رواية
أحزان قسمت
الجزء 26
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
حزن رهيب يخيم داخل منزل
صلاح محمود ..
وبجانبه نعميه التى لم تجف عينيها
من الدموع منذ سماع خبر إحتراق
المطبعه ..
إنها كانت بمثابة الحلم الذى ينمو
بماء حبهم ..
لقد تلاشى فجأة...
كم كان هذا موجع ..
والفاعل إلى تلك اللحظه مجهول ...
محمد يجلس بينهم عاجز عن الحديث
او المواساة ..
لقد كانت الكارثة جمة ..
نعيمه فى حزن تقول
بصوت خافت منكسر :
هو التحقيق معرفش سبب الحريق
لحد دلوقت ..؟
ينفى محمد : لاء لسه .
وحتى لو عرف السبب هيفيد بإيه...؟
وكل شىء أصبح رماد ..
نعيمه فى إهتمام بالغ :
هو ممكن يكون فى حد حرقها..؟
يعنى بفعل فاعل ...؟
يتنهد صلاح وهو ينفى برأسه
ويستند بكلتا يده على حافة مقعد
قائلا : مش عارف ...
محمد فى صوت حاد :
لكن إنته شاكك يا صلاح وفى التحقيق
قولت معرفش رغم إنك عارف
إنها قسمت ...
ينتبه محمد للخطأ الذى وقع فيه
وتتسع عين صلاح فى صدمه
بعد أن كان يخفى تلك الحقيقه
عن نعيمه بأن قسمت اختها هى
صاحبت المطبعه التى تنافسهم منذ
زمن ...وتحاربهم ..
تتسع حدقت عين نعيمه بشكل حاد
وهى تفتح فمها فى صدمه وتصرخ
قائله : قسمت ...!!
مش فاهمه قصدك إيه يا محمد ..!
إيه اللى جاب سيرة قسمت
فى الموضوع ..!
يسود الصمت بعد حديثها
وقد بدأ قلبها يخفق بقوة.
وتتسارعت دقاته ...
وهى ما تزال تسأل وقد أعطاها الإثنان
ظهرهم ..
لتقول فى حزن : ممكن تفهمونى
إيه الحكايه .. ؟
قسمت مالها ...!
يدور محمد بجسده وبصوت حازم :
قسمت هيه صاحبت المطبعه يا نعيمه ...
صرخت نعيمه دون أن تمنع نفسها
من أن تفعل ذلك ..
ودموعها
تتساقط ...
وأنهارت بشكل كامل تنفى :
إنته كداب يا محمد ..
كداب ...
قسمت لا يمكن تعمل كده ...
قسمت مش بالشر ده ...
ودفعت بيديها عجلات كرسيها المتحرك
نحو صلاح تهتف له فى بكاء
: قوله يا صلاح ..
قول ل محمد انته كداب ..
ينظر صلاح إلى محمد قائلاً فى غضب
: إيه اللى انته عملته ده يا أخى . ؟
يشيح محمد بيده :
هتفضل مخبى عليها
لحد أمته يا صلاح ..
خليها تفوق بقى .
هتسيبها عايشه فى وهم أختها الطيبه
لحد أمته ...؟
ودار برأسه ناحيتها يقول بصوت
قوى : ايوة يا نعيمه هى دى الحقيقه
قسمت صاحبت المطبعه مش كده وبس
دا كمان اللى بيشتغلوا عندها وبيساعدوها
اخوكى مراد ومعتز ..
وبتديهم مرتبات مجزيه ..
فى سبيل تدمير مطبعة صلاح ..
تنهار نعيمه وهى تدفن وجهها فى
راحت يديها وتنفجر فى حاله هيستريه
من البكاء لينثنى صلاح على ركبيتيه
يقبل رأسها ويتوسل إليها
إلا تفعل ذلك ...
ولكن نعيمه ترفع راسها قائله
: أنا مش مصدقه ...!
مش مصدقه ياصلاح اللى محمد قاله..!
قسمت دى بنتى ...!
مش اختى ...!
تعمل فيه كده ...؟
فى أختها ...!
ليه ...؟
ليه كل ده ...؟
أنا عملت لها إيه ..!
محمد فى حدة : الغيره ...
الغيره بانعيمه...
تعمل اكتر من كده ..
نعيمه فى حزن : قسمت هتغير منى أنا..!
هتغير منى على إيه ..؟
على الكرسي اللى قاعده عليه
مشلوله ليل ونهار .. !
أنا مفيش حاجه فى حياتى كلها
ازيد عنها فيها . !
ينفى محمد برأسه : أنتى غلطانه
يا نعيمه ...
الغيره ملهاش مقياس ..
ممكن تكون عندها كلها حاجه .
وانتى عندك حاجه واحده بس
تغير منك بسببها ...
تنفى نعيمه : حاجه إيه يا محمد ..؟
انا مزدتش عنها فى أى حاجه ..!
ينفى محمد من جديد
: السعاده يا نعيمه ..
تتسع عين نعميه فى تعجب
تقول وهى تمسح دموعها
: مش فاهمه ...!
سعادة إيه ...!
واديك شايف المطبعه واتحرقت
فين السعاده ...
محمد مستطردا : عشان كده حرقتها ..
عشان تمحى سعادتك ....
قسمت شافت إنك عايشه
فى سعاده هيه محرومه منها .
خصوصا إنك أخدت صلاح منها ..
اللى كان المفروض بتاعها ..
قصدى عريسها ...
وهى رفضته ...
يقاطعه فجأة صلاح : ملوش لازمه
الكلام ده يا محمد أنا مردتش اصارح
نعيمه من البدايه لأنى كنت خايف
من الحزن ده اللى بقيت فيه ..
خصوصا وهى حامل ....
نعيمه فى ذهول وحسره :
يعنى الفتره اللى كانت بتخسر
فيها المطبعه كانت بسبب
مطبعة قسمت ..؟
قسمت اللى كانت بتحارينا . ؟
أنا مش مصدقه ...!
ومش مستوعبه...
كابوس ..
كابوس بعيشه ...
أنا دلوقت فهمت الصوره ...
انتو ليه رفضوا إنى اقولها أو اقول
لأى حد إنى دخلت كليه طب ..
مكنتوش عايزنها تعرف ..
اومأ محمد برأسه : صح ...
صح يا نعيمه ...
كنا خايفين عليكى من شيطانها ...
ومن شرها ...
واديكى شوفتى عملت إيه دلوقت
حرقت المطبعه ..
ينفى صلاح بيده : لاء يا محمد
مفيش دليل يقول إن اللى
حرقت المطبعه قسمت ..
جايز يكون فى ماس كهربا ..
او اى سبب تانى .. مجهول ..
يبتسم محمد ساخراً :
متضحكش على نفسك يا صلاح ..
انته متأكد ميه فى الميه ..
مليون فى الميه إن اللى عمل كده
قسمت أختى ...
قصدى اللى كانت اختى ...
وتزداد حالة نعيمه سوء ...
وهى تنهار باكيه .
وتصرخ بشده ..
صرخات متتاليه ...
وتفقد وعيها...
وسط هلع زوجها ..
وأخيها...
***********
( انتى اتجننتى يا رحاب..! )
نطقت قسمت جملتها داخل منزل
خميس عبد القوى ..
رحاب فى غضب : انا لما راجعت الحوار
كويس اللى دار بين البنت دى ومصطفى..
اكتشفت إنى فعلاً كنت غبيه ...
البنت دى تعرفنى وتعرفه كويس اوى ...
البنت دى انتى ياقسمت ...
قسمت ساخره : هو مصطفى ده
قدر يخليكى
تصدقى إنى اللى عملت كده .. !
تنفى رحاب : بالعكس أنا اللى كنت
غبيه وعاميه ...
قسمت فى غضب تشير نحوها بيديها
تقول : رحاب...
انتى جايلى بيتى بعد نص الليل
عشان تقولى كلام تخاريف ...!
تنفى رحاب برأسها : مش تخاريف .
ولا اوهام ...
انتى مريضه يا قسمت ...
مش طبيعيه ...
مش فاهمه غرضك إيه توقعى بينى
وبين مصطفى.
وتدمرى العلاقه اللى بينا ..
انا عملت لك إيه..!
ضريتك فى إيه ...!
مصطفى حاول يشرح لى كتير
وانا كدبته...
واقنعنى نعمل خطه عشان نوقعك..
لكن أنا لما رجعت الحوار لقيت
فى حجات محدش يعرفها غيرك ..
والموضوع مكشوف ومش
محتاج خطه ..
ياأحقر إنسانه فى الدنيا ..
تعقد قسمت يديها أمام صدرها تطلق
زفير : تقدر تفهمينى
ليه بتتهمينى ...؟
حجات زى إيه اكتشفتيها ...؟
رحاب : زى الرحله اللى مصطفى اتفق
يطلعها معايا لاسكندريه ...
انتى اتكلمتى فيها بأنك تعرفيها..
ودى نقطه غبيه اوى منك ...
لكن لكل مجرم غلطه ..
تتسع عين قسمت فى فزع وهى
ترتبك وتتلعثم فى الحديثة
تمسك يد رحاب :
سامحينى يا رحاب
مكنش قصدى ...
سامحينى ...
انا كنت خايفه عليكى من مصطفى
ده كداب فعلاً وبتاع بنات ..
وبيلعب بيكى و...
تقاطعه رحاب فى غضب
: اسكتى بقى ...
وبطلى كدب ...
كفايه ...
انا هنزل منشور على الفيس افضحك..
انا ومصطفى هنقول للكليه كلها عنك ..
وهنكشف للناس حقيقتك ...
تصرخ قسمت فى حسره :
رحاب ارجوكى متتسرعيش فى الحكم
عليه ..
رحاب ساخره : فعلاً متسرعتش
فى الحكم عليكى ...
دانا كنت غبيه بشكل ..
كنت نايمه فى العسل نوم ...
كنت غبيه لما سلمت نفسي
لواحده خاينه زيك ..
دا لسه كمان مصطفى هيرفع قضية
تشهير بإسمه ..
مش عملت له فضيحه بالرسايل ..
يعنى استعدى ل سبع سنين سجن
يا دكتوره ...
وتنسحب رحاب مغادره فى ضجر
لتلحق بها قسمت فى لهفه ورعب
تنادى وهى تتوسل : رحاب ...
ارجوكى افهمينى ..
لكن رحاب كانت تتجاهل حتى النظر
إليها ...
وتجذبها قسمت بقوه وبعنف من يديها ...
لتتعرقل رحاب ...
وتسقط أرضاً...
وتصطدم رأسها بالحائط وتنفجر
الدماء منها ..
وتصرخ قسمت فى فزع ورعب..
وهى تثنى على ركبتيها تحمل
رأسها بين يديها تنادى فى هلع
: رحاب ...
رحاب ردى عليه ...
مكنش قصدى ...
رحاب ...
فجأة يقتحم المنزل خميس زوجها ...
ينظر لبركة الدماء أسفل قدميه ...
وتتسع عيناه يقول :
فى إيه ..؟
حصل إيه ..؟
مين دى . !!
قسمت فى تلعثم وارتباك
: دى صاحبتى رحاب ..
مش عارفه مالها ..
كانت جايه تزورنى وبعدين
وقعت واتخبطت فى دماغها ...
واتعورت ...
ينثنى خميس يتفحصها ...
ويعتدل واقفاً فى صدمه وذعر...
يصرخ فى وجه قسمت :
دى ماتت ...
البت دى ماتت ...
صاحبتك ماتت ..
وسقطت قسمت للوراء ..
على ظهره من الصدمه ..
تنفى فى جنون وهلع ...
ورعب لا حدود له ...
جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق