القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية السرداب

الجزء39

تأليف محمد أبو النجا

يتجمد خالد وهو لا يصدق ما يراه ..

وناصر يضحك بشكل مرعب :

 مفاجأة مش كده ...

خالد : أنا مش مصدق ..

ومش فاهم ..!

ومش قادر استوعب

كل اللى بشوفه وبيحصل لى ..

ناصر : عايز تعرف ..

خالد : ياريت ..

وياريت المره دى يكون بجد وتريحنى ..

انته مين ..؟

وبتعمل معايا كل ده ليه ..؟

ناصر : بنفذ أوامرك ...

خالد : متجننيش أكتر ...

بطل بقى أسلوبك المستفز والغامض

ناصر : هى دى الحقيقة ..

خالد : انته مين ..؟

ناصر : الشيطان ..

يرتجف جسد خالد فى مقعده ...

وينصب عرقاً ..

وهو يردد : الشيطان..؟!

يبتسم ناصر : مش طلبت أقولك أنا مين..

وادينى قولت لك..

خالد : عايز إيه منى ..؟

بتعمل فيه كل ده ليه ..!

ناصر لف بينا الأول خلينا نروح

على شقتك  ..

يمسك خالد بيده المهزوزه  

عجلة القيادة ويدور بالسيارتة

دون حديث يتابع عبر المرآه

أعين ناصر وملامحه الشاحبه

وابتسامته المخيفه الثابته  

يتوقف خالد بعد وقت امام منزله ..

يهبط مع ناصر من سيارته

ويتجه لشقته ..

















ويغلق ناصر الباب من خلفهم ..

ويجلس الأثنان فى مقاعد وجهاً لوجه

خالد بأعين زائغه :

 ممكن تفهمنى بقى الحكاية ..

ناصر : هقولك ..

هقولك كل اللى انته عايزه المرة دى

خالد : معقول انته الشيطان ..!

الشيطان بجد ..!

أنا مش قادر أصدق..!

يضحك ناصر فى شكل مخيف :

لسه عندك شك ..؟

هو أنا أكدب عليك متصدقش..!

أصارحك متصدقش..!

خالد : طيب أرجوك احكيلى ..

احكيلى كل حاجه ...

إيه تفسير كل حلقات الغموض اللى عشتها ..

والقصر والسرداب ..

وشاكر وعمر ..

وساره..اللى كنت متجوزها

و..يقاطعه ناصر : هحكيلك بس

لازم تعرف أن تفسير كل الألغاز

هيكون له تمن..

خالد : اللى أنته عايزه فى مقابل

أعرف تفسير كل اللى حصل لى

يضحك ناصر : حتى لو كان التمن حياتك

خالد فى صدمه يردد : حياتى..؟!

يعنى إيه ..؟

ناصر : يعنى يا تعيش كده وتنسي

 كل اللى حصل لك وتكمل أيامك..

أو تعرفها وتموت ..

وفكر براحتك قبل ما تاخد قرار

ينظر خالد له فى حيره ..

فقد كان الإختيار صعب

بل مخيف

ما بين حياته دون أن يعرف تفسير

ما مر به..

وأن يبقى فى حيره وجنون عقله

وصراخه دون أن يجيبه  

أو حل ومعرفة كل تلك الألغاز ..

والموت..

يدور ناصر ويخطو ببطء فى أرجاء

وجوانب الشقة ..

وينظر نحو الجدران قائلاً :

قدامك الوقت اللى انته

عايزة وأنا معاك ...

يوم..

أتنين..

اسبوع..

شهر ..

سنه..

ياتعيش كده زى ما انته عبيط

متعرفش وجاهل ..

يا تعرفها وتموت بعدها

يبتلع خالد ريقه  : هموت ازاى ..؟

يضحك ناصر : هو ده اللى همك..؟

متشلش هم عندى مليون طريقه..

المهم تختار ونتفق..

وتاخد قرار..

خالد : مفيش بديل أو

إختيار تانى ...؟

ناصر : للأسف ...مفيش ..

حل اللغز وموتك ...

أو حياتك ومتعرفش ..

خالد : الحياه بعقل كله دوامات الحيره

 مش حياه ..

















أنا هفضل فى عذاب كبير

ناصر : أفهم من كده إنك خلاص أخترت

 يعنى أكشف لك أوراق اللغز ..

يسود الصمت للحظات ويقطعه

خالد : أيوه...أخترت الموت...

 الموت هيكون أرحم ..

ورتاح لما أعرف تفسير كل اللى حصل لى..

ناصر : يبقى اتفقنا ...

خالد : قول بقى ..

ناصر : اقول إيه ..؟

خالد فى غضب : إنته هتلاعبنى...

قول كل حاجه ...

كل تفسيير الألغاز اللى عيشت فيه ..

انا مين ..؟

والقصر ..والسرداب ..

وشاكر وعمر ..

وريم ..وساره..وزبيده

ازاى الشخصيات اتبدلت ..

واللى عشته كان حقيقة والاه وهم ..!

واللى بعيشه دلوقتى ..

وهم والاه حقيقة ..؟

ازاى اصحى ألقى نفسي فى دوله تانيه ..!

ازاى ارجع وفات من عمرى سنه ..؟

سنه محستش بيها..؟

ياه مش عارف اقولك إيه والاه إيه ..

عايز أعرف كل حاجه من البدايه..

ناصر : لم شوفت متولى ده جاى عليك

عرفت انه ممكن يكشف لك حقيقة

من الحقايق الغايبه عنك دخلت فى

شخصية مروة اللى كانت لسه فى المحل بس

برضه ملحقتش ..

متولى كان قالك إن وليد مات ..

خالد : يعنى اول شخص أقابله أول

 ما أنزل مصر كنت انته ...!!

يضحك ناصر : أيوه ..

خالد : طب قول ..

قول بقى مش قادر استنى ..

ناصر : اقول إيه ..؟

وكل شىء جواك ..

جوه عقلك ..

خالد : مش فاكر ..

مش فاكر أى حاجه ..

يضع ناصر يده فى جرابه

ويخرج قرص صغير















ويمده ل خالد الذى نظر فى تعجب :

 إيه ده ..؟

ناصر : ابلع القرص ده ...

خالد : ليه ...؟

ناصر : متخفش ..

ابلعه وأنا مش هتكلم ..

أنته اللى هتقول ...

خالد : هقول إيه مش عارف ..

ناصر : هتقول قصتك ..

قصتك كلها جوه عقلك ..

يجذب خالد القرص ويبتلعه دون ماء ...

وبلا تردد ..

تنزاح الغيوم كلها تدريجياً ..

ويرفع الستار من فوق عينه

وهو ينظر ناحية ناصر الذى ابتسم :

 إيه حاسس بحاجه..!

خالد : زى ما يكون ناس بتلعب

كوره جوه مخى ..

وجمهور كتير بينادى...

أصوات كتير مش فاهمها..!

يضحك ناصر : كمان دقيقة ..

وهتروح للبداية ...

ينتفض جسد خالد ...

ويحدق لناصر : أيوه ..

أيوه بدأت أفتكر

ويضع أصابع يديه على جبهته

 ويتألم ويصرخ

وينثنى على ركبتيه ويقول :

هموت ..دماغى ..

دماغى هتقتلنى ...

ناصر : انته اللى اخترت ..

يضع خالد راحت يديه على عينيه

المغلقه ببطء ويرفعهم فجأة ..

ويصرخ بدموع وبجنون : افتكرت ...

افتكرت...

ناصر ساخراً :  افتكرت ايه ..

خالد : كل حاجه ....

ناصر : طب قول مين ساره ..؟

واحكى اللى افتكرته ...

يبدأ خالد فى البكاء ...

وهو يتذكر القصة الرهيبه ..

يتذكرها من البداية ..

بأدق تفاصيلها ...

وتعود له ذاكرته..

ويدخل فى نوبه هيستريه من الدموع ...

ويصرخ ...

يصرخ بأسمها : ..ساره ..

ساره ...

لقد تذكر خالد كل شىء ..

ويعود بالزمن للوراء ..

من البداية ..

وقد أدرك دون أن يقول له ناصر

أى شىء...

تذكر سبب كل ما هو فيه...

وتكنشف سماء الغموض ...

ويتذكر اليوم الأول ..

اليوم الأول لقصته .....

حينما قابل ساره ...

والتى كانت السبب الحقيقى

لكل ما هو فيه ...

يبتسم ناصر ابتسامه باهته

قائلاً بصوت غليظ : لسه فيه ألغاز

خالد : لاء ..

مكنتش متخيل إنى فى لحظه واحد أحل كل

اللى فاتنى ...

فى لحظه واحده كل الغموض ميبقاش له

أى أثر ...

ويبكى خالد ..

يبكى بقوة ..

نوبة بكاء حاده..

فقد كان ما يتذكره يفوق الألم ..

ويتمنى لو عاد للغموض ..

تمنى لو أختار الموت..

بدلاً من هذا الماضى الرهيب...

إضغط هنا الجزء 40

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات