رواية
أحزان قسمت
الجزء 50والأخير
تأليف محمد أبو النجا
يومين جلست فيهم قسمت
فى ذلك الفندق
الأنيق
تنتظر عودة خالد أو إتصاله بها ..
كانت فى لهفه وشوق لسماع أى خبر..
تتمنى وتحلم بأن يخبرها فجأة
بعودة إبنها..
وبخروجها بريئة من تلك القضية
التى ورطها بها
زوجها السابق
خميس عبد القوى..
لكن غياب خالد زاد من قلقها ..
وهى تمسك ذلك الهاتف الذى تركه
لها هنا والذى
أصدر
فجأة رنين
ليخفق قلبه معها ..
وهى تسمع صوت خالد الذى
قال فى مرح :
قسمت عامله إيه ..؟
وحشتينى أوى ..
طمنينى عليكى..
قسمت بصوت عذب رقيق
: أنا بخير المهم إنته عملت إيه ..؟
طمنى ..
أنا عايشه فى قلق ووحده..
وخايفه..
إيه الأخبار عندك...؟
خالد : كله تمام متقلقيش..
خلاص قربنا نوصل ل مديحه ..
وهجيب ابنك منها..
يخفق مع صوته وكلماته قلبها فى سعاده
وهى تقول : يعنى مديحه هى فعلًا اللى
خطفت ابنى..؟
خالد بعد صمت لحظات : أيوه..
وبنحاول نوصل لطريقها
بعد ما خميس
قالى عليه
قدرت تهرب...
لكن أنا وراها
مش هسيبها...
قسمت فى تعجب أكثر :
خميس قالك عليه..!
خالد : أيوه أنا جبته خلاص
واتفقت معاه لو
عايز ابنه ياسر
يرجع له ويكون
بخير
يرجع يغير أقوله ويقول الحقيقه
وإن الى حصل مكنش قصدك
وبإنه شريك فى
اللى حصل ..
قسمت : المهم كفاية دم..
أرجوك ياخالد ..
يبتسم خالد : اطمنى ..متقلقيش..
مديحه دلوقت هربت لبلدهم فى الصعيد
وأنا هروح مع رجالتى
ومش هرجع غير بإبنك معايا..
ده وعد منى..
ممكن تلاقينى بكره عندك فى
لندن معاه..
يزداد قلبها خفقان وتشعر
بجسدها كله يكاد يطير فى الهواء فرحًا
من حديث خالد وذلك الأمل الذى
دسه فى قلبها ..
وهو يردد لو عايزه تخرجى
ممكن تنزلى تتمشى ..
هتلاقى فى عربيه زرقه قدام باب
الفندق دلوقت ..
وهتلاقى السواق بتاعها تحت امرك
فى أى مكان عاوزه تروحيه..
تنفى قسمت : أخرج فين بس..!
أنا جوايا توتر يكفى الدنيا كلها ..
والمزاج مش رايق..
خالد : لاء أرجوكى بلاش النبره دى ..
أنا عايزك تخرجى ..
وتفرحى خلاص كلها خطوه
وكل العذاب اللى عشناه ده ينتهى
لكن المهم توعدينى ..
تعقد حاجبيها فى تعجب : أوعدك..!
أوعدك بإيه..؟
خالد فى سعاده :
توعدينى نتجوز..
وهعملك فرح محصلش فى لندن ..
وهنقضى شهر العسل فى باريس..
هنلف العالم كله..
هخليكى أسعد واحده..
لم تتمالك قسمت دموعها
وهى تتساقط من
شدة الفرحه
وهى تقول : المهم ترجع بالسلامه
هتلاقينى
مستنياك..
لكن مش هنعيش عمرنا كله هنا..
أوعدنى إنته كمان ترجعنى مصر تانى ..
يبتسم خالد : أوعدك..
أوعدك ياقسمت...
*******
ترتدى قسمت ذلك الفستان
البنفسجى الرقيق الذى وجدته
فى الحقيبه التى جاءت بها من القاهره
لقد كان مضبوط
عليها تمامًا ..
كانت فى دهشه
لمعرفة خالد المقاس
بمنتهى تلك الدقه..
أخذت خطوات ناحية السياره
التى تنتظرها والتى أخبرها بها خالد
ويرتجل منها السائق ذلك السائق
الأنيق ويفتح بابها وهو يبتسم يقول
بلغه عربيه : مرحبًا سيدة قسمت
تتراجع قسمت فى صدمه
وهى تنظر إلى وجه ذلك الرجل وتهتف
فى ذهول : دكتور وحيد ..!
يبتسم وحيد : دلوقت مش هكون دكتور ..
أنا هنا سواق حضرتك وتحت أمرك
فى أى حاجه
تطلبيه..
تجلس قسمت فى المقعد الخلفى
وقد كانت فى غاية الأناقة والجمال
وهى تبتسم : أفهم من كده
إنك لا دكتور
ولا سواق..
يضحك وحيد :
فعلًا انا مهمتى بس أكون جمبك..
قسمت مبتسمه : تمام أنا كده فهمت..
دكتور مزيف..
وحيد ضاحكًا : تحبى سياتك تروحى فين..؟
تنفى قسمت : أنا معرفش أى حاجه هنا ..
لفى بيه شويه لحد ..
وبعدها نشوف..
أومأ وحيد برأسه وهو ينطلق بهدوء
يشق طريقه ..
وهى تعود بالذاكره وتتخيل مشهد عودة
خالد وبين يديه ابنها..
كم هو حلم جميل..تتمنها...
فجأة يضرب وحيد مكابح
سيارته لتنظر له فى دهشه
قائله : وقفت ليه ..؟
حصل حاجه..؟
يشير لها وحيد :
المطعم ده فى
مأكولات جميله جدًا
هتعجبك..
قسمت فى تعجب : بس أنا مش جعانه...
وحيد : بس استاذ خالد
مواصينى بإنى
أوصلك هنا..
عشان تجربى مأكولاته وقالى بإنها
هتعجبك.
وفى كمان قسم خاص بالحلويات..
تقدرى حضرتك تشترى اللى نفسك
فيه وطبعًا الحساب مدفوع مقدمًا..
متقلقيش..
تنفى قسمت : لكن أنا فعًلا مش ..
فجأة يضرب مسامعها صوت فرقعه
جانبيه وتلك
الأضواء تستطع
فوق سقف المحل
وترى صوره
لها معلقه أعلاه..
ترتجل قسمت وعيناها تتسع
فى ذهول وهى تشير
بيديها :
دى صورتى ..!
مش فاهمه...!
فجأة ترى حشد الرجال يعزفون
سفونيه رائعه وعزف رائع..
ورساله عبر
هاتفها تصلها فجأة
من خالد مع دقات الساعه الثامنه
مساءًا :
كل سنه وانتى طيبه ياقسمت ..
وتنتبه قسمت إنه بالفعل عيد ميلادها..
لقد نسته..
كيف علم خالد به..؟
ابتسم وحيد وهو يشير لها بالدخول :
كل عام وحضرتك بألف خير..
أستاذ خالد عمل لك حفله بسيطه
كده عشانك...
ولم تصدق قسمت ما تراه ..
وشعرت بقلبها يرقص من الفرحه
وشعرت بأمل
يقترب من بعيد ويحتضنها ..
وبأن الأيام القادمه ستحمل لها
بدون شك سعاده..
سعاده نسيت طعمها ..
وقضيت قسمت ليله رائعه لن تنساها
برفقة ناس لا تعرفهم يصفقون
ويرقصون ويغنون
من أجلها فقط ..
من أجل إسعادها ..
وتعود قسمت للفندق بعد قضاء ليله
من أجمل
لياليها..
وترقد على الفراش وتذهب فى نوم
عميق لم تنعم به منذ زمن طويل..
لم تعرف كم من الوقت كم مر بها...
واستيقظت..
وتتوالى الأيام..
لقد غاب خالد عنها..
إنتظرته كثيرًا..
لقد أختفى عنها ..
حتى وحيد لم تعد تراه منذ سهرة
عيد ميلادها..
وبدأ التوتر والخوف يعود لقلبها
من جديد..
فجأة طرقات باب حجرة الفندق
ويخبروها بأن الأيام المدفوعه
من حسابها فى الفندق قد إنتهت
وحان موعد تجديد
العقد والإقامه
أو الرحيل..
إنها كارثه..
إلى إين ستذهب ..
إنها لا تعرف أحد هنا...
فى تلك المدينه الواسعه ..
إنها غريبه عنها..
وليس معها من المال ما يكفى..
وخالد لم يتصل بها منذ يومين..
ويحدث مالا تتوقعه وتتبدل الأحوال ..
حيث وجدت نفسها خارج الفندق ..
معها فقط حقيبة ملابسها..
الجو بارد..
إلى أين تذهب ..؟
يبدوأن فكرة هروبها وخروجها من مصر
كانت حمقاء
وغبيه..
أو ربما خدعها خالد لأمر ما تجهله..
ربما لم يكن منذ البداية صادقًا
فى حبه ومشاعره
وتلاعب بها..
هل ستنام فى الشارع ..؟
هل نساها خالد ..
فجأة تتوقف تلك السياره أمامها ..
ويطل منها وحيد..
ويخفق قلبها وهى تهتف فى فرحه :
وحيد...!
يرتجل وحيد من السياره
وينظر لها لتقول
فى لهفه :
الفندق كان عايز حسابه مقدم ..
وأنا ممعيش فلوس وتقدر تقول طردونى ..
إيه الأخبار..؟
لكن وحيد ظل صامتًا بشكل غريب ومريب..
وهى تسأله فى حزم
من جديد
: وحيد مالك
مبتردش عليه ليه.. ؟
وضع وحيد رأسه أرضًا وهى تقول فى قلق :
إتكلم ..
يخرج وحيد من معطفه تلك الجريده
ويمد لها بها...
تلتقطها قسمت بأصابعها وتنظر
إلى ذلك الخبر وتصرخ بكل جنون فى شوارع
لندن ..
فقد كان عنوان الخبر فى الجريده
مصرع المطرب الشهير خالد ثروت
أثر إنقلاب سيارته ..
وشعرت قسمت بالدموع والحسره..
وبالوحده..
وبالجنون ..
وبظلام الدنيا كلها...
وبأحزان لم تفارفها..
أحزان ستبقى معها للأبد...
أحزان قسمت...
( تمت )
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق