رواية
عشقته ولم أراه
الجزء 24
تأليف محمد أبو النجا
تصل ليلى إلى قمة الشغف واللهفه
إلى معرفة من فعل بها كل ذلك
تستمع إلى المقدم عماد الذى قال :
اولًا مفيش أى حد من اللى حاوليكى
تقدرى تشك فيه..
ليلى أنا جوايا شك طال كل الناس...
حتى أقرب الأقربين ليه ..
كل
الناس اللى أعرفهم..
كل
الناس اللى بشوفهم..
ينفى عماد : لاء مفيش حد فيهم كلهم ..
فجأة يقاطع حديثهم طرقات باب الحجره
ويدخل رجل قصير القامه ..
ومعه ورقه يمدها له وهو
يلقى التحيه مغادرًا فى هدوء
ينظر المقدم نحو الورقه ثم عاد
يطويها
ويبتسم : طيب ياسيتى الحمد لله
أهو صلاح بقى كويس وفاق..
وقال إن محدش زقه..
ووقع لوحده...
ليلى فى سعاده : يعنى أنا براءه..؟
ينفى : لاء لسه..
انتى نسيتى أنكم دخلتم بيت
مش بتاعكم..!
ودى لوحدها قضيه تانيه
ليلى :
أنا حكيت لحضرتك كل المبررات..
وأكيد
هتعذرنى..
ينفى برأسه : أستاذه ليلى
البيت ده مقتول فيه تلات أشخاص..
تتراجع ليلى فى صدمه قويه
وهو يكمل : حاتم مجدى
وزوجته..الحامل ..
وفتاة مجهولة الهويه ...
طبعا الجميع تفحم..
اثر الحريق...
ليلى فى تعجب :
أنا مفيش أى صله تربط بينى
وبين حاتم ده
أو باللى حصل له..!
أو بالبيت المحروق
والمفتاح اللى معايا
أوعلاقة ده كل إيه
بالحمل اللى فى بطنى..
أنا مش
فاهمه..!
كل الألغاز دى مفيش تفسير ليها...
ولحد دلوقتى حضرتك محلتش
أى حاجه...
أو
أتكلمت بخصوصها..
كلها
مجرد تلميحات غير مفهومه..
عماد بهدوء :
حاتم مجدى شاب وسيم ...
عنده تقريبا اربعه وتلاتين سنه...
له أخ وحيد بيشتغل شيف فى مطعم كبير
والعلاقه
بينهم سيئه..
حاول بكل الطرق يدخل مجال التمثيل
لكن مقدرش..
غير إنه ياخد غير أدوار
صغيره جدا غير ملحوظه
مدمن كبير قمار..
له علاقات نسائيه كتيره ..
ليلى فى حيره شديده :
لكن أنا علاقتى إيه
بكل ده ...!!
عماد : أكيد علاقه قويه ..
متستعجليش...
ليلى فى تعجب شديد :
مش فاهمه ممكن توضح لى..!!
أنا حاسه إن حضرتك عايز تقول حاجه بس..
هز رأسه : أنا مش هقولها ....
أنا هخليكى تشوفيها بنفسك..
تنظر له فى دهشه وحيره وصمت
وتردد
بهمس فى خوف :
أشوفها
بنفسي يعنى إيه..!
يعتدل واقفًا يشير لها : أتفضلى
معايا..
تعتدل هى الأخرى من مقعدها تتبعه بهدوء
إلى سيارته يشير لها بالجلوس
فى المقعد المجاور له وينطلق
وحاله بينهم من الصمت الطويل ..
يتوقف أمام واحد من المستشفيات
وهى تتبعه فى صمت عبر الطرقه
الطويله يتوقف أمام تلك الحجره
وهو يشير لها بالدخول
لقد كان صلاح خطيبها يرقد فى صمت
بجسد شبه مهشم بالكامل
يبتسم عماد : إنته إنكتب لك عمر جديد
ياراجل..
ما انته كويس أهو..!
ينظر له صلاح فى صمت وقلق
وهو يشير إلى نفسه :
اكيد إنته عارفنى أو سمعت عنى..؟
هز صلاح رأسه : أكيد يافندم..
المقدم عماد شوقى..
مش كده...؟
يبتسم عماد : أنا جيت بس أطمن عليك
وأقولك أنك هتفضل معانا شويه
وهنعمل معاك تحقيق بكره هنا
فى المستشفى..
صلاح فى فزع : أنا معملتش حاجه..
عماد :
ما انته مش عايز تتعاون معانا .
صلاح فى توتر شديد :
هو حضرتك عايز منى إيه بالظبط ..؟
وأنا تحت أمرك ...
يمد عماد يده فى جيبه ويخرج ذلك
القناع الاسود المخيف والذى
معه يخفق قلب ليلى فى خوف
وهو يشير برأسه له :
تقدر تفسر لى وجود القناع ده
فى عربيتك..؟
يخفق قلب صلاح :
أنا والله لقيته على
كرسي العربيه وليلى شاهده على كده
كانت موجوده
معايا..
ليلى بكلمات سريعه : فعلاً يا فندم
الموقف ده حصل..قدامى
يغمغم عماد : آه وبتقول كمان انك
وقعت لوحدك من شباك البيت..
صح..!
صلاح بنظرات زائغه خائفه
مرتبكه : أيوه.
عماد بلهجه عنيفه :
يعنى محاولتش تغتصب ليلى هناك
صلاح فى إرتباك : لا ..لا..
حتى اسألها..؟
عماد : بس هيه فى التحقيقات قالت
إنك حاولت تعتدى عليها..
وهى زقتك بعيد عنها ووقعت..
صلاح : لاء انا حاولت بس أبوسها
زى أى أتنين مخطوبين بيحبوا بعض
هز عماد رأسه : تمام..تمام
على كل حال
بكره هيحصل معك تحقق
وابقى قول بقى كل اللى عندك فيه..
وعاد يشير
إلى ليلى بأن تتبعه
إلى سيارته وقد بدأت الشمس في الرحيل
والمغيب..
تنظر له ليلى قائله : هو حضرتك بتشك
إن ممكن صاحب القناع الاسود ده هو صلاح
مش كده..؟
ينفى برأسه مبتسمًا :
لاء طبعا صلاح ملوش أى دخل
ماهو
مضروب علقه منه..
والاه
إنتى نسيتى..!
هزت
رأسها فى خجل : أيوه صحيح..
بس مش
جايز
يكون له شريك..
أو
صلاح نفسه شريكه..
ينفى
من جديد : إحتمال بس بعيد..
أنا بس حبيت أتأكد من حاجه جوايا..
ليلى : يعنى صلاح ملوش أى دخل باللى
بيحصل لى..
ينفى عماد وهو يدور بسيارته :
تقريباً لاء ملوش دخل
بس مش ميه فى الميه..
تنظر ليلى عبر زجاج السياره للطريق
الذى بدأ يغطى بستائر الليل..
ليزيد ذلك من الرهبه والقلق والخوف
فى صدرها لتقول بكلمات ضعيفه هزيله :
حضرتك قولت هتورينى حاجه هتكشف
لى بيها سر القضيه..!
أومأ برأسه : أيوه..حصل
تراجعت ليلى بظهرها واستندت على
مقعد السياره رمادى اللون تقول :
أنا أمنية عمرى أفسر كل الألغاز دى..
المفروض كده أنا قدام ثلاث شخصيات بوجه
واحد
حاتم مجدى...
كريم أشرف..
فتحى القاضى..
مين فيهم اللى ...
يقاطعها المقدم
عماد بصوت قوى :
مفيش حد فيهم ..
فى شخص استغل الصوره فى كده..
صاحب الصوره مات..
مات محروق..
بس يعرف
عن حاتم كتير..
كتير أوى..
تطلق ليلى تنهيده طويله :
برضه اللغز بيزيد تعقيد...
ومش فاهمه..
آخرتها
إيه..!
هز رأسه وهو يشير بسبابته
: هو جابك هنا..!
مش كده..!
جابك
فى المكان ده.!
ارتجف قلبها فى عنف
وخفق بقوة وهى تشاهد المقابر
تقول بصوت ضعيف : أيوه...
جيت فى نفس المكان هنا
وفقدت الوعى
وصحيت لقيت نفسي فى البيت وعرفت
إن تم الاعتداء عليه هنا..
عماد : طب يالله بينا..
ترتجف وهى تشعر بجسدها كله يهتز
تقول فى خوف وهى تنظر للمقابر
شبه المظلمه :
حضرتك متودينى على فين...
يهمس بهدوء : هقولك حالًا
هو جابك هنا ليه ..!
وهكشف لك سر اللغز اللى حيرك
تخطو ليلى بجانبه فى خوف رهيب
وهى ترتجف يشعل مصباح هاتفه الجوال
يشق طريقه بين المقابر
وهى تبتلع ريقها وقد جفت دماؤها
من شدة الفزع حتى توقف
فجأة وهو يلتف بجسده ناحيتها :
دلوقتى
أقدر أكشف لك
سر الغموض اللى بقالك مده عايشه فيه..
عقدت حاجبيها فى رعب تام
تبتلع ريقها ..
وهو يكمل :
أنا عارف إن الصدمه ممكن تكون
قويه وحاده وعنيفه على قلبك
وروحك وعقلك...
لأنها أكيد صدمه قويه ..
صدمه أنا مش عارف عواقبها..
ومكنتش
عارف أقولهالك واصارحك بيها
ازاى..
ليلى وقد بدأ يطفوا الذعر فوق ملامحها
لتقول بصوت فقد بريقه :
أنا أعصابى خلاص أنهارت يا سيادة
المقدم
مبقاتش فاهمه حاجه...
ولا مستوعبه..
ومش فاهمه حضرتك ليه جايبنى هنا..
بالليل
فى وسط المقابر..
وعايزنى اشوف إيه..
مش فاهمه ..
يقترب منها ببطء وهو يرفع سبابته
للأعلى عشان تشوفى القبر ده..
رفع أضواء مصباح هاتفه
لتنظر وهى تتراجع فى ذهول تام وفزع
تصرخ
وهى تتراجع تكاد تسقط أرضاً
: مش ممكن...!!
مستحيل..!!
لاء..
لاء..
هز رأسه : هيه دى الحقيقه
ياليلى..
تصرخ بكل جنون تبكى بين
ظلمات الليل والمقابر :...لا..لا..
محصلش...
ينفى برأسه وهو يشير لتلك المقبره
بمصباح
هاتفه
والتى
كتب عليها
عروس الجنه
فقيدة الشباب
غادة حسين
الأسفل إضغط
على الجزء المطلوب لتصل له
إضغط هنا الجزء 19 إضغط هنا الجزء 20
لمتابعة الرويات اضغط على
الاسم فى الاسفل
إضغط على القصة القصيرة المطلوبه فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق