القائمة الرئيسية

الصفحات

 

السرداب 
الجزء الخامس عشر
تأليف محمد أبو النجا 

يفكر خالد لحظات فى السؤال الذى طرحه فجأة ناصر

سؤال كثيراً ما كان يحلم به ..

ما قصة هذا القصر ..؟

وما علاقته به ...؟

خالد بسرعه يهتف له : نبدأ من البدايه احسن ..

ايه حكاية القصر ده ...

ناصر : حكايته من سنين طويله ..

بس هنحكى الأهم فى القصة

وهى علاقة القصر بيك أنته

خالد : ايوه عايز أفهم معنى ايه اللى بيحصلى ...

وليه أنا بقيت كده

ناصر : قولت لك اجابة السؤال ده اكتر من مره

انته صاحب القصر ..

دمك دم السحره اللى عاشت فيه ..

والكتاب هو مفتاح السر ..

الكتاب هو كل القصة ..

اللى يملك الكتاب يملك السحر ...

ومن يوم ما اصبح اسمك

مكتوب فيه والكتاب بيخدمك من غير ما تشعر ..

خالد فى ذهول : غريب أوى الكلام ده ...

ناصر : تخيل انك دلوقتى بقيت اعظم ساحر

فى الكون بقوة الكتاب ده

تقدر تعمل معجزات العقل العادى ميصدقهاش

خالد : وايه السبب فى الكتاب ده ..

ناصر : الكتاب فى كل انواع السحر

 اللى عرفها التاريخ

وفيه اسماء اكبر السحره وفيه كل تعوذيتهم ....

واسماء الشياطين...

يبتلع خالد ريقه : غريبه أكون ساحر وانا اصلاً مفهمش فيه

ناصر : الكتاب بيعمل كل حاجه كل ما عليك تتخيل ..

تحلم ..تتمنى وهو هينفز..

هو هيحقق لك اللى تطلبه..

خالد : وايه المقابل ..؟

ناصر : الدم ..لازم تروى السرداب بالدم ..

خالد : ولو رفضت ده ..

أنا مقدرش اعمل اللى بتقول عليه

ناصر : الحكم هيكون صعب

خالد : هموت مثلاً ...

ناصر : لاء ...هتكون اسير السرداب ...












خالد : يعنى ايه اسير السرداب ...؟

ناصر : بلاش تعرف ..

لان الموت رحمه عن انك تكون اسيره

خالد : انا كنت بحاول ادخل السرداب

لكن فقدت الوعى...

وفى الحلم شوفت واحد شبهى فى السرداب

 بس كان مربوط بجنزير ..مين ده ...؟

ناصر : دى رسايل من السرداب ليك ..

خالد : هو السرداب بيتكلم ...

ناصر : السرداب هو الكتاب اللى معاك ..

الاتنين روح واحده ..

خالد : والصورة اللى متعلقه فى القصر شبهى 

أول ما دخلت القصر شوفتها صورة مين ...؟

ناصر : بلاش السؤال ده دلوقتى هجاوبك عليه بعدين

خالد فى صوت حاد : إنته هتحيرنى معاك ليه..

ومش عاوز تجاوب...

يتجاهل ناصر من جديد حديثه قائلاً :

المهم لازم توافق على الشروط ..

خالد : شروط إيه..

ناصر : الدم...

ينفى خالد برأسه : انا مقدرش اكون قاتل لبشر معرفوش ..

ومش عايز اكون ساحر ورافض المقابل ده ..

والصفقه دى..

يشير ناصر بسباته إليه : يبقى هتختار تكون اسير السرداب

خالد : صدقنى مقدرش أكون مجرم أو قاتل ..

وحتى لو بقيت أعظم ساحر زى ما بتقول ...

فجأة ...يأتى هذا الصوت المخيف من بعيد ..

صدى يشبه الرعد..

ده قدرك..وهتنفذه..

أنته آخر دماء الأسره ..

ويسود بعدها صمت مرعب

لهذا الصوت المخيف ...

صوت جاء من خلف الباب القديم

من السرداب

يشير خالد بيده لناصر : الصوت جاى من السرداب











ناصر : قصدك من الكتاب ...

الكتاب اللى فى إيدك هو السرداب

ما قولت لك هما الاتنين واحد ...

يقترب خالد من باب السرداب ويلامسه بيده ويهمس :

بس أنا

مش عايز اقتل ..ولا عايز دم ..

فجأة تندفع تلك اليد الحمراء تشق منتصف باب  السرداب

تقبض على عنق خالد الذى بدأ يفقد التنفس شيئاً فشىء

ولا يستطيع الخلاص من تلك اليد القويه حتى سقط ..

سقط مغشياً عليه ..

فى غيبويه طويله ..

يستيقظ منها فى بركه من الماء يحيط به الظلام من كل جانب

بلا ملابس ..

شعره طويل ..

ويظهر فى الجهه المقابله

الشبيه له

 ينظر فى غضب وجسد منتفخ

ويهتف : لازم تكون مطيع ياخالد ..

خالد : مقدرش انفذ الكلام ده ..

مقدرش اقتل

الشبيه يقترب من خالد ويمسكه من رأسه ويرفعه

ويلقى به فى الهواء قبل ان يسبح خالد لحظات 

ويرتطم بالماء بقوه

ويغوص ..

وهو يحاول الصعود كان يرى فى قاع الماء

 جماجم كثيره كأنها أرض ذلك الماء ..

يعود خالد للشبيه الذى تكرر منه واحد آخر 

ليصبح المجموع

اثنين يشبهون خالد

 يدفعون خالد إلى الماء من جديد كلما حاول الخروج

ليجد امامه تلك الطفله الصغيره ..

تلامس الأرض تنظر له ببرائه

أنها أخته ..أخته الوحيده ..هاجر ...

التى تعيش خارج مصر

يراها تعود فى صورة طفله تنظر له ..

وتلقى بحبات الرمال فى عينه

يشعر بتلك النيران التى تأكل عينه

ليصرخ فى جنون..

وهو يشعر بتلك الركلات التى فى وجهه وجسده ...

ومن بعيد كان هناك رجل عملاق

 لم يراه من قبل

يقف خلف الصغيره هاجر

 ويخرج سكينه ويذبحها ..

ليصرخ خالد فى حسره

 ويستيقظ ..

وينظر الى ناصر الذى يقف بجواره ويهتف : خالد مالك

أنته كويس..

يتنفس خالد بصعوبه

وقلبه يخفق فى قوة قائلاً :

شوفت كابوس مخيف أوى

وأخذ خالد يروى له ما رآه حتى انتهى

ينظر له ناصر ويتنهد : الرساله واضحه ياخالد ...

ويدور بعدها ويخطوا مبتعدًا بضع خطوات

وهو يعطيه ظهره قائلا بلهجه حازمه  : 

السرداب بيهددك بأختك

خالد فى غضب تتسع عيناه :

ايه جاب اختى فى كل اللى بيحصل

ناصر : السرداب بيهددك بقتلها

خالد فى ذهول : انا رافض أكون قاتل

 ورافض اكون ساحر

ناصر : انا قولت لك ده قدرك ...

وانته قتلت قبل كده نسيت ..

قتلت حبييتك زبيده

وقتلت خيرى فى السجن

خالد : زبيده مكنش قصدى قتلها

وخيرى قتلته لأنه كان عايز يقتلنى ..

دفعت عن نفسي..

ناصر : والسرداب برضه هيقتل اختك ...

خالد فى عصبيه : انا كرهت السرداب ..

ناصر : مش فاهم ولا مقدر

 قيمة النعيم اللى هيدهولك السرداب











أنته مختلف عن كل البشر ياخالد ..

انته بتصنع من الوهم والسراب والخيال

كل اللى عقلك بيطلبه

تخيل حجم النعمة اللى انته فيها ...

اللى ملايين بيحلموا بيها...

خالد : يارتها تزول

ناصر : مفيش اختيار تانى ...

اما ترضى بنصيبك ..

او تواجهه السرداب وجنونه

 وجبروته

 وهتعرف وقتها انه

معندوش قلب ولا رحمه ...

وساعتها هتطلب الموت مش هتلاقيه ..

انته خلاص بيقت تحت حكمه

خالد : محدش يقدر يجبرنى اعمل حاجه رافضها ..

أو مش عايزها...

ناصر : يبقى بتستغنى عن اختك ..

وبضحى بيها...

يعود خالد للصمت وهو يقترب من هذا 

المقعد الخشبى ويجلس عليه

قبل أن يسمع هذا الهتاف من اعماق السرداب  ..

تعالى يا خالد ..تعالى ..

صوت مخيف لا يشبه البشر ..

يقترب خالد من باب السرداب ..

فجأة ينزاح ويطل منه أدراج السلم الذى يعرفها

ورآه من قبل..

وفى الأسفل يجد آخر مخلوقه يتوقع وجودها ..

زبيده تمسك بيديها اليمنى إناء صغير

ووتشير باليد الآخرى مناديه له :

 تعالى يا خالد ..تعالى متخفش ..

خالد فى ذهول : مش معقول ..زبيدة انتى عايشه ..

زبيده : ايوه عايشه جوه السرداب ..

يقفز خالد بسرعه نحوها يلامس يديها : سامحينى ..

سامحينى مكنش قصدى اقتلك ..

زبيده : انا مامتش ياخالد ...انا قدامك أهو .

وترفع له الإناء : أشرب ياخالد ...

ينظر خالد لما بين يديها : ايه اللى معاكى ده

زبيده : اشرب وانته تعرف ..

يمسك خالد الإناء وينظر له : ده لبن .

زبيده : ايوه جيبهولك مخصوص ..

وترفع زبيده بيديها ليرتشف خالد وعندما عاد بالإناء كما كان

كان وجه زبيدة يتحول : لمخلوق غريب ..متوحش

ويبز أسنانه ويهتف : هنياً يا خالد ...

ينظر خالد للأناء الذى تحول للون الدم ..

ليصرخ ..

ويستيقظ يجد نفسه يجلس على المقعد كما هو

ويتساقط من فمه اللبن ..

وامامه ناصر يهتف : انته نمت ياخالد ..

خالد فى ذهول : مش معقول كل ده كان حلم ..

ناصر : ايه الدم اللى بينزل من بؤك أنته متعور ..

خالد : مستحيل ..

أنا كنت فى السرداب دلوقت

وشربت من ادين زبيده لبن

فجأة اتحول للدم ..

وزبيده اتحولت لمخلوق مخيف ..

ناصر : يعنى شربت ..

خالد : ايوه ..

ناصر : طيب اطلع فوق دلوقت ..

هتلاقى الحجره رقم خمسه بابها مفتوح اخل ونام ..

خالد : ليه ..

ناصر : انته هتحس حالاً برغبه كبيره ف النوم

خالد : فعلاً ..أنا حاسس  كده ..

عرفت ازاى..؟

ناصر : اطلع نام لم تصحى هتعرف ..

خالد : ماشى ...

يصعد خالد للطابق العلوى وامامه كان يجلس هذا القط

قط اسود غريب لم يرى مثيله أبداً يصدر موائه ...

بشكل غريب ومرعب..

ومريب..

يتوقف خالد أمامه وهو يرفع يده محاولاً إبعاده  :

هشششش....امشى ..امشى ..

امشى من هنا....

لكن القط ظل كما هو ..

يدخل خالد الحجره التى اشار له ناصر بدخولها ..

ويتثاوب ويشعر برغبه عارمه فى النوم

ويستلقى على الفراش ..

ويسبح فى غيبوبه عميقه

ليستيقظ على صوت رجلين يتحدثان فى الحجره معه

يرتديان ملابس غريبه تعود لحقبه بعيده من الزمن

الغريب أن خالد شعر انه يعرفهم

 رغم انها المره الأولى التى يراهم فيها ..

لقد أشرقت الشمس فى المكان ..

لا لقد عاد المكان نظيف والأثاث جديد ..

يبدو أنه شجار بينهم يقترب خالد منهم

 ويقف بجوارهم لكنهم لم يروه..

لقد كان كالظل أو السراب..

أو الهواء...

الرجل الأول بجسد نحيل هزيل يقول :

محسن اللى بتعمله ده غلط مينفعش

تجبر اسره كامله على انهم يجوزوك بنتهم

 غصبن عنهم ..

محسن فى غضب : سعيد  بقولك ايه متتدخلش فى حياتى ..

سعيد : بس امل مبتحبكش وأنته عارف كده ..

يضحك محسن فى سخريه : بتحبك انته صح انا عارف ..

سعيد فى غضب : مدام عارف انها بتحبنى ليه قابل تتجوزها

 

محسن : لانى زيك بحبها ..

ويمكن اكتر ..

بس انا انسان ناجح أكتر منك..

 الاسره والعيله كلها فخورة بيه ..

وبابا كمان موافقين على جوازى

 انما انته ملكش لازمه..

انسان فاشل حتى السحر مش عارف تتعلمه

سعيد : انا مبحبش السحر ..

ولا بحب اشتغل بيه

محسن : عشان كده كل الأسره غضبانه عليك ...

ومش راضيه عنك..

سعيد : محسن أحنا اخوات ارجوك ابعد عن امل

 شوف اى حد تانى غيرها..

يااخى ما عندك البنات كتير ..

محسن فى غضب : بقولك ايه بلاش 

كلام فى الموضوع ده تانى خلاص بابا وماما راحوا واتقدموا

وأهلها  وافقوا على الجواز .

سعيدفى سخط : بالغصب ..بالتهديد ..

أهلها مغرمين على الموافقه

قصاد جبروت العيله ..

يبتسم محسن : برضاهم أو  بالغصب..

المهم امل تكون ملكى ..

تكون ملك أعظم ساحر فى الكون ...

سعيد  يمسكه من ملابسه فى غضب :

 لو اتجوزت أمل هقتلك

هقتلك صدقنى ..

يصفع محسن بقامته الطويله العريضه

وجه أخيه الضئيل الصغير سعيد ليسقطه على الفراش

وتنفجر الدماء من فمه






















ومحسن يكمل مع ضحكته الساخره : فكر بس تعلم اى عمل

ضدى وانا هسخطك جزمه فى رجليه ..

لو مكنش ابويا وامى منعنى عنك كنت قتلتك من زمان ..

سعيد : صدقنى هقتلك ..هقتلك ولا هخليك تلمسها

يصفعه مره أخرى محسن لتزيد الدماء من فمه

ويدور فجأة سعيد برأسه ناحية خالد الذى

 يتابع الموقف فى شغف : عجبك ..

عجبك اللى بيحصل ده ياخالد ..

يتراجع خالد منتفضًا بجسده

ويستقظ بعدها..

يستيقظ وقلبه ودقاته يخفق بسرعه ..

وجسده يرتجف وأزرار ملابسه مفتوحه تبرز صدره ..

ويتنفس كالعاده بصعوبه..

يعتدل من الفراش ..

وهو يشعر بشىء غريب يتحرق فى

عروقه ..

شىء لا يفهم معناها .

يبدو أن جسده متعب ...

صباح الخير ..

يلتفت خالد إلى مصدر  الصوت الى ناصر

 الذى يحمل بين يديه طاوله صغيره من 

الطعام يضعها بالقرب منه

خالد : هو انا نمت كتير ..

ناصر تقريبا أربعه وعشرين ساعه ..

خالد : مستحيل محستش بيهم ..

ناصر : افطر الأول ..

خالد : انته جبت الفطار ده منين وازاى ...

هو انته معاك فلوس ..؟

يضحك ناصر : اسئلتك كتير اوى ..

خالد : حلمت حلم غريب اوى ..

ناصر : عارفه ...

خالد فى تعجب : عارف ايه ..

ناصر : الحلم اللى انته شوفته

خالد : مستحيل طب ازاى ..

ناصر : هنا فى البيت الاحلام واحده ..

يعنى انا وانته بنحلم نفس الحلم ...

خالد : أنا جعان فعلاً أوى ..

ناصر :طب كل عشان عندك مهمه شاقه ومتعبه أوى

خالد متعجبًا : مهمه..؟

ناصر : أيوه..

خالد : مش فاهم..تقصد إيه بكلمه مهمه..؟!

ناصر : لازم تقدم اول قربان للسرداب ..

خالد : برضه مش فاهم ..؟!

ناصر : اللى عدى من حياتك كوم واللى جاى كوم تانى ..

خالد : وضحلى تقصد إيه..؟!

ناصر : انته دلوقت الوريث الوحيد للقصر

والساحر الأخير من الأسره ..

والسرداب طالب منك

دم ..

دم طازج لبشرى عمرك ما تعرفه ..

خالد : الغريبه أنى امبارح رفضت الطلب ده ..

لكن النهارده عندى إحساس بالقبول

وبإنى موافق

ومش عارف السبب ..

حاسس انى عايز ارضى السرداب

يضحك ناصر : لانه امبارح ادالك شراب الطاعه ..

اللى شربته من ادين زبيده ..

يالله يابطل ..أخرج وارجع معاك اول ضحيه ..للسرداب

أومأ خالد برأسه فى هدوء

وأستجابه لا يعرف كيف قبلها عقله..

ورضى عنها ضميره....

الذى من الواضح أنه يحتضر..

                          ************

يبدأ خالد فى الخروج من القصر

والبحث عن شخص يقتله

ولا يعرفه..

 يقدمه قربان للسرداب ..

الذى كان يسمع من بعيد ضحكته المرعبه ..

والمخيفه ..

وعلى باب القصر كانت هناك مفاجأة جديده

تنتظره...

لقد كان هناك شىء يتأرجح

على مقبض بابه ..

شىء لا يتوقع خالد رؤيته ... 

ولا يجد تفسير له...

إضغط هنا الجزء 16

لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6


                                               

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات