رواية السرداب
الجزء 29
تأليف
محمد أبو النجا
ينفجر عمر ضاحكًا بقوة
بعد سماع جملة ناصر
وسط ذهول الحاضريين ..
وهو يشير نحوه بسبابته :
بيقولك أنا السرداب
ناصر يبتسم فى خبث مخيف بدون أى كلمه
وخالد يقاطع صمته هو الآخر ويسأله
متعجباً : إيه اللى بتقوله ده ..؟
أنته بتهزر ..؟!
يعنى إيه انته السرداب..!
شاكر : هو بيهرب من إجابة السؤال
ديما عن حقيقة شخصيته
بكلام غامض مش مفهوم
ملوش لازمه
يرفع ناصر رأسه ويقهقه من جديد :
عارف إن الصدمه كبيره على
عقولكم الضعيفه ..
خالد غاضًا : بالعكس كلامك بجد مستفز
..
يعنى إهي إنته السرداب..؟!
ده كلام يدخل العقل..؟
يقارب ناصر منه خطوات :
هى دى الحقيقة يا خالد ..
أنا السرداب نفسه..
أنا الروح...
يضحك عمر بقوة : ياعم سرداب إيه...؟!
وانته واقف معانا زى الطور اهو..؟!
مش شايف لك باب..!
ولا حتى مفتاح..! ولا حتى جرس..!
ولا حتى عين سحريه..!
هههههه
يرفع ناصر يده فجأة ومعها يرتفع جسد عمر
..
يرتفع ببطء ..
وهو يحاول لمس الأرض أو الهبوط ..
ومع تحريك ناصر يده
يدور عمرحول نفسه بسرعه شديده
ويصرخ خالد : سيبه ..
سيبه يا ناصر نزله
يضحك ناصر وهو يدفع جسد عمر
ليسقطه أرضاً فى عنف
ليتأوه وشاكر يقترب منه يسأله :
عمر إنته كويس..؟!
يحاول عمر فتح عينيه بصعوبه :
الحمد لله بس دايخ شويه
يضحك ناصر: صدقت بقى ياعمر
إنى السرداب..؟
ومن غير باب
خالد فى صوت حاد : بقولك هو عشان
إتعلمت لك شوية سحر
من أى داهيه جاى تطبقهم علينا
صدقنى العقابه المره دى هيكون منى ليك
يضحك ناصر ساخرًا : هو أنته مش واخد بالك
ولا عارف إن أى سحر بتعمله
أنا اللى بساعدك فيه ..؟
انته من غيرى متسويش..
شاكر : طيب متقول بقى انته مين ..؟
ناصر : مش هكرر الكلام كتير ..
خالد : مهو اللى بتقوله محدش يصدقه
...!!
السرداب شىء ملوش وجود
انما انته بشر ..
يبتسم ناصر فى رعب : ومين قالك إنى بشر
...؟
يسود الصمت بعد جملته ..
وهو يخطو ببطء بشكل دائرى من حولهم
ويجلس بعدها على مقعد جانبى
ويمسك كتاب السحر ويقلب صفحاته :
أنا قولت لك قبل كده إن السرداب والكتاب
شىء واحد ..
شاكر : طيب خلينا نصدقك ..
ده معناه إنك مثلاً شيطان بقى..؟!
يبتسم ناصر : تقدر تقول كده
شاكر : بس السرداب ده بقاله عشرات
السنين ..انته كنت فين طول الوقت ده..؟!
وازاى عايش كل السنين دى..؟؟!
ناصر : عادى جداً ..
أنا بقولك مش بشر زيكم
عشان تقارن نفسك بيه..
خالد : ممكن بقى توضح لى
وانته عايز ايه بالضبط مننا
يعتدل ناصر من جديد واقفاً :
أكيد واضح من كل ده انا
عايز إيه ..!!
خالد فى حاله من الصمت والحيره
ونظرات الترقب
يدور ناصر بظهره قائلاً وهو يرفع يده :
أنا خرجت من القصر مخصوص
وعملت كل ده عشان اجيبك هنا ..
القصر ده ملكك ياخالد ...
وأنا كمان ملكك
أنا اللى عملت كتير عشان ترجع تانى ..
خالد : أزاى بقى ..؟
ناصر : انا اللى جيت سلمت لك مفتاح
القصر من جديد ..
وأنا اللى طلعت مكان شاكر فى المكتبه
سلمت لك معلومات غلط عشان اخليك
تبحث فى اتجاه انا عايزه ..
وانا اللى رميت زبيده فى طريقك
وعلى فكره زبيده فعلاً كانت بتحبك
بس انا اللى كنت بهددها بأخوها وامها
كنت بخوفها حتى أحلامها عشان
ترجع تانى لجمال
خالد فى دهشة : ليه كل ده ..؟
ناصر : عشان حاجتين مهمين جداً ..
أولاً : عايز أدمر مستقبلك ..
عشان تتفرغ فقط للقصر
ومتفكرش فى شغلك تانى ..
ثانياً عشان اخليك تقتل ..
تقتل وتعرف طعم الدم
انته لم جيت تقتل جمال
أنا اللى دفعت جسم زبيدة عشان تموتها
عشان تعتقد انك قتلتها بالغلط
لكن فى الحقيقه انا اللى خليتك تقتلها
..
تقتل حبيبتك ..
كان لازم أغير من شخصيتك الطيبه ..
خالد : وازاى دخلت السجن ..؟؟
ناصر : دى أمر سهل ميستحقش السؤال ..
لأنى بعيش فى أى صورة وأى شكل انا عايزه
..
يعنى صورتى دى أنا فعلاً وخدها من سجين
له نفس الملامح
ناصر الحقيقى راجل سجين أنا دوبت جسمه
لذرات تراب ..
وعشت فى السجن..
وأنا اللى بعت لك معلومات عن ناصر
بدل صاحبك عشان توصلى السجن
كل ده مكنش صدفه
كان تخطيط..
كل حاجه دبرتها عشان تقتل خيرى
وتفهم انك شخص مش عادى
وتهرب وترجع القصر من جديد
شاكر : ياه ...إيه كل ده ..؟!
مش معقول ..!
تفكير ميفكرش فيه غير الشيطان فعلاً ..
يضحك ناصر : المهم دلوقتى إن العقبة الوحيده
فى طريق خالد هو حبكم ..
حبكم أنتو الاتنين ...
خالد : طب وريم ..
ريم اللى فى السرداب جوه ..؟
يضحك ناصر : البنت اللى حبتها ..
ويشير ناصر نحو باب السرداب
لتفتح أبوابه وتخرج منه ريم نحوهم ..
ناصر: ريم دى من دمك يا خالد ..
خالد فى ذهول : إيه اللى بتقوله ده ..؟
ناصر : ريم بنت أكرم ..
أكرم حسان عمك الكبير ..
من العيله .
خالد : مش فاهم ..
ناصر : ريم كانت سلاحى اللى كان ديماً
معايا لو أكرم فكر يسيب القصر ..
خالد : وصابر عمها اللى مات ..؟
يمد ناصر يده فيخرج من باب جانبى
صابر مبتسمًا هو الآخر ..
وناصر يشير له : صابر ..
واحد من الشياطين اللى بيساعدونى ..
خالد فى ذهول : يعنى ريم اللى فى السرداب
هى دى ..
ناصر : ريم عقلها وقلبها جوه السرداب
..
لكن جسمها معايا
زى ما انته شايف ..
شاكر : انا دماغى بتلف من اللى بسمعه
..
شىء مستحيل على العقل يصدقه...!!
خالد : وإيه المطلوب دلوقتى بعد اللى قولته
..؟
ناصر : أنا جاوبتك أكتر من مره ...
لازم تختار بين حاجتين تنفيذ أوامرى
أو موتك وموت أصحابك
خالد : أصحابى ملهمش ذنب ..
ناصر : مفيش عندك إختيار تالت ..
يا تعيش تحت أمرى وتنفذ كل طلباتى
أو هتلاقى أصحابك وريم ميتين قدامك فى القصر ..
خالد : والمطلوب منى ..؟
ناصر يبتسم : الدم ...
الدم الشىء الوحيد اللى بيروى ظمأ السرداب
خالد بعد صمت : محتاج وقت أفكر فيه ..
ناصر : معاك لحد طلوع الشمس ..
وريم كمان معاك ..
بس بدون عقلها وقلبها ..
ومع شروق الشمس هرجع لك..
تكون فكرت ..
ناصر : لو واقفت عمر وجمال و ريم هيمشوا
..
يشير ناصر ناحية السرداب : محدش هيمشى
الكل هيفضل عشان أضمن ولاءك ...
ويغيب بعدها ناصر عنهم
ويتركهم فى حيرة ..
حيرة لا حدود لها ..
وكان على خالد الإختيار ما بين
حبيبته وأصدقاءه..
أو الدم وخدمة السرداب..
وكان الإختيار صعب..
إلى أقصى حد..
لكن عقله وقلبه كان يقسم بأن
ناصر هذا ما يزال يخفى فى جعبته الكثير
من الحقائق..
وأن هناك مفاجآت كثيره
مفاجآت صادمه تنتظره...
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق