رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 11
تأليف محمد أبو النجا
بعد الظهيره ..
ترقد ليلى فى فراشها
وقد أغلقت هاتفها..
ولم تذهب لعملها..
صامته ..
متجمده كالثلج..
عيناه متسعه لامعه ..
من دموعها المتحجره..
فجأة طرقات على باب حجرتها ..
ويفتح
وتظهر لها غادة التى قالت فى دهشه
: تليفونك مقفول ..!
ومبتجيش الشغل ليه...!
مامتك لسه بنقولى قاعده
ولا بتاكل ولا
بتتحرك من سريرها..
تحتضنها ليلى فى لهفه :
غادة كنت عارفه انك جايه..
أنا محتالك أوى ...اوى..
غادة :
فى دهشه مالك يابنتى...؟
فهمينى...؟
مع نهاية حروفها تنساب الدموع
المتحجره وتتساقط
وغادة فى حسرة :
يابنتى فهمينى فى إيه ...!
أتكلمى..
تنفى ليلى برأسها :
مش عارفه أحكيلك..
مش قادره..اقولك..
غادة : لاء قولى..
ليلى فى توتر :
جالى..
جالى إمبارح بالليل ياغادة
غادة فى ذهول شديد :
هو مين اللى جالك..!
ليلى : كريم..
كريم جالى إمبارح بالليل
غادة فى قمة الذهول :
معقول...!
جالك هنا البيت ...!
ليلى : ده دخل لحد أوضتى..
غادة فى صدمه : يعنى شوفتيه...؟
ليلى : أيوه..
وكلمنى..
غادة:
طب دخل أزاى شقتكم
بسهوله كده ...!
ليلى : مش عارفه ...!
غادة
: طب عرفتى هو مين..؟
تنفى ليلى برأسها :
لاء...معرفتش..
غادة:
مش فاهمه بقى أزاى شوفتيه..!
وكلمتيه ...!
ومعرفتهوش...!
ليلى : كان لابس قناع أسود..
تتراجع غادة فى ذهول :
قناع أسود..!
ليلى : أيوه..
غادة : إيه الغموض ده ..؟
طيب مطلبتيش منه يشيله ليه..؟
وتشوفيه..؟
ليلى : أنا من الصدمه نفسها مقدرتش
أتكلم ولا أتحرك من مكانى...
مش متخيله إنه بسهوله يدخل
أوضتى..كده!
وبعدين....
بعدين..
وعادت تتوتر وتتلجلج فى الحديث
تقاطعها غادة :
انتى عايزه تقولى حاجه ...؟
فى حاجه مخبيها...!
حصل إيه ..؟
مش هتخبى عليه ...
تتساقط دموع ليلى مستطرده :
هو بعد ما دخل
وقعد جمبى ...
قالى كلام جميل ..
كلام عمرى ما سمعته فى حياتى ..
بصوت حنين...
خلى قلبى يدوب..
قولت له شيل القناع خلينى
أشوف وشك ..
قالى مش دلوقت ..
قولت له ليه ..؟
قالى هتعرفى بعدين السبب..
قفل نور كشاف تليفونى..
وبعدين..
غادة : كملى..
وبعدين...؟
ليلى : محستش بنفسى..
محستش بالدنيا فى حضنه..
غادة : يخربيتك...
إنتى مجنونه..
إنتى هبله يابت ..والآه عبيطه..!
ليلى فى بكاء منهمر :
غصبن عنى ..
حبه كان نقطة ضعفى..
غادة فى غضب :
تقومى تسلمى له نفسك...
ليلى : أنا كنت حاسه إنى بحلم ..
فى عالم تانى..
محستش بإرادتى...
كان وخدنى بكلامه ولمسته بعيد ...
غادة فى غضب شديد :
كل ده ميدكيش الحق
تسلمى نفسك لواحد مشفتيش شكله
ولا تعرفيه ..!
ليلى : لكن بحبه ...وبيحبنى..
غادة : كلام ناس مجانين..
يابنتى أنتى مش حاسه بحجم الكارثه
اللى وقعتى فيها..
مش مستوعبه إنتى ظلمتى نفسك أزاى..
وقد إيه...
ليلى : عندك حق فى كل اللى بتقوليه
لكن إيه الحل دلوقت..؟
أعمل إيه...؟
اللى أنا كنت خايفه منه أصبح واقع..!
تطلق غادة زفير عنيف :
مش عارفه تعملى إيه ..!
دى مصيبه ...
وملهاش حل..
تسلمى نفسك لشخصه
لا تعرفى اسمه..!
ولا شكله ولا عنوانه ..!
ولا حتى فصيلته..!
بشر والاه جن...؟!
ليلى :
تعرفى إنى بتمنى دلوقتى الموت
بفكر فى الانتحار...
تحتضنها غادة فى حب :
لازم نلاقى الشخص ده ونعرف طريقه
بأى شكل ..
حكاية القناع دى ..
مش داخله دماغى...
حكاية مريبه..!
يعنى إيه بيحبك وبيخبى وشه عنك ..!
القناع ده معناه حاجه واحده بس
ليلى فى حيره : إيه هيه..؟
غادة : إنه مش عايزك تعرفيه ..
بخبى حقيقة شخصيته عنك..
يسود الصمت بينهم للحظات
وغادة تشير نحوها بسبابتها :
إنتى لازم
تعرفى أولا عنوانه..
لازم بأى شكل..
تعرفى ساكن فين ...
سمعانى...
ليلى : طب ولو رفض يقولى. ..؟
غادة : يبقى لازم تصممى..
ليلى : وبعد ما أصمم زى ما
بتقولى و أعرف عنوانه
غادة : هنعرف هو مين..
ولو حبيتى نروح له سوا
معنديش مانع..
ليلى فى خوف تنظر لها فى حزن
قائله بصوت يكسوه الألم والندم :
أنا حبيت فعلاً الشخص ده..
حبيته روحه قبل شكله ...
غادة بصوت حاد : هبله..
تنفى ليلى : مش بإديه يا غادة..
مش بأديه..
عمر ما كان الحب اختيار..
**************
بعد أسبوع
انقطع فيهم كريم عن رسائله
وصفحته مغلقه ...
وليلى فى عذاب شديد
فقدت القدره فيها عن عمل أى شىء
حتى وظيفتها...
زادة حدة عصبيتها..
لا تقابل أو تتحدث مع أحد
إلا
غادة...
ظلت كل ليله تنتظر ظهوره ..
فجأة رساله جديده
تقرأ محتواها :
ليلى وحشتنى...
معلش كنت مسافر
تتراقص الدموع في عينيها وهى
تكتب فى لهفه كالمجنونه الثائره
: كريم أنته فين...؟
وحشتنى ...
غبت عنى كل ده ليه..؟
كريم : غصبن عنى ..
ليلى تكتب : أنا بخاف تضيع منى.
بخاف أغمض عنيه وملقكش
كريم : ههههههههههه
أنا عمرى ما هبعد عنك
أو أسيبك...
ليلى : ليه رافض إنى أشوفك..؟
كريم : هتشوفينى أكيد
كل شىء فى وقته..
ليلى : عايزه أعرف عنك
كل حاجه..
كريم : إيه اللى عايزه تعرفيه ...؟
ليلى : أنته مين...؟
اسمك الحقيقى..؟
هو فعلا كريم أشرف ...!
ساكن فين ..؟
بتشتغل إيه..؟
عندك كام سنه..؟
أسئله كتير ..
كتير ياكريم...
كريم : ههههههههههه
ياه كل دى أسئله ..؟
طيب ياستى عشان الوقت
هجاوبك بس
على سؤال واحد فيهم...
أختارى حاجه واحده فى اللى
سألتيهم وهجاوبك..
تنفى ليلى :
لاء جاوب عليهم كلهم
كريم :
طيب أختارى واحد دلوقت
والباقى بعدين
تفكر ليلى للحظات ثم عادت تكتب
: عنوانك...
ساد الصمت بعد سؤالها...
وكأنها أصابت الهدف...
المنشود..
فلو تهرب منها لأصبح بالفعل رجل كاذب
خدعها..
عشها...
ظلمها..
قطع كل تلك الظنون رسالته الاخيره..
التى تحتوى فيها عن عنوانه
لم تصدق ليلى ..
لتقول : بجد ده عنوانك..؟
كريم : أيوه ياستى اطمنتى
تبتسم ليلى :
يعنى أنته موجود فيه دلوقت ..؟
كريم :
أيوه وبتفرج على التلفزيون كمان..
تنظر ليلى إلى عقارب الساعة
التى تشير إلى الواحده صباحاً
وتلك الفكره المجنونه تساومها..
ولا تعلم لما فعلت ذلك
لتقول بكل جراءه :
أنا هلبس وأجيلك
وكان جوابها صادما
وكأنه توقع ذلك
ليقول : مستنيكى
تتصل ليلى على الفور بصديقتها غادة
لكن تليفونها كان غير متاح ..
ولا ترد رسائلها..
ولم تدر ماذا تفعل ..؟
الشغف والفضول يقتلها...
لا تستطيع المقاومه ...
ماذا لو رآه أحد من أهل بيتها..؟
أمها...؟
أبيها ....؟
أخيها...؟
بأى مبرر ستخبرهم....؟
ستكون فاجعه....
لكتها تفقد السيطره أمام رغبتها الملحه..
تعتدل من فراشها ترتدى ملابسها بسرعه..
وهى ما تزال تحاول الاتصال..
ب غادة ولكن بلا جدوى..
كان الاتصال بينهم معدوم...
وهاتفها مغلق...
تخرج ليلى بهدوء من بيتها
فى صمت ..
كان الجميع نائم..
الواحده ونصف..
تطلق أقدامها بسرعه
نحو طريق السيارات
توقف واحده من سيارات الاجره
تجلس فى الخلف وتخبره العنوان
تتسع عين السائق فى تعجب :
ده مشوار بعيد أوى ياباشا..!
ليلى : معرفش..!
السائق فى تعجب شديد
: يعنى أنتى
رايحه ومتعرفيش..!
ليلى : أنا أول مره أروح له ...
وبعدين
هو أنتى دخلك إيه..؟
مش المفروض توصلنى وخلاص
وليك أجرتك..!
هز الرجل رأسه :
بس ده هيكلفك كتير ..
ليلى : هدفع لك اللى أنت عايزه..
مط الرجلةشفتيه الغليظه :
طيب ماشى...
وعاد يهمس بهدوء ولكنها سمعته :
ربنا يتوب علينا من زباين آخر الليل
دى...
وانطلق
وهى تكاد توقفه وتتراجع
وهى تنفى أى غباء أفعله..
أى حماقه تلك التى أقترفها..
نظرت نحو هاتفها...
وهى تنفى برأسها :
مش وقته ياغادة انتى كمان..
قفله تليفونك ليه بس...!
الساعه الثانيه صباحاً...
لقد ابتعدت جدا..
ابتعدت بشكل لم تكن تتخيله..
ولم يعد لديها فرصة التراجع
لتهمس للسائق المشغول بعينه
فى الطريق الشبه خال المظلم :
هو لسه كتير ..؟
يقول بصوت قوى :
أنا مش قولت لك العنوان بعيد..!
ليلى :
بس مكنتش متخيله بعيد أوى كده ..!
السائق: دى مش مشكلتى...
ليلى فى قلق : طب لسه كتير ..؟
هز رأسه : ربع ساعه بالكتير ...
ليلى : طيب ممكن بعد ما توصلنى
قصدى ترجعنى تانى...
هز رأسه :
وماله أستناكى بس تحاسبى
على المشوار ده الأول..
كل مشوار لوحده...
عشان أضمن بس حقى ..
أومأت برأسها : مفيش مانع ..
وبعد دقائق توقفت السياره
ويشير السائق برأسه : وصلنا ياباشا
تدور ليلى برأسها فى تعجب
: هو فين البيت..!
السائق : معرفش أنا وصلتك
حسب العنوان
تخرج ليلى من السياره وهو يهتف
: قبل ما تمشي حاسبينى..
تخرج ليلى بعض النقود تقول :
خلى دول تحت الحساب...
بس من فضلك
متمشيش استنانى..
اوعى ..تمشى..
هز رأسه وهو يلتقط النقود : حاضر
تدور ليلى برأسها فى المكان الخالى
المظلم
تقول : أنا مش شايفه أى بيوت..!
يخرج السائق رأسه من النافذه
: على يمينك يا أستاذه..
هتمشى شويه على يمينك خطوتين ..
لأن العربيه مش هتعرف تدخل..
ولما تخلصى وياريت بسرعه هتلاقينى
هنا مستنيكى..
تتحرك ليلى بخطوات بطيئة حيث
أشار لها السائق..
أضواء خافته..
طريق خالى..
تشعل مصباح هاتفها
أسوار من الحديد..
يبدو أنها تحيط المنزل..
لكن أين الباب..؟
تتحرك بهدوء...
حتى وجدته..
لقد كان الباب مفتوح على مصرعيه...
لتتراجع ليلى فى قمة الذهول
والفزع والرعب
وقلبها يخفق بقوة فى الظلام
وهى تشاهد عبر مصباح هاتفها..
مقابر عاليه ..
مقابر خاليه...
أثار رؤيتها فى هذا الوقت والمكان
الفزع
لتصرخ فى هلع..
وهى تفر هاربه
تعدو بكل سرعه عائدة...
تطلق أقدامها تسابق الريح..
إلى حيث كان ينتظرها السائق...
لتجد المكان خال...
أختفت سيارة الأجرة والسائق ..
وأصبحت وحيده ..
فى مكان خال...مرعب...
وهناك بعيداً
عبر باب المقابر هناك
كان هو كما رأته من قبل ...
نفس الجسد....
يحمل فوق وجهه القناع الاسود..
ويقترب منها...
تنفى ليلى فى فزع
وهى لا تصدق...
تصرخ : لا...
مش ممكن..!
وفى محاوله يأسه للهروب
كان ذلك الرجل يلحق بها..
يكبل يديها وفمها..
ويقيدها...
ويحملها عائدا..
كالطفله بين يديه...
نحو المقابر...
لتفقد ليلى وعيها..
دون أن تدرى بأى شىء حولها...؟
ولا تعلم إلى أين أخذها ...؟
او ماذا سيحدث لها....؟
جميع أجزاء الروايه فى
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق