السرداب
الجزء الرابع عشر
تأليف
محمد أبو النجا
فى مشهد يستحيل تكراره أمام أى شخص يتحطم
حائط السجن الجانبى ويتناثر إلى قطع
صغيره
صانعاً فجوه كبيره يدخل منها أسدين
يعرفهم خالد تمامًا..
ورآهم من قبل فى القصر..
يطلقون زئير قوى يبث الرعب والهلع
فى قلوب الجميع...
خالد يبتسم إلى ناصر : أنا اللى
طلبتهم..
إيه رأيك...؟!
طلبتهم بعقلى...وسمعونى...
وجم هنا..
أنا أقدرأعمل حجات كتير..
أنا حاسس بقوة جوايا مكنتش حاسسها قبل
كده...
قوة بستمدها من القصر..
من السرداب...
لم يعلق ناصر على كلماته..
وهو ينظر للفجوة التى صنعها أجساد
الأسدين..
وخالد يهتف : متهيألى آن الأوان
نخرج...
فى كلام كتير بنا...
تسمح لى تيجى معايا القصر...
فجأة ينفجر الأسدين وهم يصنعون سحابه
كبيره
من الدخان والغبار والحشرات الطائره
والزاحفه...
وخالد وناصر يعبرون من الحائط..
نحو الخارج...
خارج أسوار السجن...
*************
فى القصر...
يضحك خالد : رجعت تانى القصر بتاعى
مين كان يصدق..؟
ناصر : واضح انك اتطورت
خالد : ايوه وفهمت السر
فهمت سر كل اللى بيحصل ده سببه ايه
ناصر يضحك من جديد ضحكته المعهوده الساخره
:
لاء ..انته عرفت جزء من طبيعتك ...
لكن مفهمتش قصتك
ومفيش مخلوق فى الدنيا يعرفها غيرى ..
خالد : على فكره ميهمنيش اعرفها ..
أنا وصلت للجزء المهم
ناصر : صدقنى مفهمتش حاجه ...
خالد : ازاى وانا اللى بدأت أعمل كل اللى
بيحصل دلوقتى ..
ناصر : انا قولت لك زمان هتعرف لوحدك
..
بس مقولتش هتعرف كل حاجه ...
أنته عرفت مفتاح واحد للغز ..
لكن كل المفاتيح لسه معايا ..
خالد : طيب فهمنى ..؟
ناصر يشير له بيده : تعالى معايا ...
ويقترب بعدها بخطوات ثابته
نحو حائط جانبى
يضغط مربع يتوسطه.
ليكشف عن طريق مظلم داخل القصر ..
خالد متعجبًا : ايه ده ..؟
أنته عرفت المكان ده ازاى ...؟!
ناصر فى هدوء : متستعجلش هتعرف كل حاجه
..
ومع دخول خالد وناصر الممر المظلم يضغط
الأخير
على رأس تمثال صغير يشبه البومه
لتشتعل بعدها أكثر من عصا من النيران
على جوانب الطريق ..
خالد فى حيره اكثر : ايه ده ...؟
انته تعرف كل ده ازاى ..؟
انته جيت هنا قبل كده ..؟
جاوبنى ...ساكت ليه ..!
يستمر ناصر فى طريقه دون ان يهتم بحديث خالد
حتى وصل إلى باب رمادى اللون يكسوه التراب
والعنكبوت يسكن كل أركانه ..
يمسك ناصر مقبض الباب ويدور به ..
لتظهر حجره سريه جديده ينيرها على
الجانبى نيران
خالد فى دهشة : هى النار دى
والعه من سنين والاه دلوقتى بس
أنا مش فاهم
ناصر : أكيد دلوقتى مع فتحنا الباب..
هى مجهزة على النظام ده
خالد : ايه المكان اللى انته جايبنا فيه
ده دلوقتى..؟
ناصر : هتعرف القصة من البدايه ..
خالد : قصة ايه ..؟
ناصر : قصتك ..
خالد فى ذهول يشير لنفسه : قصتى انا..؟
مش فاهم ..!
أنا عارف قصتى كويس من يوم ما أتولدت
مفيش جديد هعرفه ...
أو
هتقوله...
ناصر : احيانا فيه حجات بتحصل
قبل ما نتولد
بيكون تاريخها بينضاف لحيتنا ..
خالد : كفايه بقى ألغاز تعبت
أختصر وفهمنى ...
ناصر : لازم تعرف القصة من البداية
قولت ..
خالد فى صوت حاد :
طب فى سؤال محيرنى معلش قبل كل حاجه ..
مدام انته عارف القصر ده كويس ..
فى فعلاً سرداب هنا فى القصر صح ..؟!
ولو فعلاً احساسة بوجوده صحيح
ليه مبتفتحش ..؟!
أنا حاولت معاه بكل الطرق مقدرتش ...
ناصر : طب انته عرفت منين ان فيه فى القصر
سرداب؟
مسألتش نفسك..؟
خالد : شوفته ..
شوفته فى الحلم ..
يضحك ناصر : هو انته بتصدق احلامك ..
خالد : أيوه الحلم اتكرر اكثر من مره
وشوفت سرداب ورا الباب القديم
وحاولت بكل الطرق مقدرتش
إنى أفتحه...
حتى
الديناميت ...منفعش ..
ناصر : فعلاً الباب وراه سرداب ...
خالد : طب ازاى أفتح الباب
عشان أوصله...
ناصر : وليه عايز تنزل السرداب..؟!
خالد : رغبه مش عارف سرها...
ولا مصدرها..
ونفسي فى طريقه أفتحه...
ناصر : الطريقة موجوده ...
خالد فى لهفه : ايه هى ...؟
ناصر : الدم ..
خالد : مش فاهم ..
ناصر مش موضوعنا ...
خالد : مش هكمل غير لم أفهم ازاى افتح الباب
بالدم ..
يستنشق ناصر ويطلق زفيره : الدم ..
الباب بيفتح بالدم البشرى الطازج ..
بشرط تكون متعرفوش ..
خالد فى صدمه : ايه الجنان اللى بتقوله
ده ...؟
ناصر : عارف ان الموضوع صعب بس
هو التعويذه
السحرية اللى اتعملت بيه كانت كده ..
عشان مش اى حد بيدخله ...
خالد : افهم من كده لو انا
رشيت على الباب دم بشرى هيفتح ..
ناصر : دم يكون لشخص قتلته بإيدك ..
خالد : اعوذذ بالله إيه ياعم الكلام اللى
يخوف ده
مش عايز ادخله
ناصر : للأسف هتدخله ..هتدخله كتير ...ده
قدرك
خالد : ايه اللى يجبرنى ..وايه عرفك قدرى
والغيب
ناصر : مصيرك ..والمكتوب عليك ...اتحكم
عليك تعمله
خالد : دلوقت فهمنى ايه المكان اللى جبتنا
فيه ده
ناصر : شايف الصندوق الصغير اللى فى النص
ده ..
خالد : ايوه
ناصر : افتحه وهات اللى فيه
خالد : ايه اللى فيه ..؟
اوعى يكون ناوى تخلص عليه..؟
ناصر : افتحه بس وهات اللى فيه
يبدأ خالد فى فتح الصندوق ليجد هذا المربعه
الزجاجى ..
خالد : ده كتاب ...جواه كتاب
ناصر : هات الكتاب بالراحه ...
خالد : ايه الكتاب ده مش فاهم ..
ناصر : ده اهم شىء فى القصر ده كله ..
خالد : كتاب مذكرات القصر يعنى ..
ناصر : الكتاب ده عمره فوق المتين سنه
..
خالد فى دهشة : معقول ...!!
كل النسنين دى ..!
ناصر : وممكن اكتر كمان ..
خالد : ايه بقى الكتاب ده ..؟!
ناصر : الكتاب ده وراه كل همومى ..
وكل الويل اللى شوفته
فى حياتى كلها ..
خالد : ياه للدرجه دى ..
ناصر : متتخيلش الكتاب ده دمر حياتى ازاى
..
خالد : طيب مكنت تحرقه مدام تعبك كده
..
ناصر : يارتنى اقدر الكتاب ده مبيتحرقش
..
ملوش طريقة للتخلص منه ..
خالد : طيب مين اللى حطه هنا ..
وليه دلوقتى انته جاى تتطلعه ..
الكتاب ده ملك ليك دلوقت ..
خالد فى دهشة : ايه اللى بتقوله ده ...؟
بتقول الكتاب خلص على حياتك كلها
ودمرك جاى دلوقتى تقول الكتاب من حقى انا
ناصر : مش بإرادتك يا خالد ..
مش بإرادتك ...
خالد فى غضب : ياعم كفايه ألغاز
واتكلم تقصد ايه..؟
ناصر : الكتاب ده ميراث ليك زى القصر
ده
خالد : وإن قولت مش عاوزه ..
ناصر : مينفعش ..
انته آخر سلالة حسان ..
خالد فى ذهول : بس انا مش من العيلة دى
ولا أعرفها ..
ناصر : أنته آخر رجل فى الأسره دى
وعشان كده دمك منهم
الاسره دى بقالها عشرات السنين ..
وانته آخر فرع فيها
ينفى خالد برأسه :
بس انا مش اسمى خالد حسان ..!!
أنا اسمى خالد أحمد محمود ..!
ناصر : جدك هو نفس الجد ..
خالد يضحك بسخريه : ياسلام اصدقك أنا دلوقتى
..
ناصر : تقدر تفكر مع نفسك وتقولى ..
ايه اللى انته عملته الليله دى
فى عنبر المساجين ....
تقدر تقولى ازاى الأسود استجابت
وجت تهربك من السجن..
أزاى قتلت خيرى وفجرته..
أزاى مقدرش يعدمك..
الحجات الكتير اللى كانت بتحرسك..
وبتحميك...
خالد : مش عارف قوة جت لى وأحساس
لطاقه مش عارف مصدرها...
ناصر يضحك ساخراً :
وكنت متخيل إنك فهمت حقيقتك..!
إنته بعيد كل البعد عن حقيقة شخصيتك...
خالد : انا بعمل كده بعقلى وبفكر فيه وبيحصل
..
ناصر فى سخريه : ياخالد فكر شويه
الموضوع اكبر من كده بكتير
خالد : هو فيه لسه اكبر من كده ..؟؟
ناصر : ياخالد أنته للأسف من الأسرة الملعونه
دمك ..دمهم ...واحد زيهم
يتنهد خالد : مش فاهم برضه ...؟
ناصر : افتح الكتاب كده بهدوء وهتعرف
..
يبدأ خالد فى جذب الكتاب والنظر فيه ..
ناصر : شايف ايه ...؟
خالد : كلام مش مفهوم ..
ورسومات مرعبه ..
والكتابه ريحتها غريبه اوى
وتتعب الصدر وتجيب الكحه ..
ناصر : سيبك من كل ده ..هات آخر الكتاب
..
آخر صفحه ..
خالد : طيب سؤال برضه طالما انا مختلف كده
ليه مظهرش عليه اى علامات طول عمرى .؟؟
أنا عايش حياتى كلها انسان عادى ..
ناصر : لأن أكرم مات اللى كان فى القصر
..
وده معناه ان القصر هيروح لأقرب
شخص له
صلة دم عشان يستلمه ..
خالد : وده المفروض يكون أنا ...
يشير ناصر بسباته نحوه : ايوه ...أنته
...
خالد : خلينى معاك للأخر وهصدقك ...
مدام أكرم مات ازاى استلمت القصر..
ومين اللى جالى المكتب سلمنى الورث
وكان نفس شكلك ..
وانته انكرت انه انته ولا حتى توءمك
...
مين الشخص اللى جالى وسلمنى القصر ..
ناصر : لسه مفهمتش برضه ..
خالد : كل كلامك غامض مش عارف ليه ..
ومش عارف ايه المتعه
انك تلعب بأعصابى ...
ناصر : المسألة واضحه وضوح الشمس يا خالد
بس انته اللى مش شايفها ...
الكتاب اللى فى ايديك اخطر كتاب فى الكون
..
كتاب مش عادى ..
وسره كله يتلخص فى حاجه واحده
خالد : ايه هى ..؟
ناصر : انته ...
وأشار له هات آخر فصل فى الكتاب ..
خالد : بس الكلام مش مفهوم ..
ومش عارف أقرأه ..
ناصر : قصدك محاولتش ..
الكلام واضح ..بس جرب ..
غمض عنيك شويه هتعرف ..
عايزك تنسي كل حاجه تشغل بالك ..
كل الماضى ..
تعرف تنسي اسمك ..
خالد وعينيه مغلقه : حد ينسي اسمه ..
ناصر : انته دلوقتى هتنسي اسمك احضنك الكتاب
..
ضمه بين ضلوعك ..
يفعل خالد ما يطلبه ناصر ..
يهتز القصر فجأة ..
وتضرب الرياح نوافذه ..
ناصر يصرخ : افتح الكتاب دلوقتى ..
أنته صاحب الكتاب
انته الوحيد اللى تملكه ...
يفتح خالد عينيه وينظر للصفحات الأخيره
...
وناصر يهمس : شوفت ايه ...
خالد : كلام ترحيب ...
كلام مجامله ..
يضحك ناصر : كمل ...
هات آخر صفحه
يشهق خالد فى ذهول :
ده مكتوب اسمى بحروف من نار
خالد أحمد محمود حسان ..
ناصر : صدقتنى دلوقتى ...
انك آخر سلالة السحره ..
خالد فى ذهول : ايه اللى بتقوله ده ..؟
سحرة ايه ..؟!
ناصر : لسه محتاج تفهم
دمك..
دمك يا خالد دمهم ..
اللى بتعمله ده مش احساس زى ما بتقول
...
ده سحر ..
خالد : تقصد كل اللى بيحصل لى سحر ..
ناصر : ايوه ..
ومش اى سحر ..
خالد فى قمة الصدمه : مش مصدق اللى بتقوله
..
ناصر : ليه ...؟
خالد : انا عمرى ما كنت ساحر ..
ولا مؤمن بيه ..
ناصر : بس السحر موجود ..
خالد : وليه مظهرش عليه قبل كده ..
ناصر : لانك آخر السلاله ..
خالد : مين اللى قالك ..
ناصر : الكتاب اللى معاك هو اللى بيقول
كل حاجه
مش أنا
ينظر خالد للكتابه الذى بين يده ..
ومع نظرات كان الليل يضرب صواعقه ورعده
وامطاره ..
خالد : مش معقول اللى بتقوله ..
ناصر : كل حاجه كانت واضحه بس انته مفهمتهاش
خالد : مستحيل كل الألغاز اللى حصلت
دى
يكون تفسرها السحر..؟!
ناصر : بس دى الحقيقة ..
خالد : ومين اللى جالى المكتب ..؟!
ومين الشخص اللى شبهى...؟
ومين اللى بينقذنى ديمًا ..؟!
ناصر عايز تعرف : حكاية القصر والاه حكايتك
..؟؟
خالد : اى حاجه المهم افهم ايه اللى بيحصل
لى
وبدأ ناصر يروى له تفاصيل لا تصدق ..
ويكشف له حل ألغاز ..
لا حل لها ..
وخالد
يستمع له فى ذهول لا حدود له
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل

تعليقات
إرسال تعليق