القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية السرداب
الجزء 17
تأليف محمد أبو النجا

لم يصدق خالد نفسه وبأن حلمه

الذى راوده كثيراً قد تحقق

وهو الآن يهبط أدراج سلم السرداب..

كل شىء كما رآه بالضبط فى السابق..

كل الرسومات التى تغطى الحوائط..

كل التفاصيل الدقيقه..

خيوط العنكبوت..

الحشرات الزاحفه..

يهبط خالد ببطء السرداب ..

فى نهايته..

ضباب أبيض يحجب الرؤيه ..

بعدها يتلاشى وتظهر تلك المفاجأة

 التى لم يتوقعها خالد لقد كان هناك بستنان ..

بستنان لم يرى مثيل له قط ...

من يصدق أن بستان مثل هذا يسكنه

سرداب بكل هذا الجمال..

وفى منتصف أرضه الخضراء..

كانت تلك الفتاة الجميلة تجلس تداعب بأطراف

أصابعها الزهور الصغيره ..

تبتسم لحظة دخوله وتهمس : خالد أخيراً جيت أتأخرت كتير

مستنياك من زمان

خالد فى ذهول : بس انا اول مرة اشوفك ..!!

أزاى مستنانى..؟!

















تعتدل الفتاة الجميلة واقفه فى رقه لا حدود لها

تبتسم بشفتيها الحمراء : بس انا شوفتك كتير أوى ..

تعالى ..تعالى ياخالد جنبى ..

تعالى اقعد هنا قرب منى ...

خالد : انتى عايشه هنا ازاى جوه السرداب ده ..؟

بتاكلى وتشربى منين ..؟

واسمك إيه..؟

الفتاة : انا اسمى ريم ...

خالد : اسمك ريم ...أسم جميل ورقيق ..

ريم : انا مش مصدقه انك اخيراً جيت وشوفتك

خالد : انتى جميله اوى ...بس برضه مجوبتيش

انتى عايشه هنا ازاى ..؟

ريم : أنا اسيرة السرداب ..اسيره من سنين ..

خالد : وازاى دخلتى وقصتك ايه ..؟

ريم : قصتى طويله ومفيش وقت احكيهالك

يلامس خالد يديها الناعمه : تعالى ههتطلعى معايا

ريم : تبعد يده ..مش بسهوله ياخالد ..

خروجى من هنا مستحيل

خالد : ليه ..ايه المانع تخرجى معايا..؟

ريم : مش بقولك قصتى طويله ..

فجأة ينجذب خالد برياح قويه ..

كالدوامه..

تحمله وتعود به من جديد..

 خارج السرداب..

 ليضرب بابه بقبضته فى عنف وقوة ..

ويصرخ : ريم ..ريم .. 

ناصر خلفه : خالد ..مالك ...؟؟

ناصر : لازم ادخل تانى ..

لازم ريم تخرج ...

ناصر : ريم ..ريم مين ..؟

خالد : أجمل بنت شوفتها فى حياتى محبوسه جوه

يضحك ناصر: يعنى انته تقتل شخص

عشان تفتح السرداب وتنزل تحب ..

خالد فى عصبيه : شوف طريقة ..

شوف لى حل ..لازم ريم تخرج

لازم ..

ناصر : فى الحقيقه انا عمرى ما دخلت السرداب

 ومش مسموح لى أدخله..

ومعرفش جواه ايه

خالد : لازم انزل تانى ..

ناصر : الحل الوحيد انك تقدم قربان تانى من جديد

وضحيه تانيه

خالد فى إصرار : فعلاً عندك حق ..لازم اقتل تانى ...

لازم اجيب دم طازج

عشان انزل ل ريم ..

ناصر ساخرًا : ايه انته حبيتها..؟؟

خالد : مش عارف بس مش قادر انسى نظرة عنيها

 وهى بتكلمنى

ناصر : طب اطلع دلوقتى نام ..

خالد : مش هنام ..لازم ارجع السرداب تانى ...

ناصر : مينفعش ياخالد السرداب مش هيفتح 

غير بعد يوم كامل من خروجك ..

خالد غاضبًا : مقولتيش المعلومه دى ...

ناصر : متوقعتش انك تطلب تدخل تانى

 كنت متخيل انك هتخرج

والأمر هيتنهى..




















متخيلتش إنك عايز تدخل تانى...

خالد : أحيانا بحس تعرف كل حاجه وغامض

واحيانا بحس إنك زيى مش فاهم أى حاجه

وعاد يقترب منه أكثر : لازم اعرف مين ريم

و حكايتها ايه..!!!

ناصر : بعدين ..نام دلوقتى ..

فجأة يصدر هذا القط الأسود موائه ..

خالد فى فزع : إيه القط المخيف ده....!

 اللى عايش فى القصر

ناصر : ده بالذات ملكش دعوه بيه

ده قط ملعون ...

خالد : زى ما يكون فاهم اللى بنقوله ..!

ناصر يشير له : طبعاً فاهم ..فاهم ..

خالد : ايه الغموض الجديد ده

يمسك خالد رأسه وهو يهمس : 

أنا مصدع وتعبان هطلع انام

يصعد خالد حجرته وعينيه لم تذهب منها 

صورة تلك الفاتنه التى رآها داخل السرداب 


يرفع كف يده ويستنشقه

رائحتها لاتزال تسكن يده ..

ويذهب بعدها فى ثبات ونوماً عميق ..

إلى الماضى ...

يعود ليرى هذا الشجار من جديد لكن هذه المره بين

محسن وامل التى تقف بجانبه تهتف :

 اوعى تفكر عشان اتجوزتك انى بحبك

 انا طول عمرى بكرهك ..

عمرى ما حبيتك

يضحك محسن : عارف ...

أمل : طيب ليه اتجوزتنى ..؟؟

وليه تقبل تعيش مع واحده مش بتحبك ..؟

محسن : لأنى بحبها ..

أمل : بعد كل اللى قولت هولك..!

محسن : انتى حامل منى ..

أمل : مش عايزه الطفل ده ولا عايزاك

محسن : يومها مش هقتلك بس ..

دناهقتل اهلك واحد واحد قدام عنيكى

 وهعمل حجات صدقين مش هتتحمليها

 وهتتمنى الموت ساعتها ومش هطوليه

تبكى امل وهى تسقط بجسدها للوراء جالسه

 على المقد الخشبى القريب منها

ومحسن يهب بقوة وعنف فيها : 

طول ما سعيد معاكى هنا هتفضل تفكرى فيه

أمل فى دهشة : ايه اللى جاب سيرة سعيد دلوقتى

محسن : انا عارف انك بتحبيه ..


















بتحبيه من سنين ..

عشان كده اوعدك انى هقتله ..هقتله النهارده

امل : هتقتل اخوك ..

محسن : ايوه ..هقتله لانه يستحق الموت ...

عشان تنسيه ..

وعاد للصمت لحظات ثم أكمل كلماته :

وينساكى...

يعطيها بعدها ظهره وهو يقترب من الباب

لتهتف له امل ومع دوران جسده

 تخرج امل هذا الخنجر وتضربه فى أسف معدته ..

لتنفجر الدماء وتجحظ عين محسن ويسقط جثة هامده ..

فجأة تظهر فى المشهد ريم

التى تعدو بسرعه وتلطخ يديها بدماء 

جثة محسن وتقترب ناحية خالد تمسح 

فى مشهد مخيف الدماء فى وجهه ليستيقظ منتفضًا

 ليجد القط الأسود يقف على صدره ويصدر موائه المخيف

ليضربه خالد ويسقطه أرضاً فى عنف ...

ليتحدث القط وينطق فى شكل مخيف : 

لازم تموت ياخالد ..

لازم تموت ...

ليسيقظ خالد من الحلم الثانى فيجد القط 

على باب الحجره من جديد

يلتقط خالد انفاسه ويهتف : إيه كل الكوابيس دى

 اللى ورا بعض مبقتش عارف الحقيقة من الكابوس ..

أو اللى بعيشه دلوقتى ايه..؟

حقيقه والاه وهم..!

يشعر برغبه عارمه فى لقاء ريم داخل السرداب ..

رغبه فى الحديث معها ..

ولكن عليه ان يقدم ضحيه جديده ..

ويقتل من جديد شخص لا يعرفه ..

حتى ينال هذا اللقاء

يعتدل من فراشه ..

وينطلق بسيارته يجول فى الشوارع ..

وهو يفكر فى تلك المعادله

القتل والدماء مقابل لقاء ريم ..

من يصدق ان يصل يومًا به الحال لهذا..

ان يتمنى لقاء حب جديد فى حياته

وفى المقابل ذلك سيكون الدماء

كيف يجتمعان معا فى قلبه ونفسه

 الوحشيه والأشتياق..

الحب والقتل

إنها فاتنه بكل معنى الكلمه..

لم يرى جمال مثلها قط...

وهنا يحصل خالد على الضحيه الجديده ...

امرأة قعيده على كرسي متحرك تعبر الطريق

يساعدها ..

وبعد ان تشكره

كان يقفز وهو يحملها ويلقى  بها داخل سيارته

وهو يقيدها..قبل أن تفكر فى الصراخ

كانت ضرباته تٌسكتها..

كان كل هدفه و حلمه دخول السرداب ..

ومقابلة ريم ...

وعند باب السرداب ومع صرخات العجوز ...

تنطلق الدماء تغطى بابه ..

وينزاح ..

ويظهر الضباب ...

ويعبر خالد فى سعاده ..

ويهبط أدراج السلم ..

أنها ريم ..

بدأ قلبه يدق بقوة لها ..

ويسأل نفسه ...

هل فعلاً أحبها....؟

















هل يستحق لقائها هذا قتل نفس فى كل مره..؟

أى جنون هذا الذى يحدث ..؟

كل ما يفكر فيه الآن فقط هو الحديث معها

ومعرفة قصتها ..

لكنها كانت اليوم تبكى حزينه ..

يقترب منها يلامس كتفها لتبتسم فى سعاده

 رغم دموعها تهتف

: خالد انته جيت عشانى تانى

خالد فى لهفه : ريم ..لازم تخرجى من هنا ..

ريم : مستحيل ..خروجى من هنا مستحيل ..

خالد : وانا هعمل المستحيل ده عشانك ..

ريم : خلاص القدر حكم عليه أعيش هنا ...

خالد : مين السبب فى دخولك هنا ...؟؟

ريم فى حزن : مش هتصدقنى ...

خالد فى هدوء : قولى هصدقك ...

ريم : عمر ..عمر صاحبك ...هو السبب

 فى كل اللى انا فيه

يتراجع خالد فى ذهول : عمر مش معقول ..

ريم : لازم تقتله يا خالد ..لازم ..

عشان السحر يتفك وأقدر اخرج .

خالد فى توتر : أقتل عمر صاحبى ..

ريم : عمر سبب كل اللى انته فيه واللى انا فيه

الشخص ده لازم يموت ..

لازم...

فجأة تأتى الرياح وتصنع دوامتها وتلقى بخالد

خارج السرداب ..

ليجد أمامه ناصر الذى قال فى دهشة :

 برضه نزلت السرداب..!

إيه يابنى أدمنت..!

خالد : ايوه وعرفت كل حاجه ..ريم قالت لى ..

ناصر : قالت لك ايه ..؟

خالد : لم َ أرجع هقولك ..

ناصر رايح فين ..؟

خالد : لازم اقتله ..لازم اخلص عليه حالاً

ناصر : هو مين اللى هتقتله ..؟

خالد : عمر صاحبى ..وصديق عمرى ..

ناصر فى تعجب يردد : تقتل عمر صاحبك..!

خالد : دمه هيكون الليله على باب السرداب..

وانطلق خالد بعدها بسيارته

نحو ضحيته أو فريسته الجديده..

قربان السرداب القادم

وأعز أصدقائه..

عمر...

إضغط هنا الجزء 18

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات