القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الجزء الثامن

رواية السرداب
تأليف محمد أبو النجا

لحظات تفصل بين انياب الأسود العملاقه المخيفه 

وبين خالد وعمر المتجمدان 

وعمر يلتصق خلف خالد ويصرخ فى فزع

 من مشهد إنقضاض الأسود ويرفع خالد يده ويغلق عينيه

 كأنما ينتظر نهش الأسود جسده ...

شعور مخيف لا يوصف عند الوصول للحظات

 الأخيره قبل  الموت ...

بعد أن أغلق خالد عينيه يشعر بتلك الرجفه التى 

تهز جسده من خوف عمر الذى تعلق بكتفه ...

لكن الأسود توقفت وتجمدت فى مكانها ...

وتنفجر الاسود على أشكال حشرات صغيره متبعثره

 فى أنحاء القصر ..

وعمر يصرخ ...

ويجرى نحو باب القصر ..

وخالد يتبعه ..










يتوقف عمر عند باب السياره ويقفز داخلها ويصرخ :

يالله بسرعه من هنا ..

خالد : حاضر اهدى بس ...اهدى ...

يتحرك خالد بسيارته ..

وعمر يمسح عرقه ..

يقول بصوت خائف : دى آخر مره هدخل 

فيها القصر ده ..تانى ..

ده بقى اللى بيقوله عليه ..القصر الملعون ...

ياعم انا ليه ارمى نفسي فى التهلكه ..

آسف يا خالد ..

ده قرار مش هرجع تانى فيه..

القصر ده مش هعتب بابه تانى أبداً ...

العمر مش بعزقه...

وعاد يشير بيده :

شوفت السحر والشياطين اللى فيه بعنيه ...

أسود رهيبه ...

أسود كانت هتاكلنا خلاص ..يالهوى ..

معقول ..كان هيروح شبابى فى غمضت عين ..

يعنى مها عروستى حتى مكنتش هتدفنى ..

مكنش هيخلى فيه حاجه ذكرى ..

خالد : خلاص بقى أدينا خرجنا من القصر ..

يتنهد عمر : ياه ..أنا أنكتب لى عمر جديد ...

غمغم خالد : بس انا راجع تانى ...

أنا خلاص القصر ده بقى هدفى ..

وبقى حلمى أعرف سره ...

وصدقنى لازم أعرفه ...

عمر فى حزم وإصرار : مع نفسك بقى ياصحبى..

ربنا معاك...

                            **************

فى حى شعبى قديم

 بدأ هذا الحداد بمطرقته القويه

 يضرب الحديد الأحمر الملتهب وينثنى أثر ضرباته

ومن حوله تلك نيران مشتعله وأبخره..

تتوقف سيارة خالد أمامه ويهبط منها ويلقى السلام ..

الرجل الحداد مبتسماً : عليكم السلام

 أؤمرنى ياباشا ..

خالد : فى الحقيقه فى باب قديم

 اوى وتعبت عشان افتحه لكن ما قدرتش ..

حضرتك معندكش اى وسيله تقدر تساعدنى افتحه بيها ..

الحداد : تحت امرك ياباشا ..

فى خمس دقايق يتفتح ..















خالد : ربنا يخليك ...وهديك كل اللى تطلبه ..

الحداد : فلوس ايه بس احنا نحب نخدم البهوات ...

خالد : اسم حضرتك ايه معلش ..؟

الحداد يضع المطرقة الحديدية من يده ويهتف :

محسوبك نعيم

أشهر حداد فى المنطقة دى كلها ..

فين بقى الباب اللى حضرتك عايز تفتحه ...

خالد : تعالى معايا ومعاك العده اللى هتفتح بيها ..

نعيم الحداد : مش مستهله ..

خالد : لاء صدقنى مستهله ...

الباب ..معصلج وجامد جداً...

نعيم : ماشى اللى تشوفه ..

مع انه مش هياخد صدقنى خمس دقايق

خالد : العربيه هناك يالله بينا

                        **************

ايه ده قصر ..

نطق نعيم جملته أمام القصر وخالد يفتح بابه ..

خالد : ايوه القصر بتاعى ...

نعيم : بسم الله ما شاء الله ربنا يفتح عليك ياباشا كمان وكمان

خالد : تعالى أوريك الباب ..

نعيم : تحت أمرك ...

خطوات بسيطه وتوقف خالد أمام الباب وقال :

يالله همتك يابطل

نعيم : هو ده الباب اللى معصلج ..

خالد : ايوه ..

نعيم فى عزم استعنى على الشقى بالله ...

خالد : معلش القصر فاضى مفيش حاجه اقدمهالك ..

يضحك نعيم : مش هلحق اشربها ..هكون فتحته ...

خالد : يارب ...

وتتوالى الدقائق ...حتى تصل

ساعتين ..

خالد : واضح ان حضرتك فشلت فى فتح الباب ..!

نعيم الذى غرق جسده فى عرقه

وظهر على ركبتيه الماء

قال : بجد أنا مشفتش باب بالشكل ده ..

جبته بكل الطرق اللى اعرفها مفيش فايده ..

ده لو حيطه كان اتنبشت ...

محصلوش اى حاجه ...

خالد : يعنى بصريح العبارة ملوش حل عندك ...

نعيم : ده لو ديناميت مش هيفتحه ...

خالد : شكرا ياعم نعيم

ومد خالد له بمبلغ من المال ..

نعيم : ملوش لزووم يا باشا معملناش حاجه والله ...

خالد ياعم كفاية عطلتك ...

نعيم : عارف يا خالد باشا الباب ده عايز ايه ..

خالد فى سعاده : ايه ..؟

نعيم : ساحر ..

يضحك خالد إيه اللى بتقوله ده ..

نعيم :  اسمعنى بس ..



















ياباشا أصلها حصلت معايا قبل كده ..

كان بيت معمول فيه عمل ..

وكان كله مش طبيعى ..

ملموس من الجن ..مفتحش غير بعم قابيل

خالد : ومين بقى عم قابيل ..

نعيم : ده شيخ بركه ..بيفك السحر والاعمال ...

واكيد هيفتحه

بس بياخد كتير شويه ..فى الحساب 

خالد : مش مهم الفلوس ..بس خوفى برضه ميفتحوش ..

نعيم : ياباشا الباب ده مش طبيعى

خبرتى الطويله فى الكار ده بتقول كده

خالد : أنا حاسس إن قابيل ده هيطلع أونطه ولا هيفتحه ولا نيله...

وهضيع وقت معاه على الفاضى...

نعيم : لا ياباشا ..ده يعرف جن من العالم السفلى والعلوى .

خالد : ياه دانته واثق فيه جدًا..

يبتسم نعيم : جربه ياباشا ومش هتخسر حاجه..

                               ***********

تقترب الساعه من منتصف الليل ..

توقفت  تلك السيارة ..

التى تحمل داخلها خالد ونعيم الحداد والشيخ قابيل ومساعده ..

الذى يرتدى جلبابه الابيض وعن يمينه مساعده ذلك الفتى القصير الأحدب مروان الذى يحمل حقيبته ويسير بجانبه كظله ..

يتوقف قابيل فى حديقة القصر ويستنشق هوائها ..

ويغلق عينيه ...

خالد : فيه حاجه ياعم الشيخ ...؟

قابيل : فيه حد مدفون فى الجنينه دى ..

ينظر خالد  من حوله وقال فى تعجب :

 مدفون فى الحديقة هنا ..؟!

قابيل : ايوه ..انا شامم ريحته ...

مدفون من سنين ..

خالد فى ذهول : مش عارف ...أنا مش شامم أى ريحه

قابيل : فين الباب المقفول اللى رافض يتفتح ..؟

يشير له خالد : اتفضل حضرتك ..

نعيم : طيب استأذن أنا بقى ..

يهتف قابيل فى غضب : محدش ماشى ..

لازم نفتح الباب الأول مع بعض ..

زى ما جينا مع بعض ..

يدخل الجميع القصر ..

يشعل خالد الأضواء فى كل مكان ...

يتوقف قابيل امام الباب وهو يلقى بعض




 العبارات الغريبه ويغلق عينيه ويده تلامس اطراف الباب ...

خالد : إيه ياشيخ الاخبار

قابيل : الباب ده عليه سحر ومقفول بفعل من الجن ..

خالد : طيب والحل ..؟

قابيل : الموضوع مش سهل وهيكون مكلف ..

خالد : تحت امرك ..شوف اللى لازمك ..

يبتسم قابيل : ماشى ...هنولع نار دلوقت قدام الباب ..

خالد متعجبًا: ليه ..؟

قابيل ده شغلى انا بقى ..

خالد : ماشى المطلوب ..

قابيل : مفيش مراوان هيحضر كل حاجه ..

مروان الاحدب : تحت امرك يا سيدنا ..

بعد أقل من ساعه

كان قابيل يجلس أمام إناء كبير مشتعل من النيران ..

يهمس بعبارات غير مفهومه ..

ويلقى بحبات لا يفهم خالد شكلها ..

أو ماذا تكون..؟!

ولكنها تنفذ رائحة كريها ...

ونعيم يلتصق بظهره على الحائط ..ويتابع فى صمت ..

خالد يمسح عرق جبهته ..وينظر إلى هاتفه الذى يصدر رنين ..

من عمر صديقه ...

لكنه تجاهله ...





















وظل يتابع قابيل الذى استغرق وقتًا طويل

حتى ألتفت نحو خالد وقال :  الباب ده مش هيتفتح ...

خالد : هو انا جايبك هنا عشان تقولى كده ..

قابيل : الباب ده عليه عمل جامد قوى واضح ان وراه شىء مهم

وهياخد وقت عشان اقدر افكه ومصاريف

خالد : وقت قد ايه ..

قابيل : مقدرش احدد ..عايز شغل كتير ..

خالد : يعنى معرفتش ...

قابيل : بقولك هياخد وقت ...

مفيش حاجه هتصتعصى عليه ..

انته متعرفش الشيخ قابيل ..

مروان الأحدب : استغفر ربك يا استاذ خالد ..

خالد فى ذهول : استغفر ربى هو انا لا سمح الله غلط فيك

أنا بقولك معرفتش تفتحه ..

مروان الاحدب : مولانا مفيش حاجه ميقدرش ميعملهاش ..

قابيل : قوم بينا من هنا يامروان ..

وينظر ل خالد ويضع سبابته على صدره :

على فكره اساس العمل ده هيكون فى

 الجثة المدفونه فى حديقة القصر

خالد : لا ياشيخ ..

قابيل : لازم نلاقى الجثة دى ونطلعها ..















خالد : طيب متشوف شياطينك كده وتسألهم ...

قابيل : واضح من لهجتك السخريه ..

انته متعرفش مين هو الشيخ قابيل

مراوان الاحدب : استغفر ربك يا استاذ خالد ..

خالد فى عصبيه وغضب : 

تصدقوا بقى انتو عالم نصابه 

ولا عارفه ولا فاهمه اى حاجه ....

قابيل : انته كده هتخلينى أأذيك ..

نعيم الحداد يقطع صمته : مينفعش كده يا جماعه ..

خلاص .

خلاص يا استاذ خالد ... حقك عليه

خالد : طيب خلاص اتفضل مش عايز منك حاجه ..

فجأة تسطع اضواء القصر بشكل غريب ..

ويتغير ألوانه ..

نعيم : فيه ايه اللى بيحصل

خالد : اكيد غضب اسيادنا بتوع الشيخ قابيل ..

لكن قابيل كان يدور برأسه فى جوانب القصر بكل دهشة ..

وصوت يشبه الريح الشديده يضرب مسامعهم ...

قابيل يشير  لمراوان : يالله  بينا من هنا ...القصر ده ملعون

ومسكون ..واللى هيفضل فيه هيموت ..هيموت

نعيم فى رعب : طيب يالله بينا من هنا ..

ويتحرك الجميع ناحية باب القصر ..

ويحاول نعيم فتح الباب ..لكنه كان مغلق بقوة ..

يرفض الفتح ..

نعيم يهتف : استاذ خالد ممكن تساعدنا ..نخرج ..

فجأة يهتز كل جوانب القصر ..

ويفتح خالد الباب ..

وقبل بلوغهم السيارة ..

تبرز تلك الإيدى من الأرض ..

ويتابع الجميع هذا المشهد المخيف ..

لتلك الجثة التى تبرز من الأرض ..

ببطء ..

وبشكل مفزع ..

وتقترب منهم بحركات مرتجفه وسط حاله من ذهولهم ..

تمسك  الشيخ قابيل من صدره وملابس بقبضه من فولاذ

تقول بصوتً أجش غليظ ومخيف وبحروف متقطعه :

 أنا بقى الجثة المدفونه اللى

بتتكلم عليها يا مولانا

إضغط هنا الجزء 9



لمتابعة جميع أجزاء الرواية

 

إضغط هنا على الجزء المطلوب فى الأسفل 


إضغط هنا الجزء 1


إضغط هنا للجزء 2


إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

إضغط هنا الجزء 5

إضغط هنا الجزء 6


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات