رواية السرداب
الجزء 25
تأليف محمد أبو النجا
يفتح شاكر الباب فى هذه الأثناء
ليرى تلك الفتاة الرقيقة التى تبتسم له
:
قائله بصوتً حنون : عامل إيه وحشتنى
...
شاكر فى سعاده : حضرتك تعرفينى..؟
الفتاة : هو فيه حد ميعرفش شاكر لطفى
يبتسم شاكر فى سعاده : تعرفينى منين ..؟
الفتاة : أعرفك من سنين
شاكر : حضرتك تقربى ل(خالد)..؟
الفتاة : تقريباً ...
أسمى أمل ...
شاكر : اسم جميل ..
مش فاكر سمعت الأسم ده فين قبل كده
وعاد يشير بسبابته :
أنتى ساكنه هنا فى القصر..؟
أمل : أيوه من سنين ..
تعالى شوف أوضتى ...
شاكر : فين ..؟
أمل : تحت ..
الدور
اللى تحت
شاكر : بس خالد ممكن يضايق ...
أمل : ويضايق من إيه...!
خالد تلاقيه فى سابع نومه..
تعالى ..تعالى ..
على فكرة انته وسيم اوى ..
يبتسم شاكر فى سعاده وتفاخر :
وانتى جميلة أوى ..
يتحرك معها شاكر نحو الطابق الأسفل
وهى تأخذه إلى ممر جانبى من القصر
وهو يتبعها
قائلاً : ياه...
أوضتك بعيده أوى ...
أمل : خلاص وصلنا ..
وتضع كف يديها على حجر
بارز من الحائط
ليكشف عن حجرة جديده فى القصر ..
يتوسطها صندوق خشبى طويل ..
شاكر فى دهشه : غريبه معقول دى أوضتك..؟!
دى فاضيه مفهاش غير صندوق..!
أمل : أيوه ...
يعقد شاكر ساعديه أمام صدره
: أومال بتنامى فين..!
على الصندوق ...!
أمل : لاء بنام جوه الصندوق نفسه...
شاكر ساخراً : جوه الصندوق..!
بجد فين أوضتك..؟
إنتى جيبانى هنا ليه..؟
أمل : مش مصدقنى..؟
طب أفتح الصندوق وأنته تشوفنى ..
يرفع شاكر غطاء الصندوق وتتساقط
معه الأتربه والحشرات الخامله
والعنكبوت المتراكم ...
وتتسع عيناه قائلاً : إيه ده..؟
دى حاجه شبه الخريطه...؟
أمل :أيوه فعلاً
دى خريطه
شاكر : ودى بتاعت إيه..؟
أمل : هتعرف بعدين ..
شاكر ساخرًا من جديد :
أوعى تكون دى الخريطة
اللى هتوصلنا لأوضتك..؟!
تنفى أمل برأسها : شيل بقى الخريطه
وارفع الغطا الأبيض هتلاقينى تحت منه
يضحك شاكر : هلاقيكى تحت منه..!
ليه صرصار...
وينفجر بعدها وحده يضحك
وهى ترمقه بنظرات غاضبه
تجبره على الصمت
وبعد أن رفع الخريطه ومن أسفلها
الغطاء الأبيض
يتراجع فى فزع وهو
يشير بسبابته المرتعشه : إيه ده..؟!
ده هيكل عظمى..؟!
أمل فى غضب تلامس بأصبعها شفتيها :
هششش هتصحينى..
شاكر فى صدمه : هصحيكى..؟!
أمل : أيوه أنا نايمه ..
متعملش صوت عشان مصحاش
شاكر يشير بسبابته : أنتى عفريته
صح ..عفريته
فجأة يتغير صوتها الملاك الحنون
لصوتً غليط : وجسدها يتموج
ويتبدل لشكل آخر ..
إلى صورة وهيئة خالد ...
شاكر فى فزع : خالد..؟
مش معقول ...؟!
لكن الصوت لم يكن ل(خالد)
كان آخر كالرعد..
مخيف يصرخ وهو يرفع
سكينه الحاد
: أنته هتموت...
هتموت فى القصر ده ياشاكر...
يصرخ شاكر وهو يفر مبتعداً
تسابق أقدامه الريح
وخالد يتبعه من خلفه بسكين كبير
وشاكر يصرخ كالطفل
وهو يدخل حجرته ويغلقه بابها
ويستند بظهره عليه..
ويشعر بذلك الجسد القوى الذى
يرتطم به يحاول إقتحامه
ويضربه فى عنف..
ويدفعه..
وشاكر لا يكف عن الصراخ
فجأة يعبر بجاب رأسه
طرف السكين المنغرس فى الباب الخشبى
وكاد أن يصيب رقبته..
ينظر له بأعين يسكنها الفزع
تكاد أن تبكى..
فجأة يسودالهدوء المخيف
وقد أغلق عيناه وبدأ يستسلم
ويشعر بأنها النهايه
سيموت الآن..
إحساس لا يمكن وصفه..
فجأة يضرب مسامعه صوت عمر الذى ينادى
من خارج الحجره قائلاً :
إيه يابنى مالك بتصوت ليه..؟
يشعر شاكر ببعض الطمأنينه
ويفتح الباب فى لهفه ليجد أمامه عمر
فيصرخ يستغيث
: عمر ..
ألحقنى خالد عايز يقتلنى ..
وكان معاه سكينه كبيره ...
عمر : يابنى اهدى بس ..
شاكر فى خوف وتوسل :
أبوس ايدك خليه يسبنى..
هو عايز يقتلنى ليه...؟!
أوعدك إنى همشى ومش هفتح بؤقى بأى
حاجه ولو عملت كده خليه يقتلنى..
عمر : يابنى إهدى وخد نفسك
وتعالى نروح له أوضته ..
شاكر يرفع راحت يده : لا أرجوك..
كلمه إنته..
أنا هستناك هنا..
عمر : ياجدع أمشى معايا متخفش..
يتقدم عمر وشاكر يتبعه..
ملتصقًا بكتفه ..
حتى وصلا لحجرة خالد
وفتحها عمر وأشار له : أهو ياعم
خالد قدامك نايم فى سابع نومه..
يخطو شاكر للداخل ينظر
ينفى بيده قائلاً : مش ممكن...
أنا مش مصدق....
دا كان لسه صاحى وبيجرى ورايا...
وعايز يموتنى...
عمر يضحك : لاء القصر ده توقع فيه..
كل حاجه...
شاكر متوسلاً : طيب عشان خاطرى ..
خلى خالد يسبنى أمشى
أنا جيت هنا عشان أساعدك...
ميكنش ده جزائى ..
والله اللى شوفته النهارده مش طبيعى ..
فجأة صوت خالد : مالكم واقفين كده ليه
...؟
شاكر فى رعب : أرجوك خالد سيبنى أمشى
..
خالد بصوت حاد : قولت مش دلوقتى ...
شاكر : ياعم انا لو كملت كمان يوم
فى القصر ده هموت...
خالد : حصل إيه ..؟
وأخذ شاكر يروى لهم تفاصيل تلك الليلة المرعبه
خالد : غريبه أوى إن أمل تجيلك انته..؟!
وتوديك الحجرة دى..؟!
أنته فاكر مكانها ...
شاكر : أيوه تحت ..
خالد : طيب تعالى ورهولى..
شاكر : وتسيبنى امشى بعدها
خالد بلهجه صارمه : أخلص بقى وقولى
فين طريقها..
مش عايز رغى كتير..
يصل شاكر للممر ويشير لهم :
هو ده الطريق بس هى دخلت
باب هنا مش عارف فتحته أزاى
عمر : مفيش أى باب فى الممر ده
خالد : أكيد اللى يعرف الممر ده ناصر
(مفيش أى أبواب هنا)
يلتفت الجميع لمصدر الصوت إلى
ناصر الذى يقف على رأس الممر
يقترب قائلاً : إيه اللى جابكم هنا..؟
خالد : فيه باب سرى..
بيودى على أوضه فيها تابوت
لوحده اسمها امل
ناصر فى دهشة : مين اللى قالك الكلام الفارغ
ده
شاكر فى غضب : أنا كنت هنا
وشوفت بنفسي الأوضه
والتابوت والخريطه
ناصر : تلاقى حد من عفاريت القصر
بيهزر معاك
خالد : هزار إيه بس ..!
واضح ان شاكر بيقول فعلاً حاجه موجوده
فيه اوضه هنا ..
وفيه تابوت ..
أنا متأكد..
يرفع ناصر كتفيه : خلاص ..
دور براحتك ...
فجأة يعبر بين أقدامهم تلك القط السود
الذى يصدر موائه
ليقفز عمر وهو يعبر فوق قدميه
خالد ينظر إلى ساعته : أنا أتأخرت
يدوب أروح اجيب ريم وعمها
عشان هبدأ علاجها
ناصر ساخرًا : إنته بقيت دكتور والاه
إيه..؟
يتجاهل خالد سخريته وهو ينظر
إلى عمر الذى قال : افتكر يا خالد
إن شاكر وجوده هنا ملوش لازمه
أحسن انك تسيبه يمشى ...
ينفى خالد برأسه : لاء..
قولت لاء ..
هيفضل لحد ما أرجع ..
لو عايز يحاول يهرب هو حر..
يستلقى وعده...
يبتلع شارك ريقه فى خوف
وخالد يغادر المكان قائلاً :
يالله بينا ياعمر هيتجى معايا
وشاكر يتابعهم من بعيد
وهو يشعر بالندم لأنه جاء هنا...
يشعر برغمه عارمه...
فى البكاء..
**************
على مقعد متحرك تجلس ريم
يدفع بيده عمها الحاج صابر
يدخلان بوابة القصر...
كان صابر يتطلع للمكان والقصر
وهو فى قمة الذهول والإنبهار
يقاطع شروده صوت خالد : دلوقتى
هنرتاح شويه وهناكل لقمة بسيطه
عشان يبقى عيش وملح
صابر : ملوش لازم يابنى ..
انا المهم عندى ازاى هتعالج ريم
أنا جيت معاك ومعرفش ازاى
وثقت فيك وصدقتك
حاجه من جوايا بتخلينى أطاوعك
خالد مبتسمًا : ناكل الأول وبعدها نبدأ
العلاج
صابر : اللى تشوفه يابنى ..
يشير خالد إلى ناصر : جهز السفره هناكل
كلنا
وبعد نصف ساعه
كان الجميع يجلس على سفره ضخمه
عمر يهمس فى أذن شاكر الجالس
بجواره على المقعد : أموت واعرف ناصر
ده جهز كل الأكل ده ازاى ..
وبالسرعه دى..
لا بيخرج ولا بيشترى طلبات
ولا قاعد فى المطبخ ..
ولا بيطبخ ..
عمل كل الأصناف دى ازاى ...
وامته..
ناصر يبتسم وينظر ناحية
عمر من بعيد كأنما استمع لما يدور
بينهم
ليبادله عمر الإبتسامه : الأكل ممتاز
تسلم إيديك..
بجد طبيخك جميل ..
الأصناف دى كلها اتعلمتها فين
وعاد يضحك ساخرًا : أكيد من برنامج
طبيخك عندنا...
يبادله شاكر السخريه : قصدك عفاريتك عندنا
..
لينفجر الإثنان يضحكان
فى شكل هيستيرى..
يقاطعه نظرات خالد الحاده
وبصوته الحازم يقول :
ممكن ناكل من غير دوشه ...
يسود
الصمت للحظات ثم عاد
شاكر يهمس فى أذن عمر
: أراهن بنص عمرى إن ناصر ده
سبب كل البلاوى اللى بتحصل
نص عمرى إيه..!
أراهن بعمرى كله...
الراجل ده مش طبيعى..
شكله وهيئته ونظراته
زى الشيطان...
عمر فى تعجب يرفع حاجبه الأيمن :
إيه اللى خلاك تقول كده..؟
شاكر : الغموض اللى فى عنيه ..
والرعب اللى فى ملامحه..
مطَ عمر شفتيه : ممكن مين عارف ..
يعود خالد بصوت عنيف قوى :
ياريت بلاش كلام على الأكل
وعاد يشير بيده إلى الحاج صابر :
أنته مبتكلش ليه ياحاج
صابر : باكل والله يابنى ..
الخير كتير ..
بعد إنتهاء الطعام
يعود الجميع فى الجلوس
على تلك الطاوله الخشبيه
وخالد يمسك بين يديه كتاب القصر..
ويبدأ فى فتحه
ليهتز القصر بكل ما فيه
أثاثه وألواح الحوائط المعلقه
وتأت رياح قويه بلا مقدمات
تقتحم النوافذه وتفتحها على مصرعيها
شاكر فى خوف : إيه اللى بيحصل..؟
وخالد ما يزال يقرأ كلمات غريبه
غير مفهومه من كتابه ...
ولا
يعرف أحد ماذا ينوى أن يفعل..!
فجأة
تظهر فى الهواء تلك الأبخره السوداء ..
وتصنع دائره من تحيط بهم ...
وخالد : مستمر فى نطق كلماته الغريبه
..
فجأة تعتدل ريم من مقعدها
متجمده كالثلج
عيناها يفوح منها نظرات مريبه...
غاضبه..
نظرات شريره..
وتتحدث بصوتً غليظ مخيف :
متحاولش ...
متحاولش يا خالد..
مفيش فايده...
أنا هعيش واموت جوه ريم
شاكر فى رعب يقول :
هو مين اللى بتكلم ده..؟!
ده مش صوت بنت...!!
عمر : إنته مش فاهم ..!
ده العفريت اللى عليها
يقشعر جسد شاكر : بتتكلم جد
عمر : خلى بالك لينط منها ويركبك...
حصنك نفسك
شاكر فى لهفه : أزاى ..أزاى ..
عمر : مش عارف بس حصنك نفسك ..
بسمعهم يقولوا كده..
ينظر لهم خالد فى غضب
وكأنه يأمرهم بالصمت والهدوء..
والأبخره السوداء تزداد ..
وتعلو ...
وصوت ريم يزداد خشونه ضاحكًا
بطريقه مخيف : ابعد عنى ياخالد ..
ابعد بقولك...
يكمل خالد نطق كلماته التى
يقرأها من الكتاب وهو يصرخ :
لو مخرجتش منها هيكون جزائك
عسير منى
فجأة ترتفع أقدام ريم من الأرض
وتعلو كالطير
بلا أجنحه...
شاكر فى هلع : إيه ده ..!
هى طارت كده أزاى ...؟
تبدأ ريم فى الدوران حولهم..
بسرعه..
بشكل اسطوانى...
أقدامها لا تلامس الأرض
وتصدرا أصواتً بلغه مجهوله..
مخيفه ..
تنقض على عمها صابر
تعتصر رقبته بيديها
وتحمله عالياً..
وصابر يحاول الخلاص منها
يشير خالد إلى عمر وشاكر أن ينقذوا
العجوز من يديها وأظافرها
وهى ترتفع به عالياً وتسقطه فجأة أرضاً
وتعدو بعدها مبتعده
وخالد يتبعها وهو يهتف لها : ريم ..ريم
..
عمر يلامس بأصابعه رقبة صابر
ويصرخ فى حسره : صابر مات
قتلته ..
متحملش الضغط على رقبته
اتخنق فى إديها..
شاكر : وخالد راح وراها البت دى خطر
وممكن تقتله..
ناصر : محدش يتحرك خليكوا هنا ..
أنا هروح اشوف خالد بنفسي..
عمر : نروح فين بس..!
هو حد عارف يتحرك
أو حتى رجليه شيلاه من اللى شافه..
شاكر ينظر ناحية جثة صابر العجوز
ويتنهد قائلاً : سبحان الله
مكتوب له يموت فى القصر ده
عاش أكتر تمانين سنه
وجاى يموت هنا
عمر : نصيبه ...
شاكر : أيوه زى ماهو نصيبى انا كمان
اكون معاكم هنا ..
عمر : عارف بالرغم من كل اللى بيحصل..
بس انا نفسي قبل ما أموت
أعرف تفسير وحل كل الغموض
اللى شوفته فى القصر هنا
وياترى نهاية كل ده إيه
شاكر : أى نهاية المهم ما يكونش فيها موتنا
...
ناصر يعود وهو يلهث : خالد مرجعش ..؟
شاكر : لاء ..لسه
ناصر : طيب يالله عشان ألحق ادفن الجثة
دى بتاعت صابر
شاكر : تدفنها أزاى ..
ناصر : فى مقابر القصر ..
شاكر متعجبًا : هى سايبه كده عادى ..
المفروض دى جريمة
ولازم تصريح دفن
ويمكن تشريح للجثة ..
ناصر بلهجه عنيفه :
تحب أدفنك معاه...؟
يتراجع شاكر فى خوف من إجابة
ذلك العجوز الذى امسك صابر من قدمه
وأخذ يجر به لممر من القصر
عمر ينظر ناحية شاكر :
أنته لسه عايش فى دور الواقع
والحقيقة والمفروض...
أنسي بقى يابنى..
قول يارب نطلع على رجلينا منه ...
شاكر : مش قادر أشوف قدامى الغلط
واسكت ..متعودتش على كده
فجأة خالد يعود وهو فى غاية التعب...
يقترب عمر منه : هى راحت فين..؟
معرفتش تلحقها ..؟
خالد : للأسف أختفت فى القصر ..
بس هجبها بطريقه تانيه ..
وبدأ خالد يفتح كتابه
ويقرأ كلماته
لينشق الهواء..
وتسقط تلك الأفعى العملاقه
فضية اللون..
التى تتحرك وتجبر
عمر وشاكر على التراجع
ينظر لها خالد وهو يأمرها : عايز ريم ..
تشق الأفعى طريقها فى طاعه..
وهم
يتبعونها..
إلى أن
توقفت بعد وقت قصير
فجأة أمام
السرداب..
يقترب خالد فى ذهول :
إيه ده..!
هى وقفت على باب السرداب ليه..؟!
مع أن ريم مدخلتش فيه..؟!
عمر : يمكن قصدها ريم التانيه
المحبوسه جوه..
أو عقلها زى ما بتقول...
خالد : لاء ...
الأفعى تعرف قصدى كويس..
عمر : يبقى مفيش غير تفسير واحد ..
خالد : إيه هو ...؟
عمر : أن السرداب له مدخل تانى ..
خالد ينظر له فى تعجب :
ممكن فعلاً ..عندك حق ..
يبقى الحل الوحيد إنى ادخل السرداب ...
يطلق عمر زفيره : دم تانى ...
خالد : مفيش بديل قدامى ..
وبعد
دقيقه واحده
كان
خالد خارج القصر
وشاكر يتبعه بعينه فى دهشة
: هو رايح فين ..؟
عمر : هجيب حد يقتله
عشتن ياخد دمه يفتح بيه السرداب ..
يبتلع شاكر ريقه : أعوذ بالله ...
إيه الجبروت ده..؟
عمر : صدقنى أنا مش راضى على
اللى بيحصل بس هعمل إيه..
مفيش بإديه حاجه ..
يسود
الصمت للحظات
يقطعه
فجأة شاكر قائلاً :
يبقى خالد لازم يموت..
موت خالد هو الحل ..
عمر فى ذهول يصرخ فى وجهه :
إيه اللى بتقوله ده ..؟
إنته إتجننت..!
شاكر : لو مات كلنا هنرتاح
وهنمنع موت ضحايا كتير ..
عمر : أنا مقدرش أعمل كده
ولا حتى أفكر أقتل صديق عمرى ..
شاكر : يعنى يرضيك يفضل يقتل
ناس بريئه ملهاش أى ذنب
عمر : خالد بيعمل كل ده بدون ما يحس
بدون شعور...
فيه قوة خفيه مسيطره عليه
شاكر : يبقى القوة دى كمان تموت معاه
..
ونرتاح من لعنة القصر ده...
عمر : ازاى رافض الدم
وف نفس الوقت عايز تقتل خالد..؟!
شاكر : أنا عايز اقتل الشر ..
خالد أصبح شر ..
وبعدها ينظر شاكر للكتاب الذى
تركه خالد وانصرف فى عجاله
وقال : الكتاب ده بتاع السحر
اللى خالد بيستخدمه فى السحر ..
يرفع عمر راحت يده فى وجهه :
أبعد عنه وملكش دعوه بيه
شاكر : هبص فيه بس ..
الفضول بيشدنى ..
يمسك شاكر الكتابه ومعه يرتجف القصر ..
شاكر فى توتر : إيه اللى حصل ...؟!
أنا لسه يدوب بمسكه ..؟!
عمر : ياعم سيبه بدل ما تودينا فى داهيه
...
يبدأ شاكر فى تصفح الكتاب :
مش فاهم منه ولا كلمه ..
تتحرك صفحات الكتاب بسرعه
فى شكل غريب حتى تتوقف
أمام صفحة واحده ..
ينظر لها شاكر فى دهشة ..
وصدمه ويتراجع بظهره للوراء
عمر : فيه إيه ..؟!
مالك..
يشير شاكر بأصبعه فى منتصف
الصفحه قائلاً : أسمى ...
اسمى مكتوب فى الكتاب ...
يقترب عمر ينظر إلى أسم شاكر
المكتوب بحروف من نار..
شاكر لطفى حسان
عمر : مستحيل ..!
إيه ده ...!
أنا مش فاهم...؟!
ده معناه إيه ..؟!
فجأة يضرب مسامعهم هذا الصوت
يقول (المعنى واضح)
يلتفت الإثنان نحو ناصر
الذى يخطو مقتربًا منهم يقول
بصوت هادىء :
معناه إن شاكر من نفس العيلة ...
يصرخ شاكر : مستحيل اللى بتقوله ده..؟!
ناصر : الكتاب كشف سرك ..
انته نفس سلالة الاسرة ..
إنته
من نفس الدم...
شاكر : اللى بتقوله ده كدب ..
يبتسم ناصر : الكتاب مبيكدبش
وميعملش كده غير
فى إدين واحد من الأسرة
ويقترب ناصر من ستار للحائط وينزعه
..لتظهر من خلفه صورة
ويصرخ شاكر الذى تراجع فى ذهول :
دى صورتى ..
مش ممكن..!
أنا مشفتهاش قبل كده..!
ومتصورتهاش..!
ناصر : دى صورتك ..
وانته اللى علقتها بنفسك هنا ..
عمر
يتابع فى صدمه
قد
جمدت كل جسده وأطرافه
وشاكر فى ذهول لا حدود له
يقول : مش فاهم ...!
مش فاهم ...!
أنا مجتش القصر ده قبل كده
ناصر : جيت قبل كده ...
وعمر جه قبل كده
وخالد ...
عمر : أنا كمان ...
ينزاح ستار آخر بيد ناصر
لتظهر صورة أخرى
تحمل وجه عمر ..
الذى شهق وهو تراجع فى فزع :
دى صورتى أنا برضه ...
ناصر : أيوة وانته كمان اللى علقتها بنفسك
..
عمر : مستحيل طبعاً ..
أنا معملتش كده ...
ناصر : يمسك الكتاب ويمده ناحية عمر
وقد بدأت الصفحات تتقلب
وراء بعضها بسرعه
ويكتب اسم عمر هو الآخر من نار ..
عمر الحسينى حسان ..
عمر فى ذهول : إيه اللى بيحصل مش فاهم..؟
ناصر : انتو التلاته أصحاب القصر ..
خالد وعمر وشاكر ..
من أسرة حسان ..
أسرة السحره ...
عمر : أنته كداب ...
ناصر : لاء ..مش كداب ..
عمر : بس خالد صاحب القصر ...
ناصر : مش دى الحقيقة ..
الحقيقة أنكم التلاته اصحاب القصر
وجيتو هنا من سنتين ...
بالضبط نوفمبر 2017
وبدأ الذهول على وجه
شاكر وعمر وهم يستمعان
لمفاجأة لا تخطر على عقولهم
وسر يفوق الخيال ..
يفوق الخيال بكثير ...
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق