القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أحزان قسمت
 
الجزء 35

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

لم يصدق صلاح نفسه وهو قد

 

أصبح على بعد خطوه واحده لمعرفة

 

من أحرق له المطبعه ...

 

يقترب ويميل فى شغف لسماع

 

إسم من فعل ذلك ليقول فى

 

أهتمام شديد : مين يافاطمه ..؟

 

أتكلمى قولى ..

 

متخفيش

 

نعيمه فى هدوء كادت أن تتوسل لها

 

 : ارجوكى يا فاطمة..

 

أتكلمى ..

 

عايزين نعرف مين اللى عمل فينا كده ..؟

 

فاطمه فى خوف وارتباك واضح :

 

انا ..

 

انا كنت عايزه من زمان اقولكم لكن ..

 

لكن ابويا كان بيهددنى..

 

بأنه هيضربنى ..

 

وفضلت خايفه لكن ..

 

حسيت بإن اللى بعمله ده غلط ...

 

ولازم اتكلم ..

 

انا بحبكوا وانتوا ناس طيبين

 

صلاح فى لهفه : ده من اصلك

 

يا فاطمه ربنا يخليكى ...

 

ها...مقولتيش ..مين ..بقى ..؟

 

فاطمه بهدوء وبصوت خافت

 

تبدأ فى السرد قائله :

 

أنا كنت قاعده بالليل فاتحه الفيس ..

 

وبكلم أصحابى ...

 

وبعدين ..

 

تعود للصمت للتدفعها نعيمه :

 

ايوه وبعدين ....

 

يا فاطمه ...كملى حصل إيه ..؟

 

فاطمه بإرتباك : يحي ابن عمى اتصل

 

 عليه ..

 

 ‏هو بيشتغل فى مصنع بلاط ...

 

 ‏وعايز يخطبنى لكن بابا رفض وقاله

 

 ‏مش دلوقت لانى لسه صغيره

 

 ‏وقدامى دارسه ...

 

 ‏تتنهد نعيمه : ماشى يا نعيمه

 

 ‏بس يحي علاقته إيه بالموضوع ...!

 

 ‏وبحرق المطبعه ...!!

 

 ‏قطبت فاطمه حاجبيها : أصله بيكلمنى

 

 ‏من وراهم ...

 

 ‏صلاح : كويس افهم من كده

 

 ‏إنك بتحبيه ..؟

 

 ‏تغمغم فاطمه : مش عارفه..

 

 ‏لكن بحب أكلمه أصله ظريف

 

 ‏ وبيضحكنى

 

 ‏اومأ صلاح برأسه وهو يشعر

 

 ‏بنفاذ صبره : طيب وبعدين ..؟

 

 ‏برضه مفهمناش..!

 

 ‏ إيه علاقته ده بحرق ‏المطبعه ...؟!

 

 ‏فاطمه بهدوء :

 

 ‏هقولك اصل فى اليوم اللى

 

 ‏اتحرقت فيه المطبعه  كنت بكلم

 

 ‏يحيى ..

 

 ‏وعشان محدش ياخد باله ...

 

 ‏طلعت فوق سطوح بتنا ...

 

 ‏وفى ركن كده بعيد بيطل على المطبعه

 

 ‏بتاعتكم ..

 

 ‏تتسع عين نعيمه : ايوه انا كده

 

 ‏فهمت قصدك ..

 

 ‏الصدفه دى خلتك وانتى بتكلمى

 

 ‏من المكان و الزاويه ‏دى اللى حرق

 

 ‏ ‏المطبعه ..

 

 ‏مش كده ..؟

 

 ‏اومأت فاطمه برأسها : أيوه ..

 

 ‏مظبوط..

 

 ‏صلاح فى لهفه حاده :

 

 ‏ كان مين بقى ..؟

 

 ‏قبل أن تتحرك شفتاها لتخبرهم ...

 

 ‏ كانت هناك ‏طرقات قويه على باب المنزل

 

 ‏قطب صلاح حاجبيه فى تعجب

 

: ‏غريبه ..!!

 

 ‏مين اللى بيخبط بالشكل ده ..؟

 

 ‏يقترب بهدوء من باب الشقه

 

 ‏ويفتحه وهو يصدر صرير قوى

 

 ‏ويتراجع هو يقول فى صدمه

 

 ‏: معلم مختار ..!

 

 ‏هز المعلم مختار رأسه بصوت

 

 ‏غليط : ازيك يا استاذ ..

 

 ‏فاطمه بنتى فين ..؟

 

 ‏يتراجع صلاح برأسه وهو يشير له

 

 ‏بيده : موجوده يا معلم ..

 

 ‏يخطو مختار نحو الداخل

 

 ‏دون السماح له ..

 

 ‏ويدور برأسه فى أرجاء الشقه

 

 ‏إلى أن تقع ‏عينيه عليها .

 

 ‏فينفجر بصوته فى ضجر ينادى

 

: ‏فاطمه ...

 

 ‏تعالى هنا ..

 

 ‏تشعر فاطمه بالرعب يكتاح جسدها

 

 ‏وترتجف وهى تعتدل فى خوف ..

 

 ‏وما تزال نعيمه على أمل أن تعرف

 

 ‏من احرق المطبعه منها ..

 

 ‏لكن فاطمه انصرفت تفر هاربه ..

 

 ‏نحو ابيها الذى رمقها بنظرات غضب

 

 ‏يقول فى عصبيه :

 

 ‏ بتعملى إيه هنا ..!!

 

 ‏فاطمه متلعثمه : كنت ..كنت بسلم

 

 ‏على الاستاذ صلاح والدكتوره نعيمه ..

 

 ‏هز رأسه وأشار لها فى عنف :

 

 ‏طب يالله على البيت ...

 

 ‏ياخذ صلاح نفساً عميقاً قائلاً :

 

 ‏معلم مختار اقدر اعرف معناه إيه

 

 ‏التصرف ده ..؟

 

 ‏قطب المعلم مختار حاجبيه وضاقت

 



































 ‏ حدقت ‏عينه قائلاً :

 

 ‏مش فاهم قصدك إيه يا استاذ..!

 

 ‏يشير له صلاح بيده نحو صدره :

 

 ‏ أظن انته فاهم انا اقصد

 

 ‏إيه .. كويس ..

 

 ‏بنتك فاطمه تعرف اللى حرق المطبعه ...

 

 ‏يبتسم مختار ساخراً :

 

 ‏فاطمه دى بت هبله ...

 

 عبيطه ...

 

 ‏متصدقهاش ...

 

 ‏دى ملهاش علاقه بأى حاجه ..

 

 ‏وياريت مدخلناش فى مشاكلك

 

يا ‏استاذ صلاح ..

 

مش ناقصين ..

 

 ‏صلاح فى سخط وتعجب :

 

 ‏مشاكلى..!

 

 ‏يامعلم حرام عليك..

 

 ‏انته كده ساكت عن الحق ...

 

 ‏وربنا هيحاسبك..

 

 ‏لم يعيره مختار اى إهتمام وانصرف

 

 ‏مغادرا وصلاح يشعر بالدماء ثائره

 

 ‏فى عروقه من شدة الغضب

 

 ‏لقد كان قاب قوسين أو أدنى

 

 ‏لمعرفة من أحرق المطبعه ..

 

 ‏لقد كادت فاطمه أن تخبره ..

 

 ‏لولا حضور ابوها ...

 

 ‏يقاطع شىروده صوت نعيمه تقول

 

: ‏منه لله مختار ده ..

 

 ‏يعنى عارف مين اللى عمل كده فين

 

 ‏وساكت ..!

 

 ‏واضح إنه جبان وخايف..!

 

 ‏وندل كمان...

 

 ‏حك صلاح أصابعه بذقنه وقال :

 

 ‏هو ده السؤال اللى بيطرح نفسه

 

 ‏مختار ده خايف من إيه ..!

 

 ‏عقد نعيمه حاجبيها فى حيره

 

: ‏تقصد إيه ..؟!

 

 ‏يتنهد صلاح : مين اللى حرق المطبعه

 

 ‏وواحد زى المعلم مختار ده خايف

 

 ‏يقول عليه..!!!

 

 ‏تنفى نعيمه : أو خايف فلا

 

 ‏يدخل فى. مشاكل ....

 

 ‏صلاح فى إصرار :

 

 ‏ يبقى لازم اقابل فاطمه واعرف

 

 ‏منها بأى طريقه

 

 ‏مين الشخص المجهول

 

 ‏اللى حرق المطبعه ..

 

 ‏بأى شكل لازم اعرف ...

 

 

 

                   ***********

 

 

 

تستيقظ قسمت فجأة من نوم عميق

 

تتذكر فى لحظات ما حدث لها...

 

تنتفض وهى تعتدل فوق فراش

 

داخل حجره ذات اثاث بسيط ...

 

يبدو أنه منزل قديم ...

 

لكنها لا تعرف من يكون صاحبه ..

 

فجأة يصدر هذا الصوت فى أذنيها

 

يقول (حمدالله على السلامه)

 

يخفق قلب قسمت وهى ترفع

 

رأسها نحو أمراه عجوز قادمه نحوها...

 

 تبتسم إبتسامه شاحبه ..

 

قسمت فى توتر : أنا فين ..؟

 

وانتى مين ...!

 

تقترب المرأة العجوز تشير إلى

 

نفسها : أنا أسمى حوريه ...

 

وبينادونى ام علاء ..

 

علاء ده ابنى الوحيد ..

 

وعادت تتنهد فى حزن :

 

الله يرحمه مات غرقان ...

 

من سبع سنين ...

 

قسمت فى خوف من ملامحها تقول

 

: وإيه اللى جابنى هنا ..

 

عندك ..؟

 

حوريه : فى ناس لائوكى مرميه

 

 فى الشارع ..

 

قصادى بيتى ..

 

جابوكى عندى هنا من ساعتين ...

 

تتسع عين قسمت : بيتك...!

 

وبيتك ده يبقى فين ...؟

 

العجوز حوريه : فى شبرا..

 

تتراجع قسمت فى صدمه تردد

 

: شبرا ..!

 

وإيه اللى جابنى شبرا ..!

 

وعادت تقفز من فراشها

 

: انا لازم أمشى ..

 

تشير لها حوريه بيديها لتمنعها

 

: مفيش داعى

 

تقومى من السرير

 

انا حاولت افتح تليفونك مقدرتش ..

 

كنت عايزه اكلم اى حد يجى ياخدك..

 

نصحتى خليكى زى ما انتى ..

 

واتصلى بأى حد من قرايبك ..

 

خليكى مستريحه. 

 

تعود قسمت للصمت فجأة..

 

وهى تفكر بمن يمكنها أن تتصل به ..!

 

إن تستنجد به ..

 

سؤال يجعل قلبه يتمزق حزناً..

 

فلا يوجد أحد يستحق أن تعتمد عليه ..

 

أو أن تثق به..

 

تنتفض مع قدوم العجوز تمد لها بالهاتف

 





























قائله : ها ..هتكلمى مين ..

 

قمست وكأنها تجاهد لإخراج الكلمات

 

فلم يكن لديها بديل سوى خميس ..

 

لامست باصابعها الهاتف وأجرت

 

 إتصال به ..

 

 ‏بعد أن اخبرتها العجوز العنوان..

 

 ‏وطلبت منه القدوم على وجه السرعه ..

 

 ‏وأنهت المحادثه ...

 

 ‏لتتسع عيناها مع ذلك الكوب الذى

 

 ‏ظهر فجأة صوب عينيها تحمله

 

 ‏السيدة العجوز حوريه التى تبتسم

 

 ‏خودى يابنتى اشربى..

 

 ‏لكن قسمت كانت تشعر بالخوف

 

 ‏دون أن تعلم السبب

 

 ‏لتميل العجوزه وهى تكمل

 

: ‏ده عصير برتقال ..

 

 ‏حلو اوى ..

 

 ‏اشربى متخفيش ..

 

 ‏تمسك قسمت بالكوب وتبدأ فى تجرعه.

 

 ‏لقد كان بالفعل ذو مذاق جميل ..

 

 ‏هزت رأسها تقول :

 

 ‏ده جميل اوى .. فعلاً..

 

 ‏تسلم إدييكى يا ست حوريه ..

 

 ‏وكأن ذلك الموقف يذكرها فجأة

 

 ‏بأعز الناس لديها ..

 

 ‏امها التى فقدتها ...

 

 ‏يبدو أن تلك السيده العجوز طيبه

 

 ‏للغايه ...

 

 ‏وحنونه ...

 

 ‏اخذت تربت على كتفها فى عطف

 

و ‏تهمس :

 

انا بيتى مفتوح لك فى أى وقت

 

 ‏يابنتى ...

 

 ‏انا عايشه فيه لوحد ..

 

 ‏بعد وفاة ابنى وجوزى ..

 

 ‏اومأت قسمت برأسها :

 

 ‏ إن شاء الله هبقى

 

 ‏اجيلك أزورك ....

 

 ‏تراقصت الدموع فى أعين حوريه

 

 ‏وهى تتنهد قائله :

 

 ‏ ياريت يابنتى ..

 

 ‏ياريت ..

 

 ‏فجأة طرقات على باب المنزل ..

 

 ‏لتقفز قسمت من الفراش وهى تهتف

 

: ‏ده لازم جوزى خميس ..

 

 ‏وبعد دقائق كانت تستقل

 

 ‏بجانبه السياره تقول بنبرات حزن

 

 ‏وتسطرد كل ما حدث لها

 

 ‏وهو يستمع دون أن يقاطعها

 

 ‏حتى انتهت ..

 

 ‏ليبتسم ساخراً : مالك يا قسمت ..؟

 

 ‏مالك يا دكتوره..!

 

 ‏ انتى هتخرفى...!

 

 ‏عقلك حصل له إيه ..؟

 

 ‏تنظر له قسمت بأعين ضيقه قائله

 

: ‏مش فاهمه ..!

 

 ‏يبتسم خميس ساخراً :

 

 ‏يعنى واضح إن اعصابك تعبانه ...

 

 ‏وبتشوفى حجات محصلش ..

 

 ‏قسمت فى تعجب :

 

 ‏برضه مش فاهمه تقصد ‏إيه ..!

 

 ‏انا بقسملك اللى بقوله ده حصل ..

 

 ‏انا كلمت حماده سكر.. وقابلته..

 

 ‏وشوفته بعنيه ...

 

 ‏هز رأسه فى لا مبالاه :

 

 ‏طبيعى إنك تشوفيه ..

 

 ‏تتراجع وتتسع عيناها فى دهشه

 

: ‏يعنى إيه طبيعى ..؟!

 

 ‏يلتفت لها خميس فجأة :

 

 ‏يعنى انا لا رحت معاكى مقطم ..

 

 ‏ولا رميت حماده سكر من فوق جبل ..

 

 ‏ولا حاجه من اللى قولتى عليها حصلت ...

 

 ‏وسقط قلب قسمت بين قدميها ..

 

 ‏وتشعر بدوار داخل رأسها ..

 

 ‏فقد كان ما يقوله خميس مرعب ..

 

 ‏مرعب إلى أقصى حد...

  إضغط هنا الجزء 36

 جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب


    إضغط هنا الجزء35

   إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضغط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39


إضغط هنا الجزء 40


إضغط هنا الجزء 41

إضغط هنا الجزء42

إضغط هنا الجزء 43

إضغط هنا الجزء 44

إضغط هنا الجزء 45

إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 47

إضغط هنا الجزء 48

إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50 والأخير 

قصص قصيرة  

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات