رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 29
تأليف محمد أبو النجا
دخلت ليلى منزل غادة كالمجنونه
تحمل شحنه عارمه من الغضب والثوره
والسخط والغل تجاه ذلك الرجل القذر
حاتم مجدى ..
وصلت إلى تلك الحجره ..
التى قد سجن فيها غادة
تطرق بابها لتهتف لها غادة..
فى لهفه : ليلى ..ليلى انتى جيتى
صح..انا حاسه بيكى..
ليلى أيوه..
متخفيش أنا جمبك..
غادة بصوت خائف :
خلى بالك على نفسك منه
ليلى تمسك السكين الحاد
وتخرجه من حقيبتها..
تدور فى أرجاء المنزل بحثا عنه
فجأة تشعر بتلك الأيدى القويه
التى تكبلها من خلفها..
وتقبض على السكين..
وتجبرها على تركه ..
وتجذبها بقوه..
وصوت حاتم بشكل مخيف يقول
ساخراً : كنت عارف إنك جاييه..
كنت عارف إنك مش هتستحملى
عن صاحبتك اى ضرر ..
وهتيجى جرى...
وتدخلى القفص برجليكى ..
أنا وعدتك مش هسيبك..
تحاول ليلى الخلاص منه دون جدوى
وسط ضربات وصراخ غادة
: ليلى..
ليلى انتى فين..؟
لكن ليلى كانت داخل حجره أخرى
تقاوم بإستماته وحش مفترس
صفعها...
ركلها بقدمه..
ضربها بكل قسوه حتى اسقطتها
كالفراشه التى ماتت أسفل حذائه الضخم
ليفترسها..
دون أن تمتلك أى قدره على المقاومه.
وانتهى الأمر..
وتفقد ليلى وعيها ...
وشرفها..
وتستيقظ فى هلع فوق الفراش
لا تصدق ما حدث..
كابوس جديد يضاف إلى كوابيسها..
لقد جاءت لتقتله..
فقتلها..
ذبحها...
نال منها..
فعل ما أراد...
ليتها قد ماتت ولم يحدث لها ذلك...
الموت سيكون هو الحل الأنسب لها...
تعتدل لتجده يجلس أمامها
بنصف ملابسه ..
يأكل من فاكهه على طاوله خشبيه
أمامه يضحك :
القمر بتاعنا صحى..
حمد لله على السلامه يا عروسه..
ليلى فى إنهيار تام تصرخ :
أنته عملت إيه..!
يضحك : إظارهر لما قولت مره إنكم
عملتوا كل حاجه مع بعض سوا
إلا الجواز من راجل واحد ..
خلاص ياسيتى أنا حققت ليكم الأمنية..
واتحققت النبوءه..
بقى بينكم راجل واحد برضه..
اول واحد فى حياتكم أنا..
أول ليله فى حياتها وف حياتك
كانت ليه أنا..
تبكى ليلى وهى تضع كفيها على وجهها
وهو يقترب فى شماته : خلاص بقى
محصلش حاجه..
أنا هتجوزك..
أهو تعيشى هنا مع صاحبتك..
فى بيت واحد..
تخدموا بعض...
فكرى فى العرض بتاعى...
وعاد يرتدى ملابسه وبعد إذنكم بقى
عشان ورايا معاد مع موزه بقى جديده
عبيطه برضه زيكم متصوره إنى
أول واحده في حياتها...
وفتح الباب ل غادة الراقده فوق الاريكه
تبكى..هى الأخرى..
ونظر
لها فى زهو وانتصار وغادر المكان..
تحركت غادة ببطء ..
وهى تشعر بألم فى بطنها
تحركت نحو ليلى التى تجلس وتحتضن
ركبتيها بيديها وتضع فوقهم رأسها..
تلامسها وتقبل رأسها...
حقك عليا...
سامحينى يا ليلى...
أنا السبب .
أنا اللى أتصلت بيكى عشان
تيجى..ويحصل لك اللى حصل..
وأخذت تبكى أكثر..
أنا استحق الموت..
أنا مستهلش أعيش فى الدنيا
ترفع ليلى رأسها هو اللى لازم يموت
تتسع عين غادة وهى تنظر للشر
والغضب المنطلق من أعين ليلى
التى يفوح من رائحة أنفاسها الانتقام..
وهى تكمل : إلا إذا كنتى بتحبيه
بعد كل اللى حصل..
تنفى غادة بصوت حاد
: خلاص كرهته..
كرهته..
ومبقاش فى قلبى ذرة رحمه عشانه..
مش هو ده الشخص اللى حبيته..!
ولا اللى عرفتوا..!
كادت ليلى أن تخبرها بأنه
قد نجح فى خداعها
وبأن قصة حبها التى أخبرتها بها
كانت على هذا الرجل أيضاً..
لقد خدعهم سويا ..
ومن الواضح أنه لم يحب أحداً منهم..
ولكن كيف تخبرها بحماقتها...
بسذاجتها...
بغباءها...
أنها لم تكن تعلم أن من تعشقه هو
زوج صديقتها ..
لقد خدعها وأخفى عنها حقيقته..
ربما لن تغفر لها إن علمت ذلك ..
ربما لم تصدقها..
وأوقعت اللوم والعتاب عليها . .
فاقت من شرودها الشديد على صوت
غادة التى ما تزال تبكى فى حسره
من أجلها...
لتقبض على يديها فى قوه وتحدى :
اسمعى يا غادة أنا جت لى فكره رهيبه
ومش عارفه خطرت فى عقلى أزاى
بالسرعه دى..
أحنا هنقتل حاتم...
هنقتله بكره ..
عشان تخلصى وتخرجى من الجحيم ده..
وننتقم من اللى عملوا فينا ..
غادة فى لهفه : أنا موافقه بس ازاى..
ليلى هقولك..
وأخذت ليلى تخبرها بتلك
الخطه الشيطانيه لقتل حاتم ..
وغادة تستمع لها لا تصدق أن من تتحدث
هى ليلى سليمان صديقتها...
لا تصدق أن تلك الفتاة الطيبه الرقيقه
التى عرفتها ..
هى تلك التي تراها الآن...
تحولت
وتبدلت إلى ملامح وصوره
مخيفه..
مخيفه
إلى أقصى حد...
****************
(مش هتاكلى..؟)
نطق حاتم جملته أمام زوجته غادة التى
تمسك بطنها التى انتفخت بعض الشىء
اثر نمو جنينها لتقول بصوت ضعيف
: لاء شبعانه
ليرفع يده فى وجهها
بطريقه مشمئزة : أحسن..
تنظر له فى غضب وهى تتنهد
ليقول دون أن ينظر إليها :
جهزى لى فنجان القهوة
أنا شبعت..
ألقى حاتم بجسده فوق الاريكه..
وأمسك هاتفه وظل يلامس شاشاته..
حتى جاءت غادة له بفنجان القهوة
أمامه..
ليقول لها بغضب : واقفه كده ليه..؟
عايزه حاجه ..!
ما تغورى..
عندى مكالمه مهم مع واحد صاحبى
هزت رأسها وتمايلت بجسدها
غير مقتنعه :
واحد صاحبك برضه..!
يطلق زفيره وهو ينفجر فى وجهه
: يوووه خلاص ياسيتى ..
واحده صاحبتي
ارتحتى..
عندك مانع ..
تنصرف غادة فى حزن وانكسار..
وبدأ فجأة يتراجع للوراء يتثاوب
ويشعر بذلك النعاس
الشديد الذى يضرب رأسه
ليسقط نائمًا فوق الأريكة..
أو فاقداً للوعى..
أو تم إفقاده وتنويمه...
بعد نصف ساعه من التخبط
داخل عقل غادة وهى تشعر بالإرتباك
الشديد ...
تدخل ليلى بهدوء المنزل بالمفتاح الذى
تملكه وحصلت عليه من غادة
تنظر له وهو راقد لا يتحرك تشير لها
: متصلتيش بيه ليه حسب
الإتفاق..!
أتأخرتى عليه ..!
مش قولت لك أول ما يفقد الوعى
بعد ما ياخد فنجان القهوة
اللى فيه المنوم كلمينى ..!
غادة : تليفونى لقيته مقفول..
ومش عايز يفتح..
ليلى : انتى لما أتأخرتى جيت أشوفك..
وعادت
تمسك على يديها قائله :
يالاه انتى معايا بسرعه نلحق نركب
تاكسي ونروح محطة القطر..
وهتسافرى هناك عند خالك ..
حسب
الإتفاق ..
وملكيش دعوة بأى حاجه خلاص ...
سيبى الباقى عليه ...
غادة : كنت عايزه ..
تقاطعها ليلى :
ملكيش دعوه بأى حاجه ..
القطر هيطلع الساعه خمسه
وأنا هولع فى البيت الساعه سته
تكونى عند خالك ومستحيل الشك
هيكون عليكى ساعتها ..
أو حد
هيتهمك بالجريمة..
البيت هيتحرق بكل الشر اللى فيه ..
تحتضنها غادة وهى تنطلق معها ..
إلى الطريق ..
غادة : طيب وهطمن عليكى أزاى..؟
ليلى : ابقى كلمينى من أى تليفون تانى
ما انتى حافظه رقمى ...
وهاتى تليفونك أنا هشوف أى حد يصلحه ..
أنا عارفه إنك لا تعرفى تروحى
ولا تيجى...
توقف ليلى سيارة أجره وهى تحتضنها
وتقبلها : أشوفك على خير...
وتبتعد غادة وهى تودعها من نافذة
السياره بأعين حزينه محبه لها..
وتشفق عليها..
لتعود ليلى إلى المنزل..
حيث حاتم الراقد النائم ..
تنظر له فى غضب وتشعر بالمرار
وهى تمسك صفائح البنزين تسكبها
فى أرجاء المنزل...
وعندما دقت السادسه ..
هزت رأسها وهى تمسك عود الثقاب
على باب البيت وتلقى به...
لتأكل النيران كل شىء...
وتتراجع ليلى وهى تشعر بالراحه..
بالظفر ..
بطعم ومذاق الانتقام
الذى سعت ونالته...
قتلت الشيطان الذى دمر حياتها
وحياة صديقتها ..
فجأة رساله إلى هاتفها..
تتراجع وقد اتسعت عيناها بشدة
وذهول..
وجنون لا تصدق ما تراه..
ولا تصدق اسم صاحب الرساله
فتحى القاضى...!!
تشعر برأسها تتخبط وتدور.
وهى تقرأ الكلمات
: ليلى واحشتينى..
ليلى فى صدمة لا يمكن وصفها..
تكتب : أنته مين..؟
يجيب : أنا فتحى حبيبك ..
مالك..!
ليلى فى صدمه تكاد تقتلها
لا تستطيع أن تلامس شاشة
هاتفها أو تكتب أى شىء..
فقد عجز عقلها عن الاستيعاب
أو حل او فهم أو إدراك ذلك اللغز
الرهيب الذى تعيشه..
الغموض
الذى تعجز العقول
جميعها
عن تفسيره..
النيران تعلو وترتفع ..
رساله جديده :
صاحبتك فى المطبخ..
اللحقيها.. مفيش
وقت
صاحبتك بتموت ..
انتى حرقتيها..
ليلى فى جنون لا تصدق تلك الخدعه
الجديده..
والكلمات منه تتوالى :
يابنتى غادة
فى المطبخ محبوسه هي وعائشه
بيتحرقوا..
تعدوا ليلى كالمجنونه...
حيث أخبرها...
ولم تتمكن من دخول باب المنزل
وقد بدأ بعض الناس يجتمعون
والنيران تزداد فى ثورتها وهياجها..
تدور ليلى بكل لهفه بجسد وعقل
يكاد ينفجر خوفاً وقلق ورعب
تصل لحجرة المطبخ ذات النافذه
المغلقه بأسياخ حديديه
تنظر عبر النيران والدخان إلى
صديقتها غادة التى تبكى وهى تطرق الباب
وتنادى..وتستغيث..
والنيران تأكل كل شىء من
حولها..
كالبركان..
وفى أحد الأركان كانت عائشه المرأه
العجوز تجلس خائفه منكمشه مستسلمه
لتصرخ ليلى فى ذعر باسم صديقتها
التى أقتربت منها ولامست أصابعها
تصرخ فى توسل ويأس وعجز :
ليلى أنا هموت ...
أنا هتحرق..
ألحقينى..
ليلى فى حسره وذهول لا حدود له
تتسع عيناها تصرخ :
انتى..مش سافرتى..أنتى..م
يقاطعها صراخ عائشه التى
تلتهمها النيران..
وغادة تبكى :
مبقاش فى وقت يا ليلى
خلى بالك من نفسك..
أنا
بحبك أوى ياليلى..
ومسمحاكى..
ليلى فى صراخ وبكاء : لاء..
لاء مش ممكن ..
مكنش قصدى أقتلك..
غادة تشعر بتلك النيران التى
تجذبها وتأخذها من صديقتها..
وتصرخ وهى ما تزال تلامس
اصابعها التى تبتعد وتفارقها..
فراق أبدى..
ونظرات غاده يسكنها الوداع الأخير..
وتتراجع وهى تسقط أشبه
بكتله من النار..
أمام صديقتها ليلى التى ظلت تصرخ ..
حتى فقدت وعيها ..
فقد كانت ما تراه لا يمكن لأى عقل
تحمله..
أن تقتل بالخطأ صديقة عمرها..
وتموت أمام أعينها..
وتتفحم...
دون أن
تعلم كيف حدث ذلك..!
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل

تعليقات
إرسال تعليق