رواية
أحزان قسمت
الجزء 9
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
ساد الصمت الرهيب داخل منزل الحاج حسن
بعد كلمات صلاح محمود الذى طلب فيها
الزواج من نعيمه ابنته المعاقه ..
للحظات لم بجد حسن الكلمات ليقولها
فيعود صلاح يبتسم وهو ينظر إليه قائلاً
: واتمنى من كل قلبي يكون ليه الشرف
والنصيب اكون واحد من الأسرة بجد..
مط الحاج حسن شفتيه وقال فى تلعثم واضح
بس ... بس انته .... عارف ...إن نعيمه
...
قصدى هو انته .. تعرف
يقاطعه صلاح بذكاء قائلاً :
يا حاج حسن مفيش حد فينا سليم
أنا جيت بيت طيب ... وأهله ناس طيبين
ونعيمه يتمناها ألف شخص ..
احسن منى ..
كفايه اخلاقها وتربيتها ..
كانت كلمات صلاح كافيه برسم الابتسامه
على شفتى الحاج حسن الذى
تنهد قائلاً :
مش عارف اقولك ايه ياصلاح ..!
بصراحه طلبك كان مفاجأة غير متوقعه
على كل حال انا هاخد رأى نعيمه
وهى صاحبت الشأن ..
ابتسم صلاح وانا هستنى الرد يا حاج حسن
وإن شاء الله ربنا يسهل ونلبس الشبكه
الاسبوع ده ...
وبعدها صافح صلاح الحاج حسن
وانصرف ..
التفت الحاج حسن بعد إنصراف صلاح
ليجد نعيمه خلفه ...
تمسك عجلات كرسيها المتحرك
وتنظر له فى تعجب
ليقول مبتسماً :
ألف مليون مبروك يا نعميه ...
نعيمه بوجه متجهم صلب تقول :
على إيه ..؟
يقترب ابوها ويميل نحوها :
مفاجأة ..
صلاح طلب إيديكى .... وعايز يلبسك
الشبكه
الاسبوع ده وع...
تقاطعه نعيمه بلهجه حاده وقويه وصادمه
للجميع وهى تقول :
بس أنا مش موافقه ...
اتسعت عين الحاج حسن بشكل ملفت
وهو ينفى فى ذهول يقول
: مش موافقه ..!
مش ممكن ..!
انتى اتجننتى رسمى ..!
تقترب الام حينها وهى تقول :
يعنى إيه مش موافقه يا تعيمه ..؟!
ماله صلاح عيبه ايه ...؟
معتز يقتحم الحوار :
ايه يا نعيمه الكلام ده ..!
الراجل جاى يتقدم لك حتى مخدتيش
وقت تفكرى..!
وبترفضى...!
بجد انتى غلطانه ..
يخرج محمد ومراد من حجرتهما يتسألان
عن ما يحدث وبعدها صنع الجميع دائره
حول نعيمه فى رباط مشترك فى اللوم
والعتاب لها ومحاولة إقناعها بأنها
فتاة غبيه بل مجنونه لرفضها ذلك العرض
الذى لم يكن يمكنها حتى أن تحلم به
يوماً .
كل هذا وهى تجلس فى منتصف الدائره
المشتعله من ألسنت الاسره حولها ..
صامته ..
جامده لم تنبس بطرف كلمه ...
الجميع فى غاية الغضب والسخط منها ..
سمعت التوبيخ وبعض كلمات السخريه
حتى قاطع كل هذا صوت أبيها :
ياجماعه ممكن بقى نسمع نعيمه ...
ونعرف منها سبب رفضها ..
مراد : اكيد اتجننت ..
او بتتقل...
نعيمه بأعين تتراقص فيها الدموع :
اعتقد يا مراد انك جاوبت دلوقت بدل منى
...
على الاسئله كلها اللى بتقولوها ..
يعقد مراد حاجبيه فى تعجب وهو ينفى
: مش فاهم ..!
جاوبت ازاى مكانك ...؟!
نعيمه : إنى لو رفضت واحد
زى صلاح ابقى مجنونه ...
لأن مش من المنطقى إنه يتقدم
شخص زييه لواحده مشلوله ...
عشان غرض واحد بس أنه
يغيظ اختها اللى رفضته ...
إنه يضربها القلم بيه ..
إنه يهينها لبعض الوقت بأنه طلب ايد
اختها
اللى لا تنفع ولا تصلح تكون زوجه ..
وطبعا كلكم بتفكروا بنفس التفكير ...
وبتقولوا
هيه واحده معاقه زيك كانت تحلم
تتجوز واحد زى صلاح ..
انتى كنتى حتى تطولى يبص لك ..
يسود الصمت والصدمه فى وجوه الجميع
بعد كلمات نعيمه وقد شعروا بقمة الخجل
من أنفسهم وبأن نعيمه صادقه وصريحه
فى حديثها لتضع رأسها أرضا فى ألم
: انا معنديش أى ميزة عشان صلاح
يختارنى من بين كل البنات عشان يتجوزنى
للأسف أنا كارت حابب يلعب بيه
ويرد إهانة اختى قسمت لما فضلت
الحاج خميس عبد القوى عليه ...
هياخد وقته منى ويرجع يقولى كل شىء
قسمه ونصيب ...
ويجرحنى ويمشي .
مراد بصوت هادئ : ياه ..
عندك حق يا نعيمه ..
انتى طلعتى اذكى مننا
كلنا ..
فعلاً الواد صلاح ده مكار ولئيم ..
وجاى يلعب علينا ..
أنا قولت من الاول الواد ده خبيث ...
معتز : واحنا اللى قولنا عليه طيب ..
يتنهد الحاج حسن : خلاص القول يا نعيمه
أقوله مع السلامه ...
وكل شىء قسمه ونصيب ..
ساد الصمت بعد كلمات أبوها وهى تنظر له
واومأت برأسها : أيوه ..
قوله طلبك مرفوض ..
فجأة صوت يقول :
(انتى غبيه يا نعيمه )
نظرت نعيمه الى صوت أخيها محمد الذى
تكلم للمره الاولى وهو يقترب ويميل
ويجلس على ركبتيه صوب كرسيه المتحرك
ينظر إلى عينيها وهو يبكى
لقد رأت الدموع فى عينيه وهو يمسك
يديها البارده ويقبلها قائلاً :
انتى فعلاً غبيه ..
لأن هو اللى ميحلمش ولا يطول يتجوز
واحده زيك ...
اتسعت عيون الجميع فى ذهول مع كلمات
محمد الذى هز رأسه وهو يبتسم فى وجهها
يقول فى حماس وحب وحنان لها
: انتى عندك اللى مش عند قسمت
ولا غيرها من البنات ..
و ده السبب اللى خلاه جه عشانه ...
هو طلع أذكى منك وانتى ظلمتيه ..
أشارت نعيمه إلى نفسها تقول متعجبه :
أنا..!
هز محمد رأسه :
أيوه انتى عندك قلب يساع
الدنيا دى كلها .... فى الحب والطيبه
...
ازاى بتقولى جاى يضربك ويرد
إهانت قسمت له ...!!
لو كان حابب يعمل كده كان راح بيت تانى
مكنش دخل نفس البيت وهو عارف
انه ممكن يترفض تانى وتتكرر إهانته ...
لو كنتى بتعتبرى رفض واحده لواحد
الجواز
زى ما بتقولى اهانه ...
لكن انا شايفها مش إهانه ..
لأن اى شخص معرض يحصل له كده ...
صلاح شاب ذكى ومتفتح وطموح وعنده
حلم ينجح وعنده مستقبل مشرق ومحتاج
قلب ...
ساد الصمت بعد كلمته التى صدمتهم وهو
يكمل ويبتسم : ايوه يا نعيمه ..
صلاح محتاج قلب كبير عشان يساعده
فى مهمته أنه ينجح
ومفيش اكبر من قلبك ...
ولا اطيب ..
مراد فى سخريه كعادته :
وهو عرف منين يافالح إن عندها القلب
ده ..؟
نظر له محمد بنظرات الضجر وقال :
القلوب ممكن تتحس اكتر ما تتشاف يا
مراد ...
لما صلاح جه الفرح واتكلم مع نعيمه
لمجرد دقائق دى مكنتش صدفه ...
ده ربنا وصله للقلب اللى هو محتاجه ..
لما نعيمه قالت لنا على الموقف ده
اللى حصل لها فى فرح قسمت ...
ومتنساش أنه قالها أنا حقيقى
مش عارف السبب
اللى خلانى أجى الفرح ..
لكن السبب الحقيقي اللى معرفوش
ومحدش خد باله منه إن
ربنا فتح له الطريق وقربه
من القلب المناسب واللى محتاجه الفتره
اللى جايه من عمره ..
لم يستطع مراد الرد بعد كلمات محمد
القويه والتى أفقدته النطق
ودبت الروح والامل والسعاده إلى قلب
نعيمه التى شعرت بأن أخيها محمد
كان صادقاً ورأى الصوره افضل منهم
جميعاً..
وهو يكمل :
انا من رأى يا نعميه إن هو
اللى جت له فرصة عمره مش انتى
للجواز منك .
نعميه يبقى لو هوافق على الجواز منه
هيكون عندى شرط ..
نظر لها الجميع فى تعجب لحديثها ..
ومحمد فى حيره يقول :
من حقك تقولى شروطك لكن ...
إيه هوه الشرط ...؟
نعيمه بصوت ورنة حاده تقول :
إن العصمة تكون فى إيدى ...
تجمد الجميع من هول الصدمه ونفى محمد
برأسه فى ارتباك يقول :
بس اللى بتقوليه
ده يا نعيمه صعب ...!
واعتقد إنه مش هيوافق على طلبك ...
مراد فى سخريه : ياعم دى مش عايزه
تتجوز ..
دى بتتلكك..
معتز : اه والله فعلاً.
بزمتك ده كلام واحده عقله تقوله ..؟
انتى عايزه تطفشيه بأى شكل ..
يتنهد ابوها يقول :
يا نعيمه متحبكهاش ..
ومتعجزيش الراجل وتأزمى الموقف ...
يطلق محمد زفير : بابا عنده حق ..
فعلاً يا نعيمه انتى كده بتصعبيها...
تبتسم نعيمه : بالعكس أنا هثبت لك
إن فكرتى صح ...
وإنه مش جاى عشان نعيمه ..
ده جاى ينتقم .. لكرامته مننا ...
مراد :
هو فى حد عاقل هيوافق على طلبك ده
فجاة صوت يضرب الآذان يلتفتون له
جميعا يقول :
(بس أنا موافق )
ينظرون نحو
باب الشقه
الذى لم يغلق بعد انصراف صلاح ..
والذى كان يتقدم منه عائداً يبتسم وهو
يقترب من نعيمه يقول :
أنا موافق تكون العصمه فى إيدها
مدام ده شرطها للجواز منى...
ولم يصدق أحد منهم ما يسمعه..
او يفسر ما يحدث ...!
وهو يكمل :
بس انا كمان هيكون عندى
شرط واحد و أخير ..
ولم يصدق أحد ما يقوله صلاح ..
فقد أقسموا جميعا فى أنفسهم
بلا أدنى شك انه قد أصيب
بالجنون ..

جميع أجزاء الرواية إضغط فى الأسفل على الجزء المطلوب
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق