الجزء السابع
رواية السرداب
تأليف / محمد أبو النجا
اكيد مفاجأة ليس لها مثيل حينما تجد أمامك
بدون أى مقدمات شبيه لك...
صورة طبق الاصل منك..
لا يختلف عنك إلا فى إبتسامته الشاحبه..
التى رآها خالد على شفتى هذا الشبيه..
الذى دفع بيده القويه صدر جمال البلطجى..
فيدفعه للوراء ثلاث خطوات...
ليتراجع جمال مع صاحبه فى تعجب
وهو ينتقل بالنظر بين الإثنين فى دهشة
ويصرخ : أنته جايب تؤمك معاك وانته جاى..
ماشى يبقى انتو الاتنين مش طالعين من هنا
على رجليكم..
وقبل ان يعود بالضرب بالمطواه التى معه على وجه
شبيه خالد كان الأخير يركله فى وجهه ويسقطه على
ظهره ويمسك صاحبه ويصفعه بقوة وسط حاله من
الصدمه ل خالد الذى يتابع
دفاع ذلك الشبيه عنه...
وقبل أن يعتدل جمال كانت الركله الثانيه تسقطه
من جديد ليزحف أرضًا ويفر هارباً مع صديقه.
ليدور خالد برأسه ينظر للشبيه الذى اقترب
من أذنه وهمس
: مبروك يا عريس..
خالد فى تعجب وذهول يهتف فى وجهه : انته
مين..؟
انته مين..؟
يضحك الشبيه وهو يخرج من باب المنزل
وخلفه خالد يحاول اللحاق به لكنه اختفى
وخالد يبحث عنه فى كل اتجاه
بلا جدوى
ليعود نحو سيارته وينطلق بها يصرخ فى
أعماقه متعجبًا : راح فين!
اختفى ازاى..!
أكيد راح القصر ..
الشبيه ده فى القصر عايش هناك ..
معقول يكون ليه تؤم وأنا معرفش ..
وينطلق خالد نحو القصر ..
ويفتح بابه ..
ويشعل الاضواء ..
ويصرخ : انته فين ...؟
انته مين ...
جاوبنى كلمنى ...؟
عايز منى ايه ..
أنا متأكد إنك هنا...
انته شبهى أزاى...
أخويا...؟
والاه شيطان ...؟
ومين صاحب الصورة المتعلقه دى ...؟
دى مش صورتى ..!
دى صورتك إنته...
أنا متأكد أنك سامعنى ..
وممكن تكون كمان شايفنى ...
عشان كده انا بقولك واجهنى ...
انته تطلع ايه ...
فجأة يهمس هذا الصوت ...مناديًا..
تعالى ...تعالى ياخالد ...تعالى ...
خالد ينظر لمصدر الصوت ...
للباب القريب ...
والذى فشل فى فتحه من قبل
والذى خلفه السرداب كما رآه..
يقترب خال ويلامسه بأصابعه يصرخ :
انته جوه ..صح ...
لازم ادخل السرداب ..
انا شوفته فى الكابوس اكتر من مره ..
فيه سرداب ورا الباب ده ..لازم افتحه
...
فجأة رنين هاتفه ..
لم يبالى ..ولم ينظر له ...
ظل يحطم الباب فى جنون ...
وهو يردد : لازم ادخل
لازم انزل السرداب ده ...لازم اوصلك ..
لازم اعرف انته أو إنتى مين اللى
بينادينى..
وعايز منى ايه ..!
فجأة تسطع الالوان فى المكان وتتبدل
...
ويتغير شكل القصر ..
يتغير كله ويعود لزمن مختلف ...
للماضى ..
ويظهر حفل صاخب ..وملابس قديمة ...
ورقص ..وخمر وكؤوس
وغناء وضحك ...
خالد فى ذهول : ايه اللى بيحصل ده ..؟
مين الناس اللى ظهرت فجأة دى ...!
يتحرك خالد ويعبر بينهم ...
كأنه هواء...
سراب...
لا أحد يراه ...
وهناك على تلك المنصة يقف رجل انيق وسيم
..
يمسك فى يده اليمنى كأس الخمر
واليسرى تتطوق
ظهر فتاة حسناء
لم يكن هذا الر جل سوى شبيه له ...
خالد فى ذهول : ايه اللى بيحصل
مش فاهم
الناس دى كلها جت ازاى ..ومنين ..
يهتف شبيه خالد فى الجمع الواقف بكؤس الخمر
..
النهارده عيد ميلاد زوجتى وحبيبتى منى
..
بقولها النهارده كل سنه وانتى طيبه يا حب
عمرى
وبقدمها بالمناسبه دى العقد ده ...
من الدهب الخالص ..منقوش عليه اسمها
تصفيق من بعض الحاضريين
وهو يضع العقد حول
رقبتها
يصرخ خالد : ده العقد اللى لقيته
فى الصندوق
وكان عليه اسم منى
وبعد كده اتحول إلى اسم زبيدة
ويهمس الشبيه : وبالمناسبه دى
هنشوف النهارده
حاجه هتفرحكم جدا ً
تهمس منى فى اذنه وتنصرف مبتعده ...
ليهتف : معلش منى تعبانه شويه انتو عارفين
الحمل ..
وعارفين إنى بستنى ولى العهد على
نار...
ينظر خالد الى منى التى تبتعد ...
وشبيه خالد يمسك مقبض تلك المنصه ويدور
به ...
ليفتح هذا الباب السحرى من الارض
تتسع الدائره فى المكان ...
وتنشق الارض نصفين ..
ويرتفع هذا الشىء المغطى بقطعه كبيره من
القماش ...
ويتوقف وتعود الارض من جديد كما كانت
..
يدور الجميع حول هذا الشىء المغطى
وشبيه خالد يهتف : هتشوفه
النهارده بقى كلكم ..أكبر مفاجأة ..
حاجه مش هتصدقوه ..
ويكشف الغطاء ..
عن قفص فيه أسدين لم يرى خالد مثيل لهم
..
ليتراجع خالد فى رعب ..
من هيئتهم وشكلهم المخيف
وعندما سطع النور فى وجوهمم
بدأ زئيرهم ...
شبيه خالد يهتف : مش هخبى عليكم الحفله
دى كلها مخصوص
عشانكم ..وجه الوقت اللى احتفل بيها ..
فجاة يفتح الشبيه باب القفص ..
ليخرج الاسدين ..الجائعين ..
حول الجمهور
الواقف ..
يلتهمون الأجساد وينقضون عليها ..
فى مشهد إفتراس لا مثيل له..
إنهم يقتلون كل من فى الحفل...
كأنهم مأمورون بهذا فقط...
وسط ضحكات من شبيه خالد ...
وسط مجزره من الدماء ..
وخالد ينكمش فى جوانب القصر من الرعب
يتابع ما يحدث
من صراخ ..وهياج ..
لا أحد يستطيع النجاه ..
أو الفرار ...
حتى مات الجميع ..
ليصرخ شبيه خالد : دلوقتى القصر كله ملكى
..
أنا آخر سلالة العائلة ...
كل حاجه بقت بتاعتى..
كل كنوز القصر من حقى...
أنا وإبنى بس...
تعود الاسود لأقفاصها بأومره ..
وتهبط من جديد للأرض ..
حتى تنبه شبيه خالد له ..
يقترب منه ويصرخ وهو يشير بسبابته :
فاضل انته بس
ولازم تموت إنته كمان...
ينتفض خالد ...
ينتفض ليجد نفسه منكمش فى الحائط ..
وقد عاد بالزمن من جديد ..
عاد وقد إختى كل شىء
وجسده ينصب عرقاً ...ويرتجف ..
وهاتفه لا يتوقف عن الرنين ...
يعتدل خالد واقفاً : ايه اللى حصل ..
ايه اللى أنا شوفته ده ...
مش فاهم اى حاجه ...
مين الراجل اللى قتل بالأسود
المفترسه بتاعته كل الناس اللى كانت
هنا..
ويعود خالد يخرج من القصر ..
وقد فرغ شاحن هاتفه ..
وأسودت شاشته وأغلق ..
يستقل سيارته بجسد متهالك متعب ..
يبتعد عائداً لمنزله ..
يسقط فوق فراشه ..
ويعيش فى غيبوبه ..
يذهب لنوماً عميق ..
لا يعلم كم من الوقت مر عليه ..
حتى استيقظ ..
على رنين باب المنزل ..
اعتدل واقفاً ...
ويفتح الباب : عمر ..تعالى ..
عمر فى غضب : ايه يابنى اللى عملته ده
..؟
خالد : ايه اللى حصل ..؟
عمر : زبيدة ... ينفع اللى انته عملته
...؟!
مش المفروض انك امبارح هتروح تتطلب ايدها
...!
هى كلمتنى من شويه وقالت انها كانت عارفه انك
بتلعب بيها وبتتسلى وعملت انك جاى وداخل البيت
ورجعت فجأة مشيت
وهى مش مسامحاك فى كل اللى قولته
وكدبت عليها
خالد : لو تعرف اللى حصل هتعزرنى ..
عمر متعجبًا : حصل ايه ..؟
وبدأ خالد يروى له احداث تلك الليلة ..
عمر فى دهشة : ايه يابنى اللخبطه دى ..
معقول الكلام ده ..!
يعنى انته مره شوفت شبيه ليه ..
وامبارح شبيه ليك ..
خالد : غير الحفله المرعبه ..
اللى مات فيها كل المعازيم
أقطعهم أسود ضخمه مفترسه...
عمر : واضح إن شيطان بيرسم صور اشخاص ليك
خالد : والشيطان ده معايا والاه ضدى مش
فاهم ..
عمر : انا اللى معنتش فاهم حاجه ..
المهم دلوقتى لازم تصلح اللى حصل وترضى
زبيدة واهلها
خالد : هنزل دلوقتى حالاً
اروح لها
********
خالد فى توسل : والله هو ده اللى حصل
لقيت جمال وصاحبه تحت ومعاهم مطاوى
وحصل بينى وبينهم
خناقه كبيره
واتبهدلت هدومى ومكنش ينفع اطلع بيها ليكم
..
زبيدة : طب طمنى ...
رد على تليفونى ..
خالد : تليفونى فصل شحن ..صدقينى ..
ودلوقتى شوفى ايه اللى يرضيكى وانا تحت
امرك ...
تضحك زبيدة : انك تكون بخير ..
هو ده اللى يرضينى...
بس لازم تبلغ عن جمال ده
ولازم تحمى نفسك منه عشان ميعترضتش
طريقك
تانى ...
خالد : متخفيش بعد العلقه اللى خدها
مش هشوف وشه تانى ابداً
ينظر خالد لساعة يده ..
همشى انا بقى
زبيده بنظرات حزينه : على فين...؟
خالد : هعدى على عمر فى الصيدليه ..
والنهارده ان شاء الله جاى البيت عندكم
زبيده : هستناك ..
*********
ايه اللى بتقوله ده ...
نطق عمر جملته امام خالد الذى قال ..
هنروح القصر دلوقتى ..
عمر : يابنى خليها يوم تانى بلاش وركز فى
زيارتك ل زبيدة
مش عايزين حاجه تانيه تمنعك ...
خالد صدقنى لازم اروح بأى شكل دلوقتى
افتكرت حاجه مهمه جداً ...
لازم اتاكد بيها بنفسي ..
عمر : ايه هى بقى ...؟
خالد : هقولك فى الطريق ...
عمر : ثوانى هقفل وآجى معاك لم اشوف اخرتها
..
خالد : آخرتها خير ان شاء الله ..
عمر : اخرتها انته هتجنن .
وانا معنتش هخلف من الرعب اللى بتورهولى
...
***********
السرداب تانى ..
نطق عمر جملته على باب القصر
وهو يقوم بفتحه مع غروب الشمس بالتحديد .
خالد : ايوه سرداب الاسود ...
عمر : يعنى انته مرضتش تقولى الحكاية دى
الا على باب القصر
يضحك خالد : عشان متترددش وتيجى ومتخفش
عمر : وايه هو السرداب التانى ده ..
خالد : الحفله اللى شوفتها أو المجزرة دى
كانت عامله زى الحلم
حلم بتشوفه وانته صاحى وبتعيشه ..
عمر : وبعدين ياعم كمل
خالد : شايف المنصه الصغيره اللى هناك دى
..
عمر : ايوه
خالد : مفتاح السرداب التانى اللى بيشق
الارض هناك
انا فاكر شوفت الراجل اللى شبهى بيلفه وبيفتح
وممكن يكون الممر ده موصل للسرداب التانى
او يكون كله سرداب واحد..
المهم فيه حاجه غامضه تحت القصر ..
عمر : افرض بقى ..طلعت الاسود واكلتنا
.....
خالد يابنى اسود ايه ...!
اللى حصل ده من عشرات السنين ..
انا شوفت الماضى بس ..
انما الاسود دى اكيد ماتت ...
عمر : انا عارف حظى ..
اكيد عايشه وهتخلص علينا
والبركه فيك ...نهايه مكنتش اتوقعها ..
انا كان كل خوفى عفريت يقتلنى معاك ...
لكن أسد يبلعنى دى جديده
خالد : طيب هتشوف دلوقتى ...
هزيح لك باب من الارض ..
وهتعرف ان ده بداية حل اللغز ...
يمسك خالد مقبض المنصه الصغيره ...
ويدور به ...
لتنشق الأرض ...
ويتراجع عمر فى فزع ...
لا يصدق ...
قفد كان يصعد من الأرض شىء مغطى ...
وخالد يضحك : مش بقولك ..فيه ممر هنا
..
وكان تحت الغطاء ده اسود ..
من عشرات السنين ...
ويكشف خالد الغطاء ...
ليرى أسدين واقفين ...
ويتراجع عمر وخالد فى فزع ليهتف الأخير : ايه ده ...
خالد : مستحيل ...!
وتنظر الاسود العملاقه من القفص وتقفز
من
بابه المفتوح نحوهم
فى مهمه محدده
إفتراسهم...
قم بالمتابعه والتعليق.
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل

تعليقات
إرسال تعليق