أعيش فيها ..؟!

خالد : خلاص أحنا قربنا نوصل

يبتلع عمر ريقه فى قلق :  استر يارب ..

يضرب خالد مكابح سيارتة فجأة متوقفاً فى المكان شبه 

مظلم

مشيراً برأسه وراحت يده : يالله انزل

عمر : طيب ما تروح انته وشوف القصر بتاعك وانا هنا هفضل

مستنيك..

خالد فى غضب  : ياعم بطل جُبن مضيعشى وقت

عمر : لا ياعم انا داخل على جواز قريب والرعب 

ده مش كويس عشان صحتى..صدقنى

أجبرت كلماته خالد أن يضحك قائلاً : كان المفروض 

اقولك وانا فى الصيدليه عشان تاخد حُقنة شجاعه قبل ما نيجى

ومن بين تلك الأشجار المظلمه يلوح أمامهم ذلك 

الظل الأسود الكبير مع ضوء القمر

ليرفع عمر سبابته فى دهشة : هو ده القصر..؟

خالد : ايوه

عمر : اول مره اشوفه ..رغم انى جيت المكان ده 

هنا من سنتين..!

خالد متعجباً : جيت من سنتين هنا..؟! ليه..!!

عمر : كنا فى زياره لمعمل طبى فى الطريق ..لكن مخدتش 

بالى منه ابداً منه وأنا معدى..ولا حتى شوفته..حتى

ولا أنا رايح ولا أنا جاى ...!!

خالد : طيب شغل كشاف تليفونك معايا عشان نوصل للباب

عمر : ايه الشجر الكتير اللى حاولين القصر ده ..حتى الشجر

 نفسه شكله يخوف....بيفكرنى بفلم موت الشيطان  الجزء التانى

يضحك خالد : مش لسه قايل مبتتفرجش على افلام رعب..؟

عمر : لاء ده بالذات مها خطيبتى

  خلتنى أشوفه معاها غصبن عنى..

بالعافيه ..

كانت عايزه تختبر مدى ..شجاعتى..

خالد : وعملت إيه أوعى تكون خُفت جمبها...وفضحتنا..

عمر : لا والله فضلت مبتسم ...

بس من جوايا عمال أصرخ وأعيط وأقول 

تعالى خُودينى ياما من هنا...هموت

















يضحك خالد : طيب يالله قول بقى الحقينى 

ياماما خلاص وصلنا باب القصر وهندخل ..

عمر : طالما انته شجاع اوى كده مرحتش لوحدك ليه ..؟؟

لازم تعدى تاخدنى معاك من الصيدليه؟!

خالد : هو انا ليه صاحب غيرك ..!

عمر : ونعم الصديق فعلاً ...

 يهتف عمر بعدها : ياه ..!

كل ده مفتاح ..؟!

خالد : اه شكله غريب فعلاً

عمر : ده شكله مخيف مش غريب ..

هى ليله منيله انا عارف

والمفتاح ده بشرة خير ..بدايه محبطه

خالد : يالله بينا ندخل ..

عمر : بسم الله الرحمن الرحيم ...مفيش نور هنا ..

خالد : اكيد فيه مفتاح ...دور معايا ..

عمر : ادور ايه متسبنيش..خليك جنبى ..

خالد : اهو لقيته ..

عمر:  طيب شغله بسرعه ..

فجأة يسطع الضوء فى كل مكان بالقصر ..

عمر صرخ فجأة رافعاً سبابته..يشير للحائط ..(خالد) ايه ده .

شايف الصورة  المتعلقه هناك دى..

يلتفت خالد حيث يشير صديقه عمر ويصرخ

بكل ذهول وصدمه من هول المفاجأة قائلاً : ايه ده مستحيل ..دى صورتى ...

إيه اللى جاب صورتى القصر هنا..؟!

مش ممكن..؟؟

غ


إضغط هنا للجزء 2



لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6



 

 

 

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات