رواية السرداب
الجزء 23
تأليف محمد أبو النجا
بعد أول خطوه يخطوها شاكر
داخل ردهة القصر
أصابه الذهول...
بل قمة الذهول
وهو يشاهد قصر غريب فى كل شىء
رؤيته فقط تلقى فى القلوب الرهبه
ينظر إلى عمر وهو يمسح بيده جبهته
: أنا إيه اللى خلانى اتجننت...
وطاوعتك وجيت معاك ..؟
يابنى القصر ده شبه بتاع دراكولا مصاص الدماء
عمر : بجد ..!
انته شوفت قصر دراكولا ..؟
شاكر : لاء ..هشوفوه فين ..!
بس أكيد هيكون مرعب زى ده
قصر زى اللى بشوفهم فى أفلام الرعب
عمر يبتسم : عارف دراكولا نفسه لو جه هنا
هيحصل إيه ..؟
شاكر : هيحصل إيه..!
عمر : هيتوب...وهيبطل مص الدم..
دنا شوفت هنا بلاوى..
يبتلع ريقه شاكر: ربنا يبشرك بالخير ..
فجأة يظهر هذا الرجل المقيد
والذى يجره خالد ناحية باب السرداب
عمر فى غضب : تانى ياخالد ..
تانى ..
مش قولت بلاش الطريقة دى ..
حرام
عليك..
خالد : مفيش حل قدامى ..بديل..
لازم أقابل ريم ..
والباب مبيفتحش غير بالدم..
شاكر فى توتر وقلق يشير بسبابته ناحية
الرجل :
مين الراجل اللى انته مكتفه ده ياخالد..؟!
وعمل لك إيه ..؟!
عشان
تعمل فيه كده..!
الراجل
هيموت يابنى..
خالد بلهجه حاده : هششششش
ملكش دعوه اسكت خالص ..
وسط حاله من فزع وهلع
الرجل الأسير المقيد
يضرب خالد طرف الخرطوم الفضى اللون
صدره والآخر
الذى تنفجر منه الدماء ناحية الباب ..
شاكر فى ذهول ورعب يصرخ :
إيه يا متوحش اللى بتعمله ده ..؟
أنته مش بنى آدم ..
أنته قتال قتله ...
ليه عملت كده حرام عليك..!
ويشير لعمر : انتو الاتنين شركاء فى الجريمة
..
أنا لازم أبلغ عنكم...
لازم الشرطه تقبض عليكم ..
أنتو تستحقو السجن او الإعدام
يلتفت له خالد : لو سمعت صوتك تانى
هتبقى مكان الراجل ده المره الجايه ..
وهتحس بنفس إحساسه لحظة الموت ..
يبدأ باب السرداب يتلاشي ..
وخالد يشير لعمر خليك هنا مع شاكر
وأى تهور منه قولى وشوف لم أرجع هعمل فيه
إيه ..
ويهبط خالد وحده أدراج السلم ..
وهو يستمع لهذا الصوت الحنون
وريم تنادى : خالد ..تعالى ..تعالى ..
وفى الأعلى شاكر فى غضب :
انا مش قادر أصدق اللى بيحصل..!
محامى محترم ودكتور صيدلى بيعملو
إيه فى قصر زى ده ..؟!
يطلق عمر زفيره : صدقنى أنا زيك رافض
اللى
بيحصل ..
بس الموضوع يطول شرحه ..
شاكر : للدرجه دى شايف الجريمة
بتحصل قدامك وساكت .
خالد قتل شخص برىء من غير ذنب
ليه مش فاهم..!
عمر يشير له : للأسف السرداب مبيفتحش
غير
بالدم الدم الطازج لشخص متعرفوش ..
وهتتصدم كمان لو عرفت إن
خطيبتى مها نفسها محبوسه جوه
وانا رافض المبدأ الشيطانى ده فى إنى أدخل لها
بيه..
شاكر ساخراً : عشان تفتحوا سرداب تقتلوا
الناس ..!
أنا أول مره أسمع وأشوف حاجه زى دى..!
أنا لازم أبلغ عنكم لازم ...
معلش يا عمر ..ضميرى مش هيسمح لى
أسكت على الجريمة دى
يخرج شاكر هاتفه المحمول وهو فى محاوله
للإتصال ..
عمر يحاول جذب الهاتف منه ..
ليدفعه شاكر بعنف ويصرخ : إبعد عنى
لازم أبلغ عنكم ..لازم ..
حتى استمع شاكر للرنين وصوت يحدثه :
أيوة عايز ابلغ عن جريمة قتل حصلت ..
عمر يصرخ : بلاش يا شاكر ..بلاش ..
لكن شاكر كان يكمل حديثه :
أيوة يافندم حاضر هقولك العنوان
واغلق شاكر الهاتف ونظر ناحية عمر :
الشرطة جاية فى الطريق
وعمر ينظر له فى قمة الذهول ..
وهو بلا أى حيله..
********
وحشتنيى يا ريم ...
نطق خالد جملته امام ريم التى تبتسم
فى برائه : وانته كمان اوى
خالد : مبقتش قادر اتحمل غيابك...
بحس بجنون ..
ومش قادر ألقى طريقه
أخرجك بيها من هنا...
ريم : خروجى مستحيل ..
خالد : مفيش حاجه اسمها مستحيل ..
لازم تخرجى بأى بشكل...
وعاد يدور برأسه :
هى مها خطيبة عمر مش كانت معاكى..!
كانت موجوده هنا فى السرداب ..؟!
عمر قالى كده ..
تنفى ريم برأسها : معرفش عنها حاجه ..
ومعرفش راحت فين
خالد : يجرى إيه لو حاولتى تخرجى معايا
دلوقتى من السرداب
تعالى معايا يالله...
متخفيش أنا هحميكى..
ريم : أهو ده اللى مش ممكن يحصل ..
خالد : ليه ..؟
جربى ..
ريم : قولت لك القصة طويله ..
ومفيش وقت أحكيها
يدوب الوقت اللى بتدخل فيه ..
بيكفى بالعافيه أشوفك بس
خالد : معقول تكونى زى ما بيقول عمر
ريم فى دهشة : بيقول ايه..؟
خالد : إنك ..سراب ..ووهم
معقوله ميكنش ليكى وجود ..
ريم : متصدقهوش ..
أنا موجوده ..أنا حقيقة ..
خالد : أزاى ..بس..!
ريم : ممكن تتأكد بنفسك ..
خالد فى سعاده تتسع عيناه وهو يقول :
أزاى..! ياريت ..
ريم : هقولك على عنوان ..
لم هتوصل هتعرف ..
هتعرف عنى كتير ..
يقاطع حديثهم فجأة تلك الدوامه من الرياح
وهى تحمل خالد وتلقى به خارج السرداب
ليهتف نحو عمر فى سعاده غارمه :
مش هتصدق ..مش هتصدق ..
أنا خدت من ريم عنوان
بتقول فيه هيثبت أنها فعلاً حقيقة
مش وهم
عمر : معقول طب ازاى ..؟
خالد : أنا حفظت العنوان ..
هروح دلوقتى حالاً ..
عمر :
ما يمكن فخ ومنصوب لك..؟
خالد :
هروح العنوان مهما يكون اللى مستنينى فيه
عمر يضع رأسه أرضاً : للأسف ..
برضه مستحيل تخرج
خالد فى دهشة : ليه بتقول كده..؟
شاكر : أنا بلغت عنك ...
والشرطه جايه فى الطريق ..
ثوانى وهتكون هنا...
عمر : أنا حاولت أمنعه مقدرتش
يقترب خالد بخطوات نحو شاكر بملامح
يسكنها الشر والغضب
وهو يقوم بصفعه بمنتهى القوة والعنف
يصرخ : ندل
شاكر بكل هدوء : الله يسامحك ..
أنا عارف انك قاتل ..
وممكن تقتلنى برضه
دى حاجه بقت سهله عندك..
خالد : لاء مش هقتلك ..
أنا خليك هنا ...
وانته بنفسك اللى هتتمنى الموت مش هتلاقيه
ويغلق خالد عينيه فجأة
يصدر صوت نباح لكلب قوى خلف شاكر
الذى ارتعد وتراجع من الرعب
يمسك عمر يد خالد : أرجوك ياخالد ...
أرجوك كفايه دم ..كفايه
خالد : ده يستحق القتل ..
ده خاين ..
عمر : معلش برضه معذور ..
أى راجل شريف مكانه وشاف
جريمة قتل قدامه..هيعمل كده
خالد : ماشى ..
وعاد يشير بسبابته نحو وجه شاكر
خليك هنا لم ارجع ..
هتيجى معايا ياعمر ..
عمر : على فين ..؟
خالد : على العنوان اللى ريم ادتهولى
..
يتنهد عمر : ياعم ليكون مقلب تانى ..!
خالد : لاء ..
أنا حاسس إن الحقيقه بتقرب ..
وأشار ناحية شاكر : اى حركه هتعملها الكلب هياكلك
هوه عنده أوامر بكده...
خليك كده لحد ما نرجع ..
وعلى فكره الشرطه لوجت مش هتلاقى أى
قصر
شاكر فى ذهول : أزاى..؟
خالد ساخراً : مش مهم تعرف أزاى..
شاكر فى خوف :
أنته مش خالد اللى أعرفه ..
خالد : واللى بيوقف فى سكتى بيموت..
************
فى منطقه سكنيه ريفيه بعيده ..
منزل صغير ..
وحيد فى منتصف أرض خضراء واسعه ..
عمر : هو ده العنوان ..؟
خالد : ايوه ..
عمر : خلى بالك انا لسه مانمتش من
يومين والنهار قرب يطلع ..
وفاصل.
ولا شايف قدامى..
وعاد يدور برأسه حوله :
بس إيه علاقة بيت صغير زى ده بريم ..؟
خالد : دلوقتى نخبط ونشوف ..
عمر : أنا شايف ‘ن الوقت مش مناسب
وهنصحى الناس اللى فى البيت..
مفكرتش هتقول لهم إيه ..!
خالد : المهم وصلت للعنوان
وأشوف بعدها إيه اللى هيحصل
يطرق خالد الباب اكثر من مره ..
يفتح الباب رجل فى العقد السادس من
عمره بجلباب بنى اللون وذقن بيضاء صغيره
ينظر فى دهشة
خالد : السلام عليكم يا حاج ..
الرجل فى هدوء : عليكم السلام اهلاً بيكم
أى خدمه ..؟؟
خالد فى إرتباك : حضرتك ..صاحب البيت
..
العجوز : أيوة ..فيه حاجه ..حضراتكم مين
..؟؟
فجأة يلمح خالد تلك الصورة المعلقة ويشير
ل عمر فى ذهول
: بص ..
بص ياعمر ..
شايف الصورة ..دى ريم ..
العجوز يلتفت للصورة ويعود ناحيتهم
قائلاً فى دهشه : ريم ...!
انتو مين بالضبظ..؟!
وعايزين إيه...؟!
خالد : حضرتك تقرب لصاحبة الصورة ..
العجوز : أيوه انا عمها ..
خالد فى سعاده : بجد ..
انته عم ريم ...؟
العجوز : برضه مجاوبتنيش
أنتو مين وعايزين إيه ..؟
وتعرفوا ريم منين ..؟؟!!
خالد : هى ريم فين ..ياحاج ..؟
العجوز : ريم موجوده ..
خالد وعمر ينظران فى قمة الدهشة والذهول
لبعضهما ..
وخالد فى فرحه : انته بتتكلم جد ..!!
ريم هنا ..
العجوز : أيوه ..طبعاً هتروح فين ..
خالد : ممكن نشوفها ..
العجوز : بس انتو مين عشان تطلبوا تشوفوها..!
وف وقت زى ده..!
خالد : هنقولك كل حاجه ياحاج بس ساعدنا
..
خلينى نشوفها
العجوز يفتح الباب : اتفضلو ..
خالد : هى فين ..؟
ويفتح العجوز الباب ..ويشيرلتلك الحجره :
ريم اهى هناك ..
وينظران خالد وعمر ..داخل الحجرة ...
التى أشار لهم عليها الرجل العجوز ...
فما كان يشاهدانه ...
كان مرعب ..
ومخيف ..
ولا يصدق ..
ومفاجأة لم تخطر على عقولهم ..
مفاجأة رهيبه ...
إلى أقصى حد....
لمتابعة جميع أجزاء الرواية
إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق