روايه
احزان قسمت
الجزء 47
تأليف محمد ابو النجا
تتسع أعين قسمت في
صدمه وهي تسمع خبر
وفاه حماده سكر ثم عدد تنفي
برأسها وهي تهمس قائله :
مش ممكن ..!
يشير خالد الى الرجل بالانصراف
ثم يعود قائلًا : مالك يا قسمت..
اللى حصل ده عادي..
ايه يعني لما يموت ..!
ملامحك اتغيرت كده ليه..؟
قسمت في حزن :
انت عارف انى قلت لك
انا مش عايزاه يموت..
ولا بحب الدم ولا بحب القتل
ولا حابه اكون سبب في موته
ابتسم خالد : ومين اللي قال لك
انك انت السبب..!
ده قضاء ربنا..
وعمر حماده سكر إنتهى لحد كده..
تنفي قسمت في حزن
وحسره : لا انت عارف
انك انت اللي جبته من المستشفى
وكانت حالته كانت صعبه وحرجه..
وانا حذرتك..
وقلت لك بلاش...
ده ممكن يموت..
لكن انت ماكنش همك
واصريت على وجوده هنا..
كان واضح عليه التعب والارهاق..
وعادت تنفى برأسها : للأسف
ذنبه في رقبتك يا خالد...
خالد في تعجب : ذنبه فى رقبتى..!
انا بعمل كل ده عشانك..
عشان ارجع لك ابنك..
وما تنسيش حماده سكر ده
عمل فيكى ايه..؟
هو وخميس..
مش عايزك تزعلي عشانه..
قسمت : انا حاسه بالذنب
وضميري مش مرتاح
انا متضايق جدا لما سمعت
الخبر ده
ينفى خالد بيده : انسي ..
وانا هتصرف في الجثه
متقلقيش..
الموضوع خلص خلاص
وانا اوعدك اني هرجع لك ابنك
في اقرب وقت
تنفي قسمت برأسها :
بصراحه اللي انا شايفاه دلوقت
بتوقع إن خميس هو كمان هيموت
بس ما تنساش إن خميس الامل
الاخير في رجوع ابني
هز خالد رأسه : قلت لك
ما تقلقيش ..اطمني ..
انا هتصرف وما تشيليش هم
قسمت : ازاي ما اشيلش هم ..!
وانا شايفه قدامي ناس بتموت
بسببي ..!
واخواتي كمان بخسرهم
واحد ورا التانى ..
وحياتي بتضيع ...
انا انتهيت ...
انا حاسه انى انتهيت...
ينفي خالد برأسه :
وانا رحت فين..!
انا عمري ما اتخلى عنك
او اسيبك... انا هفضل جنبك
وهتجوزك..
تنظر له قسمت في تعجب :
تتجوزني..!
تتجوزنى انا عشان ايه..!
مبقاش فاضل منى حاجه ..
انا انسان محطمه ومهدمه..
انا فقدت مستقبلي..
وفقدت كل حاجه حلوه في حياتي..
فقدت حتى الأمل نفسه ..
يقترب منها خالد وينظر
الى عينيها قائلًا : مش عايز
الاحباط ده..
ومش عايز اليأس اللى
فى صوتك وملامحك..
كل حاجه هتتصلح ...
اطمني... وصدقيني ...
تنظر له قسمت في صمت
ويأس ودموعها تتراقص
في عينيها ..
ثم عادت تقول : انا محتاجه
اشوف اخت نعيمه قوي..
محتاج اقعد معاها ..
حاسه انى عايزه احضنها...
وابكى فى حضنها...
هي اكثر واحده فى الدنيا بتحبني
وبتحس بيه ..
وطول عمري كنت بشوفها
امي الثانيه ..
خالد في تعجب : انا خايف عليكى
دى فيها خطوره ..
ولو رحتي هناك ما اضمنش
ايه اللي ممكن يحصل
وما اضمنش ايه اللي مستنيكى
هناك..
قسمت فى إلحاح : ارجوك
سيبني اروح...
انا محتاج اقعد مع نعيمه جدًا ...
يتنهد خالد : خلاص ..ماشى ..
بس هخلي حد من رجالتي
يوصلك بالعربيه ويرجعك ثاني
قسمت في تعجب :
هو انت لسه خايف عليا
طب خايف عليا من مين..!
ما خلاص ...
حماده سكر مات...
وياسر انت بتقول حبسه عندك
يبقى لسه خايف من ايه ..!
خالد فى تعجب من سؤالها :
خايف من مين..!
إنتى نسيتى ..؟
والاه مش واخده بالك...
اكيد خايف عليكى من
خميس ومديحه...
انتى نسياهم..!
وناسيه ممكن يعملوا فيكى
ايه ..؟
خلينا في الامان..
لم تجد قسمت اي رد سواء
أن هزت رأسها واشارت له
بالموافقه
وبعد دقائق كانت سياره سوداء
تخرج من الفيلا تحمل داخلها
قسمت وقلبها يخفق بشده
من شده خوفها من تلك المقابله
وهي تفكر وتتخيل وترسم صورة
رد فعل اختها نعيمه حين رؤيتها
ولكن
لم تصل لصوره تصدقها ..
*********
ينظر صلاح في دهشه الى
وجه قسمت الواقفه على باب
شقته وهي تبتسم ابتسامه
باهته قائله : ازيك يا صلاح ..؟
عامل ايه..؟
صلاح بهدوء شديد : قسمت..!
ايه المفاجاه الغريبه دي..؟
قسمت في صوت رقيق :
هتفضل سايبني واقفه
على الباب..! ممكن ادخل..؟
اشار لها صلاح في سرعه
: اكيد طبعًا ...اتفضلي...
ثواني هقول لنعيمه
وبعد لحظات جلست فيها قسمت
وحدها تشعر بقلبها يخفق
بقوه حتى سمعت صوت
المقعد الحديدي الذي يتحرك
ويحمل فوقه جسد اختها نعيمه
التي نظرت لها في شفقه
وحب وهي تفتح زراعيها
وتصرخ : قسمت
أختى...
تقفز قسمت من مقعدها
وتتحرك بخطوات مسرعه نحو
اختها نعيمه وتحتضنها وهي
لا تتمالك دموعها وتبكي بغزاره
وتقول نعيمه بصوت حنون :
انتى وحشتيني قوي..
قد ايه كنت محتاجه لك ..
ومحتاج اشوفك..
ومحتاجه اتكلم معاكي...
نعيمه في دموع تقول :
ايه اللي حصل..؟
انتى كنت فين..؟
وايه الغيبه دي كلها ..؟
هو حقيقي انت كنت قاعده
عند خالد ثروت المطرب..؟
قاعده لوحدكم فى الفيلا بتاعته..؟
أومأت قسمت برأسها : ايوه...
واكيد محمد اخوكى هو اللي بلغك
لكن انا عايزك تكوني واثقه فيا ..
وواثقه في اختك .
وعارفاني وعارفه اخلاقي
وعارفه ان انا عمري
ما اعمل حاجه غلط..
كل الحكايه ان هو اقنعني
ان حياتي في خطر ...
وان لازم أستخبي عنده الفترة دى..
ووعدني هيساعدني اني الاقي
ابني اللي راح من حضني...
هو ده كل اللي حصل..
ومحصلش بينا اي حاجه ثانيه ..
ساد الصمت للحظات ثم عادت قسمت
تقول : ده حتى طلب يتجوزني
وانا لحد دلوقتي ما ردتش عليه
ولا قلت له ايوه ولا قلت له لاء...
ومش عارفه اخذ قرار
في الموضوع ده ..
نعيمه : الرأي في الاخر رأيك انتى..
اعملي ايه اللي شايفاه صح..
المهم دلوقتي انت ناويه على ايه..؟
انت خبيت عليه حاجات كتير
عن حياتك وأنا متعودتش منك على كده ...
انا ما اعرفش عنك اي حاجه ..
تتنهد قسمت وهي تقول بصوت حزين
: انا حياتي كلها متلخبطه...
ما بقتش عارفه ولا فاهمه فيها
اي حاجه...
انا كل اللي يهمني دلوقتي
اني الاقي ابني...
غير كده ما فيش اي حاجه
تانيه تهمني...
وبتمنى من ربنا انه يرجع ليه...
وانه يكون عايش ...
أنا لحد دلوقتي ما اعرفش
مين اللي حرق قلبي وخطفه...
منه لله...
نعيمه فى حزن : طب وهتوصلي
له ازاي..؟
وخالد ده هيساعدك ازاي...؟
تنفي قسمت برأسها :
مش عارفه..
لكن ربنا يعمل اللي فيه الخير...
المهم دلوقتي طمنيني عليكى..
وطمنيني على حالك ...
وعن اخبارك ...
أحكيلى كل حاجه بالتفصيل ..
يقاطع صلاح حديثهم وهو
يتنحنح قائلًا : طيب يا جماعه
استاذن انا بقى
واسيبكم مع بعض شويه
على راحتكم ..
اشوفكم على خير...
ويخرج صلاح مبتعدًا
خارج الشقه تاركًا خلفه
قسمت واختها نعيمه يتحدثان
في شوق وحب وسعاده
غابت عنهم زمن طويل
********
( اتمنى تكون كانت زياره سعيده )
نطق خالد ثروت جملته امام قسمت
التي قالت بصوت ووجه شاحب
: الحمد لله...
ارتحت شويه لما حكيت مع نعيمه
حسيت اني شلت من على
صدري حمل تقيل قوي ..
ما كنتش قادره اشيله..
ثم عادت تجلس بهدوء على
مقعد قريب وثير
قائله : ما فيش اخبار جديده ...؟
ينفي خالد : لحد دلوقتي لاء..
بس الرجاله بتعمل اللي عليها
وزياده ..
ولحد دلوقتي مش قادرين نوصل
لخميس ...
اختفى بشكل غريب..!
مش قادرين نوصل لمكانه ..
قسمت فى حيره : طب ومديحه..
مفيش اي اخبارعنها ..؟
ينفي خالد : للأسف لحد
دلوقت برضه مفيش ...
ملهاش اي اثر...
قسمت : هو ممكن مديحه وخميس
يكونوا مستخبيين في مكان واحد
مع بعض ..؟
يغمغم خالد : مش بعيد ..
كل شيء وارد ..
قسمت فى قلق : طب وبعدين..؟
افرض مظهروش ..؟
هفضل قاعده هنا ..!
وهيفضل الوضع على كده كثير ..؟
انا تعبانه ومش عارف ارتاح..
خالد : ان شاء الله في اقرب
وقت كل شيء والامور هتتصلح ..
ما تقلقيش ..
فجأة..
رنين هاتفه ويستمع الى صوت
احد رجاله ثم اتسعت عيناه
وهو ينظر نحو قسمت
وهو يقول في صدمه :
لقوا خميس..
قسمت في لهفه شديده تقفز
من مقعدها تصرخ : لقوه فين..؟
لقوا
خميس فين..؟
وكان رد خالد هذه المره مفاجأة
جديده صادمه ..
ومذهله ...
مفاجأه تقلب كل الموازين
قصص قصيرة
روايات أخرى يمكنك متابعتها
إضغط على الرابط واسم الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق