رواية
أحزان قسمت
الجزء 7
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
داخل مستشفى كبرى كان العمل يقام على
قدم وساق من أجل إسعاف الحاج
خميس عبد القوى
الذى سقط أثر طلق ناري من
سلاح مجهول ...
وأنقلب الزفاف رأساً على عقب .
جلست قسمت بعيداً وحدها . .
صامته ..
مشاعرها تائهه ..
لا تعلم ماذا يحدث ..!
هل سيموت زوجها خميس عبد القوى..؟
هل سيموت فى ليلة زفافها ...؟
فى اول ليله لتحقيق هدفها ..؟
اى كارثه تلك التى حلت بها ...؟
الاطباء يبذلون أقصى جهد ..
واقصى طاقة لديهم ..
من أجل إنقاذه وإسعافه ...
أبناءه وليد وياسر يترقبون الموقف
بقلوب قلقه واجساد خائفه ...
ويعيد خارج المستشفى كان الثلاث
اشقاء فى حواء ساخن ..
حيث إنفعل محمد بعصبيه يقول :
انتو متخيلبن حجم الكارثه اللى حصلت ..؟
متخيلين لو كانت الرصاصه لقدر الله
جت فى قسمت اختكم ..؟
معتز ؛ الحمد لله ربنا ستر ..
بس هو السؤال دلوقت المهم مين
اللى عمل كده ...؟
وليه ..؟
مراد : التحقيق لسه شغال ..
واكيد كاميرات الفرح هتبين اللى..
يقاطعه محمد فى غضب :
انتو مش واخدين بالكم
إن ممكن اختكم تبقى ارمله
بين يوم وليله ...
قبل ما لسه تخش دنيا ..
يبتسم مراد : طب ياريت تبقى ارمله ..
يتراجع محمد فى صدمه يقول :
فى تعجب ياريت ...!
إيه اللى بتقوله ده ..!
مراد مستطردا : هو انته مش واخد بالك إن
أختك بقت مراته رسمى يا استاذ
واصبح من حقها دلوقت الميراث ..
يضرب محمد كفيه ببعضهما فى تعجب
شديد وعيناه تتسع : انته خلاص
الفلوس عمت عنيك ..
مره تساعدها وتشجعها على جواز واحد
قد أبوها ..
ولما حسيت إنه ممكن يموت وتورث
بتتمنى يموت وأختك الصغيره
الساذجه تبقى ارمله ..
واتحسبت عليها جوازه ..
معتز : مع احترامي لكلامك يا محمد
لكن مراد عنده حق ...
هو لو مات اختك هتبقى فى لحظه
غنيه ومعاها فلوس كتير ...
تقدر بقى تعمل كل اللى نفسها فيه ...
سواء تكمل تعليم ..
او تتجوز تانى أو تعمل بالفلوس مشروع ..
او ...
يقاطع حديثهم صوت أبيهم الذى جاء
من بعيد يقول فى ضجر :
انتو قاعدين هنا تتكلموا ..؟
تعالوا عشان عشان تشوفوا اختكم ..
وتتطمنوا على جوزها ..
مراد فى حيره : هو مش فى اوضة
العمليات ..
ينفى أبوه الحاج حسن : لاء خرج ..
بس حالته لسه غير مستقره ..
متعز بهدوء : يعنى هيعيش ..!!
لم يجيبه أحد وأبوه ينصرف وقد رمقه
والطبيب يخرج من حجرته يقول
: إن شاء الله هيبقى بخير ..
يقترب ابنه ياسر منه يقول :
هو هيفضل فى غيبوبه لحد امته
يا دكتور ..؟
هز الطبيب :
رأسه لو التمانيه وأربعين ساعه
فاتوا بخير ...
نقدر بعدها نطمن ..
و انصرف الطبيب مغادرا.
ليجد ياسر من خلفه قسمت التى
تتابع فى صمت ...
ليتنهد قائلاً لها بلهجه جافه
وحاده : منوره يا مرات أبويا...
ياوش السعد ...
قدمك قدم الخير علينا ..
وشعرت لحظتها قسمت يرغبه عارمه
فى البكاء ...
لا تعلم لماذا ...!
********
بعد يوم...
داخل منزل الحاج حسن
كانت قسمت تعود بينهم فى إنتظار
مصير زوجها المجهول بين الحياة والموت
مراد بصوت هاديء :
أنا كنت في المستشفى
وعرفت إن حالته مستقره ..
معتز : محدش عرف مين اللى عمل كده ..؟
ينفى مراد : لاء لسه التحقيق مستمر ..
الأم فى حزن : عينى عليكى ياقسمت
يابنتى..
كان مكتوب لك كل ده فين ...؟
محمد بهدوء :
المهم التحقيق يقدر يوصل
مين اللى عمل كده ... وليه ..؟
وإلا ...
ينظر له الجميع فى ترقب شديد وهو يكمل
: هتكون حياة اختنا قسمت فى خطر ..
لأن ممكن اللى عمل كده يكررها تانى ..
ومش كل مره تسلم الجره ..
معتز السؤال الاهم :
المجرم اللى عمل كده
كان عايز يقتل خميس عبد القوى ليه ..؟
نعيمه بهدوء : اكيد السبب كبير عشان
يضربه بالنار وسط كل الناس دى ..
يدور الاب نحو قسمت يقول :
مبتتكلميش ليه يا قسمت ..؟!
تنظر قسمت فى حزن وتتنهد فى ألم
: هقول إيه مش عارفه ..!
فجاة طرقات على باب الحجره ..
عقد مراد حاجبيه فى تعجب يقول
: غريبه ياترى مين ..
فجأة يجد مراد أمامه وليد ابن الحاج
خميس عبد القوى
الذى يقول بصوت هادىء : مساء الخير
اومأ مراد برأسه يرحب به ويدعوه للدخول
قبل أن يقول وليد بإشاره من يده
وهو ينفى : مفيش داعى ..
بابا الحمد لله فاق من الغيبوبه
وطلب منى أخد الاستاذه قسمت مراته
فى شقتها الجديده ..
نظر له الجميع فى تعجب قبل
ان يدور الاب ناحيه قسمت يقول لها
: جهزى نفسك يا قسمت
تعتدل قسمت من مقعدها فى تعجب
وهى تقول : على فين يابابا..؟
يشير ابوها ناحيه وليد :
على بيت جوزك طبعا
ولم تدرى قسمت لماذا شعرت فجأة
بالرعب وبالندم ...
الندم الشديد ..
******
بعد نصف ساعه بالضبط
كان وليد يفتح باب الشقه ل قسمت
ويدعوها للدخول
تنظر له وهى فى حيره لانه لم ينبس
بطرف كلمه طيلة الطريق
حاولت قسمت قراءة ما يدور فى
عقله أو ما يحمله فى قلبه لها
فقالت :
متشكره جدا يا وليد تعتبك معايا ..
نظر لها دون أن يجيبها ..
مما أثار القلق والرهبه فى نفسها
لتقول مبتسمه : مالك يا وليد ..؟
وليد فى سخريه يبتسم :
ولا حاجه ياعروسه ..
بس خلى بالك من حاجه...
كل اللى انتى فيه ده مؤقت بس .
عقدت حاجبيها فى ارتباك شديد
وقلق وهى تقول : مش فاهمه ..!
تقصد إيه يا وليد ..!!
وليد : قصدى عارفاه كويس ..
لما عيله زيك تتجوز راجل
قد ابوها ..
ده معناه أنها طماعه وعايزه تلهف
فلوسه ولا انا ولا أخويا ياسر
هنسمح لك بكده ..
وانصرف بعدها وليد وهى متجمده
فى ذهول وصدمه وخوف لا حدود له
وهى عاجزه عن الرد عليه ..
حملت حقيبتها ودلفت نحو شقتها
لتتراجع وهى تصرخ من هول الصدمه .
فقد كان يجلس داخل شقتها ...
رجل غريب ..
لم تراه أو تعرفه من قبل ..
ولا تعرف سبب وجوده فى شقتها
او كيف دخل لها ..
ولماذا يبتسم لها ..
ابتسامه مرعبه ..
أصابت قلبها بالفزع ..
والذعر ...
الجزء القادم للمتابعين قم بالتعليق
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق