القائمة الرئيسية

الصفحات

 

السرداب
الجزء 40
تأليف محمد أبو النجا

حاله من الأنهيار التام تجتاح

 خالد وهو يرى شريط الذكريات

كصفحات تتوالى بسرعه بين عينيه ..

الآن أدرك سبب كل ما هو فيه ..

أدرك تفسير كل الغموض الذى كان يعيشه

أدرك حل كل الألغاز الرهيبه التى منذ دقائق

كادت أن تقتل خلايا عقله ...

فى لحظه واحده تعود له ذاكرته ..

وتمنى أنها لم تعد ..

ليته ما تذكر ..

يضحك ناصر فى برود وخبث يقول :

صدقت دلوقتى إن حل ألغازك جواك انته

يمسح خالد دموعه براحت يده :

 أيوه ..أيوه افتكرت

ناصر : تحب أفكرك كمان ..

تحب أقولك إن كل حصلك

ده كله كان إختيارك ..

خالد : أيوه عندك حق ..

أنا استحق ..

أستحق كل اللى حصل

واللى هيحصل لى ..

ناصر : افتكرت ساره ..؟؟

ينظر خالد له فى صمت وهو يعود

..يعود بالأيام ..

والشهور

يعود ليتذكر القصة منذ البداية ..

يتذكر بداية ما وصل إليه الآن ..

يتذكر ساره ..

يتذكر اليوم الأول للقاء بينهم ..

يتذكر حبه ..

حبه الوحيد ...

                      ************

منذ عامين ..

طرقات على باب مكتب خالد ..

الذى يمسك الأوراق التى بين يديه

 يتفحصها فى إنشغال تام

دون ان ينتبه لمن يطرق الباب ..

ليعود طرق الباب من جديد ..

ينظر خالد وقد وقعت عينيه على

 فتاة لم يرى جمال مثيل لها قط ...

تبتسم ليقع قلبه بين قدميه

 ويدق بعنف ويصرخ بكل دهشة

من تكون هذه الساحره التى جاءت مكتبه ...

فتاه بيضاء ..

تحمل حقيبه سوداء وملابس رمادية اللون

تظهر قوامها الممشوق ...

خالد فى حاله من الصمت لا يدرك سببها ..

لماذا هى ..؟

لماذا شعر بتلك الجاذبيه لها

وحدها من الوهله الأولى ..؟

أنه يقابل فى اليوم الكثير من النساء

 أثناء عمله ..

لكنها كانت مختلفه ..

أو هكذا رآها قلبه ...

فالقلب يرى من يحبه مختلف

عن كل ما يراها ..

تبستم وتهمس بصوتاً رقيق : أستاذ خالد

يعتدل خالد واقفاً يشير لها بالجلوس :

 تحت امر حضرتك

اتفضلى استاذه ساره ..صح ..؟

وليد بلغنى بموعد زيارة حضرتك  ..

تقترب ساره وتجلس أمامه

 وتضع حقيبتها فوق ركبتيها..

يعود خالد للجلوس وهو يختلسها بنظرات

 الإعجاب الشديد ..

الواضح بين حدقة عينيه ...

التى تتراقص من شدة جاذبيتها ...

فيحاول لملمت تركيزه الذى تناثر على سجادة

مكتبه ويصرخ من داخله : ماذا يحدث ..؟

ماذا يحدث فى أعماق مشاعره

 عندما رآها ...!!

لماذا يستغيث فؤاده ويعاتبه بإنه

بدأ فى الغرام لملامح

رآها للمره الأولى ...!

فجأة يقطع تفكيره صوت ساره :

حضرتك سامعنى ..!

ينتبه خالد ويدرك بأنه لم يسمع

 أى شىء مما قالته

فقط كان يرسم تلك الملامح

 والشفاه على جدران قصور العشق

داخله والتى تقوم ببناءها الآن دقات قلبه

خالد فى ارتباك واضح :

معلش ممكن تعيدى كلامك

تضحك ساره فتذيب ضلوعه بين

صدره من حراره جسده

وهى تقول : أنا بقول آسفه إنى

جيت وواضح إنك مشغول

خالد : لا أبداً ..

بس ممكن حضرتك تفهمنى إيه الحكايه ..؟

قصدى القضية اللى جيتى عشانها ...؟

ساره : أنا ساره ماجد اسلام بشتغل

فى جريدة آخر خبر

خالد : مسمعتش عنها قبل كده ..؟

ساره : هى جريده لسه جديده ..

ولسه اول سنه ليها

خالد : جميل ..

بس إيه المشكله دلوقتى ...؟

ساره : قبل ما اشتغل فى الجريده

كنت فى شركه استثماريه

هناك ..بشتغل فيها مؤقتاً ..

خالد : كويس وبعدين ...

ساره : صاحب الشركه قبل ما اسيبها

 اكتشفت إنه راجل نصاب وبيغش ..

ولم واجهته ..هددنى ..

وأنا قدمت ببلاغ فعلاً عن الشركه

خالد : برافو عليكى استاذه ساره ..

لو كل الناس زيك وبتفكر فى البلد

مش فى مصالحها الشخصية

ووظيفتها مكنش ده هيبقى حالنا...

بس برضه معرفتش إيه المشكله اللى

حضرتك جيتى عشانها المكتب ...!!

ساره : المشكله هى عقد الوظيفه اللى

 بينى وبين الشركه الاستماريه دى

 فيه شرط جزائى بيمنعنى من العمل فى أى











وظيفه تانيه خلال خمس سنين

وهو قدمه انتقاما منى عشان ارجع للشركه

ولسه طبعا التحقيقات شغاله ومش

 عارفه هتوصل لإيه والجريده دلوقتى

طلبت منى اصفى حساباتى من الشركه

القديمة عشان ارجع لوظيفتى ...

خالد : يعنى دلوقتى أنتى اصبحت من

 غير عمل بسبب العقد مع الشركه دى ..!!

ساره : مش عارفه انا ازاى عملت التوقيع

 ده يمكن عشان كنت بدور على شغل ومستعجله

 والمرتب كان مبهر وانا فرحت بيه ومفكرتش

خالد : خلاص عايز من حضرتك كل الأوراق الخاصة

بالشغل فى الشركه القديمة والجريده ..

وإن شاء الله أحل المشكله

تعتدل ساره واقفه : اشكرك استاذ خالد ..

أنا جيت هنا عشان سمعت المكتب ..

وكل الناس قالت لى محدش هيحل

المشكله دى غير الأستاذ خالد ..

خالد : اشكرك ..بس ..

هحتاج رقم تليفونك ..

ساره فى دهشة : رقم تلفونى ..!

أيوه ..ماشى ..تحت امرك

خالد : عشان لو احتجتك لك فى أى استفسار

ساره : اتمنى من حضرتك تخلص

 الموضوع بأسرع وقت

عشان ارجع وظيفتى ..

خالد : اوعدك فى خلال اسبوع هترجعى ..

ويضحك وهو يشير بسبابته : بس يارت بقى

كلمتين حلويين منك عنى فى الجريده

تضحك ساره : اكيد..

ده شرف للجريده استاذ خالد وجود

اسمك عليها ...

وتنصرف ساره وهى تودعه

 وهى تحمل فى حقيبتها

وكأنه يرى هذا الصغير الذى يطل برأسه

 منها ويودعه معها...

قلبه ...

                        ******

بعد هذا اللقاء الذى جمع بين خالد وساره

انقلبت كل حياة خالد بعدها رأساً على عقب ..

فقد أدرك الآن انه وقع فى بحر غرامها ..

لقد أحبها ...

احبها بسرعه لا تعقل ولا تصدق

ولكنه الحب ..

هكذا هى قوته ..

وهكذا هو سحره ...

ولا يملك أحد منعه

أو وقف قوته أو حكمه ...

وتشاء الأقدار أن يحدث هذا فى

 لحظات ودقائق ..

من يصدق انه الان يقع فى الحب والغرام..!

ومهما حاول تكذيب نفسه

بأن ما يحدث هو مجرد وهم

 او إعجاب زائف لفتاه جميله ...

كان عقله يرفض ذلك

ويصرخ بكل حريه ..

بل هى حبيبتك ...

حبيبتك التى انتظرتها وحلمت بها ..

وتمنيتها ...

جائت كما وصفتها احلامك ...

كما تخيلتها أمنياتك ...

ساره ...

هكذا يرتجف دمى حينما اذكرها ...

شعور لا يتكرر ولا يوجد تفسير له

 سوى كلمه واحده الحب

لهذا اتخذ خالد قراره ..

الأخير ..

سيتزوج ساره ...

ولكن قبل كل هذا ..

لابد وأن يعرف حقيقة مشاعرها ..

هى لم تراه سوى مره واحده ...

كيف سيخبرها بهذا الأمر المستحيل..؟

أنه أحبها ويريد الزواج منها ....!

















لابد أن يصنع قبل كل هذا مقدمات ..

لابد أن يقترب منها ...أكثر ..

حتى يصل للمرحله التى يمكن من

خلالها مصارحتها ..

عليه أن يجرى اتصال برقمها ..

ويتحدث معها ويطلب مقابلتها ..

بأى سبب يبتكره

المهم هو رؤيتها والحديث معها ..

أنها هدية القدر له ...

وتبدأ المقابلات ...

بين خالد وساره ..

وكأنها هى الأخرى كان توافقه نفس المشاعر

فقد وضع خالد خطه سهله

وبسيطه أن يقترب منها

حتى يصل لقلبها ...

كان يدرك بأنه سينجح فى هذا ..

يقين داخله كان يجزم ويقسم على نجاحه ..

وحانت اللحظة الحاسمه ..

التى يجب فيها ان يخبرها حقيقة مشاعره

ويطلب يديها  للزواج  ...

فى مكان هادىء وشاعرى جلس معها

وفى اعماقه قرار مصارحتها هذه المره

يشعر بأنها تعلم هذا الحب الذى

يتساقط من نظراته كلما تكلم معها ..

وربما تنتظر هى الآخرى تلك اللحظة

 وتعلمها ...

خالد فى صوتاً مرتبك : ساره فى

 الحقيقه من زمان وانا عايز اكلمك فى

موضوع ومتردد فيه

كنت مستنى لم القضية تخلص وترجعى وظيفتك

تبتسم ساره : بصراحه أن مدينه لك ومش عارفه

هقدر ازاى اوفيلك جميلك اللى عملته

خالد : النهارده انتهت القضية ويمكن

 معتش فيه حاجه هتربطك بيه

ونتقابل بسببها تانى

ساره : ازاى بقى أحنا خلاص اصبحنا اصدقاء

خالد فى دهشة : أصدقاء ..!

بس انا طامع فى اكتر من كده

ساره وكأنها تتلاعب بدهاء فى حديثها

 : ازاى ..؟

خالد : ساره ...

افتكر ان فيه حجات ممكن منقولهاش

لكن بنحسها ..

ومش معقول انك محستيش اللى جوايا

من اول يوم شوفتك فيه ...

ساره : مش فاهمه .

خالد : اكيد كلامى واضح يمكن اتأخرت

فى انى أقوله لكن الحقيقه

 إنى من اول يوم قابلتك فى المكتب وانتى

بقيتى كل حاجه فى حياتى ..

تتراجع ساره فى صمت وخجل

 رغم إدراكها وانتظارها لتلك الكلمات

إلا أن سماعها كان يصيبها بالربكه

 والتوتر والصمت

وخالد يكمل حديثه : ساره تقبلى تكون

شريكت حياتى ..؟؟

تغلق ساره عينيها فى رقه

 وقد تضرج وجهها بحمرة الخجل

خالد فى صوتاً هادى : ساره أنا مش

 محتاج اقولك إنى بحبك ..

لأنك أكيد حسيتى ده ...

طول الفترة اللى فاتت

ساره : ممكن نمشى ...

كانت جملة صادمه من ساره

ومفاجأة له 

خالد فى دهشة : أنتى اضايقتى من كلامى ..؟

ساره : لا أبداً بس حاسه إنى متوتره ..

خالد : أفهم من كده إنك رافضه كلامى ..

ساره : لا أبداً ..

خالد متعجبًا : طيب عايزه تمشى ليه ...!!

ساره : أنا مرتبكه أوى ومش عارفه اتكلم ..

خالد : أكيد عندك فرصه تفكرى فى

 اللى قولته أنا عايز اتقدم لك

 واطلب اديكى للجواز من أهلك ..

ساره : ممكن نتكلم وقت تانى فى

 الموضوع ده

خالد : مالك ..واضح انك مش

عايزه تسمعينى

ساره : صدقنى ..مش كده ..

بس انا متوتره شويه

خالد : معرفتش ردك على طلبى ..

ساره : ممكن نتقابل مره تانيه

ونتكلم فى الموضوع ده

خالد : ليه حاسس بدموع فى عنيكى ...

للدرجه دى كلامى ضايقك ..

ساره : لا والله صدقنى ..

أنته متعرفش كلامك ده أنا

سعيده بيه قد إيه

خالد فى فرحه : بجد ...؟؟

 أفهم من كده إنك موافقه

ساره : افتكر إنى قولت لك هنتكلم

 تانى ...معلش

سيبنى امشي دلوقتى ..

وتنصرف ساره وقد تركت خالد

فى حيره رهيبه

لا يعلم سبب وسر ما هى به ..؟

لماذا تريد الرحيل ...؟

فلم يجد رد ثابت لطلبه ...

سوى الغموض ..

أو بداية الغموض ..

                         *********

 لم خالد يرى النوم فى هذه الليله ..

فقد كان يفكر فى مدى تلك الصدمة

التى ستقع على رأسه

لو لم يتزوج ساره ..

أو رفضت هى قبول الزواج

لأمر ما لا يعلمه ..

واضح من نظراتها الحب

لكن هناك امراً ما تخفيه ..

سر ما فى حياتها خلف نظراتها ..

يتلقب خالد فى فراشه يشعر

 بحاله من الإختناق كلما

تخيل همس شفتيها وهى تخبره

بأنها ترفض الزواج منه

يعتدل من فراشه ويفتح التلفاز ..

ليجد العندليب يغرد بصوته ويشدو  ...

شغلونى وشغلو النوم عن عينى ليالى ...

ساعه ابكى ... وساعه يبكى عليه حالى ...

ليعيش فى الكلمات التى توصف حاله ..

وتتراقص الدموع فى عينيه ..

كلما تخيل أن القدر الذى

اعطاه ساره ..

ربما يأخذها من جديد ...

لقد أغلقت هاتفها ...

ولم يعد يراها ...

لتضطرب أيامه وتتخبط ...

ويفقد أعصابه ويتوتر ..

يبدو أن إختفائها مقصود ومتعمد ...

يبدو أن ساره تبتعد ..

أو تريد الرحيل ومغادرة حياته ..

لم يعد يذهب لمكتبه ...

ترك كل شىء فى سبيل العثور عليها ...

ذهب لكل مكان يحتمل فيه وجودها

حتى عملها لم يجدها ..

أخبروه أنها طلبت أجازة

ويسوء حاله من أسوء إلى أسوء ...

حتى قرر الذهاب إلى عنوان منزلها ...

وأجمع شجاعته ..













سيطلب يديها هناك من أبيها ..

وقف خالد على باب شقتها يطرق بابها ..

ولكن لم يجيبه أحد ...

لقد كاد يصرخ بكل قوة حوله أين ساره ...؟؟

لماذا أختفت ..؟

لقد أدرك فى كل يوم منذ أن غابت

انه يعشقها إلى حد الجنون ...

بل أنه اكثر اهل الأرض عشقاً لحبيبته ..

وماذا تعنى له الحياه بدونها ...!!

لا شىء ...

ما معنى أن يحيا بدون حبيبته ...؟

ليس للأيام أى طعم ...

ولا رائحه ..

لقد كانت ساره هى أنفاسه دقاته ...

الروح التى داخله

وليس بيده ما يحدث له ...

لا يجب على أحد أن يلومه ..

فليس لأحد أن يتحكم فى القلوب

 سوى من خلقها ..

وهو من أراد له هذا الحب

المستحيل المجنون

ويجلس خالد داخل شقته ينفث

 سجائره التى اقتلع عنها منذ

زمن طويل ليعود لها من جديد ....

وسط سحابه من الضباب يجلس فى حجرته ..

يتذكر كل كلمه بينهم ..

كل لحظه ...

يتمنى لو اخرج قلبه من صدره

وضرب به فى عرض

الحائط وأطلق عليه رصاص الغضب ...

ولكن إين هو هذا القلب ..!!

لقد رحل معها ...

فجأة رنين هاتفه ...

ساره ...لا يصدق ..

يلتقط الهاتف الذى يكاد يسقط بين أصابعه المرتبكه ..

ويصرخ خالد وهو لا يصدق بأنه يسمع صوتها ..

: ساره ...أنتى فين ..؟

 ليه عملتى كده ...؟

ليه سيبتينى ...؟

ليه بعدتى عنى .....؟؟

أنا دورت عليكى كتير ..!

ساره فى صوت هادىء : عايزه اقابلك ..

خالد : ياريت ..

أنا محتاج اشوفك ..

محتاج اتكلم معاكى اوى

ساره : قابلنى بعد ساعه فى نفس

الكازينو اللى بنشوف بعض فيه

وعلى الفور كان خالد ينطلق ..

دون إنتظار للموعد

 كان يجلس هناك ..

يدور برأسه وقد نبتت لحيته

 وشاربه ..

ينظر لساعة يده ..

حتى جاءت ..

جاءت تحمل بين ملامحها هذا

 السحر الغريب ..

من الجمال والأنوثه الطاغيه ...

نعم هى حبيبته ...

ليس كسائر النساء ..

تجلس ساره مبتسمه وتهمس :

ازيك ياخالد ..؟

خالد : الحمد لله ..

ساره : مالك مربى ذقنك وشنبك

 كده ليه مش عوايدك..؟

شكلك متغير اوى ..!

خالد : مش شكلى بس اللى اتغير

 كل حياتى اتغيرت

بسببك ..

ساره فى دهشة : أنا...؟!

ليه ...؟

خالد : أنا قلبت عليكى مصر كلها ملقتكيش ..

ساره : معلش سافرت اسكندريه مع بابا وماما .

كنت فى زياره لعمتى ..

خالد : وتليفونك كمان كان مقفول ..

ساره : لاء تليفون حصل فيه عطل ..

خالد : انا تعبت اوى فى الفترة اللى

 فاتت ومرحتش المكتب

ساره : ليه كل ده ..؟

خالد : عشانك يا ساره ..

هى الحياه إيه من غيرك ..؟

ساره فى خجل : للدرجه دى ...؟

خالد : واكتر ..

أنا فى غيابك ..

كنت بحتضر ...

كنت بموت بالبطىء ..

ساره تتابعه فى هدوء وقد بدأت

السعاده تطفو على ملامحه

 التى أصبحت أكثر نضاره

 وحيويه بعد رؤيتها

وقد نبتت زهور الفرحه فوق

جليد العذاب لينهار ويذوب..

ويعود خالد لطبيعته مع عودتها ...

والآن يجب ان يعلم الإجابه

التى ينتظرها وهى بمثابه

الحكم بالحياه او الموت ..

ليهمس : ساره أنا لحد دلوقتى مستنى ردك ...

ساره : بخصوص الجواز صح ..؟

خالد فى قلق وخوف يهز برأسه : أيوه ...

ساره : أنا مش هكدب إنى فعلاً

معجبه بيك

انته شاب تتمناه اى بنت ..

كان خالد يستمع لكل حرف فى ترقب وانتظار

لرصاصة الرحمه فى حروف شفتيها ...

وهى تكمل : قبل ما اقولك الرد

لازم تعرف السر اللى خبتيه عليك ..

خالد فى توتر وقلق ورعب : سر ...!

سر إيه ..!

ساره : أنا كنت متجوزه قبل كده ..

كان الخبر بمثابة الصدمه الكبرى على رأس خالد

ويشعر بأن رأسه تدور 

فهو لم يتوقع سماع هذه المفاجأة..

ساره فى هدوء تنظر لأسفل برأسها

 : عارفه أن الخبر ده مفاجأة ليك ..

خالد : أنتى مقولتليش حاجه زى

دى قبل كده ..

ساره : مجتش فرصه ..

وبعدين متوقعتش انك هتطلب

الجواز منى ..

يعود خالد للصمت وهو يفكر بسرعه

يقول فى إصرار وحب وتحدى :

أنا برضه معنديش مانع فى

 طلب الجواز منك ..

الطلاق مش مشكله لكل شخص ظروفه ..

والطلاق مش نهايه ممكن

 يكون بدايه ..ومك..

قاطعت ساره حديثه المتحمس :

بس مش تعرف اول سبب الطلاق إيه ..؟

خالد : مهما كان السبب ..

أنا هبدأ معاكى من جديد

ساره : حتى ولو عرفت ان سبب

 الطلاق هو إنى مبخلفش

يعود خالد للوراء من تلك الصدمة

 الجديده ..

وهى تبتسم : عارفه إن الحكايه معقده وصعبه ..

بجد مكنتش حابه يوصل بنا الأمر

 لحد هنا وكمان ..

قاطعها خالد هذه المره هو الآخر

 يقول بكل لهفه : أنا موافق ..

ساره فى تعجب : موافق تتجوزنى

وانته عارف أنك

مش هتكون أب لو اتجوزتنى ...

خالد : انتى كل حاجه قولت لك ..

ومش عايز غيرك

من الدنيا ..

ساره : مش عاوزاك تاخد الحكايه

بعاطفه وشفقه

أو مكسوف قدامى تتراجع عن قرارك ...

خالد : صدقينى مش عايز غيرك ...

هعيش معاكى لآخر يوم فى عمرى ...

ساره : صدقنى متخدتش قرار دلوقتى

 وفكر كويس

خالد بحماس : فكرت ..وهنتجوز ...

ساره : صدقنى صعب اوى تتجوز

وانته عارف انك مش هتكون اب ..

ويكون عندك ابن يشيل اسمك

انا نفسي بتعذب لم اعرف انى

 هعيش عمرى ومش هكون ام

 وهعيش نعمة الامومه ..

مش عايزاك تعيش معايا نفس

المأساه والمرار ..

قدامك الفرصه ..

مع الوقت هتنسانى ..

وهتنسي الحب..

وهتلاقى اللى تبدا معاها من جديد ..

خالد : هكمل معاكى ..

هنسافر بره ..

هعالجك ..

مش هفقد الأمل

هعيش عشانك ...

هعمل المستحيل عشان اسعدك

ساره فى دهشة : للدرجة دى بتحبنى ...؟

خالد : فوق ما تتخيلى ..

ساره : على كل حال خد فرصه

مع نفسك ..

فرصه فكر فيها

كويس وراجع حساباتك ومتستعجلش











فى الرد ..ومش هزعل ...

مش هزعل مهما كان اختيارك ...

أنته ليك حق ..فى أى قرار ..

لكن عايز نصيحتى

متظلمش نفسك ..

فكر كويس فى كلامى

يبتسم خالد: أنتى ..

ساره فى تعجب : يعنى ايه ..؟

خالد : خلاص اخترت ..

اختارتك ..انتى يا ساره ..

مش هفكر ...

خلاص ده قرارى ..

واختيارى ..

تعود ساره بظهرها للوراء ...

وتنظر له تهمس : خالد ..

بجد انا بعترف انك من يوم ما دخلت

حياتى وهى اتغيرت ..

اتغيرت كتير ..

وكنت خايفه اوى من اللحظه ..

كنت مستنياها ..

عارفه انها ممكن تحصل ..

ودعيت ربنا متحصلش ..

لكن النصيب ..

خالد : لحد دلوقتى مجاوبتنيش ...

ساره : عن إيه ..؟

خالد : بتحبينى ...

ساره فى خجل : طب ادينى فرصه افكر ..

يبتسم خالد : هو الحب فيه تفكير ..

ساره : انا بفكر فى كل دقيقه فيك ..

تفتكر ده معناه ايه ..!!

خالد فى سعاده : يعنى نفس المشاعر

 اللى جوايا ..

ساره : من اول يوم قابلتك فيها ...

خالد : لو قالوا دلوقتى مين اسعد انسان

 فى الدنيا مستحيل يكون فيه اكتر منى ...

الفرحه اللى جوايا دلوقت تساوى

فرحة العالم كله ..

ساره : بس برضه خد فرصه ..

خد فرصه مع نفسك .

عشان تقدر تاخد قرار

 وانته مقتنع ميه فى الميه ...

يضحك خالد : انا مقتنع مليون فى الميه ..

ساره : فيه مشكله تانيه ..

خالد : إيه هى ..

ساره : مش هينفع نتجوز دلوقتى ..

خالد فى دهشة :  ليه بقى ..؟

ساره : فى الحقيقة فى واحد اتقدم ل بابا ..

خالد : برضه مش فاهم ..

ساره : استنى بس اسمعنى ..

ده رجل اعمال غنى جداً

هو متجوز وشافنى واتقدم ل بابا ..

وبصراحه بعد لما بابا قاله ظروفى

هو برضه مصمم يتجوزنى ..

لكن طبعاً أنا رفضت ..لسبابين ..

خالد : إيه هما ..؟

ساره : أولاً ..لانى مبحبوش ..

خالد : والسبب التانى ..؟

تتنهد ساره : طبعاً لأنى بحبك ...

يبتسم خالد : برضه مش فاهم إيه

اللى يأجل جوازنا ..؟

ساره : عشان بابا مصمم على

 جوازى من الراجل ده

ولو انته اتقدمت هيرفض ..

ومش هيوافق ..

خالد : ليه ..؟

انا مش محامى صغير..!

أنا مشهور  ومعروف ..

ساره : آسف فى الكلمه ..

بابا مادى شويه ..

وبعدين الراجل طمعه جداً ..

ووعده بحجات كتير لو الجوازه

دى تمت ..

خالد : والحل ..؟

ساره : أدينى فرصه عشان أهىء الجو ..

خالد : فرصه لحد امته ..؟













ساره : مش عارفه والله ..

حسب الظروف ..

خالد : افرضى الموضوع طول ..

سنه...اتنين ..

ساره : مش للدرجه دى ..

بس اللى انا متاكده منه

إن بابا مش هيوافق فى الوقت الحالى ..

عشان كده لازم تستنى ..

وربنا يعمل اللى فيه الخير ..

ونظرت إلى ساعة هاتفها :

أنا أتأخرت يدوب بقى أمشى

خالد فى لهفه : لسه ملحقتش اشبع منك ..

تبتسم ساره : أكيد هنتقابل تانى قريب ..

خالد : مبقتش عايز اقابلك ..

تنظر له ساره فى دهشة

وهو يبتسم : عايزك تفضلى

جنبى ومتبعديش ..

ومنتقابلش كل شويه ...

تعيشي فى حضنى

لآخر عمرى ...

                        **********

بعد أسبوع ..

يعود خالد لعمله وحياته الطبعيه

 من جديد ..

بعد أن امدته ساره بجرعات من

الأمل فى اللقاء الأخير

وأصبح بشكل يومى يلتقيا ..

ويتقابلا ..

واصبح خالد لا يحتمل الإنتظار ..

وكان فى غاية التوتر فى هذه المره وهو

يقول : ساره ادينى فرصه اقابل بابا واتقدملك ..

ساره : مش متفائله ياخالد ..

بابا بيبص للموضوع من زاويه واحده ..

خالد : عارفها اللى يدفع اكتر يشيل ..

ساره : اخص عليك يشيل إيه

يضحك خالد : ده اسلوب تجاره ..

مش جواز ..

يعنى لما يتقدم واحد لبنتى و....

قاطع خالد جملته وقد تبدل

ملامحها للحزن تنظر له فى

ألم فيتابع حديثه ..

: لو اتقدم واحد لبنتى كويس

 ومحترم وشاب ناجح هرفضه ليه..!

ساره : ليه اتكلمت فى الموضوع ده ..؟؟

أنته عارف اننا مش هنخلف ..

خالد : وانا قولت لك هعالجك ...

هلف بيكى الدنيا كلها

وبكره افكرك لم ربنا يكرمنا بإيناس ...

ساره فى دهشة : مين بقى إيناس ...؟

خالد : بنتنا ..

ساره : واشمعنى بقى إيناس ..

أكيد ده اسم

 واحده كنت بتحبها زمان ..؟

خالد : انا محبتش قبلك ومعرفتش

الحب غير بيكى

ساره فى غضب :

طب اشمعنى بقى اخترت الأسم ده ...؟

خالد : والله هو ده اللى جه

على بال فجأة ومعرفش ليه ..!

بس صدقينى حاسس إن ربنا

هيكرمنا وهيدينا إيناس

أنا هاجى النهارده اقابل بابا ..

وإن شاء الله اقنعه ..

ساره : زى ما تحب ..أنا حذرتك ..

ولم يدرى خالد أن حياته

ستتغير تماماً بعد هذا اللقاء

وسيتبدل الحال إلى

شكل وصوره أخرى..

صوره ام يتخيلها..

إلى جحيم..

إضغط هنا الجزء 41 قبل الأخير 


لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات