القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية السرداب
الجزء 34
تأليف محمد أبو النجا

ينظر خالد لساعة يده التى اقتربت

 من العاشرة مساءاً

بالتأكيد سيجد هناك فى المبنى من يخبره

بحقيقة ما يريده

هل صديقه شاكر ما يزال حيًا

أم مات مثل عمر

يخطو خالد ويقترب من حارس الأمن

وهو يلقى عليه التحيه

يبتسم له رجل الأمن قائلاً :

تحت أمرك أى خدمه..؟

يخرج خالد كارنيه يحمل اسمه قائلاً :  

أنا المحامى خالد احمد محمود ..

الحارس : تشرفت بحضرتك تحت امرك ..!

 خالد : معلش سؤالى غريب شويه ..

هو الاستاذ شاكر لطفى موظف

 موجود فى مكتبه  

عقد الرجل حاجبيه فى دهشه يردد :

شاكر لطفى..؟!

مين شاكر لطفى أنا مسمعتش الأسم ده

قبل كده...!

خالد فى صدمه : موظف هنا عندكم

الحارس : انا عارف كل الموظفين واحد واحد

مفيش حد إسمه شاكر لطفى

ممكن حضرتك تتفضل بكره الساعه تمانيه

لما المكتبه تفتح وتتأكد من كلامى ..

خالد : متشكر جداً ...

آسف للأزعاج ..

ويعود خالد بسيارته وهو يشعر برغبه عارمه

 ف النوم

وجسده يكاد يتوسل له بالراحه ..

يتجه خالد لشقته ويسبح فى نوماً عميق ..

وكوابيس جديده غريبه ..











ومفزعه

وكالعاده يستيقظ لا يتذكرها

العاشرة صباحاً ..

يعتدل خالد من فراشه : ياه انا نمت كتير اوى ..

محستش بنفسي ..

لازم بسرعه أروح المكتبه ...

قبل ما تقفل ..

إحساسى بيقول فيه صدمه جديده

مستنيانى ...

                           *****

داخل المكتبه

 ياخذ خالد خطوات هادئة فقد كانت شبه

خاليه ليهمس فى داخله : هى الناس معدتش

بتقرا والاه

إيه كلهم عند العطار ..

يقترب من حجرة شاكر الذى

 كان يقيم بها ويطرق بابها ..

ويستمع لهذا الصوت الذى يسمح له بالدخول

صوت إمرأة ..

يبتسم خالد مع فتح الباب

ينظر لتلك الفتاة التى تجلس على

مكتب شاكر بنظارتها التى تلامسها بأصابعها

يلقى عليها التحيه

وهى تبتسم وتدعوه للجلوس

خالد مستطرداً : آسف لو أزعجت حضرتك

أو جيت فى وقت فى مش مناسب

الفتاة : تحت أمرك ..

خالد : أنا المحامى خالد احمد محمود

الفتاة : تشرفت بيك ..أى خدمة ..؟

خالد : كنت عايز أسأل عن موظف

كان هنا فى المكتب ده مكان حضرتك

 صديقى اسمه شاكر لطفى ..

يسود الصمت بينه وبينها وهى تفكر ويدق قلبه

وهو يتلهف لسماع إجابتها ...

الفتاة تلامس نظارتها بأصابعها من جديد :

أيوه من أربع سنين ..

خالد فى دهشة : أربع سنين ..؟!

الفتاة : أيوة

خالد : طيب هو فين حضرتك دلوقت ..؟

الفتاة : بصراحه اللى سمعته إنه أختفى ...

خالد فى تعجب : أختفى ازاى ..

الفتاة : يعنى من أربع سنين محدش

يعرف له طريق

اختفى يا استاذ خالد الله اعلم

 راح فين..!

ممكن يكون سافر ..

أو مات .

محدش يعرف ..

ده كل اللى سمعته عنه ..

أنا استلمت الشغل وبعد شهر بدأت

 اسمع عن الموظف اللى اختفى

قبل منى ومحدش عارف له طريق

شاكر لطفى ..











خالد فى ذهول : غريب اوى الكلام ده ..

الفتاة : الأغرب انه صاحبك ولسه

جاى تسأل عليه دلوقتى وبعد الفترة دى ..!

خالد : معلش كنت مسافر ...

الفتاة : حمد الله على السلامه ..

معلش هى أخبار مش كويس بس

غصبن عنى ..

خالد : من ساعت ما وصلت وكل الأخبار

 زى بعض

الفتاة : لعله خير إن شاء الله ..

يعتدل خالد واقفاً : على كل حال

اشكرك استاذه ...

وآسف إنى خدت من وقتك

تعتدل الفتاة هى الآخرى: أنا مروة ...

يبتسم خالد : تشرفت استاذه مروة ..

مروة : معلش ملحقتش أجيب لحضرتك

 حاجه تشربها

خالد : ولا يهمك بسيطه كفاية مقابلتك اللطيفه

مروة : معلش ممكن سؤال ..!!

خالد : تحت أمرك ..

مروة : بما إن حضرتك محامى كنت عايزة استشاره

بخصوص قطعة ارض عليها نزاع

 بين بابا وناس قرايبنا

خالد : تحت امرك فى أى وقت ..

أنا حالياً قافل المكتبه ممكن حضرتك تدينى معاد

وتتفضلى مع بابا وتحكيلى المشكلة

وإن شاء الله نلاقى حل ..

مروة : أكون مامنونه لحضرتك ..

خالد : رغم إنى بجد فى الفترة دى عقلى

 مش معايا خالص بس بجد عايز

اقدم لحضرتك خدمه ..

مروة : لو فيها مضايقة بلاش

خالد بسرعه : لا ..لا أبداً

 هستنى حضرتك فى مكتبى

الساعه سبعه ..

وأخرج خالد كارته الشخصى ومد  بيده لها  :

وهتلاقى فى الكارت هنا التليفونات والعنوان ..

مروة : متشكرة ..

متشكرة لحضرتك كتير ..

وينصرف خالد ويعود بعقله من جديد ...

يعود لقصته ..

لتلك النقطة المريبه ..

وهى إختفاء شاكر من أربعة سنوات ...

وموت عمر  فى نفس التوقيت ...

أى سر هذا ..!!

وأى لغز ..!!

                        *********

يجلس خالد فى مكتبه وبين أصابعه هذا القلم

الذى يرسم به على ورقه بيضاء دوائر ..

دوائر لا نهاية لها ..

دوائر مستنسخه من أفكاره التى

 تدور داخل عقله .

القصر ليس له وجود ..

أصدقائة ليس لهم وجود ..

أحدهم مات والثانى

ليس له أثر .!!

كل من كان يعرفهم أختفوا 

هل يمكن لأحد الإجابه على تلك الأسئله..؟

هل يمكن لأحد من البشر تفسير غموض

قصته الرهيبه..!

هل يمكن...؟؟

لا أعتقد فكل من سيعرفها سيصاب بالذهول ..

وسيقتله الصمت

فجاة طرقات على الباب المفتوح ..

ليهتف خالد : مروة ..أتفضلى ..

تدخل مروة مبتسمه : سبعه بالضبط ..

خالد : تعالى اتفضلى أقعدى ..











الله أومال فين بابا ..؟!

مش قولتى جاى معاكى!

مروة :  بابا صحته على قده ..

أنته عارف حكم السن

وانا جبت لحضرتك كل الاوراق الخاصة بالنزاع

يمسك خالد الملف الذى تمد له به

 قائلاً : إحكيلى بقى بالتفصيل ومن

البدايه إيه المشكله ..؟

وتبدأ مروة فى سرد قصتها  

وهو يستمع لها بتركيز ..

قبل أن يشعر بهذا الطيف الذى

مر فجأة بخاطرة ...

صورة ريم ..

حبيبته ..

كم يشتاق لها ...

يتذكر لحظة إحتضانها وسقوطها

 معه من فوق القصر

مشهد خيالى يفوق أقوى أفلام هوليود ..

والأصعب حينما استيقظ ليجدها مجرد عظام ...

وتنتهى مروة من قصتها ..

ليبتسم خالد : حاضر هدرس القضية

وف أقرب فرصه هرد عليكى واقولك

ايه الأخبار ..

تعتدل مروة واقفه تبتسم : مش عارفه

أقول لحضرتك..

متشكره جداً ...

خالد : على إيه معملتش حاجه لسه ..

مروة : أستأذن حضرتك ..

خالد : مش هتشربى حاجه ..

مروة : مرة تانيه ..

وعاد بصوت مرتبك متلجلج :

بس فيه حاجه متردده مش

عارفه أقولها لحضرتك ..

خالد : لا إتفضلى تحت أمرك

تلامس مروة نظارتها كالعاده بأصابعها :

بصراحه حصل حاجه بس مش متأكده منها ..

خالد : اتكلمى شغلتينى ..

مروة : لما خرجت من مكتبى بصيت على

 حضرتك وانته رايح تركب العربيه ..

وبجد مش عارفه ليه  أنا تابعتك ..

بس لاحظت حاجه

ومش متأكده ...

منها ممكن أكون غلطانه ..

يضحك خالد : تعبتينى قولى بقى ..

مروة : كان فيه شخص ماشي وراك ...

يتراجع خالد فى صدمه من جملتها

 وبصوت يسكنه الذهول  :

انتى متأكده .. ؟!

حضرتك متاكده ..؟!

تلامس مروة نظارتها : لاء ...

بس انا حسيت ..

خالد : إيه مصدر إحساسك ...؟

مروة : كان شخص نظراته مريبه

مش طبعيه..

حسيت إنه متعمد يبص عليك

واضح أوى إنه

كان بيراقبك ..














ينظر لها خالد فى ويتنهد فى حيره :

 ممكن توصفيه ..؟

مروة : دى بقى صعبه لأنى كنت قلعت ساعتها

النظارة وانا لم بشيلها مش بشوف كويس

يضحك خالد : يعنى حبكت تقلعيها ساعتها

تضحك مروة : حظك بقى

خالد : ما يمكن بيتهيألك ..؟

مطت مروة شفتيها : ممكن بس إحتمال ضعيف

وتنظر  لساعة هاتفها : أنا أتأخرت

بعد أذنك..

وتغادر مروة تاركه خالد فى حيره

ولغز جديد يردد فى عقله ويتسأل :

 معقول ..!

معقول فعلاً تكون مروة بتتكلم جد..!

مين اللى ممكن يكون بيراقبنى ...؟

وليه..؟!

عايز منى إيه ...؟

ويغلق خالد مكتبه وينصرف عائداً إلى شقته

ويبدو ان مروة قد أشعلت خيوط الشك داخله

لقد بدأ يستشعر أنها على حق وأن

 هناك فعلاً من يراقبه

هناك شخصاً ما يتبعه ...

إحساس مؤكد داخله ...

ربما كان معه مفتاح لحل تلك الألغاز التى يحملها

فى جبعته منذ زمن ...

وتبدأ تلك الفكرة الخبيثة تتطرق عقله ..

ويتوقف بسيارته فى أحد الشوارع

 ويخرج من سيارته

ويدخل تلك العمارة ...

ويستند بظهره للحائط  يستمع لوقع

 تلك الأقدام التى كانت تتبعه وتقترب فى الظلام

لقد صدقت مروة ...

كانت على حق وبكل سرعه ينقض خالد على

هذا الشخص الذى يتبعه ...

ويتراجع خالد مما يراه ..

فقد كان هذا الشخص آخر من يتوقع رؤيته..

ومفاجأة لم تخطر على باله ...

مفاجأة بكل معنى الكلمة ...

مفاجأة لا تصدق ...

إضغط هنا الجزء 35

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات