القائمة الرئيسية

الصفحات

 

رواية السرداب
الجزء الثامن عشر
تأليف محمد أبو النجا

ينطلق خالد بسيارته بسرعه جنونيه

 وملامحه تحمل فى تفاصيلها قمة الغضب

ويدور بعقله هدف واحد..

 قتل صديقه

ورفيقه وحامل كل أسراره ..

أخيه الذى لم تلده امه..

الدكتور عمر ...

لحظات من التفكير ..

يسأل نفسه هل ما يحدث حلم ام حقيقه  ..!!

هل هو حقاً فى طريقة لقتل عمر ..؟؟

هل هى النبؤه الثانيه تتحقق من الكابوس..!

 بعد قتله زبيدة ...؟

هل يأت الدور الآن على عمر ..

كان قلبه يحاول رفض كلماته..

قلبه الذى ما يزال يحمل الحب لصديقه

وعقله يرفض هذا الصوت الخافت بالتوسل ..

كل ما يهمه هو ان يخرج ريم من السرداب

يثق بها..

وليس لديه ذرة شكك فى حديثها بأن سبب الأسر

الذى هى فيه هو عمر صديقه كما أخبرته

يصل الآن الصيدليه ..

يعتدل عمر فى قمة الدهشة والذهول وهو يهتف :

 ( خالد )..!

مستحيل ..!!

أنته خرجت من السجن ازاى ..؟!

يقترب خالد من باب الصيدليه ويقوم بغلقه عليهم

فى عنف ويلتف له بنظرات حاده

عمر فى تعجب : إيه اللى انته بتعمله ده ..؟؟!

مالك فى إيه..؟

خالد بعد غلقه للباب يقترب منه ويمسكه

من ملابسه ويجذبه بقبضه فى قوة

ليعبر عمر الحاجز الخشبى لطاولة الدواء

ويسقط أرضاً فى ذهول تام

ليصرخ فى غضب وهو يحاول النهوض :

إيه يابنى الجنان اللى بتعمله ده مالك ....!

إيه اللى حصل بس فهمنى ..!

إنته تجننت..؟!

يطلق خالد تلك اللكمه القويه فى وجه صديقه

 التى تتطيح به بعيدًا 

ليرتطم بالحائط

ويسقط من جديد فى ألم

وتنفجر الدماء من فمه وأنفه وهو يتأوه :

اتكلم بس وبلاش ضرب..

إنته مش طبيعى..!

السجن هبلك..!

يابنى أهدى وفهمنى...

إيه اللى انا عملته ..!

يعود خالد ويقبض على صدره ويرفعه قائلاً




بصوت حاد : انته السبب فى كل اللى انا فيه ..

أنته السبب فى كل الجحيم اللى بعيشه

عمر فى صدمه : أنا السب..؟!

يابنى انته اتجننت..!

 وانا مالى بس..!

خالد : ريم قالت لى على كل حاجه ..

بجد أنا كنت مغفل ..

انا كنت بصدقك ..

كنت واثق فيك ..

كنت بحكيلك كل كبيره وصغيره فى حياتى

لكن انته طلعت خاين ..

ومع صفعته يصرخ عمر : مين ريم 

اللى بتقول عليها ..!!

أنا معرفش حد بالإسم ده ..!

خالد : ريم اللى انته السبب فى حبسها بالسرداب

عمر فى ألم يمسح دماء فمه :

أقسم بالله إنته مش طبيعى..















يابنى هو أنا أعرف احبس فرخه

لما هاحبس واحده وفى سرداب..!

هوانته رحت القصر تانى ..!

السرداب لحس عقلك

خالد : متلفش وتدور عليه وفهمنى ليه عملت كده ..!

وليه حبست ريم فى السرداب

عمر : حد قالك إنى سفاح

دانته اكتر واحد عارفنى..

 يابنى إنته عارف إنى جبان

وبخاف من خيالى..

أكيد بتضحك عليك ...

أكيد دى شيطانه ..

أنا ياما قولت لك القصر ده ملعون

 وكله عفاريت وشياطين ..

خالد فى غضب : ريم مش شيطانه

ريم محبوسه

وانته السبب فى حبسها ..

وعشان كده لازم تموت ..

عمرى ما كنت اتصور انى فى يوم هعمل كده

 لكن مش بإديه ..

أنته مخلتش عندى اختيار تانى

عمر فى قمة الذهول : أنته عايز تقتلنى يا خالد بجد...؟!

يضرب خالد تلك الشفقه التى تساومه

بقدم من القسوه ويركلها بعيدًا وهو يقول :

ده العقاب اللى تستحقه ..

عمر : ياه للدرجه دى صدقت الوهم والكدب ..!

خالد : ده مش وهم ومش كدب ..

واخرج خالد سكينه اللامع الحاد وسط نظرات من الترقب

والفزع من أعين عمر

الذى لا يصدق ولا يستوعب ما يحدث ليصرخ فى قوة :

عمر متبقاش مجنون وتصدق كلام ريم اللى

بتقول عليها دى...

أنا معرفهاش والله..

أنا عمر صاحبك وصديق عمرك

 لا يمكن انى اخونك ..

خالد : مهما قولت مش هصدقك ..

عمر : طيب بلاش تصدقنى ممكن تخلينى اوجه ريم

دى بنفسي..

أواجه اللى اتهمتنى بالكدب

خالد : متحاولش تخلق أعذار حكم الموت انتهى

عمر : ياعم أنا موافق تقتلنى بس خلينى

 ادافع عن نفسي يمكن تكون غلطان

حط إحتمال واحد فى الميه...

يسود بعدها الصمت وعمر فى محاولات لإقناعه

بدل ما تقتلنى وترجع تكتشف إنك كنت غلطان..

وساعتها تندم وأنا أكون مت..

يتنهد خالد : ده معنها إنك تنزل معايا السرداب ..!

عمر : ايوه مدام فيه دليل برائتى ...

أحسن ما اعز أصحابى يقتلنى












غمغم خالد : تمام مفيش مانع هديلك فرصه أخيره ...

لو مامقدرتش تثبت لى برائتك ..هتموت هناك ..

عمر : وأنا لأول مره هقولك يالله بينا على القصر

ويالله بينا ندخل السرداب ..

مش عشان الخوف من الموت ....

 الخوف بس إنى أموت بإيد اعز صاحب ليه ..

واموت كمان ظلم ..

                     *********

وسط الظلام الدامس تتوقف سيارة خالد امام القصر

ينظر عمر للقصر المخيف قائلا : 

مين كان يصدق انى أرجع القصر

 ده تانى معاك بالسرعه دى..!

 تخيل كمان أنى ممكن اموت النهارده بإيدك ..!

خالد بلهجه عنيفه : انزل قدامى وبطل كلام ..

عمر : ماشى  ...ماشى ياصاحبى ..

يبدأ خالد فى فتح باب القصر والدخول سوياً

والسير تحت الأضواء الخافته

يظهر فجأة ذلك القط الأسود الذى يصدر موائه دومًا

يقترب ويعبر بين أقدام عمر الذى قفز من الخوف

 وهو يصرخ : إيه القط المخيف ده..؟

 اول مره أشوفه .... !

خالد فى غضب : شايف الدور التانى هتطلع فوق وتدخل

أول اوضه تقابلك

ومتخرجش منها غير لما أجيلك ..

يشير عمر بيده فى اتجاة باب  السرداب : 

مش هندخل عشان اشوف ريم دى  اللى بتحكى عنها..!

 وبتتهمنى بالزور والظلم وبالباطل

ينفى خالد بيده : بكره ..

بكره هندخل وأخليك تواجهها

عمر : يعنى هبات معاك فى القصر ده النهارده ..!

خالد : دى الفرصه الوحيده الى بدهالك 

عشان عشرة العمر اللى بنا بس

عمر : ياه كتر  خيرك ..ياصاحبى ..

إيه الكرم الكبير ده

خالد فى غضب يشير له بيده بإشارة الصمت :

  هيشششش

اسكت وبطل كلام واطلع نام

عمر : أوامرك حاضر ..

خالد : ومتفكرش أو تحاول تهرب لأنى هجيبك..

عمر ساخرًا : هو أنا استجرى اطلع من

أوضتى للقصر المرعب ده..!

ده ليله سوده..





يصعد بعدها عمر للحجرة ويغلقها ويدور برأسه

فى خوف فى أرجائها : مفيش حل تانى ..

يا أمه الموت بإيد صاحبى

 أو أموت من الرعب فى القصر ده

ياما نفسي اعرف و أقابل ريم دى اللى بتتبلا

عليه بالكدب ...

يقترب بعدها من الفراش الضخم وهو

يلقى بجسده فوقه

وقلبه يخفق من الخوف والتوتر فيهمس بشفتيه

فى هدوء : بسم الله الرحمن الرحيم ...

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أوضه شكلها يسد النفس

 مش هقدر أنام ..من الخوف

هفضل صاحى لحد ما النهار يطلع















الواحد يخاف ينام ويصحى

يتلاقى نفس فى حلة طبخ

والعفاريت بتشويه وبتاكله ...

يالهوى على عقلى اللى عمال

يرمى بأفكار مرعبه دلوقت..

هو انا ناقص...

وبعد لحظات من الصمت والشرود

لم يتمالك نفسه من التعب ليغوص فى نوماً عميق ..

ويستيقظ فجأة على طرقات ...

طرقات باب الحجره ..

يعتدل مفزوعاً وقلبه يخفق بسرعه :

 مين اللى بيخبط ..؟

يقترب عمر من الباب الذى تزداد ضرباته بعنف

ليفتح عمر الباب ..

ليجد رجل يرتدى ملابس غريبه 

يحمل كأس من الخمر ويشير له

انته لسه نايم الحفله اشتغلت تحت مش هتنزل تتفرج

عمر يبتلع ريقه : انته مين ..؟

الرجل : مش مهم انا مين ..يالله هيفوتك كتير

عمر فى  رعب : لاء أنا هنام عشان تعبان ...

هو خالد معاكم تحت..؟

هو عامل حفله ..!!

 أصل مقاليش ..

الرجل يدفع كأس الخمر بين اصابع عمر المذهول

 ويهتف : مفيش وقت قدامى

ويجذب عمر وهو يدفعه ويجبره على  السير

عمر فى قلق : والله انا عايز انام وبحب الوحده ..

أنا من طبعى إنطوائى ..

خليها فرصه تانيه للحفله ..

لو ربنا كتب لى عمر جديد

أوعدك هجيب خطيبتى مها

وأحضر حفله هنا فى القصر ..

الرجل : خطيبتك مها تحت موجوده ..

يتجمد عمر فى مكانه ويحدق له فى ذهول :

إيه اللى بتقوله ده ..!

الرجل : إنزل وشوفها بنفسك ..

الحفله كلها عشان عيد ميلاد مها ..

ينظر عمر لنهاية الطرقة  البعيدة التى

تحمل سجاده حمراء طويله  ويهتف فى دهشة :

 فعلاً النهارده عيد ميلاد مها ..

بس ازاى وصلت هنا وهى متعرفش مكان القصر..!

 ولا تعرفكم .. !

يهبط عمر أدراج السلم للأسفل ..

حيث الزحام الشديد ينظرإلى الوجوه التى تتحدث

 ولم يراها ولا يعرفها من قبل

يبحث عن مها حتى وصل لها : كانت ترقص بين يدى خالد

وتدور بجسدها ..


حول نفسها ..

وتضحك ..

بين أحضان خالد الذى دار بها وحملها

بين ذراعيه وقبل شفتيها...

لتشتعل نيران الغضب فى وجه عمر

ليصرخ بجنون : أنته خاين ..

مكنتش متصور أن البجاحه توصل بيك للدرجه

دى ..!














كنت متخيل أنك صديقى لأخر لحظه لكن الخيانه

الحاجه الوحيده اللى متخطرش على بالى

تضحك مها وهى تقترب منه

 وترفع يدها وتشير : طول عمرك

جبان وشخصيه تافه ملهاش اى لازمه ..

عمر : وليه وافقتى على الجواز منى

مها ساخره :  أكيد لازم اتجوز ...



بعد غلطة عمرى مع أبن خالتى سامح

كان الحل الوحيد جوازى منك

 عشان أدارى الفضيحه بشخص تافه زيك ..

ملوش قيمه ..

عمر فى قمة التعجب والذهول :

 إيه اللى بسمعه ده ..!

أنا مش مصدق

مها : هى دى الحقيقة ..

سامح ابن خالتى خدعنى ولعب بيه

وسافر برة مصر

وعشان أهرب من الفضيحه ملقتش غيرك .

شخص سلبى وجبان ..

وهيصدق اى كلمه هقولها ..

وهيصدق إنى بحبه..

عمر يقترب منها ويقبض بيده على رقبتها ..

ليشعر بهذه الأنياب

التى تعض ركبتيه وتقرضهم ..

لينظر أسفل منه لهذا القط الأسود الذى ينظر له

ويتحدث فى مشهد خيالى بلسان بشرى  :

 عمر أهرب من القصر ده وابعد ..

أبعد لمكان محدش يعرفك فيه ..

عمر ينظر للقط الذى يتحدث ...

ويعود القط بأنيابه فى جسد عمر

ليستسقظ...

فيجد بين قدميه القط الأسود الذى يعض فيه ..

ليدفعه عمر ويعتدل واقفاً فى رعب ..

مش معقول : القطة ده كان معايا فى الحلم ..

وكان بيتكلم ..

يعدو القط مبتعداً من الحجره

ويتذكر عمر هذا الكابوس ويهتف :

ايه اللى سمعته وشوفته فى الكابوس المخيف ده ..؟

معقول ..معقول مها تكون كده ...؟

معقول بتصلح الخطيئه مع سامح

 ابن خالتها بالجواز منى ..؟

هى لعنة القصر ده وصلت كمان عندى ..!

لازم أقابل مها ..

لازم اخرج من القصر ده..

 ويقفز عمر أدراج السلم للطابق الأرضى

ويحاول فتح الباب لكنه كان مغلق بإحكام

ويفشل فى فتحه ..

فجأة يدب هذا الصوت مسامعه بقوة : (عايز تروح فين )

يلتفت عمر لمصدر الصوت إلى ناصر الذى يبتسم له

فى شكل مرعب ويضع يده فى روب نوم طويل أخضر اللون

عمر فى دهشة : أنته مين ..؟

ناصر : إيه متعرفنيش ..؟!

مشفتنيش قبل كده ..؟!

عمر : لاء ... مفتكرش ..

ناصر : يخرج سيجار طويل من جرابه

 ويبدأ فى إشعاله

 وهو يطلق من بين شفتيه دخانه

قائلاً يلهجه بارده جافه : ناصر ..

ناصر رزق ..

عمر فى ذهول : أيوه افتكرت..

إنته الشخص اللى سلم خالد مفتاح القصر ..

بس اللى أعرفه انك ف السجن ..

ناصر : المهم جاوبنى انته بتحاول تخرج

من القصر ليه فى الوقت ده ...؟

عمر : لازم أخرج ..لازم

ناصر : أعتقد ان خروجك من القصر شبه مستحيل ..

لأن خالد قافل كل مداخل القصر

ومخارجه ومفتاح الباب معاه ..

عمر فى تحدى : هخرج ..هجرج بأى شكل

ناصر : جرب ..حاول ..وفى الآخر هتصدقنى ..

عمر : لازم امشى من هنا ..

ناصر : ليه ..

عمر : حاجه تخصنى ..

يطلق من جديد ناصر دخان سيجارته فى وجه

عمر المتجمد الصامت الواضح على ملامحه الإرهاق

والتعب..

يدور ناصر فى تلك اللحظه ويعطيه ظهره :

 مينفعش تخرج من غير إذن خالد ..

أطلع له فوق وصحيه من النوم وكلمه ..

استأذنه..

عمر فى توسل : أرجوك ساعدنى على الخروج من هنا

ناصر : مش عارف أقولك ايه ..

على كل حال ..هساعدك ..

قدامك ثلاث طرق بس فى واحده فيهم مستحيل ..

عمر فى لهفه :  قول بس إنته الثلاثه..

وأخذ ناصر يروى له عن الثلاث طرق للخروج

من القصر وعليه أن يختار أحدهم للفرار..

ولم يصدق عمر أو يستوعب

واحده من الثلاث طرق..

فما كان يخبره به ناصر..

أمر مستحيل...

إضغط هنا الجزء 19

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات